

تبعًا للأبحاث والدراسات العلمية، ترتبط زيادة الوزن في الأشهر الأربعة الأولى من العمر ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن في عمر سنة وسنتين،أيضًا الزيادة السريعة في الوزن تشير إلى زيادة احتمالي استمرار زيادة الوزن خلال مرحلة الطفولة المبكرة وزيادة مؤشر كتلة الجسم في سن 2-7 سنوات، لذا من المهم متابعة وزن الطفل منذ ولادته واستشارة الطبيب أولاً بأول.
تُعرَّف السمنة في مرحلة الطفولة على أن وزن الطفل أعلى مما يتناسب مع طوله وسنه وهذا ما نعرفه بما يسمى مؤشر كتلة الجسم (BMI) وهو ناتج قسمة وزن الطفل على مربع طوله.
وفيما يلي مؤشر كتلة الجسم وما يدل عليه:

إذا كان مؤشر كتلة الجسم تشير إلى أن الطفل يعاني من السمنة فمن المهم أن يستمر الطبيب في الفحص لمعرفة ما إذا كانت السمنة سببًا في ظهور أمراض أخرى أكثر خطورة مثل الضغط والسكري والكبد الدهني ومشكلات الطبية لدى الفتيات في مرحلة المراهقة.
بجانب مؤشر كتلة الجيم فإنه توجد عدة علامات تؤكد أن الطفل أو المراهق مصاب بالسمنة كالآتي:
يمكن أن تكون للسمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة تأثيرات قصيرة الأجل وطويلة الأجل كبيرة على الصحة البدنية والاجتماعية والعاطفية، وتشمل بعض المضاعفات الشائعة المرتبطة بالسمنة المفرطة ما يلي:

تسهم العديد من العوامل في تطوير السمنة المفرطة في الأطفال وتشمل:
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي: الأطفال الذين لديهم والدين أو أشقاء يعانون من زيادة الوزن أو السمنة لديهم ميلاً أكبر للإصابة بالسمنة أنفسهم. إضافة إلى ذلك هناك أيضًا بعض الأمراض الوراثية النادرة التي تسبب السمنة لدى الطفل، مثل نقص مستقبلات هرمون الشبع، ومتلازمة برادر ويلي (Prader-Willi syndrome)، ومتلازمة بارديت بيدل (Bardet-Biedl syndrome).
نمط الحياة والعادات الغذائية: العادات الغذائية غير الصحية مثل تناول الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية والقليلة من العناصر الغذائية تسهم في زيادة الوزن لدى الأطفال. أصبح استهلاك الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة المحلاة والمشروبات الغازية شائعًا بين الأطفال، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية بشكل مفرط.
النشاط البدني الضعيف: نقص النشاط البدني المنتظم هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في السمنة في مرحلة الطفولة، فبعض السلوكيات مثل استخدام الشاشات بشكل مفرط والمشاركة المحدودة في الأنشطة البدنية تزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
العوامل الاقتصادية: بعض الأطفال -نظرًا لأحوال والديهم الاقتصادية المحدودة-لا يتوفر لهم الأطعمة الغذائية الصحية والمساحات الآمنة للنشاط البدني وهذا ما يوفر بيئة مشجعة على السمنة المفرطة.
العوامل النفسية: العوامل العاطفية والنفسية مثل الإجهاد والملل والاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى الأكل المفرط كطريقة لتنفيس كل المشاعر السيئة وهذا ما يسمى بالأكل العاطفي، إذ تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات القلق واضطرابات الطعام فيفئة الأطفال والمراهقين، لذا يجب التذكير أن عادات الطفل في الصغر تؤثر على حياته فيما بعد. إذا كان يعاني من اضطرابات وتوترات ويرتكز على الطعام لتخفيفها، فمن المرجح أن يستمر في هذه العادة ويواجه مشكلات السمنة في المستقبل.
مشكلات مرضية: قد ينتج ظهور السمنة لدى الطفل نتيجة إصابته ببعض الأمراض، مثل:
معرفة السبب الحقيقي وراء السمنة لدى الطفل يساعد على تحديد الصورة بوضوح وجعل رحلة العلاج أكثر فعالية، لذا لا تتجاهل أسئلة الطبيب حول أسباب السمنة والحلول الممكنة.

يجب أن تكون معالجة السمنة المفرطة في الأطفال شاملة ومتعددة التخصصات، مع الأخذ في الاعتبار أنه يمكن أن تختلف أهداف العلاج اعتمادًا على عمر الطفل ونمط النمو. فيما يلي بعض المكونات الأساسية لاستراتيجيات العلاج الفعالة:
من المهم أن يوفر الوالدين للطفل نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية المفيدة له ويرتكز في الأساس على الفواكه والخضروات والبروتينات النباتية والحبوب الكاملة مع تقليل الأطعمة المُصنعة والمحلاة بالسكر مع عدم منعها تمامًا لصحته النفسية.
يجب تشجيع الأطفال على ممارسة النشاطات البدنية المناسبة لعمرهم لمدة 60 دقيقة على الأقل يوميًا مع دمج الأنشطة التي يستمتع بها مثل الرياضة والرقص وركوب الدراجات لجعل النشاط البدني ممتعًا ودائمًا.
يجب مساعدة الأطفال على اعتماد سلوكيات صحية من خلال زيادة ثقتهم بأنفسهم وتحديد أهداف واقعية يستطيعوا الوصول لها وتشجيعهم على مراقبة أنفسهم لمعرفة السلوكيات غير الصحية وتقليلها. أيضًا من المهم تعليمهم آليات للتعامل مع المشاعر السلبية والتكيف مع الأكل العاطفي.
في بعض الحالات، قد يقوم أخصائي التغذية بوصف الأدوية لإدارة مضاعفات الوزن مثل السكري من النوع 2 أو ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، يجب استخدام الأدوية دائمًا جنبًا إلى جنب مع تعديلات نمط الحياة.
في حالات محددة، قد يقرر الطبيب التدخل الجراحي كحل أخير عند فشل كل المحاولات الأخرى وعدم الاستجابة لتعديلات نمط الحياة مع ظهور حالات مرضية خطيرة مرتبطة بالسمنة.
تقديم الدعم النفسي للأطفال من أهم الجهود التي يجب أن تُبذل ليستطيع التخلص من زيادة الوزن، إذ يساعد الدعم في تحسين التعامل مع المشكلات النفسية التي تساهم في السمنة مثل الاكتئاب. توفير البيئة الداعمة وتوفير القبول الغير مشروط للطفل من الأدوات المهمة لتحسين صورته عن نفسه ومواجهة السمنة.

تساعد المكملات الغذائية على تعويض النقص من العناصر الغذائية والفيتامينات الهامة التي لم يحصل عليها الجسم بشكل كاف، ومن الأنواع الأكثر شيوعًا:
ختامًا، تكمن خطورة السمنة عند الأطفال في المضاعفات المزمنة التي يمكن أن تسببها ما يؤثر على صحة الطفل في كل مراحل عمره وكذلك قلة كفاءته، لذا من المهم الانتباه إلى هذه الحالة وعدم التهاون بها واستشارة الطبيب المختص لمعرفة السبب وراء السمنة وعلاجها بالطريقة المناسبة لعمر الطفل وحالته.
احجز معنا في مركز أندلسية لصحة الطفل مع نخبة من أكفأ الأطباء.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.