

يطلق اسم اضطراب ما بعد الصدمة على مرحلة القلق والإرهاق النفسي التي يمر بها الشخص الذي تعرَّض لحالة ذعر أو شدة نفسية أو حدث قاسٍ غير مجرى حياته للأسوأ.
يمر الأشخاص خلال حياتهم بالكثير من المواقف التي تفزعهم أو تؤثر في حياتهم سلباً، ولكن عادةً تختفي هذه المشاعر بانتهاء الموقف وتحوله لذكرى في حياتهم، أما في اضطراب ما بعد الصدمة تكون الذكريات قاسية ومتطفلة ومنهكة تؤثر على التركيز والنوم وجودة الحياة وأداء المهام اليومية بشكل كبير.
مشاعر الخوف والقلق والاضطراب التي تصيب الشخص قد لا تتركه أبداً، وبدلاً أن تتحسن الحالة بمرور الأيام تزداد مخاوف الشخص وحالته سوءاً.
تختلف أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؛ نظراً لاختلاف رد فعل كل شخص للمواقف التي يتعرّض لها في حياته. هناك العديد من الأحداث المؤذية أو التي تهدد الحياة والتي قد تؤدي إلى الإصابة، ومنها:
تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة خلال 3 أشهر من الحدث المفزع، ولا تتوافق بين شخص وآخر، إنما هي حالة تختلف شدتها مع اختلاف الشخصيات وردود الفعل بين الناس، ولكن تتمثل الأعراض الرئيسية التي لاحظها العلماء في أربعة أنواع نذكرها بالتفصيل فيما يلي:
يضم اضطراب ما بعض الصدمة بعض الأعراض الجسدية أيضاً، مثل: التعرق الشديد، والرجفة والصداع والدوخة ومشكلات المعدة وآلام الصدر.
يتكرر أيضاً عند هؤلاء الأشخاص العدوى بشكل ملحوظ بسبب ضعف الجهاز المناعي الناتج عن التوتر والقلق والحالة التي يمرون بها.
اقرأ أيضاً لتتعرف إلى طرق تقوية المناعة.

يمر الكثير من الذين يعانون باضطراب ما بعد الصدمة بمشكلات عقلية ونفسية، والتي يكون أهمها الاكتئاب، يتمثل ذلك في مشاعر وأعراض، مثل:
تتطور الأمراض النفسية والاضطرابات عند هؤلاء الناس فكثيراً ما يتم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب أو الهلع في آن واحد.
يُقصد باضطراب ما بعد الصدمة المعقد، الحالة المتفاقمة والأسوأ من الأعراض لهذا الاضطراب النفسي، إذ يُعاني المريض من ذات الأعراض السابقة ويُضاف لهم علامات شديدة، مثل:
كما أن الأعراض الجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة تكون أكثر وضوحاً، مثل: الصداع والدوخة وآلام الصدر وتشنجات المعدة.
في عام 2013 وضعت الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية معايير تشخيصية لاضطراب ما بعد الصدمة كواحد من الاضطرابات المتعلقة بالصدمات والإجهاد.
إن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) هو اختبار تشخيصي هام يسهل على الطبيب معرفة سبب ما يمر به مريضه ويبدأ معه رحلة العلاج.
يتكون هذا الاختبار من مجموعة أسئلة وتعريفات مفصلة عن الأمراض العقلية وصحة الدماغ، داعماً ذلك بالأمثلة؛ من أجل أن يستطيع الطبيب المقارنة والتشخيص والتفرقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والحالات النفسية والعصبية الأخرى.
يعتمد علاج حالة اضطراب ما بعد الصدمة على شدة الأعراض وتكرار حدوثها، ولكن عادة ما تشمل الطرق العلاجية اللجوء للأدوية والعلاج النفسي أو السلوكي المعرفي، وأحد أهم خطوات رحلة العلاج تتمثل في مراقبة أعراض المريض للتأكد من أن الحالة لا تزداد سوءاً.
صرحت منظمة الغذاء والدواء FDA بموافقتها على استخدام مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل: السيرترالين Sertraline والباروكستين Paroxetine في علاج اضطراب ما بعد الصدمة.
تساعد هذه المجموعة الدوائية على تحسين المزاج والتخلص شيئاً فشيئاً من اضطراب القلق والنوم بشكل جيد.
يوجد عدة أدوية مضادة للاكتئاب غير ما ذُكر قد تساعد في علاج هذا الاضطراب، ومنها فلوكسيتين Fluoxetine وفينلافاكسين Venlafaxine.
أحد أهم سُبل العلاج هو العلاج بالكلام، إذ أن الطبيب النفسي يعمل على توضيح الصورة المؤذية المتشكلة داخل عقل المريض والتعامل مع المواقف بقدر حجمها، كما يساعد التحدث على التخلص من كل الطاقة السلبية والوساوس التي تؤرق حياة هذا المصاب.
إن كنا نتحدث عن الخطة التي قد يضعها الطبيب لمعالجة المريض فهي حتماً تختلف على حسب استجابة جسم المريض للأدوية الموصوفة، وطريقة تقبله للعلاج النفسي وانتظامه بمواعيد زيارة الطبيب بشكل منتظم.
تستمر رحلة العلاج بالكلام على الأقل ما بين 8 إلى 12 جلسة بشكل إسبوعي، وتتراوح مدة الجلسة بين 60 إلى 90 دقيقة.
أما العلاج الدوائي فقد يستمر المريض باستخدامه عدة أشهر أو حتى سنوات طالما استمرت الأعراض، ولكن يجب أن لا يمنعه ذلك عن استشارة الطبيب إذا لاحظ أي آثار جانبية غير معروفة المصدر أو من أجل مراقبة تطور الحالة متى استدعى الأمر.
الجدير بالذكر أن زيادة جرعة الأدوية من تلقاء نفسك لا تجدي نفعاً وأن في حالة عدم تحسن الأعراض يجب مراجعة الطبيب فهو خير من يعطيك الدواء البديل والطريق العلاجي الأقصر.
يوصي الطبيب بالأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة:
يحتاج مريض اضطراب ما بعد الصدمة إلى معاملة خاصة ورعاية شديدة، قد تستمر أعراض هذا الاضطراب مدة طويلة ولكن يهدف العلاج إلى تخفيف وطأة ما يمر به المريض وتحسين هذه الأعراض وتخفيف تأثيرها على حياته واستعادة توازنه النفسي، وفي أثناء هذه الرحلة العلاجية لا مفر من زيارة الطبيب النفسي الذي سيساعد الشخص على تخطي الصدمة وتعليمه سُبل التأقلم ورفض المشاعر السلبية المحيطة به تعرف على (أفضل طبيب نفسي في جدة).
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.