

التشوه الشرياني الوريدي هو تشابك غير طبيعي في الأوعية الدموية التي تربط الشرايين بالأوردة، ويشبهه الأطباء بعش الطائر.
تنقل الشرايين الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الدماغ وباقي أنسجة الجسم، بينما تعيد الأوردة الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون والفضلات من أنسجة الجسم إلى القلب والرئتين، وعادةً ما يحدث هذا التبادل في الشعيرات الدموية التي تربط بين الشرايين والأربطة.
عندما يصاب الشخص بالتشوه الشرياني الوريدي، فإن التشابك يعيق تدفق الدم من القلب إلى الأنسجة والعكس، وبالتالي يعود إلى القلب مرةً أخرى، وهذا يجعله يعمل بجهدٍ أكبر، وفي الوقت نفسه لن تحصل الأنسجة على ما يكفيها من الدم والأكسجين.
يسبب تدفق الدم بقوة ضغطًا كبيرًا على التشوه الشرياني الوريدي، ما يؤدي إلى تمزق الأوردة؛ وذلك لضعف جدرانها وعدم تكيفها مع شدة التدفق، وقد يسبب هذا مشكلات صحية خطيرة.
_1676972227.png)
في حالة التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، فإن التشابك غير الطبيعي للأوعية الدموية يحدث في أي مكان داخل أنسجة المخ أو جذع الدماغ أو الحبل الشوكي، وقد يحدث أيضًا على سطح الدماغ من الخارج.
يعيق هذا التشابك تدفق الدم إلى أنسجة المخ، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المضاعفات التي قد تهدد الحياة، مثل: السكتة الدماغية.
كما ذكرنا سابقًا، فالتشوه الشرياني الوريدي يمكن أن يحدث في أي مكان في الجسم، لكن إذا حدث في الحبل الشبكي، فإن يسمى بـ "التشوه الشرياني الوريدي الشوكي أو العصبي".
لا يسمح التشوه العصبي بتدفق الدم إلى الحبل الشوكي، وقد يسبب هذا الكثير من المضاعفات، مثل:
لا يُعرف السبب وراء الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي، ولكن يعتقد بعض الأطباء والعلماء أنه قد يحدث خلال الحمل، ويزداد حجمه مع نمو الطفل بعد ذلك.
أظهرت بعض الدراسات الطبية أنه قد يكون وراثيًا أيضًا، أي أنه ينتقل بين أجيال العائلة الواحدة.
يمكن أن تحدث التشوهات الشريانية الوريدية مع بعض المتلازمات الجينية، مثل:
متلازمة كوب (Cobb syndrome)، وهي حالة جلدية تظهر على هيئة وحمات كبيرة بلون النبيذ، وتحدث بسبب تشوهات الأوعية الدموية للجلد، ويصاحبها تشوه شرياني وريدي في العمود الفقري أو النخاع الشوكي، والذي قد يؤدي إلى الضعف أو الشلل.
توسع الشعريات النزفي الوراثي (Hereditary hemorrhagic telangiectasia)، وهو اضطراب وراثي يسبب تشوهًا شريانيًا وريديًا في بعض مناطق الجسم، مثل: الأنف والرئتين والدماغ والجهاز الهضمي خاصةً الكبد.
متلازمة باركس ويبر (Parkes Weber syndrome)، وهو اضطراب خلقي يظهر عند الولادة، يعاني الطفل من تشوه شرياني وريدي في بعض الأنسجة الرخوة، مثل: الجلد والعضلات والعظام والجهاز الليمفاوي، وقد يؤدي هذا إلى تورم الذراع أو الساق المصابة.
متلازمة وايبرن-ماسون (Wyburn-Mason syndrome)، وهي حالة يظهر فيها التشوه الشرياني الوريدي في شبكية العين، ويؤثر غالبًا في منطقة الوجه والدماغ.
لا تظهر أعراض التشوه الشرياني الوريدي على 15 % من المصابين به، وفي أحيانٍ كثيرة، قد يظهر العرض الأول للمرض بعد إنفجار التشابك وتمزق جدران الأوردة وحدوث النزف.
تعتمد أعراض التشوه الشرياني الوريدي على مكان وجود التشابك، وعادةً ما يكبر حجمه مع نمو الطفل.
أشارت بعض الدراسات الطبية إلى أن الأعراض قد تظهر لدى المرأة بعد الحمل، أو المراهقين بعد فترة البلوغ، أو عند التعرض لصدمة شديدة أو إصابة ما، وتشمل ما يلي:
الأعراض السابقة تخص التشوهات الدماغية، لكن ماذا لو كان الشخص مصابًا في مناطق أخرى من الجسم، كالرئتين والحبل الشوكي.
تشمل أعراض التشوه الشوكي ما يلي:
أما إذا كان التشوه في الرئتين أو الجهاز الهضمي أو الجلد، فقد تظهر الأعراض التالية:
قد يؤدي التشوه الشرياني الوريدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من المضاعفات، مثل:
يطلب الطبيب العديد من الفحوص قبل وصف العلاج، وتشمل الآتي:
تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA): يُستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو لإنتاج صور مفصلة للأوعية الدموية داخل الدماغ وحوله.
تصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CTA): يستخدم لرؤية صور مفصلة للأوعية الدموية.
الموجات فوق الصوتية دوبلر عبر الجمجمة: تستخدم الموجات الصوتية لتحديد سرعة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ.
تكتشف كثير من حالات التشوه الشرياني الوريدي بالصدفة عند تشخيص أمراض أخرى كالصداع النصفي ومشكلات الرؤية وإصابات الرأس، والسبب في ذلك عدم ظهور أي أعراض.
يعتمد العلاج على موقع التشوه وحجمه، بالإضافة إلى عمر الشخص وصحته العامة.
يهدف علاج التشوه إلى تقليل فرص النزف أو التخلص منه نهائيًا حتى نتجنب الإصابة بأي مضاعفات خطيرة.
تشمل خيارات العلاج ما يلي:
الجراحة :لإزالة التشوه الشرياني الوريدي: تتضمن الجراحة إجراء شق صغير بالقرب من التشوه، وإغلاق جميع الشرايين والأوردة المحيطة به حتى لا تنزف، ثم إزالة التشابك.
بعد ذلك، يعيد الطبيب توجيه تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الطبيعية.
الانصمام: وهو إجراء تُدخل فيه قسطرة إلى أحد شرايين الفخذ حتى تصل إلى موقع التشوه، ثم توضع مادة طبية تمنع أو تُبطئ تدفق الدم عبر هذا التشابك.
يستخدم هذا الإجراء عندما يكون التشابك كبير الحجم، ويتدفق الكثير من الدم خلاله، وقد يقلل أيضًا من خطر النزيف، إذا أُجريت الجراحة بعد ذلك مباشرةً.
الجراحة الإشعاعية بسكين جاما: يستخدم هذا النوع من العلاج حزمًا شديدة التركيز من الإشعاع، لِتقلص حجم التشوه وتذيبه.
قد تجري بعض الفحوص من وقتٍ لآخر بعد استخدام هذا الإجراء لمعرفة إذا كان التشوه يتقلص أم لا، وقد يستخدمه الطبيب أيضًا قبل الجراحة العادية حتى يقلل من خطر النزف.
في حالات التشوه الخطيرة أو المعقدة، قد لا يستخدم الطبيب العلاجات السابقة حتى لا يتسبب في ظهور مشكلة أكبر، وإنما سيستمر في مراقبة التشابك عن طريق الفحوص والأشعات حتى يستطيع التدخل في أي وقت بالجراحة أو غيرها.
بعد أن تعرفتم معنا إلى التشوه الشرياني الوريدي وأهم أعراضه وأسبابه، ننصحكم بعد القلق، لأن طبيبكم سيتحدث إليك أنت وأسرتك حول حالتك الصحية والإجراءات العلاجية المناسبة لك، إلى جانب الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المشكلة، واعلم أنك ستخضع لإعادة التأهيل لمدة من الوقت إذا أجريت أي جراحة لإزالة هذا التشابك.
احجز الآن في عيادة جراحة المخ والأعصاب بمركز أندلسية لصحة الطفل.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.