

يُشخّص مرض الصرع بناءً على أنواعه، إذ أن النوبات المتكررة غير المستثارة هي ما تؤكد للطبيب حالة المرض ونوعه وشدته لدى المريض.
قبل أن نتحدث عن أنواع هذا المرض الذي يصيب الكبار والصغار بأشكال مختلفة، دعونا نشرح لكم بعض ما يخص نوبات حدوثه وتعريفه العلمي.
مرض الصرع هو اضطراب يُصيب الجهاز العصبي المركزي يجعل نشاط الدماغ غير طبيعي وذو حركة كهربائية غير مألوفة.
يتسبب ذلك في نوبات أو فترات من السلوك أو الأحاسيس المتنوعة غير العادية التي يمر بها هذا المريض، ما قد يصل به إلى المشهد المتعارف عليه من التشنجات أو حتى فقدان الوعي.
يستمر مرض الصرع عادةً مدى الحياة، ولكنه قد يتحسن ببطء بمرور الوقت والتشخيص الطبي الدقيق والالتزام بالعلاج الموصوف له.
إن كانت تبدو لك أنها نوبة جنون يمر بها المريض، فكن رحيماً به في هذه اللحظة إنه غير واع أو غير مسيطر على ما يفعله، إذ أن النوبات هي اندفاعات قوية من النشاط الكهربائي في الدماغ تؤثر على طريقة عمل الدماغ وإرساله للإشارات اللاإرادية بشكل مؤقت.
هناك أربعة أنواع رئيسية من الصرع تتفاوت بينهم الأعراض والحالات بين الأفراد، نشرحها لكم بالتفصيل.
يسمى أيضاً الصرع الجزئي Partial seizure، ويؤثر على جزء واحد فقط من الدماغ، قد تبدأ الحالة بمنطقة وتنتقل إلى أخرى. يضم هذا النوع حالتين ويُفرق بينهم ما إذا كانت الحالة مترافقة مع الإغماء أو لا، ويُصنّفوا على أنهم نوبات بسيطة أو معقدة.
قد تبدأ النوبات بأعراض طفيفة كمؤشر على ما سيحدث، مثل أن يشعر الشخص بشعور بعدم الارتياح في المعدة ومن ثم تبدأ الأعراض بالتفاقم ومنها الحركي وغير الحركي.
يصيب هذا النوع كلا الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ.
يشمل نوبات مصحوبة بإغماء، والتي تسمى نوبات الصرع الصغير، ويُلاحظ على المريض حركة العين السريعة مع التحديق في الفضاء لبضع ثوان.
أما عن نوبات الصرع الكبير فيقصد بها حالة أشد من الصرع المعمم والتشنجات التي تُصيب كامل الجسم، وسقوط المريض أرضاً وتصلب عضلاته والانتهاء بفقدان كامل للوعي.
يعاني المريض من حالة معقدة، فتارةً يمر بحالة الصرع البؤري وتارةً يمر بالحالة المعممة. يظهر ذلك سريرياً من الأعراض ومخطط كهربائية الدماغ المختلفة التي تجعل الطبيب يميز ما بين كلا النوعين من النوبات.
يعاني مرضى متلازمة دريفت ومتلازمة لينوكس جاستو من الصرع المركب وتتناوب حالتهم ما بين الصرع المعمم والبؤري. سنتحدث عن كلتا الحالتين عندما نشرح لكم أنواع الصرع عند الأطفال.
قد يتأكد الأطباء من إصابة مريضهم بالصرع، ولكن يعجزون عن تحديد مكان منشأ النوبة في الدماغ، ونوع النوبات إن كانت بؤرية أم معممة، خاصة عندما تحدث لدى المرضى الذين يعيشون بمفردهم، فلا يمكن لأحد وصف ما حدث.
تؤثر الأنواع المختلفة من النوبات على الدماغ بطرق عديدة، ويُحدد شكل وشدة ومعدل تكرار النوبة التي تحدث لدى الشخص نوع الصرع الذي يعاني منه.
يبني الطبيب تصنيفه للمريض على أن يكون يعاني من نوبتين أو أكثر من النوبات غير المستثارة (دون عامل مُحفز لها). يمكن أن يتم تشخيص مرض الصرع لبعض الناس حتى وإن أصيبوا بنوبة واحدة، بناء على التشخيص السريري للطبيب ورؤية احتمالية عالية للإصابة بنوبة أخرى.

كما ذكرنا في أنواع الصرع، سمي هذا النوع بالجزئي كونه يؤثر على جزء من الدماغ وليس كله، فيبدأ في منطقة واحدة أو مجموعة من الخلايا في جانب واحد من الدماغ.
للصرع الجزئي عدة أنواع وهم:
يشرح أيضاً مريض الصرع الجزئي أنه يمر بأحد النوبات الآتية:
يُصيب الصرع الأشخاص في أي عمر، ولكنه غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، لذا من المهم جداً تشخيص الصرع مبكراً في الطفولة ما يُحسن من سُبل الوقاية من تكرار النوبات ومن حياة الطفل لاحقاً.
يوجد عدة أنواع للصرع عند الأطفال وتصنف حسب عدة متلازمات مثل ما سنذكره لكم الآن.
يطلق عليها التشنجات الطفولية أو بالترجمة الحرفية متلازمة الغرب، وهي حالة من التشنجات تبدأ عادةً عندما يكون عمر الطفل 3 أشهر إلى السنة، وتتوقف عادة بعمر 2 إلى 4 سنوات.
تظهر بشكل رعشة مفاجئة تصيب الطفل وتترافق مع تصلب، وتوصف أن ذراعي الطفل تتدحرج عادةً إلى الخارج وتسحب ركبتيه بينما ينحني الجسم إلى الأمام، وهذه الوضعية تجعل الأهل يختلط عليهم الأمر ما بين التشنج والمغص.
تستمر كل نوبة ثانية أو ثانيتين فقط ولكنها تتكرر بالقرب من بعضها كأنها سلسلة، تشير الدراسات أنها عادة ما تحدث فور استيقاظ الطفل.
تمثل حوالي 15% من حالات الصرع عند الأطفال، وتبدأ هذه الحالة عادة عند الأطفال بين سن 6- 8 سنوات، وتتوقف أغلب الوقت في سن المراهقة المبكرة.
تظهر النوبات على شكل تنميل أو وخز يشعر به الطفل في وجهه ولسانه وحالة من الارتعاش والتشنج، ويتداخل ذلك مع كلامه ويسبب سيلان اللعاب. لا تستمر النوبة عادةً أكثر من دقيقتين وتحدث عادة في الليل وتنتشر لتصبح معممة في كل الجسم.
تتميز نوبات هذا النوع بنفضات صغيرة وسريعة في الذراعين أو الكتفين أو أحيانًا في الساقين يشعر بها الطفل. تبدأ هذه الحالة في أغلب الأحيان ما بين أواخر الطفولة وأوائل فترة البلوغ.
تحدث عادة بعد استيقاظ الطفل بفترة قليلة، وقد تترافق مع فقدان كامل للوعي أحياناً لفترة قصيرة من الوقت إذ أنها قد تستمر من ثوانٍ إلى عدة دقائق.
حالة نادرة وطويلة الأمد، يطلق عليها أيضاً أنها حالة من الصرع الرمع العضلي الحاد في الطفولة، تبدأ عادة قبل أن يتم الطفل عمر السنة وتشمل النوبات الأولية نصف الجسم، مع نوبات لاحقة تتحول إلى الجانب الآخر من الجسم.
قد يمر الطفل بتكرار النوبات بشكل مستمر ما يستدعي رعاية طبية طارئة خاصة في السنوات الخمس الأولى من العمر.
حالة صرع مجهولة السبب، تبدأ عادة بين 2-6 سنوات، وتظهر غالباً عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل في نمو الدماغ أو حالات تلف الدماغ.
يُعاني هؤلاء الأطفال من تأخر في النمو ويستطيع الطبيب تشخيصهم من خلال ظهور ارتفاع وبطء في موجات مخطط كهربائية الدماغ (EEG).
تتفاوت شدة النوبات، ولكن بعضها يتسبب في سقوط الأطفال على الأرض، ما يجعل الطبيب ينصح الأهل أن يجعلوا الطفل يرتدي خوذة في مقدمات النوبة؛ لحماية أسنانه ووجهه.
ذكرنا لكم بعض أنواع الصرع عند الأطفال وما خُفي كان أعظم، إذ أن حالة الصرع أو تشنجات الطفل هي شكل حاد من هذا المرض المزمن، وقد تؤدي إلى ضعف نمو الطفل، ما يحتم تقييم الأطفال وتشخيص حالتهم بشكل دقيق على الفور عند ملاحظة أي من الأعراض المذكورة وغير المألوفة لبدء مرحلة العلاج
يوجد 3.4 مليون شخص بالغ وأطفال يعانون من الصرع في الولايات المتحدة فقط وذلك على حسب إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وعلى الرغم من انتشاره وكثرة عدد مرضاه لا يزال الأطباء يكتشفون يوماً بعد يوم المزيد عن هذا الاضطراب المزمن وأخطر أنواعه وتأثيراته طويلة الأمد.
تتحدد خطورة الصرع بناء على الأثر الذي تتركه النوبة على المريض، ويصبح الأمر خطراً عندما يمر الشخص المصاب بنوبة تشنجية طويلة، مثلما يحدث في حالة النوبة التوترية الرمعية المعممة generalized tonic-clonic seizure يُطلق عليها أيضاً نوبة الصرع الكبير grand mal seizure.
إنها أحد أنواع نوبات الصرع المعمم التي إن استمرت لمدة 5 دقائق أو أكثر تصبح حالة طبية طارئة ومهددة لحياة المريض؛ لأنها تتسبب بفقدان الوعي وانقباضات عنيفة للعضلات.
هذا النوع هو تحديداً نوع النوبة الذي يتخيله معظم الناس عندما يفكرون في الصرع وهو بالفعل أخطرهم.
ختاماً وبعد أن تعرفنا على أنواع الصرع والفروقات ما بينهم، نوضح لك أن شخصاً من كل ثلاثة أشخاص يعانون من الصرع يكون أحد أفراد عائلتهم مصاب بهذه الحالة المرضية؛ لذا إن كان لديك تاريخ عائلي مرضي بالصرع لا تستهين باستشارة الطبيب ومراقبة أولادك للكشف عنه مبكراً.
هناك العديد من أدوية علاج الصرع التي يصفها الطبيب حسب حالة كل مريض وحسب نوع الصرع الذي يعاني منه ومن أشهرها تجريتول (Tegretol) الذي يحتوي على مادة كاربامازبين (Carbamazepine).
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.