

تحدث الذبحة الصدرية الكاذبة على هيئة ألم خفيف في الصدر أو الثدي، وعادةً ما يتبعه شحوب ثم زُرقه وبرودة أو تنميل في الأطراف، ونظرًا للتشابه الكبير في الأعراض مع الذبحة الصدرية؛ فسُميت هذه الحالة بالذبحة الصدرية الكاذبة.
تنشأ الذبحة الصدرية الكاذبة نتيجة اضطراب عصبي في العمود الفقري من منطقة العنق، إذ يضغط جذر العصب العنقي السابع نتيجة الإصابة بداء الفقار العنقي؛ لذا سُميت أيضًا بالذبحة الصدرية العنقية (Cervical angina).
قد يحدث أيضًا خلط بين الذبحة الصدرية وأمراض المرارة أو قرحة المعدة أو الارتجاع الحمضي، وعادةً ما يختفي في غضون بضع دقائق من حدوث الألم.
لا يوجد أي دليل على إصابة المريض بأمراض القلب، على الرغم من أن ألم الصدر يشبه ألم الذبحة القلبية الحقيقية.
لا ينبغي إهمال الألم غير المفسر في الصدر الناتج عن الذبحة الصدرية الكاذبة، إلا في حالة وجود اشتباه قوي فيها، فيجب إجراء الفحوصات والاختبارات؛ لاستبعاد أمراض القلب وتأكيد حدوث انزلاق غضروفي وضغط على الحبل الشوكي.
يلجأ الأطباء وجراحي العمود الفقري للعلاجات غير الجراحية في بادئ الأمر، مثل مضادات الالتهاب والأدوية الباسطة للعضلات، لكن في حالة فشلهم يكون العلاج الجراحي هو الحل الأنسب.
تعود 70% من الحالات المصابة بالذبحة الصدرية الكاذبة إلى انضغاط جذر العصب العنقي ما بين الجذر العصبي الرابع إلى الثامن، المسؤول عن الإمداد الحسي والحركي للجزء الأمامي من جدار الصدر.
يمكن أن تنشأ كذلك من أمراض العمود الفقري العنقي، مثل: الانزلاق الغضروفي أو ضيق العمود الفقري أو داء الفقار العنقي، كما أن حالات الشلل النصفي التدريجي الناجم عن انضغاط الشريان النخاعي تسبقها نوبات متكررة من هذا النوع من الألم.
على الرغم من ذلك، لا تزال آليات حدوث الألم الناتج من الذبحة الصدرية الكاذبة غير مفسر بشكل كامل حتى الآن؛ لوجود العديد من المسارات العصبية.
تظهر أعراض الذبحة الصدرية العنقية بشكل واضح في حالة تكرار حركة الرقبة، وقد يظهر أيضًا في أثناء الراحة أو يظهر أحيانًا على هيئة نوبات مفاجئة أو مستمرة.
يصيب حوالي نصف المرضى بعض الأعراض، والتي تشمل:
وفقًا لمجلة New England Journal of Medicine، فحوالي 15% إلى 25% من المرضى الذين يعانون من ألم حاد في الصدر يكونون بالفعل مصابين بأمراض الشريان التاجي.
يخضع معظم المرضى للاختبارات لاستبعاد الأمراض القلبية، وتُشخص هذه الحالات بأن الألم الصدري غير ناجم عن أمراض القلب، لكن يمكن أن يكون ناتجًا من بعض أمراض الجهاز الهضمي أو الجهاز العضلي الهيكلي.
لا يمكن الجزم على إصابة المريض بالذبحة العنقية، إلا بعد استبعاد مرض الشريان التاجي، ويعد التاريخ المرضي والفحص البدني، ومعرفة كيف ومتى بدأ الألم في الظهور من الإجراءات الهامة أثناء التشخيص.
قد يخضع المريض كذلك لبعض الاختبارات، وتشمل:
مخطط كهربية القلب (ECG)
يسجل هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب، فيكشف عن حدوث تلف في عضلة القلب نتيجة ظهور إيقاعات غير طبيعية له.
اختبار الإجهاد
يستخدم هذا الاختبار للكشف عن قدرة القلب على العمل أثناء المجهود، مثل ممارسة الرياضة، إذ يُختبر أداء المريض على الدراجة الثابتة أو جهاز المشي، كذلك يُستخدم لمراقبة معدلات التنفس وضغط الدم.
يُساعد أيضًا هذا الاختبار في معرفة المستوى الآمن من التمارين الرياضية بعد النوبات القلبية أو جراحة القلب، كما يمكن إعطاء المريض دواءً لتحفيز القلب كما لو كان يمارس التمارين.
قسطرة القلب
تُجرى قسطرة القلب عن طريق تمرير سلك في الشرايين التاجية ثم تُحقن صبغة التباين في الشريان، وتُلتقط صور بالأشعة السينية لرؤية ضيق الشرايين وانسدادها ومشاكلها الأخرى.
تصوير القلب بالرنين المغناطيسي
يمكن لهذا الاختبار فحص كمية الدم المتدفق إلى عضلة القلب، لكنه ربما لا يتوفر في جميع المراكز الطبية.
الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للشرايين التاجية
يوضح هذا الاختبار كمية الكالسيوم داخل الأوعية الدموية للقلب، ويُظهر أيضًا تدفق الدم عبر الشرايين التاجية.
يعتمد اختيار طريقة العلاج المناسبة بناءً على عمر المريض والأعراض الظاهرة وصحته العامة ومدى خطورة حالته.
العلاج غير الجراحي
ينجح العلاج التحفظي مع معظم المرضى والذي يستغرق حوالي ثلاثة أشهر لإظهار نتائجه، ويشمل استخدام الأدوية المضادة للالتهاب أو مرخيات العضلات أو العلاج الطبيعي.
يساعد أيضًا التثبيت البسيط لطوق العنق (neck collar fixation) أو شد الرأس (head traction) في تخفيف الألم.
العلاج الجراحي
يلجأ جراحو العمود الفقري لإجراء الجراحة في حالة فشل الطرق العلاجية الأخرى؛ لتخفيف الضغط عن الحبل الشوكي أو جذر العصب وبالتالي تخفيف أعراض الذبحة الصدرية العنقية بشكل فعال.
يصعب تمييز الذبحة الصدرية الكاذبة عن الذبحة الصدرية الحقيقة بالطرق الكلاسيكية، مثل الاستجابة للنيتروجليسرين أو مدة الألم، على الرغم من ذلك قد يستجيب مريض الذبحة الصدرية الكاذبة بشكل جزئي للنترات.
يمكن كذلك أن يكون مخطط كهربية القلب واختبارات الإجهاد إيجابية عند مريض الذبحة الصدرية الكاذبة في حال وجود أمراض قلبية.
لذا فيجب إجراء اختبارات أكثر دقة لتشخيص الذبحة الصدرية العنقية، وذلك عن طريق:
على الرغم من وجود تاريخ مرضي لآلام الرقبة في معظم مرضى الذبحة الصدرية العنقية، إلا أنه يعد من العلامات الثانوية ولا يُعتمد عليه.
ينتج ألم الصدر الناجم عن الذبحة الصدرية الحقيقية عندما لا يحصل جزء من القلب على كفايته من الدم والأكسجين، وتنتج الذبحة كعرض من أعراض مرض الشريان التاجي أو ربما بعض الأسباب الأخرى.
يحدث مرض الشريان التاجي عندما يضيق الشريان المغذي لعضلة القلب، وذلك نتيجة:
تُزيل الراحة آلام الذبحة في غضون دقائق أو عن طريق تناول أدوية القلب، مثل النيتروجليسرين، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للذبحة الصدرية ما يلي:
يساعد النيتروجليسرين على تخفيف الألم في حالة الإصابة بالذبحة الصدرية عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم لعضلة القلب وتقليل العبء عن القلب، كما يمكن تناوله يوميًا للوقاية من الذبحة الصدرية.
لا يجب تناول أدوية ضعف الانتصاب، مثل السيلدينافيل والتادالافيل وفاردينافيل؛ لأن ذلك يتسبب في انخفاض حاد في ضغط الدم.
تشمل العلاجات الأخرى لعلاج الذبحة الصدرية ما يلي:
ختامًا فالتفريق بين الذبحة الصدرية الحقيقية والذبحة الصدرية الكاذبة من الأمور الصعبة والتي تحتاج للكثير من الفحوصات والاختبارات، فلا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط في التمييز بينهما، كذلك يجب عدم إهمال تكرار الإصابة بالذبحة الصدرية الكاذبة والتعامل معها بحرص حتى يثبت العكس.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.