ما أسباب التهاب الأعصاب؟ وكيف يمكن علاجها؟

تتطور حالة التهاب الأعصاب نتيجة تعرض الجسم لحالة التهابية أو مرضية تؤثر في الأعصاب بشكل مباشر، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض يوماً بعد يوماً لتصل لحالة الاعتلال العصبي Neuropathy، وهي حالة مرتبطة بتلف العصب وفقدانه لوظيفته كلياً مع مرور الوقت. 

إن التهاب الأعصاب أول مراحل الاعتلال العصبي، وتتنوع الأسباب التي تبدأ بها هذه الرحلة مع المريض لنجد على رأسها ما يلي:

• أمراض المناعة الذاتية والالتهابات المرافقة لها، يشمل ذلك أمراضاً مثل: الذئبة الحمامية والتهاب المفاصل الروماتويدي.
• الالتهابات والعدوى، قد ينجم تلف الأعصاب عن إصابة الجسم بالعدوى الفيروسية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية أو العدوى الجرثومية مثلما يحدث في مرض لايم Lyme disease.
• داء السكري من النمط الثاني، إذ يؤدي ارتفاع السكر في الدم بشكل غير منضبط لفترة طويلة إلى أذية عصبية، وهذا ما يفسر فقدان مرضى السكر إحساسهم بالجروح أو البرودة أو الحرارة في أطرافهم.
• نقص الفيتامينات، يعاني الأشخاص الذين لديهم نقصاً شديداً في بعض الفيتامينات من تلف الأعصاب، وغالباً ما تكون هذه الفيتامينات من مجموعة فيتامين ب وخاصة المجموعة الثلاثية التي نراها دائماً في المكملات الغذائية الشهيرة وهم فيتامين ب1 و6 و12.

قد ينتج ذلك أيضاً عن نقص النحاس أو فيتامين ه أو حمض الفوليك (فيتامين ب 9) بشكل أساسي.

كما أن حالة التهاب الأعصاب وتلفها قد تنتج عن أورام أو كتل ضاغطة على العصب مسببة انقطاع في التروية الدموية أو تدفق الدم وضعف عام في الأطراف.

يطلق مصطلح التهاب الأعصاب الطرفية على مجموعة من الأعراض متفاوتة الشدة يشعر بها المريض، فما بين الضعف والتنميل أو الإحساس بالخدر. تنتج هذه الأعراض نتيجة لحالة التهابية تصيب الأعصاب خارج الجهاز العصبي المركزي، أي خارج الدماغ والحبل الشوكي، وعادةً في اليدين والقدمين. 

قد يؤثر التهاب العصب على عصب واحد أو مجموعة من الأعصاب، أما إذا تأثرت مجموعة من الأعصاب المنفردة في عدة مناطق في الجسم في آن واحد يطلق عليه التهاب العصب الأحادي المتعدد. 

تُرسل الأعصاب المحيطية عادةً إشارات ومعلومات حسية وحركية إلى الجهاز العصبي المركزي، ما يجعل المريض الذي يعاني من اعتلال عصبي محيطي يفقد إحساسه بيده أو قدمه أو قد يفقد قدرته على تحريك العضو كاملاً، ونشرح لكم الأعراض كاملة في السطور التالية.

تعتمد الأعراض على حسب العصب المتضرر نتيجة الحالة الالتهابية، ومدى درجة التضرر هذه، وعادةً ما تقتصر أعراض التهاب العصب على جزء معين من الجسم الذي يؤثر عليه العصب الملتهب.

يشعر المرضى بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:

• الألم والشعور بالوخز والحرقة في المنطقة.
• الخدر وضعف الإحساس.
• الشعور بالثقل في المنطقة المتضررة.
• الحساسية الشديدة للمس.
• عدم القدرة على التحكم بالأشياء وإسقاطها مهما كانت خفيفة.
• ضعف في العضلات والقوة البدنية عموماً.
• ضمور العضلات، إذ أن فقدان الاتصال العصبي قد يؤدي إلى تقلص العضلات في الحجم بالإضافة إلى الضعف المرافق لذلك.

بالإضافة إلى فقدان التوازن أو التنسيق في الحركة والأوامر العصبية، نتيجة لفرط نشاط الأعصاب المحيطية وفقدان تواصلها الصحيح مع إشارات الدماغ.  

تعرّف أكثر عن الفرق بين ألم الأعصاب وآلام العضلات.

إذا كانت حالة التهاب الأعصاب قد أدت إلى تضرر  أو اعتلال في الأعصاب اللاإرادية فقد تظهر أعراض، مثل:

• الإمساك أو الإسهال، والشعور بحالة من فقدان السيطرة على الأمعاء خاصة في الليل.
• الغثيان والقيء.
• الانتفاخ والتجشؤ.
• انخفاض ضغط الدم، قد يظهر ذلك على صورة دوار شديد أو يصل لحد الإغماء.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• التعرق المفرط وعلى النقيض أحياناً يُلاحظ قلة في التعرق.
• اضطرابات جنسية، مثل: حالات ضعف الانتصاب.
• صعوبة إفراغ المثانة من البول.

لا يملك مصطلح التهاب الأعصاب النفسي سهولة مسماه، إذ أنه لا يمكن للتوتر لبضعة أيام أن يُحدث ضرراً عصبياً بهذه الشدة، بل ما يُقصد به هو الضرر النفسي الشديد والمزمن.

يضر الإجهاد النفسي المستمر بالجهاز العصبي إلى حد بعيد، ما ينتج عنه أعراضاً مثل: الخدر والألم والشعور بعدم الراحة النفسية والجسدية بشكل مستمر.

تُشير الدراسات بشكل أساسي على تأثير التوتر والحالة النفسية على داء السكري وهو إحدى الطرق الأساسية لحالات الالتهاب والاعتلال العصبي، فنرى الكثير من الحالات تُصاب بمرض السكر نتيجة الإجهاد النفسي والأزمات الشديدة.

 نرى أيضاً عند مرضى السكري تأثير حالة الإجهاد المستمر والقلق المتزامن مع حياتهم اليومية في مستويات السكر غير المنضبطة في الدم؛ ما يصل بهم إلى نتيجة شبه حتمية من تلف الأعصاب بسبب هذه المستويات من السكر التي تجول وتصول في الدم دون قدرة الجسم على الحد من أذيتها.

يندرج تحت علاج التهاب الأعصاب عدة طرق دوائية وغير دوائية، وتهدف جميعها إلى تخفيف الأعراض على المريض ومنع تفاقم الحالة. 

تشمل الخطوة الأولى في المعالجة السيطرة على السبب الأساسي وراء التهاب الأعصاب، فإذا كانت الحالة نتجت عن داء السكري، فيجب اللجوء للطبيب الخاص بالحالة وضبط جرعات أدوية السكري وتناولها بانتظام للحد من ارتفاع السكر العشوائي في الدم وأذيته للأعصاب.

يُطبق ذات الأمر إذا كانت المشكلة قد نتجت عن مشكلات أو اضطرابات نفسية، فيجب التوجه للمختصين ومعالجة السبب ومن ثم تدارك الأعراض.

الخطوة الثانية في العلاج تكون من أجل الحد من المضاعفات، وأشهر مثال على ذلك هو حالة التهاب الأعصاب الطرفية لدى مرضى السكري، إذ أن هؤلاء المرضى يجب أن يخضعوا لاهتمام خاص بأقدامهم لمنع حالة القدم السكري التي تُحدث تغيرات في الأنسجة الرخوة والعظام، مُسببة القروح والالتهابات التي قد تؤدي في النهاية في بتر القدم كاملة إن أُهملت.

أما عن الطرق العلاجية للحد من أعراض حالة التهاب الأعصاب أو اعتلالها فتشمل أحد العلاجات التي سنذكرها لك في السطور التالية.

1. مسكنات الألم، بما فيها من مضادات التهاب غير ستيروئيدية، مثل: الإيبوبروفين أو مضادات أفيونية كالترامادول، وذلك على حسب شدة وتدهور الحالة.
2. الكورتيكوستيروئيدات، قد تضم الخطة العلاجية للطبيب هذه الفئة العلاجية من الأدوية؛ من أجل تخفيف الحالة الالتهابية والحد من الألم المرافق لها.
3. الأدوية التي تخفف من آلام الأعصاب وتزيل التشنج، وأشهرهم جابابنتين gabapentin  والبريجابالين pregabalin والديلوكسيتين Duloxetine.
4. مضادات الاكتئاب، إذ أن بعض مضادات الاكتئاب ذات التركيب الكيميائي ثلاثي الحلقة، مثل: أميتريبتيلين نورتريبتيلين تساعد في تخفيف الألم عن طريق التدخل في العمليات الكيميائية في الدماغ والحبل الشوكي.

قد يلجأ الطبيب إلى كريمات تحتوي على أدوية مخدرة ومسكنة، مثل: الكابسيسين أو الليدوكائين من أجل التخفيف الموضعي لآلام الاعتلال العصبي المحيطي. 

1. حمض ألفا ليبويك Alpha Lipoic Acid، مضاد للأكسدة ويساهم في دعم الوظيفة العصبية خاصة لمن يعانون من التهاب العصب السكري.
2. أسيتيل إل كارنيتين Acetylcarnitine، وهو أيضاً مضاد أكسدة يرفع مستويات الطاقة في الجسم، ويساهم في خلق خلايا عصبية صحية، ويُشار أحياناً إلى دوره في تقليل الألم لدى الأشخاص المصابين باعتلال الأعصاب.

كلاهما أحماض أمينية توجد في الأطعمة بشكل كاف ولكن لوحظ أن نقصهم قد يؤدي لحالات التهاب الأعصاب.

1. مجموعة فيتامين ب، وخاصة فيتامين ب 12، إذ يساعد في نمو وتجديد الخلايا العصبية، وأيضاً فيتامين ب 6؛ لأنه يساهم في الحفاظ على غطاء النهايات العصبية ويحميها من التلف.
2. الكالسيوم والمغنيزيوم، كلاهما يحسن الإشارات والنقل العصبي.
3. زيت السمك، إذ تشرح الكثير من الأبحاث دوره المضاد للالتهابات ومساهمته في إصلاح الأعصاب التالفة. كما أنه قد يدعم العلاج الدوائي في التخفيف عن المريض ألم العضلات.

اقرأ أكثر عن أهم المكملات الغذائية لأعصاب قوية.

ينصح الطبيب الكثير من المرضى بإجراء العلاج الفيزيائي في حالات التهاب الأعصاب، إذ أنه يحسن من حالة الألم لديهم ويساعدهم على التكيف مع تغيرات الإشارات العصبية ومنه دعم التوازن الجسدي وتقوية العضلات.

التدخل الجراحي هو الطريق الأخير الذي يسلكه الأطباء وغالباً ما يهدف إلى:

• تخفيف الضغط الحاصل بسبب ورم أو ما شابه.
• إعادة توصيل الأعصاب المقطوعة.
• تخفيف الألم الناتج عن الالتهاب.
• إزالة الأعصاب التالفة؛ لمنع وصول إشاراتها إلى الدماغ.

هناك العديد من المراهم والكريمات التي تُستخدم لتسكين ألم الأعصاب والعضلات، وتشمل ما يلي: 

• مووف أون كريم - move on cream
• فولتارين ايملجل 1% - voltaren-emulgel 
• ريباريل جل - reparil-gel 
• آرثري فليكس كريم - arthriflex cream
• افالون اكتيف كريم - avalonactiv original cream

ختاماً نؤكد على أن تشخيص التهاب الأعصاب مبكراً قد يمنع من تفاقم الأمر والوصول لمرحلة الاعتلال العصبي أو الحاجة للتدخل الجراحي، لأن الأعصاب لها قدرة محدودة على التجدد والمقاومة، والعلاج المبكر ما هو إلا سبيل يجعلك تحافظ على قوتك وبنية جسدك. لذا إن كنت مريضاً بالسكري أو لاحظت ظهور أحد الأعراض المألوفة توجه مباشرة لاستشارة المختصين في عيادات أندلسية لصحة العائلة.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.