

يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أحد أكثر المشكلات العصبية والنفسية المنتشرة في المجتمعات في الآونة الأخيرة، وهي حالة طبية يعاني منها الطفل أو البالغ فيعاني من أعراض متفاوتة الشدة؛ نتيجة التطور المختلف في نمو الدماغ ونشاطه ويؤثر ذلك في الانتباه والقدرة على الجلوس والسكون والتحكم في الانفعالات وردود الفعل.
يتم تشخيصه عادةً لأول مرة في مرحلة ما من الطفولة وغالبًا ما يستمر حتى مرحلة البلوغ، تتمثل الأعراض الأساسية لهذا الاضطراب في عدم الانتباه أو عدم التركيز والتشتت، ويترافق ذلك مع كثرة الحركة أو فرط النشاط والاندفاع نحو الفعل، ورد الفعل السريع أو المتهور.
يلقي العلماء اللوم على الجينات وعلم الوراثة عندما يحاولون تحديد العوامل التي تؤدي لهذا الاضطراب، إنها بالتأكيد الأسباب الرئيسية المثبتة حتى الآن، ولكن هناك أيضًا أسباب وعوامل خطر تزيد من احتمالية ظهوره لا يمكن إنكارها ومنها:
نذكرك أن ليس كل ما تسمعه صحيحاً، فالأبحاث لا تدعم الآراء المنتشرة بأن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ينتج عن تناول الطفل للكثير من السكريات، أو مشاهدة التلفاز لوقت طويل، أو العوامل الاجتماعية والبيئية، مثل: الفقر والفوضى الأسرية.
إن ما ذُكر قد يساعد في تفاقم الأعراض، لكن الأدلة ليست كافية على أنهم أسباب رئيسية للإصابة بهذا الاضطراب.
إن الأطفال بعادتهم لا يفضلون الجلوس هادئين أو دون القيام بحركات مشاغبة، ولكن ما يميز هذا الطفل أن الأمر مبالغ فيه، فهو طوال الوقت غير مبالي وغير مهتم لما يقوله الأهل أو المعلمون في المدرسة. إنه يُظهِر أن توجيهاتهم لا تعنيه شيئاً، بل تزيد من غضبه وطاقته وانفعالاته.
يتمثل هذا الاضطراب على شكل واحد أو أكثر من الأعراض الآتية التي تظهر على الطفل:

نجد أن دائماً ما يصف الأهل الطفل أنه يقوم بالأفعال الآتية:
كما نجد هذا الطفل يتصرف بطرق تزعج الآخرين دون رغبة منه في ذلك، ونلاحظ أن لديه ردود فعل عاطفية أو تبدو شديدة للغاية بالنسبة للموقف الحاصل.
تختلف حياة البالغين عن الأطفال أنهم أكثر اتزاناً ونظاماً، يدركون وجهتهم في الحياة ويعملون تجاهها بخطوات محسوبة، ولكن إصابة الكبار باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يمنعهم من ذلك.
يصعب تشخيص هذا الاضطراب عند الكبار، إذ أن العديد من أعراضه تتماثل مع أعراض القلق أو الارتباك أو الاكتئاب واضطرابات المزاج التي أصبحت منتشرة بشدة وتصيب أعداداً كبيرة من البالغين في مجتمعاتنا.
تمثل المهام اليومية والعمل المستمر لدى المصابين بهذا الاضطراب تحدياً لإتمامها وهذا هو أهم الأعراض لدى البالغين حتى وإن لم يدركوا ماذا يصيبهم ولم يُشخصوا بعد.
يلاحظ على هؤلاء الأشخاص الأعراض التالية:
كما أننا قد نجد أن الفوضى تعم حيثما يحل الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب، وأنه يعاني من ردود أفعال وانفعالية مبالغ بها وفقدان السيطرة على تحمل شعوره بالإحباط أو التوتر أو التعامل مع المواقف العصيبة.
الجدير بالذكر أنك قد تقرأ هذه الصفات والأعراض وترى أنك تعاني منها وتُشخص ذاتك بهذا الاضطراب وهو شيء غير صحيح، عليك معرفة أن للطبيب طرقه لتشخيص هذه المشكلة، لذا لا تتهاون في زيارته إذا كنت تشك في إصابتك بهذا الاضطراب، وتعرف معنا في الفقرة القادمة عن كيف يتم تشخيصه؟

قد يكون من الصعب تحديد علامات الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى البالغين. أما الأطفال، فالأمور باتت أفضل، إذ مع تطور العلم ومرور الزمان ولكثرة انتشار الأمر أصبح الأهل على دراية بمثل هذه الاضطرابات وقادرين على مساعدة أطفالهم مبكراً.
يبدأ الطبيب تشخيصه عادة بأخذ المعلومات عن القصة العائلية كاملة وطرح الأسئلة لمعرفة وجود إصابة أحد أفراد العائلة بأعراض مشابهة أو أي مشكلة عصبية أخرى.
لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد التشخيص، لذا يشمل التشخيص الطبي ما يلي:
يمكن أن يوجهك الطبيب لزيارة أخصائي الطب النفسي لتأكيد التشخيص من قبله والتحدث وإيجاد الحلول الممكنة.
تتمثل العلاجات المقترحة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في:
كما أن إحدى طرق الإرشاد أو العلاج النفسي هو العلاج السلوكي الذي يمكن أن يدعم تطوير المهارات الاجتماعية والسلوكية والعاطفية المترافقة مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
والذي يضم أيضاً تدريب الأهل وتهيئة المعلمين في المدرسة على كيفية التعامل السليم وسبل الاستجابة لأفعال الطفل.
الجدير بالذكر أن إهمال معالجة الحالة قد يؤدي إلى مواجهة صعوبة في نجاح الطفل في المدرسة وتأخره عن زملائه، كما أنه قد يعاني من مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب وعدم احترامه لذاته والصراع الأسري لاحقاً.
لم يتوصل العلماء حتى هذه اللحظة إلى علاجاً شافياً من هذا الاضطراب، لكن اكتشاف الإصابة مبكرًا، مع وجود خطة علاج وطرق تعليم سلوكي جيدة وصحيحة بالتأكيد يساعد الطفل أو البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على إدارة أعراضه.
على الرغم من ذلك وعن مدى شعورك بالإرهاق والإحباط مع طفلك، إلا أن التعليم والدعم والقليل من الإبداع في التأقلم وإيجاد الحلول يمكن أن يحول نقاط ضعف طفلك أو حتى البالغ إلى نقاط قوة يستغلها ليصبح مؤثراً ومُنتِجاً كفئاً في مكانه العلمي والاجتماعي.
نعم توجد أدوية لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال والبالغين، مثل:
ستيراتيرا Strattera.
أكسيبتا Axepta.
يساعد التشخيص الصحيح لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على تحديد المشكلة الحقيقية سواء لدى الطفل أو البالغ، من الشائع أنه لا يكتشف من قبل الأهل مبكراً، بل الأسوأ هو وصف طفلهم أنه أبله أو مثير للمشاكل أو أنه فاشل دراسياً ومتهرب من الأعمال، لذا إن كنت من الأهل الذين يصفون أطفالهم بذلك أو حتى تلاحظ مؤشرات أو أعراض غير طبيعية على طفلك لا تتردد باستشارة الطبيب لتفادي تفاقم الحالة والوصول إلى سُبل العلاج السلوكي والدوائي اللازمة له.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.