

يشير مصطلح "الأشعة التداخلية" إلى مجموعة من التقنيات التي تعتمد على استخدام التوجيه التصويري (الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها) لاستهداف مناطق محددة داخل الجسم بدقة وعلاج مشكلاتها دون شقوق جراحية كبيرة أو الحاجة لاستخدام المنظار الجراحي.
ويمكن وصف الأشعة التداخلية أنها بدائل جراحية طفيفة التوغل تتم باستخدام الأبر وأسلاك القسطرة الدقيقة من خلال شقوق صغيرة في الجسم وبتوجيه من تقنيات التصوير، ويُوجد عدة استخدامات للأشعة التداخلية للعمود الفقري، والتي تشمل:
تعرف أيضًا على: أفضل أطباء الأشعة التداخلية
وسنتحدث عن هذه المشكلات وطريقة علاجها باستخدام الأشعة التداخلية في السطور التالية.
التضيق الشوكي والذي يُعرف أيضًا بضيق العمود الفقري، هو ضيق في القناة الشوكية (المساحة داخل العمود الفقري التي يمر من خلالها الحبل الشوكي) يسبب الضغط على الأعصاب والحبل الشوكي، ما يسبب الشعور بالألم.
يحدث تضيق العمود الفقري غالبًا في أسفل الظهر والرقبة، وغالبًا ما يتطور ببطء مع التقدم في العمر، ويحدث بشكل أساسي نتيجة هشاشة العظام أو فرط نمو الأربطة الموجودة داخل العمود الفقري وزيادة سماكتها، وقد لا يشعر بعض المصابين به بأي أعراض، بينما يشعر البعض بوخز وألم وضعف في الرقبة أو الظهر أو الذراعين والساقين، وقد تتفاقم الأعراض بمرور الوقت، ولأن وضعية الوقوف لا تضغط على أسفل الظهر، فيمكن للمريض أن يشعر بتحسن في حالة الوقوف باستقامة، والعكس صحيح فعند الوقوف بميل أو عند الجلوس أو ركوب الدراجة، يحدث للمريض ضعف في الساقين نتيجة التهاب العصب، ويشعر بالألم وهذه الحالة تُعرف بـ "ضيق العمود الفقري التنكسي في المنطقة القطنية".
ويمكن علاج ضيق العمود الفقري عن طريق الأشعة التداخلية، وفيها يتم استخدام أدوات لتوسيع المنطقة المصابة في العمود الفقري، وهذه الأجهزة يتم توجيها بالأشعة المقطعية أو المنظار الفلوري، أو الأشعة السينية كما سنوضح فيما يلي.
كيف يتم الإجراء؟
تُعرف هذه الطريقة أيضًا باسم إزالة الضغط القطني الموجه بالصور(PILD)، لأنه يعالج تضيق العمود الفقري القطني الناجم عن سماكة الرباط في الجزء الخلفي من العمود الفقري، وأهم ما يميز هذا الإجراء أن البنية العظمية للعمود الفقري تُترك سليمة، ما يساعد على التعافي السريع، ويمكن للمريض البدء في الوقوف والمشي وممارسة العلاج الطبيعي بعد عدة ساعات من الإجراءات.
لماذا يحتاج المريض هذا الإجراء؟
في حالات كثيرة يكون استخدام الأشعة التداخلية هو أفضل طريقة لعلاج ضيق العمود الفقري وهذه الحالات تشمل:
ما هي مخاطر هذا الإجراء؟
لا يرتبط هذا الإجراء بمخاطر كبيرة وفي حالات نادرة قد تحدث مضاعفات في أثناء الإجراء، والتي تشمل:
تشوهات الأوعية الدموية في العمود الفقري تكون في شكل وصلات غير طبيعية بين الأوعية الدموية القريبة من الحبل الشوكي، وهذه التشوهات قد تكون خلقية (موجودة منذ الولادة) أو مكتسبة خلال الحياة، وقد تحدث من تلقاء نفسها أو بسبب وجود ورم. تؤدي هذه التشوهات إلى منع تدفق الدم بصورة طبيعية إلى الحبل الشوكي، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى تلف الأعصاب.
يهدف العلاج بالأشعة التداخلية إلى منع هذه الوصلات غير الطبيعية واستعادة تدفق الدم الطبيعي للحبل الشوكي.
كيف يتم الإجراء؟
لماذا يحتاج المريض هذا الإجراء؟
عادةً ما يعاني المريض نتيجة تشوهات الأوعية الدموية في العمود الفقري من ضعف في حركة الساقين، والذي قد يزداد مع الوقت، ويساعد الإجراء على استعادة الحركة بشكل طبيعي.

ما هي مخاطر الإجراء؟
تشمل المخاطر البسيطة حدوث:
وقد يصاحب الإجراء مضاعفات أخرى مثل حدوث انخفاض إضافي في تدفق الدم إلى الحبل الشوكي، ما يؤدي إلى ضعف أو تقييد الحركة.
اقرأ المزيد عن: ما مميزات الأشعة التداخلية؟ وما عيوبها؟
رأب العمود الفقري هو إجراء بسيط يتم فيه حقن مادة مثبتة مشابهة لتكوين العظام، وتكون مصممة للاستخدام في العظام في العمود الفقري، ويُنصح بهذا الإجراء إذا كان المريض يعاني من كسر في العمود الفقري يضغط على الفقرات، أي أن إحدى الفقرات قد انهارت إما بسبب السقوط أو ضعف في الفقرة. تعمل المادة المثبتة كنوع من الجبيرة الداخلية، ما يخفف الشعور بالألم ويثبت المنطقة المصابة من العمود الفقري.
يمكن إصلاح عديد من مشكلات العمود الفقري بهذه الطريقة، إذ يمكن تقويم تقوس الظهر عن طريق إدخال بالونات ونفخها في الفقرات المضغوطة بتوجيه الأشعة المقطعية أو المنظار لاستعادة مظهرها المستقيم، وقد يُوصي الطبيب بإجراء عملية تقويم التقوس إذا كان المريض قد تعرض لكسر بسبب الاصطدام، أو إذا كان يعاني من نقص كبير في الطول بسبب كسر العمود الفقري، كذلك يمكن استخدام هذا الإجراء لتكبير العمود الفقري لاستعادة الطول، وفيه يتم زرع فقرة صناعية، ويُتبع ذلك بحقن مادة عظمية مثبتة لعلاج كسور العمود الفقري المؤلمة، خاصةً تلك الناتجة عن الحوادث أو التي تؤدي إلى فقد كبير في الطول.
كيف يتم هذا الإجراء؟
عادةً ما تكون جراحة رأب العمود الفقري وتقويم التقوس من إجراءات العيادة الخارجية. ومع ذلك، يتم إجراؤها من حين لآخر تحت التخدير العام، وفي هذه الحالات، يبقى المريض في المستشفى طوال الليل، ويتم رأب العمود الفقري في العموم بالخطوات التالية:
يقوم أخصائي الأشعة التداخلية بإدخال إبرة في العمود الفقري باستخدام الأشعة السينية (أحيانًا يتم دمجها مع التصوير المقطعي المحوسب) لتوجيه الإبرة وسيقوم بحقن المادة المثبتة في المنطقة المستهدفة للتأكد من عدم كسر الفقرات مرة أخرى.
وإذا حصل المريض على مخدر موضعي فقد يحتاج للبقاء في المستشفى لمدة ساعتين بعد الجراحة لملاحظة حالته قبل خروجه من المستشفى وحتى يزول أثر المخدر.
لماذا يحتاج المريض هذا الإجراء؟
يمكن إجراء تكبير العمود الفقري لتخفيف آلام الظهر الناتجة عن كسور العمود الفقري الانضغاطية والتي تعد سبب شائع للألم والعجز وترتبط بزيادة معدل الوفيات.

ما هي مخاطر الإجراء؟
تشير الدراسات أن الزرع في العمود الفقري لتكبيره وسيلة فعالة وآمنة لعلاج كسور العمود الفقري، خاصةً عند التوجيه بواسطة تقنيات تصوير عالية الجودة، ومع ذلك قد يواجه المريض مضاعفات بسيطة مثل:
وقد تحدث مضاعفات أخرى والتي تشمل:
وقد يحدث عدد من الآثار الجانبية الشديدة، والتي على الرغم من ندرتها فإنها واردة الحدوث وتشمل:
ختامًا، فإنه يمكن استخدام الأشعة التداخلية للعمود الفقري لعلاج عديد من الإصابات والكسور، دون الحاجة لشقوق جراحية، ما يساعد المريض على التعافي السريع دون مضاعفات شديدة أو ألم بعد الإجراء.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.