

يعد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إجراء غير جراحي، ويُنتِج صورًا تشريحية مفصلة وثلاثية الأبعاد، ويستخدم للكشف عن الأمراض وتشخيصها ومراقبة العلاج.
يستخدم الرنين المغناطيسي لتصوير الأنسجة الرخوة، والأجزاء غير العظمية، والدماغ والأعصاب، والنخاع الشوكي والعضلات، والأربطة والأوتار، بشكل أكثر وضوحًا من الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب.
يمكن أيضًا الاعتماد عليه لتشخيص تمدد الأوعية الدموية والأورام؛ نظرًا لقدرته على التفريق بين المادة البيضاء والرمادية، فيعد الطريقة المُثلى للتشخيص والعلاج خاصةً في الدماغ.
لم يثبت حدوث مخاطر أو آثار ضارة على النساء الحوامل والأجنة الذين خضعوا للتصوير بالرنين المغناطيسي على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وذلك بعد خضوع آلاف النساء الحوامل لهذا الإجراء.
لذا فلا يجب رفض الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الحمل في حالات الضرورة، مثل تشخيص احتمالية وجود مرض خطير، فالهدف الأساسي هو إنجاب طفل معافى بضمان صحة الأم.
لا يجب كذلك عمله كإجراء احترازي خاصةً في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، ذلك لأنه لم يكتمل تكوين أعضاء الجنين بعد أو لاحتمالية دخول الصبغة لمجرى دمه.

يساعد فحص الرحم بالرنين المغناطيسي على رؤية العظام، والأعضاء، والأوعية الدموية، والأنسجة الأخرى في منطقة الحوض.
يسمح التصوير بالرنين المغناطيسي للجنين بالحصول على صور تفصيلية للجنين النامي في رحم الأم، وعادةً ما يستخدم عند التباس نتائج فحص الموجات فوق الصوتية.
تُجرى أشعة الرنين المغناطيسي للحامل لتقييم حالة الجنين في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، بما في ذلك الصدر والحوض والبطن والدماغ والجهاز الهضمي العلوي.
لا يجب استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في الثلث الأول من الحمل، بسبب صغر حجم الجنين والقلق حول سلامته.
يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي معلومات إضافية أو تأكيدية بشأن تشخيص حالة معقدة للجنين بعد التي حُصل عليها إثر استخدام الموجات فوق الصوتية.
يحتاج الطبيب لطلب فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في حالة وجود حالة طبية تستدعي إجرائه عند الأم أو الجنين.
كما يفضل إجراؤه في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل للحالات الآتية:
على الرغم من عدم استخدام الإشعاع أثناء إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، لكن وبسبب استخدام مجال مغناطيسي قوي، فلا يمكن إجرائه للحالات التالية:
يجب إخطار الطبيب في حال وجود حمل أو الشك في حدوث حمل قبل إجراء الرنين المغناطيسي؛ وذلك بسبب احتمالية حدوث زيادة ضارة في درجة حرارة السائل الأمنيوسي.
يتسبب إجراء الرنين المغناطيسي في:
نظرًا للمخاطر التي يمكن حدوثها إثر إجراء بعض أنواع الأشعة على الحامل من تشوهات للأجنة أو غير ذلك، فيجب إخطار الطبيب قبل القدوم على إجراء أي منها لمعرفة مدى أمانها.
يُفضِل الطبيب استخدام الموجات فوق الصوتية في حالة تشخيص مساحة صغيرة فقط في كل مرة، أما في حال فحص المناطق الكبيرة والعميقة، فاستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي هو الأفضل.
وفقًا لكل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فلا يوجد دليل على أن الموجات فوق الصوتية تضر الجنين، كما لم يُعثر على روابط بين الموجات فوق الصوتية والعيوب الخلقية أو سرطان الأطفال أو مشاكل النمو.
يكمن مصدر القلق فقط في أن الطاقة الناتجة عن الموجات فوق الصوتية قد تعمل على تسخين أنسجة الطفل، لكن لم يُثبت ذلك حتى الآن.
على الرغم من أن فائدة المعلومات التشخيصية التي يحصل عليها الطبيب بعد الأشعة السينية تفوق المخاطر المحتمل حدوثها للجنين، إلا أن تعرض بطن الحامل للأشعة المباشرة يؤثر على الجنين.
فتعرض بطن الأم الحامل لكم كبير من الأشعة يعرض جنينها للخطر، وذلك اعتمادًا على عمر الحمل وكمية التعرض، فمثلًا في حال التعرض خلال الأسبوعين الأولين من الحمل يؤدي ذلك للإجهاض.
أما في حال التعرض لكميات عالية من الأشعة بعد أسبوعين إلى ثمانية أسابيع من الحمل، يؤدي ذلك لخطر حدوث تشوهات خلقية، وبالنسبة للتعرض لها ما بين الأسبوعين الثامن والسادس عشر يؤدي لزيادة خطر الإعاقة الذهنية.
لكن لا داعي للخوف الشديد، لأن معظم فحوصات الأشعة السينية -بما في ذلك فحوصات الساقين أو الرأس أو الأسنان أو الصدر- لا تتسبب في حدوث نفس المخاطر.
كما أن جرعة التعرض النموذجية أثناء التشخيص بالأشعة السينية أقل بكثير من الجرعات العالية المسببة لهذه المضاعفات، وأيضًا يمكن ارتداء مئزر رصاصي لتوفير الحماية من تشتت الإشعاع.
لذا ففي حالة الحمل وقبل إجراء الأشعة السينية، يجب إخبار الطبيب أو إذا أمكن تأجيل إجراء الأشعة السينية أو تعديلها لتقليل كمية الإشعاع.
إذا لم تُصوَر البطن أو الحوض فلا يوجد خطر على الطفل من الإشعاع، حيث إنه لم يثبت حتى الآن تسبب التصوير المقطعي المحوسب في حدوث ضرر للجنين.
لكن قد يحدث ضرر طفيف جدًا للطفل في حال إجراء فحص للبطن أو الحوض، فقد يكون لديه فرصة الإصابة بالسرطان بنسبة واحد لكل 1000 طفل.
ختامًا فإنه يجب توخي الحذر أثناء التعامل مع الأم والجنين خاصةً في حال الاضطرار لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي للحامل، فلا توجد أشعة آمنة بنسبة 100 فالمئة ولكن يجب توخي الحذر أثناء الشهور الثلاثة الأولى والمتابعة مع الطبيب.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.