

يحدث الحمل عندما يخصب الحيوان المنوي البويضة، وتنتقل البويضة الملقحة لتلتصق بجدار الرحم، أما في حالة الحمل خارج الرحم، فلا تلتصق البويضة المخصبة بالرحم، بدلًا من ذلك تلتصق بقناة فالوب، أو تجويف البطن، أو عنق الرحم، أو المبيض، ولا تستطيع البويضة المخصبة البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، لذا فإن حالات الحمل خارج الرحم لا تكتمل.
في أغلب حالات الحمل خارج الرحم تنزرع البويضة المخصبة في قناة فالوب (التي تنقل البويضات من المبيض للرحم)، ما يُعرف بالحمل البوقي، ولأن قناة فالوب لن تستوعب نمو الجنين، ولا يمكن أن تتمدد مثل الرحم، فقد يتسبب نمو الحمل في هذه الحالة في تمزق قناة فالوب (أو العضو المزروع فيه البويضة المخصبة)، الأمر الذي قد يتسبب بدوره في نزيف داخلي كبير ويهدد حياة الأم وقد يصل الأمر في بعض الحالات النادرة إلى استئصال الرحم.
لذا فإن اكتشاف الحمل خارج الرحم في مراحله المبكرة أمر غاية في الأهمية لإنقاذ حياة الأم، وتجنب مضاعفات خطيرة.

سبب الحمل خارج الرحم غير معروف دائمًا، ومع ذلك ربطت الأبحاث بين الحمل خارج الرحم وبعض العوامل التي تبطئ أو تمنع حركة البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم، و التي منها:
وإلى جانب الأسباب السابقة، فقد تزيد بعض عوامل الخطر من فرص الإصابة بالحمل خارج الرحم، هذه العوامل تشمل:
ومع ذلك فقد يحدث الحمل خارج الرحم حتى مع عدم وجود عوامل الخطر السابقة (حوالي 50% من النساء اللاتي تعرضن لحمل خارج الرحم ليس لديهنّ عوامل خطر معروفة).
ما هي أعراض الحمل خارج الرحم الأكيدة؟ لا يسبب الحمل خارج الرحم أي أعراض ملحوظة، وعادةً ما يتم اكتشافه فقط في أثناء فحوص الحمل الروتينية، ومع ذلك، فإن معظم النساء تظهر عليهنّ بعض الأعراض بين الأسبوع الرابع والأسبوع الثاني عشر من الحمل، وتكون أعراض و علامات الحمل خارج الرحم مماثلة بشكل كبير لأعراض الحمل التقليدية، وتشمل:
ومع بداية نمو الحمل خارج الرحم فقد تعاني المرأة من بعض الأعراض التحذيرية الأخرى، ومنها:
يجب الاتصال بالطبيب فورًا في حالة اختبار أي من الأعراض التي تم ذكرها سابقا، فمع نمو الحمل خارج الرحم قد يتمزق العضو المزروع فيه البويضة، وهو ما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة مثل النزيف الداخلي الذي قد يهدد حياة الأم.
ولأن هذه الأعراض قد لا تظهر في البداية، فإن المتابعة الطبية بمجرد إجراء اختبار الحمل والحصول على نتيجة إيجابية مهمة للغاية للتأكد من أن الحمل طبيعي وأن الأمور تسير على ما يرام.

عادةً ما يُشخص الحمل خارج الرحم بعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع من الحمل، وفي بعض الحالات في الأسبوع الثامن من الحمل، عن طريق فحوص الحمل التقليدية والتي تشمل:
الحمل خارج الرحم قد يهدد حياة الأم، ولن يكون الجنين قادرًا على التطور لذا من الضروري إزالة الجنين في أسرع وقت ممكن من أجل الحفاظ على حياة الأم، وعلى فرصها في حدوث حمل طبيعي في المستقبل.
تختلف خيارات العلاج اعتمادًا على مكان الحمل خارج الرحم، ومدى نمو الجنين، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
وإلى جانب الخيارات السابقة تساعد بعض النصائح على سرعة التعافي والشفاء بعد انتهاء الحمل، والتي تشمل:
وسواء استُخدمت الادوية أو الجراحة لعلاج حمل خارج الرحم، فيجب رؤية الطبيب بعدها بانتظام وفحص مستوى هرمون الحمل للتأكد من انخفاضه وعودة الأمور لطبيعتها.
في النهاية، فإن الحمل خارج الرحم، من الحالات الخطيرة لأنه قد لا يُكتشف إلا بعد حدوث مضاعفات، لذا من المهم استشارة الطبيب بمجرد التأكد من حدوث الحمل للاطمئنان أن الحمل داخل الرحم، وأن الجنين يتطور بمعدل طبيعي وأن الأمور على ما يرام.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.