كيف تؤثر الصدفية على التهاب المفاصل الصدفي؟

التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis) نوع من التهاب المفاصل الذي قد يصيب بعض الأشخاص المصابين بالصدفية وغالبًا ما يحدث بعد عدة سنوات من الإصابة بمرض الصدفية، ولكن قد تبدأ مشكلات المفاصل لدى البعض بالتزامن مع الإصابة بالصدفية أو قبل ظهور أعراضها.

تُعد آلام المفاصل وتيبسها وتورمها من العلامات والأعراض الرئيسة للمرض والذي يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم بما في ذلك أطراف الأصابع والعمود الفقري. تتراوح شدة الأعراض ما بين خفيفة نسبيًا إلى شديدة حسب كل حالة.  

يتميز كل من مرض الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي بتناوب فترات من اشتداد الأعراض وفترات أخرى من اختفائها. لا يوجد علاج يشفي بشكل تام من المرض، إلّا أن طرق العلاج المتاحة تهدف إلى السيطرة على الأعراض ومنع تلف المفاصل، إذ قد يؤدي إهمال السيطرة على المرض في بعض الحالات إلى مضاعفات قد تصل إلى الإعاقة.

الصدفية هي حالة جلدية تتسبب في ظهور بقع قشرية على سطح الجلد وتظهر هذه البقع باللون الوردي أو الأحمر مع كون القشور مائلة للون الأبيض أو الفضي. يمكن أن تظهر هذه البقع على أي منطقة من الجسم وتتضمن هذه المناطق عادةً المرفق والركبة وفروة الرأس وأسفل الظهر.  

يصاب أغلب الأشخاص عادةً ببقع صغيرة، وقد تسبب الألم والحكة في بعض الأحيان. يمكن أن يصاب بالصدفية الأشخاص من جميع الأعمار، إلّا أنّّها غالبًا ما تظهر ما بين عمر 20 إلى 30 وما بين عمر 50 إلى 60 وتتساوى نسب الإصابة بين الجنسين من الرجال والنساء.  

تتباين شدة المرض من شخص لآخر ويُعد أحد الأمراض المزمنة التي تتصف بفترات من اشتداد الأعراض وفترات أخرى من سكونها.  

إذا كنتم تتساءلون عن السبب وراء ظهور مرض الصدفية فيعود ذلك إلى زيادة إنتاج خلايا الجلد بشكل مبالغ فيه وفي فترة زمنية قصيرة قد تصل إلى 3 إلى 7 أيام بدلًا من عدة أسابيع، ما يؤدي إلى تراكم الخلايا على شكل البقع القشرية. يعتقد الأطباء أن زيادة إنتاج الخلايا هذه ترجع إلى وجودة مشكلة في الجهاز المناعي.  

نشارك معكم بعض المعلومات عن مرض الصدفية كذلك فيما يلي:

• لا يُعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية المعدية.
• قد تنتشر الإصابة بمرض الصدفية لدى بعض العائلات.
• تبدأ الإصابة بمرض الصدفية لدى بعض الأشخاص بعد التعرض لمحفز معين، مثل: عدوى الحلق، إصابة الجلد بضرر ما، استخدام بعض الأدوية.

ننتقل الآن لشرح أعراض وأسباب التهاب المفاصل الصدفي في الفقرات التالية بعد شرحنا لمرض الصدفية المرتبط به.

قد تتشابه علامات التهاب المفاصل الصدفي وأعراضه مع التهاب المفاصل الروماتويدي، إذ يتسبب كلا المرضين في ألم المفاصل وانتفاخها والشعور بالتورم أو السخونة عند لمسها. نشارك معكم بعض الأعراض الأخرى المحتملة للمرض فيما يلي:

1. تورم أصابع اليدين والقدمين: قد يسبب المرض التورم والانتفاخ الذي يؤدي إلى الشعور بالألم في الأصابع.
2. الشعور بألم في القدم: قد يسبب المرض ألمًا في الأماكن التي ترتبط فيها الأوتار والأربطة بالعظام، مثل: كعب القدم.
3. ألم أسفل الظهر: قد يصاب بعض الأشخاص بحالة تسمى التهاب الفقار وهو التهاب يحدث بين فقرات العمود الفقري ويسبب الألم نتيجةً لالتهاب المفاصل الصدفي.
4. تغيرات في شكل الأظافر: قد تظهر بعض الخدوش على الأظافر.
5. التهاب العين: يمكن أن يسبب المرض التهاب القزحية، وتتضمن أعراضه ألمًا في العين واحمرارًا وضبابية في الرؤية ويجب علاجه على الفور لتفادي فقدان البصر.

يجب استشارة الطبيب إذا شعر الشخص بآلام المفاصل المستمرة لوقت طويل لسرعة التدخل والعلاج ولتفادي إلحاق الضرر بالمفاصل.

يحدث المرض بسبب مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم للخلايا والأنسجة السليمة، ما يؤدي إلى التهاب المفاصل بفعل هذا الهجوم.  

يعتقد الباحثون أن للعوامل الوراثية والبيئية دورًا في رد فعل الجهاز المناعي الذي يسبب المرض، إذ اكتشفوا أن العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي لديهم تاريخ عائلي للإصابة.

يُعتقد كذلك أن تعرض الجسم لصدمة، مثل: الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية له دور في تطور المرض لدى بعض الأشخاص.

قد يتفاقم الوضع لدى عدد قليل من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي ليتطور إلى حالة أكثر خطورة تدعى بالتهاب المفاصل الجادع (Arthritis Mutilans) وهو شكل حاد ومؤلم من التهاب المفاصل وقد يسبب الإعاقة.  

يؤدي هذا النوع من التهاب المفاصل مع مرور الوقت إلى تدمير العظام الصغيرة في اليدين وخاصةً في الأصابع، ما يؤدي إلى تشوهها بشكل دائم. لا يجب أن يقلق المصابون بالتهاب المفاصل حيال هذه المضاعفات إذا أن الاهتمام بالعلاج يقلل نسب الإصابة بها والتي تُعد قليلة من الأساس.  

قد يؤدي التهاب المفاصل الصدفي كذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض التالية لدى بعض الأشخاص، ونعددها لكم فيما يلي:  

• ارتفاع ضغط الدم.
• متلازمة التمثيل الغذائي.
• السكري.
• أمراض القلب والأوعية الدموية.

تشمل الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الصدفي ما يلي: 

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تساعد على تسكين الألم وتقليل الالتهاب. يوجد منها بعض الأنواع المتاحة دون الحاجة لوصفة طبية، بينما تحتاج بعض الأنواع القوية لوصفة طبية. تحتاج بعض الأنواع لوصفة طبية تحت إشراف الطبيب بسب ما يمكن أن ينتج عنها من آثر جانبية، مثل: تهيج المعدة ومشكلات القلب وإلحاق الضرر بالكبد والكلى.
• الميثوتريكسات: يبطء تطور المرض ويساعد على الحفاظ على المفاصل والأنسجة من التلف الدائم. يجب أن يُستخدم تحت إشرف الطبيب لما له من آثار جانبية محتملة.
• أبريميلاست: يُستخدم للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الصدفي الخفيف إلى المعتدل والذين لا تناسبهم الأدوية الأخرى.

يضع الطبيب خطة العلاج بما يتناسب مع كل حالة لتخفيف ألم الأعراض وتسهيل الحياة اليومية. قد تحتاج الحالات الشديدة إلى علاجات أخرى، ونعدد لكم منها ما يلي:  

• حقن الستيرويد: قد يساعد حقن المفصل على تقليل الالتهاب.
• جراحة استبدال المفاصل: يمكن استبدال بعض المفاصل التي تضررت بشدة من التهاب المفاصل الصدفي بمفاصل اصطناعية.

• ميثوتريكسات methotrexate.
• أبريميلاست Apremilast.
• كورتيزون cortecosteroids.

استعرضنا معكم اليوم التهاب المفاصل الصدفي وارتباطه بمرض الصدفية، وتطرقنا إلى أسبابه وأعراضه ومضاعفاته. عددنا لكم كذلك الطرق المتاحة للعلاج والتي تعتمد على تقليل الأعراض وتخفيفها لتحسين جودة حياة المريض. يُرجى أن تتوجهوا لاستشارة الطبيب عل الفور عند المعاناة من آلام المفاصل أو الظهر ليساعدكم على تشخيص المرض مبكرًا وسرعة التدخل لتفادي الكثير من المضاعفات. 

احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.