أنواع حشوات الأسنان

ما الفرق بين أنواع حشوات الأسنان؟

صحة الفم والأسنان

يُعد حشو الأسنان من الإجراءات العلاجية الشائعة، إذ يلجأ إليه الطبيب لتعويض الجزء التالف من السن جراء إصابته بالتسوس. يوجد العديد من أنواع الحشو مثل الحشو البلاتيني، وحشو الكمبوزيت، والحشو الزجاجي وغيرهم، سنتعرف في هذا المقال على أنواع حشوات الأسنان المختلفة ومميزات كل نوع وعيوبه.

يُستخدم الحشو كذلك لإصلاح السن المكسور، أو الذي يعاني من الشقوق أو التصدع، أو في الأسنان التي تعرضت للتلف نتيجة العادات الخاطئة مثل قضم الأظافر، أو بعض السلوكيات غير الإرادية مثل الجز على الأسنان.

ما المقصود بتسوس الأسنان؟

تسوس الأسنان (Dental caries)، هو تفاعل كيميائي بالمقام الأول، إذ تعمل البكتيريا الموجودة في الفم بصورة طبيعية على تكسير وتحليل بقايا الطعام، مُنتجة أحماض تؤثر على طبقة المينا في السن، مما يؤدي إلى تآكلها.

يمكن حماية الأسنان من التسوس عن طريق كسر هذه الدائرة، بمنع وجود بقايا الطعام في الفم، خاصة أثناء الليل قبل النوم عن طريق:

  1. تفريش الأسنان بطريقة صحيحة.
  2. استخدام الخيط الطبي في إزالة بقايا الطعام من بين الأسنان.
  3. تناول وجبات غذائية متوازنة، والبعد عن السكريات والمياه الغازية.
  4. الحرص على زيارة الطبيب بصورة روتينية للحصول على فحص للأسنان، واكتشاف أي تسوس مبكرًا.

لا يحتاج حشو الأسنان لأكثر من جلسة واحدة في كثير من الأحيان، إذا لم ير الطبيب المُعالج خلاف ذلك. يستخدم الطبيب العديد من المواد في الحشو، يختارها اعتمادًا على عدة عوامل، منها:

  1. مكان الحشو (إذا كانت السن أمامي أم خلفي).
  2. حجم التسوس.
  3. رغبة المريض.
  4. رؤية الطبيب، وتوصيته.
  5. عمر المريض إذا كان طفل أم بالغ، وإذا كان الأسنان دائمة أم مؤقتة.
  6. التكلفة.

أنواع الحشوات المختلفة لعلاج تسوس الأسنان

تتعدد أنواع الحشوات المستخدمة في علاج الضروس ومنها:

  1. الحشو البلاتيني.
  2. حشو الكمبوزيت.
  3. الحشو الزجاجي.
  4. الحشوات الخزفية.
  5. الحشوات الذهبية.

سنلقي في الجزء التالي نظرة على أكثر الأنواع شيوعًا.

الحشو البلاتيني (المملغم Amalgam)

يُعد الحشو البلاتيني من أقدم الحشوات المُستخدمة، وأكثرها شيوعًا في طب الأسنان، ويُعرف أيضًا بأسم الحشو الفضي، نتيجة لونه الراجع إلى دخول عنصر الفضة في تركيبه، إذ يتكون هذا الحشو من خليط من عناصر الفضة، والنحاس، والقصدير، إلى جانب الزئبق.

يُشكل معدن الزئبق السائل نسبة 50% من مكونات الحشو البلاتيني، فهو يتفاعل مع المكونات الأخرى، ويربطهما للحصول على مادة قابلة للتطبيق داخل السن بسهولة.

مميزات الحشو البلاتيني

  1.  الاستمرارية والمتانة: إذ يمكن أن يدوم الحشو لدى بعض المرضى مدة تتراوح من 10-15 عام، وهي مدة قد تفوق الحشوات الأخرى التي تحمل لون السن.
  2.  قوة التحمل: يستطيع الحشو البلاتيني مقاومة قوة المضغ بتفوق.
  3.  التكلفة: يُعد الحشو البلاتيني أقل تكلفةً من أنواع الحشو الأخرى في كثير من الأحيان.
  4.  يلائم المرضى الذين يعانون من ارتفاع مُعامل التسوس (High Caries Index)، وكذلك في الحالات التي تسبب فيها التسوس في فقدان مساحة كبيرة من الضرس.
  5.  يُعد الحشو البلاتيني الاختيار الأمثل في الحالات التي يصعب فيها التحكم في الرطوبة (اللُعاب)، وعزل السن بطريقة كاملة.

عيوب الحشو البلاتيني

  1.  افتقار الطابع الجمالي، فلون الحشو الفضي لا يلائم لون السن الطبيعي.
  2.  يحتاج الطبيب لإزالة جزء كبير من السن، على الرغم من كونه غير مصاب بالتسوس، للحصول على مساحة تلائم الحشو لتتمتع بالقوة والدعم.
  3.  يمكن أن يسبب الحشو البلاتيني تصبغ السن، فيصبح لها ضي فضي، وتبدو أغمق.
  4. يمكن أن تُصبح الحشو أكثر تعرضًا للكسر عن غيرها من الأنواع، عند تكرار التعرض لمختلف درجات الحرارة (ساخنة وباردة)، نتيجة اختلاف معامل التمدد والانكماش الحراري بين السن ومادة الحشو.
  5. يوجد نسبة ضئيلة (قرابة الـ 1%) قد يعانون من التحسس من هذه الحشو نتيجة وجود الزئبق كأحد مكوناتها.

هل الحشو البلاتيني آمن؟

يُكثر الحديث عن مخاطر الحشو البلاتيني، ويزعم البعض أنه غير آمن في الاستخدام نتيجة دخول عنصر الزئبق في تركيبه، إذ يدّعون أن الزئبق يمكن أن يخرج بكميات صغيرة جدًا في صورة غاز يمكن استنشاقه، والذي بدوره  يمكن أن يؤثر على المخ والكُلى، إذا تعرض له الإنسان بكميات كبيرة، ويسبب مضاعفات، وهو أمر خال تمامًا من الصحة.

 أثبت الدراسات عدم وجود علاقة بين الحشو البلاتيني، والمشكلات الصحية المذكورة، وصرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، بإمكانية استخدامه بأمان لدى البالغين والأطفال من عمر 6 سنوات فأكبر.

هل يُفضل إزالة الحشو البلاتيني واستبداله بأنواع الحشوات الأخرى الأكثر أمانًا؟

لا تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بإزالة الحشو البلاتيني القديم، واستبداله بأنواع أخرى، إذا لم يكن هناك ضرورة طبية لذلك مثل:

  • عودة التسوس تحت الحشو.
  • إذا كان المريض يعاني من فرط التحسس من هذا النوع من الحشو.

يُعرض إزالة الحشو دون داعي المريض إلى:

  • خسارة المزيد من أنسجة السن السليمة أثناء عملية الإزالة.
  • ارتفاع مستوى الزئبق المتطاير عند الإزالة.

حشو الكومبوزيت Composite Filling

يحتل حشو الكمبوزيت مكانة عالية بين الحشوات في مجال طب الأسنان، لما يمتاز به من لون قريب من لون الأسنان، وكذلك إمكانية إتمام العلاج في جلسة واحدة في معظم الحالات.

يُطلق علي حشو الكومبوزيت أحيانًا أسم (حشو الليزر)، ويرجع ذلك إلى (الضوء الأزرق) المُستخدم في عملية بلمرة الحشو أثناء العلاج، يمكن أن تكون هذه الأضواء من التنجستن، الهالوجين، LED، البلازما، أو الليزر. لكن يُعد الهالوجين و LED هما الأكثر شيوعًا.

يتكون حشو الكومبوزيت من مزيج من أجزاء الزجاج، والريزن، ويحاكي في لونه لون الأسنان الطبيعية، ويستخدم لعلاج حالات التسوس المختلفة خاصة في الأسنان الأمامية، يستخدم كذلك لأغراض تجميلية مثل الحصول على ابتسامة أجمل من خلال تغير لون الأسنان الأمامية ( عدسات الأسنان)، أو إعادة رسم وتشكيل الأسنان.

استخدامات حشو الكمبوزيت المختلفة

  1. استعادة شكل ووظيفة الأسنان المصابة بالتسوس بعد علاجها.
  2. يُستخدم كحشو نهائي بعد حالات علاج الجذور.
  3. أحد حلول غلق المسافات بين الأسنان الأمامية.
  4. تجميل الأسنان التي تحتاج إلى تدخل بسيط.

مميزات حشو الكومبوزيت

  1. الجانب الجمالي، إذ يتوفر حشو الكومبوزيت بالعديد من تدريجات اللون الأبيض التي تلائم مختلف ألوان الأسنان الطبيعية، مما يجعله اختيار ممتاز في الأسنان الأمامية، و الأسنان الظاهرة في الفم أثناء الابتسام أو التحدث.
  2. لا يحتاج حشو الكومبوزيت إلى إزالة جزء من الأنسجة السليمة للسن للحصول على دعم أكبر، إذ يلتصق الحشو بالسن عن طريق التداخل في أنسجة السن.
  3. يُستخدم حشو الكومبوزيت في إصلاح عيوب السن غير التسوس مثل: السن المكسور أو الذي به شقوق.
  4. انخفاض التكلفة إذا قورنت بتركيب تاج كامل على السن، كما أنها تتطلب وقت و تحضيرات أقل.

عيوب حشو الكومبوزيت

  1. قِصر عمر الحشو في فم المريض مقارنة بالحشو البلاتيني، إذ يستمر الحشو في فم المريض مدة تصل إلى 5 سنوات، ثم تتعرض للتآكل، خاصة إذا كانت تتعرض لقوة مضغ قوية، وتحل محل تسوس كبير.
  2. قد يتطلب إتمام حشو الكمبوزيت وقت اطول من الحشوات الاخرى.
  3. ارتفاع تكلفة الحشو، إذ قد تصل إلى الضعف تقريبًا إذا قورنت بالحشو البلاتيني.

الحشو الزجاجي Glass ionomer

يتكون الحشو من مزيج من  مادة الأكريل، وجزيئات خاصة من الزجاج، لذلك فهي تمتلك كذلك لون أبيض قريب من لون الأسنان، لكنه ليس بكفاءة حشو الكمبوزيت.

يُستخدم هذا النوع من الحشوات عادة في التسوس الذي يصيب جذور الأسنان، وكذلك في أسنان الأطفال، خاصة تلك التي ستُستبدل بعد فترة،  ويمتلك هذا النوع من الحشوات خاصية هامة وهي إمكانية إطلاق فلوريد الذي يوفر حماية للأسنان من التسوس مرة أخرى، وهي ميزة ينفرد بها الحشو الزجاجي فقط، لكن على صعيد أخر، فإن هذه المادة تُعد أضعف من الكمبوزيت و أكثر قابلية للتآكل والكسر.

يُمكن أن يدوم الحشو الزجاجي مدة أقصاها 5 سنوات في أغلب الأوقات، لكن مع الأنواع الجديدة منه، قد تتساوى مع حشو الكمبوزيت في العمر الافتراضي.

ألم الضرس بعد الحشو

نلجأ إلى حشو الأسنان للقضاء على التسوس، وحماية الجزء المتبقي من السن، وكذلك للقضاء على آلام المريض، رغم ذلك يُعد الشعور بألم بعد الحشو من الشكاوى الشائعة لدى المرضى للأسباب الآتية:

  • حساسية الأسنان: تُعد الأسنان التي تم حشوها للتو أكثر تحسسًا للهواء والضغط، وكذلك درجة حرارة الطعام شديد البرودة أو السخونة، لكن سرعان ما يختفي هذا الشعور في غضون أسابيع قليل، وإلا يجب معاودة زيارة الطبيب المُعالج.
  • الحشوات التي لا تلائم السن، أو الحشوات التي بها تشققات: قد ينتج الألم عن عدم جودة الحشو، أو وجود تصدع به نتيجة ضغط الأسنان المقابلة أثناء المضغ.
  • تحسس بعض المرضى من مواد الحشو كأن يعاني المريض من حساسية الفضة، فيتأثر بحشو البلاتين، لذلك يجب أن تخبر طبيبك إذا كنت تعاني من أي حساسية عند اختيار نوع الحشو المناسب. نجد على الجانب الآخر، بعض المرضى يشكون من حساسية الأسنان بعد حشو الكمبوزيت، ويرجع ذلك إلى تعرض الحشو إلى انكماش طفيف تاركة فجوة تحتها.

يمكن التغلب على ذلك عن طريق:

  1. استخدام مادة مختلفة للحشو.
  2. تغيير الطريقة التي يضع بها الطبيب الحشو.

يذكر بعض المرضى كذلك تعرضهم لألم في الضرس عند الضغط عليه فقط، ويرجع ذلك عادةً إلى ارتفاع الحشو مما يتعارض مع إطباق الفكين معًا.

حشو ضرس العقل

تختلف الآراء بين مؤيد ومعارض في ما يخص حشو ضرس العقل، فبينما يرى فرضية حشو ضرس العقل، فهو نوع من الضروس شأنه شأن بقية الأسنان، فلماذا يجب الاستغناء عنه والتضحية به وخسارة دوره كعضو فعال في الفم يمكن الاعتماد عليه؟!

نلجأ لهذا الرأي في الحالات الآتية:

  • إمكانية الوصول بسهولة لضرس العقل، وإجراء الحشو بصورة سليمة.
  • ظهور التسوس في سطح واحد من الضرس، أو في مساحة صغيرة.
  • عدم وجود الضرس السابق له نتيجة خلعه، مع إمكانية تعديل وضع ضرس العقل بوسائل التقويم أو ما إلى غير ذلك للاستفادة منه.

يرى الآخرون على الجانب المقابل، أن الحفاظ عليه قد يكون له العديد من المخاطر:

  • يهدد صحة الأسنان المجاورة له، إذ كان في وضع لا يسمح للمريض بالتنظيف المستمر. يؤدي تراكم بقايا الطعام بينه وبين السن المجاور له إلى إلحاق الضرر بالأثنين معًا.
  • إذ لم يكن وضع الضرس يسمح بالغسيل الجيد، فإنه من الأولى أن الطبيب لن يتمكن من الوصول إليه بالأدوات  المخصصة لحشو، مما ينتج عنه حشو غير ملائم سرعان ما يتبعه عودة التسوس من جديد، لذلك فالقرار النهائي لحشو الضرس العقل يرجع للطبيب بعد مناقشة المزايا والعيوب مع المريض.

ختامًا فإن اختيار حشو الضرس المناسب يكون مع طبيب الأسنان الذي سينصحك بما هو أنسب لحالتك، وننصحك بأهمية الحفاظ على صحة أسنانك، والاهتمام بالعناية بها، مع الإسراع بالذهاب إلى الطبيب فور ظهور أي تغيير في الأسنان أو بداية الشعور بالألم، بل يفضل الالتزام بالمتابعة الروتينية كل 6 أشهر مع الطبيب لتجنب إصابة أسنانك بأي تلف أو أذى.

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    الاسم الكامل*
    closest branch
    phone-number
    email-address