ما هي أسباب الحصبة عند الأطفال وما هي طرق علاجها؟

تُصنّف الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى وسريعة الانتشار التي تصيب الأطفال غالبًا في الصغر. تنتقل الحصبة عن طريق الاتصال المباشر والهواء، إذ يصيب الفيروس الجهاز التنفسي، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم مسببًا الأعراض والمضاعفات. يمكن أن تتفاقم الحالة بسبب المضاعفات وعندها تصبح الإصابة خطيرة وقد تؤدي إلى وفاة الطفل المصاب. 

انخفضت معدلات الحصبة عند الأطفال بسبب لقاح الحصبة الذي بدأ استعماله منذ عام 1963 والذي ساعد في الحد من نسب الوفيات التي يتسبب فيها المرض. نجحت أنشطة التحصين من قبل عدد من البلدان ومنظمة الصحة العالمية في منع 56 مليون حالة وفاة بين عامي 2000 و 2021. 

خفّض التطعيم ضد الحصبة الوفيات من 761000 في عام 2000  إلى 128000 في عام 2021. يمكن أن يذكركم هذا بالقصة المشابهة التي حدثت بخصوص فيروس البليو المسبب لشلل الأطفال وكيف ساعد اللقاح على القضاء عليه في العديد من البلدان وهنا تتجلى لكم فائدة التطور العلمي والطبي في محاربة الأمراض والحفاظ على الأرواح. 

لم تنتشر الحصبة في الولايات المتحدة منذ حوالي عقدين من الزمن، نتيجةً لارتفاع معدلات التطعيم بشكل عام، لكن نضيف إليكم أن ما تسبب في معظم الحالات الأخيرة التي ظهرت في الولايات المتحدة هو الإصابة بالفيروس خارج نطاق البلاد وحدثت الإصابات لدى الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم أو الذين لم يعرفوا ما إذا كانوا قد تم تطعيمهم أم لا. يتضح لكم مما سبق أعزاءنا أّهمية اللقاح في الحد من انتشار المرض وتأثيره على نسب الإصابات. 

للأسف لا يزال المرض يقتل أكثر من 200000 شخص سنويًا رغم انتشار اللقاح ونجاحه وهذا بسبب خلو بعض البلدان من فرص تطعيم الأطفال. 

نضيف لكم أيضًا معلومة في غاية الأهمية وهي أن مرض الحصبة (Measles) يُعرف أيضًا بالروبولا (Rubeola) يُعد عدوى مختلفة عن الروبيلا (Rubella) أو ما تُعرف بالحصبة الألمانية (German Measles) رغم التشابه في الأعراض بين المرضين ورغم أن كلًا منهما عدوى فيروسية كذلك، ولكن كل مرض منهما يسببه فيروس مختلف عن الآخر. 

يُقصد بالأمراض شديدة العدوى أنّها سهلة وسريعة الانتشار، والحصبة أحدها. تنتج الحصبة عند الأطفال والكبار بسبب فيروس يصيب الأنف والحلق عند الأطفال أو الكبار كذلك، إذ يُفضّل الفيروس العيش والتكاثر في خلايا هذه الأجزاء من الجسم. 

ينتقل المرض عند انتشار رذاذ اللعاب المحمّل بالفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق السعال أو العطس أو حتى التحدث. تنتقل قطرات الرذاذ هذه إلى الهواء ويمكن للشخص السليم حينها أن يستنشقها. 

نضيف إليكم أنّه بإمكان هذه القطرات المحملة بالعدوى البقاء في الهواء لمدة ساعة كاملة، وقد تهبط القطرات المعدية كذلك على الأسطح المختلف حيث يمكن أن تعيش وتنتشر لعدة ساعات، وحينها يمكن أن يصاب الشخص السليم بالعدوى عن طريق لمس السطح الملوث وملامسة الأنف أو الفم أو العين بعدها. 

تنتقل العديد من الفيروسات بالطريقة السابق ذكرها للتو، ولهذا تتضمن أساسيات إرشادات النظافة والوقاية من الفيروسات ما يلي:

1. غسل اليدين بالماء والصابون بشكل وافٍ لمدة كافية من الوقت بشكل مستمر خلال اليوم.
2. تعقيم الأسطح قبل لمسها واستعمالها.
3. الحرص على عدم استخدام الأدوات الشخصية للآخرين.
4. تعقيم الأيدي بصورة مستمرة.

يساعدكم الوعي بالطريقة التي تنتقل بها بعض الفيروسات على الحرص على اتباع إرشادات النظافة والوقاية بطريقة واعية مع استيعاب الهدف منها، ما يجعل الالتزام بها أكثر سهولة. 

نشارك معكم فيما يلي بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالحصبة:

1. عدم تلقِ اللقاح: تشير الأرقام أن حوالي 90% من الأشخاص الذين لم يتلقوا تطعيم الحصبة من المرجح أن يصابوا بالمرض وحينها تكون أعراضه شديدة للغاية مقارنةً بالأشخاص الذين أكملوا جرعات اللقاح.
2. السفر دوليًا: يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالحصبة عند السفر إلى البلاد التي ينتشر فيها المرض.
3. الإصابة بنقص فيتامين أ: قد يعاني الأطفال والأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين أ في نظامهم الغذائي من أعراض ومضاعفات أكثر حدة عند الإصابة بالحصبة.

تظهر علامات وأعراض الحصبة بعد حوالي 10 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس وعادةً ما تتضمن ما يلي:

1. الحمى.
2. السعال الجاف.
3. سيلان الأنف.
4. التهاب الحلق.
5. التهاب الملتحمة، أي العين.
6. ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم.
7. الطفح الجلدي الذي يتكون من بقع كبيرة ومسطحة.

تكون الحصبة في أقصى درجات العدوى أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى الأربعة الأيام التي تلي ظهور الطفح الجلدي، وتحدث العدوى على عدة مراحل وتستغرق أسبوعين إلى 3 أسابيع.

لا يوجد علاج محدد لعدوى الحصبة عند حدوثها وتعتمد العلاجات حينها على تخفيف الأعراض وتفادي تفاقم المرض، قد يشمل علاج عدوى الحصبة ما يلي:

1. مخفضات الحرارة: يمكن استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: أسيتامينوفين أو إيبوبروفين لتخفيف أعراض الحمى التي قد تزعج الصغار والكبار على حدٍ سواء عند الإصابة. نرجو استشارة الصيدلي بخصوص جرعات الدواء التي تناسب الأطفال.

 نلفت انتباهكم أن الأطباء يحذّرون من تناول الأسبرين للأطفال والمراهقين الذين يعانون من العدوى لارتباط تناوله بتطور بعض المضاعفات ومنها متلازمة راي. 

1. المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا تطورت العدوى البكتيرية بسبب الإصابة والتي تشمل الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن. قد تحدث العدوى البكتيرية الثانوية بسبب انتهاز البكتيريا لفرصة وهن الجسم في أثناء الإصابة بالعدوى الفيروسية.

نضيف إليكم كذلك معلومة مهمة وهي أنّه يمكن إعطاء لقاح الحصبة في غضون 72 ساعة من التعرض لفيروس الحصبة عند الأطفال المصابة لتوفير الحماية ضده، ويكون هذا فعّالاً في التقليل من حدة المرض لدى للأشخاص الذين ليس لديهم مناعة ضد المرض وخاصةً الأطفال.

يصف الطبيب لطفلك بعض الأدوية التي تساعد في التخفيف من أعراض الحصبة، مثل:

• الأسيتامينوفين Acetaminophen.
• البروفين Brufen.
• مكملات فيتامين أ بجرعات كبيرة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم السنة Vitamin A.

استعرضنا معكم اليوم أهم المعلومات التي يجب عليكم الإلمام بها فيما يخص الحصبة عند الأطفال، وتعرفنا سويًا على التطور الذي أحدثه اللقاح في تقليل عدد الإصابات والوفيات. شاركنا معكم كذلك طريقة انتشار المرض والنصائح والإرشادات التي تساعدكم وتساعد أطفالكم على الوقاية من الفيروسات بشكل عام وتطرقنا كذلك إلى الطرق المتاحة لتخفيف الأعراض. لا تتهاونوا في استشارة الطبيب في حالة الشك أن طفلكم يعاني من الحصبة، ونتمنى لكم ولأحبتكم دوام الصحة والعافية. 

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.