الصحة النفسية للطفل | كيف تحافظ على نفسية سليمة لطفلك؟

تُعبر الصحة النفسية للطفل عن اتزانه العاطفي والعقلي، ويظهر ذلك في قدرته على التعامل مع تحديات الحياة اليومية والمرحلة العمرية وتكوين علاقات.إذًا، لا تُقتصر الصحة النفسية للطفل على غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من التوازن تسمح له بالازدهار، والتعلم، والنمو ليصبح فردًا متوازنًا. 

تعزيز الصحة النفسية الإيجابية للطفل من أهم الجوانب التي ينبغي على الوالدين الاهتمام بها لما له من أثر حاسم في مستقبلهم كما يلي:

• تؤثر صحة نفسية للاطفال على طريقة تفكير الأطفال وبالتالي تصرفاتهم ونظرتهم لتحدياتهم، لذا إذا كان الطفل متزنًا، يواجه الحياة بمتانة نفسية أعلى وتتكون لديه أنماط تفكير منطقية واقعية تحميه من انحرافات سلوكية مزمنة مثل: تعاطي المخدرات وعدم القدرة على الالتزام.
• تساعد الصحة النفسية على تكوين علاقات بشكل سلس وبدون الدخول في علاقات مؤذية.
• تؤثر الصحة النفسية على الجسدية، لذا مع اتزان الطفل تقل احتمالية الإصابة بعدة أمراض جسدية مثل: آلام العظام وبعض الأمراض المناعية والقولون العصبي وأيضا الامراض النفسية عند الاطفال.

لدى الأطفال احتياجات نفسية كثيرة يجب تلبيتها لضمان التطور السريع لمهاراتهم الإدراكية والعاطفية والاجتماعية التي تشكل قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة بشكل سوي، وتتضمن هذه الاحتياجات ما يلي:

• القبول غير المشروط: عندما يشعر الأطفال بأنهم محبوبون، ومقدرون، ومقبولون كما هم، يشعرون بالأمان وقيمة الذات بشكل واضح.
• الدعم العاطفي: توفير مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم أمر فارق في تطور قدرتهم على إدارتها بشكلٍ صحيح.
• تعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات لدعم ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على اتخاذ القرارت.
• تحديد الحدود والاتساق: يساعد تعريف الحدود وما هو مسموح وما هو غير مسموح على قدرتهم على الانضباط والسيطرة على النفس والتمييز بين ما هو مفروض وواجب وما يمكن التخلي عنه.

من الطبيعي أن يعاني جميع الأطفال من تقلبات عاطفية في بعض الأحيان، لكن إذا كانت هذه التغيرات مستمرة وشديدة فهذا دليل واضح على الإصابة بمشكلات نفسية. ونوضح بالتفصيل فيما يلي أهم العلامات التي تشير إلى وجود مشكلات نفسية لدى الأطفال. 

من المؤشرات الشائعة التي يجب مراقبتها:

• الحزن المطول.
• تغيرات كبيرة في الشهية والنوم ومستوى طاقة الطفل على مدار اليوم.
• الانسحاب من التجمعات، وصعوبة تكوين صداقات.
• شكاوى جسدية مستمرة بدون وجود سبب طبي.
• انخفاض مفاجئ في الأداء الدراسي أو سلوك تخريبي في المدرسة
• القلق المفرط عند الأطفال، أو الخوف.
• إيذاء الذات أو التعبير عن أفكار انتحارية.

تتساءل العديد من الـأمهات: كيف أعرف ما إذا كان الطفل أو المراهق يعاني اضطرابًا نفسيًا؟

حسنًا، توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية لدى الأطفال كما يلي:

• الجينات: يمكن للصفات الموروثة والاستعدادات أن تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
• البيئة الأسرية: تؤثر البيئة الأسرية الإيجابية وأنماط التربية والعلاقات الداعمة في زيادة المرونة العاطفية والقدرة على التعامل مع تحديات الحياة.
• الصدمات والتجارب السلبية: يمكن أن يكون للتعرض للأحداث الصادمة، أو الإساءة، أو الإهمال تأثيرات نفسية عميقة وزيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة.
• العوامل الاجتماعية والبيئية: للعلاقات مع الأصدقاء وبيئة المدرسة تأثير قوي على نفسية الطفل.
• الصحة الجسدية: يمكن للحالات الطبية المزمنة أو الإعاقات أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للطفل.

نعم، تشير الأبحاث العلمية إلى إصابة عدد لا بأس به من الأطفال والمراهقين باضطرابات الصحة النفسية المختلفة، والأكثرها شيوعًا:

• اضطرابات القلق: يرتبط هذا الاضطراب بالقلق المفرط والخوف عند الأطفال والسلوكيات التجنبية التي تعيق الحياة اليومية لدى الطفل أو المراهق.
• اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD): والذي يرتبط بالانتباه المتواصل، وفرط النشاط، والاندفاع.
• اضطراب طيف التوحد (ASD): وهي حالة عصبية تؤثر على التفاعل الاجتماعي والتواصل مع أشخاص مختلفة.
• اضطرابات الاكتئاب: والتي يصاحبها مشاعر حزن مستمرة ويأس، وفقدان الاهتمام بالعديد من الأشياء.
• اضطرابات الأكل: اضطرابات في سلوكيات الأكل سواء بزيادته أو نقصه ما يؤثر على وزن الجسم وشكله بطريقة ملحوظة ومرتبطة بالحالة النفسية.
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): والذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم مثل فقد أحد الوالدين أو الانفصال أو التعرض لاعتداء جنسي.
• نظرًا لخطورة هذه الاضطرابات، يجب على الوالدين الانتباه إلى الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين من خلال التعرف المبكر والتدخل المناسب.

فيما يلي نجاوب السؤال: كيف تربي طفل سليم نفسيًا؟

حسنًا، يمكن للوالدين التركيز على بناء المرونة النفسية للحفاظ على صحة الأطفال ودعم قدراتهم النفسية في مواجهة تحديات الحياة، ومن أهم الاستراتيجيات المتبعة ما يلي:

• تعزيز الروابط القوية والداعمة مع العائلة والأصدقاء لتوفير المزيد من الشعور بالأمان والانتماء.
• خلق مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم واهتماماتهم، ليستطيع الوالدان توجيهه لطرق إدارة كل هذا بشكل صحي ومناسب له.
• تشجيع ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على التغذية المتوازنة والنوم الكافي.
• الحد من وقت التعامل مع الشاشات.
• تعليم الأطفال طرق مختلفة للتعامل مع المشاعر المختلفة مثل الغضب أو الإحراج، ومن هذه الطرق: التنفس العميق.
• توفير فرص للإبداع عن طريق تشجيع المشاركة في الأنشطة الجماعية والرياضة.
• الثناء وتقدير مواهب الأطفال وصفاتهم المختلفة والتركيز على نقاط قوتهم، والعمل على تطوير نقاط ضعفهم.

قد يهمك: اضطرابات المعدة النفسية عند الأطفال

من المهم والأمور الفارقة أيضًا، إدراك الأبوين للحالات التي يجب فيها الإرشاد النفسي والدعم من المختصين، لذا من أجل صحة نفسية للاطفال أفضل، يجب معرفة علامات الاضطراب النفسي عند الأطفال بشكل عميق وتفصيلي ومن أهم هذه العلامات:

• أعراض مستمرة أو متفاقمة تعيق الأنشطة اليومية.
• مشكلات سلوكية مثل نوبات غضب متكررة أو سلوكيات عنيفة.
• أفكار إيذاء النفس أو أفكار انتحارية.
• صعوبة في التكيف مع التجارب الصادمة أو التغيرات الكبيرة في الحياة.

عندما يكون الدعم المهني مطلوبًا، قد يتبع الأطباء مناهج مختلفة مُثبتة بالأدلة العلمية، طبقًا لما يناسب كل طفلٍ على حدي ومنها:

• العلاج النفسي: وبها مدارس عديدة مثل: العلاج السلوكي المعرفي والعلاج باللعب والعلاج الأسري، وكل هذه التقنيات تساعد على تطوير استراتيجيات التكيف لدى الأطفال.
• الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات للقلق لتخفيف الأعراض.
• العلاج المركب: دمج العلاج النفسي والأدوية معًا.
• مشاركة الوالدين والمدرسة: إشراك الوالدين والمدرسة في العلاج عن طريق توفير بيئة داعمة يزيد من ايجابية النتائج على الطفل.
• تنفيذ أنظمة دعم السلوك الإيجابى.
• توفير خدمات الاستشارة والدعم: توفير الوصول إلى مستشاري المدارس، وعلماء النفس، والأخصائيين الاجتماعيين الذين يمكنهم التعرف على مخاوف الصحة النفسية ومعالجتها.
• تعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي: التركيز مع الطفل على تطوير مهارات الذكاء العاطفي وحل النزاعات وكيفية اختيار العلاقات الصحية.
• تعزيز ثقافة القبول والشمول: تعزيز بيئة تدعم الاختلاف وتثبط التنمر وتشجع الدعم بين الأصدقاء.

انظر الي: العنف ضد الأطفال

ببساطة عن طريق التوعية النفسية، فمن خلال معالجة المفاهيم الخاطئة والتحدث بحرية عن الاضطرابات النفسية، يسهل تمكين كلً من الأطفال والعائلات من طلب المساعدة دون خوف أو خجل.

ومن أهم الخطوات لزيادة التوعية النفسية:

• تنظيم ورش عمل وندوات وحملات لزيادة وعي العائلات عن الاضطرابات النفسية المحتملة وأعراضها، وذلك ضمن أنشطة المدراس أو النوادي العامة مثل نادي أطفال جدة.
• تشجيع الحوار المفتوح: خلق مساحات آمنة للأطفال والعائلات لمشاركة تجاربهم وطلب الدعم بدون حكم.
• تعزيز المسؤولية المشتركة: يُعد الحفاظ على الصحة النفسية الإيجابية للأطفال مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون العائلات والمربين لخلق بيئة داعمة تعلمهم القبول والمرونة النفسية وتمكنهم من تغيير السلوكيات المؤذية.

عادةً ما يصف الأطباء هذا النوع من الأدوية ولا يمكن أخذه دون استشارته ومن أهمها:

• بروزاك أقراص Prozac Tabs
• لوسترال أقراص Lustral Tabs

ختامًا، كل طفل يستحق فرصة للتنشئة في بيئة صحية نفسياً وداعمة، لذا من المهم التعرف إلى كل م يخص الصحة النفسية للطفل والاستثمار في تعلم كل الطرق الي تساعد على الأخذ بأيديهم ليكونوا أقوياء نفسيًا ومرنيين وقادرين على التعامل مع تحديات الحياة بطريقة صحية فعالة. 

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.