ما هي أسباب التهاب الغدة النكافية عند الأطفال وكيف يمكن علاجها؟

كما قلنا سابقًا، تُسبب عدوى فيروسية معديّة التهاب الغدة النكافية عند الأطفال، وتنتشر هذه العدوى عبر قطرات اللعاب التي تخرج خلال التنفس أو الاتصال المباشر مع اللعاب المُصاب. يستهدف الفيروس غدد اللعاب، مما يؤدي إلى التهابها وانتفاخها، وقد يؤثر أيضًا على أعضاء أخرى مثل الخصيتين، المبايض، البنكرياس، والدماغ. 

تظهر أعراض الغدة النكافية عند الأطفال عادةً بين 14 و25 يومًا بعد التعرض للفيروس، من أبرز الأعراض انتفاخ غدة الوَرَم الموجودة تحت اللسان، ما يجعل وجه دائري ومنتفخ مثل وجه الهامستر، وقد تشمل أعراض أخرى كما يلي: 

• الصداع.
• ألم بالمفاصل.
• الحمى.
• التعب.
• فقدان الشهية.
• الجفاف في الفم.
• آلام خفيفة في المعدة.

بعض الأطفال لا تظهر عليهم الأعراض السابقة أو تظهر، ولكنها تكون أعراضًا خفيفة للغاية وهذا ما يؤخر التشخيص والعلاج. في هذه الحالة كل ما يحدث هو تورم الغدة اللعابية وهذا ما يسبب الشعور بالألم عند المضع والبلع خاصةً عند تناول الحمضيات، وترتفع درجة الحرارة لتصل إلى 39.5- 40 درجة مئوية. 

إذا كنت تشك في أن طفلك مصاب بالتهاب الغدة النكافية، فمن المهم استشارة طبيب الأطفال للحصول على تشخيص صحيح. عادةً ما يقوم الطبيب بفحص الغدد المنتفخة والبحث عن أعراض أخرى مرتبطة بهذا الالتهاب، وقد يطلب أيضًا إجراء تحاليل وفحوصات أخرى مثل أخذ عينة من اللعاب أو اختبار الدم، لتأكيد وجود الفيروس. 

عادةً ما يكون تورم الغدة النكافية في أوجه في أول 3 أيام من ظهور الأعراض، ثم يبدأ في التضاؤل حتى يختفي في الأسبوع التالي، وغالبًا لا تتجاوز الأعراض أسبوعين. 

من المهم أن يتم عزل الأطفال الذين يعانون التهاب الغدة النكافية  في المنزل لمدة 5 أيام من بداية انتفاخ الغدة. 

بينما تتحسن معظم حالات الغدة النكافية بدون مضاعفات، إلا أن هناك خطرًا من بعض المضاعفات، بما في ذلك: 

• التهاب السحايا: التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
• التهاب الخصية: التهاب الخصيتين في الذكور، والذي يمكن أن يؤدي إلى العقم.
• التهاب المبيض: التهاب المبايض في الإناث، والذي قد يؤثر على الإخصاب.
• التهاب البنكرياس.
• فقدان السمع: في حالات نادرة، قد يسبب التهاب الغدة النكافية فقدان السمع المؤقت أو الدائم.

من المهم اللجوء إلى الرعاية الطبية إذا ما كان طفلك يعاني من أعراض شديدة أو مضاعفات، مثل: 

• ارتفاع درجة الحرارة.
• صداع شديد.
• تيبس في الرقبة.
• الارتباك.
• ألم في البطن.
• القيء.
• نوبات تشنجات.

يمكن أن تساعد التدخلات الطبية السريعة في إدارة هذه المضاعفات وضمان تعافي طفلك. 

علاج النكاف في الأطفال يتضمن نهجًا شاملًا يهدف إلى: 

• تخفيف الأعراض.
• منع المضاعفات.
• تيسير الشفاء السريع.

حاليًا، لا يوجد علاج محدد لالتهاب الغدة النكافية، إذ تتحسن العدوى عادةً بشكل ذاتي في غضون أسبوع لأسبوعين ومع ذلك، يمكن اتباع بعض الخطوات  لتخفيف الأعراض ودعم التعافي كما يلي: 

• تشجيع الراحة وتناول السوائل لمنع الجفاف.
• إعطاء مسكنات الألم الاعتيادية، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، لتقليل الحمى وتخفيف الانزعاج.
• وضع وسائد دافئة أو باردة على الغدد المنتفخة لتخفيف الألم.
• توفير أطعمة ناعمة وسهلة البلع لتجنب الإزعاج أثناء الأكل.
• الحفاظ على العزلة أمر حاسم لمنع انتشار الفيروس إلى الآخرين.

الوقاية والتطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من التهاب الغدة النكافية. يُعطى للأطفال عادةً لقاح MMR الذي يحمي ضد الحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية، وذلك كجزء من جدول التحصين الخاص بالطفولة. 

 يُوصَى بأن يتلقى الأطفال جرعتين من لقاح MMR، مع إعطاء الجرعة الأولى عندما يبلغ الطفل 12-15 شهرًا والجرعة الثانية بين 4-6 سنوات. 

لا يوجد أدوية تعالج التهاب الغدة النكافية بذاتها، ولكن يمكن إعطاء الطفل مسكنات وخوافض للحرارة مثل:  الباراسيتامول والإيبوبروفين.   

من المهم التحدث مع الطبيب المختص لطفلك حول المخاطر والفوائد والآثار الجانبية المحتملة لجميع الأدوية. لا تعطي الإيبوبروفين لطفل أصغر من 6 أشهر ما لم يخبرك الطبيب بذلك. ولا تعطي الأسبرين للأطفال، فالأسبرين يمكن أن يسبب حالة صحية خطيرة تُعرَف بمتلازمة راي تؤدي لفشل الكبد. 

ختامًا، الغدة النكافية عند الأطفال عدوى فيروسية شائعة تسبب التهاب الغدد اللعابية، وبينما تُشفى العدوى ذاتيًا من تلقاء نفسها، ينبغي اللجوء إلى الطبيب المختص لتجنب حدوث أية مضاعفات. من المهم عدم إهمال التطعيم لأنه أفضل وسيلة للوقاية من هذه الحالة المرضية ولا تقلقي من العدوى إذا ما عزلتِ طفلك 5 أيام من تاريخ ظهور . 

احجز معنا في مركز أندلسية لصحة الطفل. 

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.