

تخيل أنك سافرت بلد، لا تعرف لُغتها ولا طريقة التواصل مع أهلها كيف ستتعامل؟
أستكون قادرًا على التواصل مع الآخرين بسهولة؟ وماذا عن حرية اختيار ما تريد وما تحتاج!
ما عانيت منه في رحلتك هذه، أواجهه طِوال حياتي فتعال لتتعرف على قصتي..
شُخصتْ في صغري بمرض التوحد، عانيت منه لا لعيب مني ولكني فقط مختلف عنك. هو مجرد اضطراب ذلك يعني أن الأحداث الحياتية اليومية التي تبدو لك مألوفة وتتفاعل معاها ربما تسبب لي آلام شديدة.
يصفني أغلب الناس بصفات كالعند وعدم سماع الكلام وتجاهل الأوامر لكن الحقيقة أنني لا أفهمك
لا تُقارني بغيري فقط اقبل اختلافي وتميزي وكُن صبورًا معي، وبدلًا من أن تركز على ما لا أُتقنه ساعدني على أَنْ أتعلم ما أجهله.
فتعال لنتعرف من خلال هذا المقال على أسباب مرض التوحد وكيف يمكننا علاج مرض التوحد.
نتمنى لك قراءة ممتعة
إذا كُنت تعتقد أن التطعيمات التي يحصل عليها الأطفال أحد أسباب مرض التوحد، فأنت 1 من بين 5 أشخاص حول العالم يعتقدون نفس الاعتقاد!
من أين جاء هذا الاعتقاد وهل هو حقيقة أم مجرد شائعة؟
في أواخر القرن العشرين نُشر بحث في أحد المجلات العلمية يفترض أن اللقاح الثلاثي (الحصبة، النكاف والحصبة الألمانية) أحد أسباب مرض التوحد عند الأطفال. وقد بنيت الفرضة على أساس أن هذه التطعيمات تُسبب التهاب المعدة فينتقل بروتين ضار إلى الدم يؤثر على الدماغ مما يؤدي إلى إصابة الطفل بمرض التوحد.
تم إجراء هذه الفرضية على عدد 12 طفل ممن يعانون من تأخر النمو ومشكلات خاصة بالتهابات المعدة أدت إلى الإصابة بالتوحد.
الذي جعل هذه الورقة العلمية تنتشر في توقيتها: أن حوالي 90% من أطفال بريطانيا قد تلقوا اللقاح الثلاثي وقت نشر هذه الورقة العلمية وهو ما ربط في الأذهان أن التطعيمات أحد أسباب مرض التوحد.
لكن بعد فترة من نشر هذه الورقة العلمية: تراجعت المجلة واعترفت بخطأ هذه الورقة العلمية. وهو ما أكدته الأبحاث الحديثة ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
حيث أثبتت الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة بما لا يدع مجالًا للشك أن التطعيمات ليست من أسباب مرض التوحد ولا يوجد بينهما علاقة بل أوصت بضرورة حصول الأطفال على التطعيمات لتجنب تعرض الأطفال للإصابة بالأمراض المختلفة.
كما تم فحص مجموعة من الأطفال ممن تلقوا التطعيمات ومجموعة من الأطفال الذين لم يحصلوا على أي تطعيمات ومجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد. وجد أن التطعيمات لا تؤثر على الجهاز العصبي عند الأطفال كما يزعم البعض مما يؤكد أن التطعيمات آمنة تمامًا.
في عام 1940م انتشرت شائعة أن سبب إصابة الأطفال بالتوحد هم الأهل نتيجة العلاقات المتوترة وأساليب التربية. وكان هذا الاعتقاد مبني على طريقة التحليل النفسي للطفل باعتبار أن التوحد هي مشكلة انعزال طفل التوحد عن الآخرين (مشكلة نفسية)، وظل الجميع يُلقي باللوم على الآباء.
إلا أن الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة أثبتت خطأ هذه الفرضية وأن التوحد مشكلة جينية وليست نفسية.
كما أثبتت الدراسات أن حوالي 80% من أسباب مرض التوحد نتيجة مشاكل في بعض الجينات التي تؤثر على مراحل نمو الطفل ومناطق الاتصال الموجودة بالدماغ، بالتالي تؤثر على قدرة الطفل في التواصل والتفاعل مع الآخرين.
لذا فالأهل ليسوا سببًا في التوحد، لكن يكمن دور الأهل في توفير بيئة العلاج والتعلم اللازمة لطفل التوحد للحصول على نتائج مرغوبة وتحييد سلوكياته وإتمام عملية حدوث الدمج بين طفل التوحد والمجتمع.
هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد وهي:
كلها عوامل تساهم في زيادة احتمالية حدوث اضطراب التوحد مما يعد أحد أسباب مرض التوحد. لذا ننصح السيدات الحوامل بضرورة وأهمية الزيارة الدورية للطبيب المختص مع أهمية الحرص على متابعة برامج الحمل وبرامج حديثي الولادة بعد الحمل.
لكن هل حقًا مرض التوحد يعد مرضًا؟
التوحد ليس مرضًا!
يعد التوحد أحد اضطرابات النمو العصبي للدماغ والذي يؤثر على الطفل من خلال:
لذا لا يعد التوحد مرض. كما أنه حتى الآن لم يتوصل العلم لأسباب مرض التوحد الحقيقية وآلية حدوثها، إلا أن هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية حدوث اضطراب طيف التوحد وهو ما تم ذكره في الأسطر السابقة.
بعد أن تعرفنا على أسباب مرض التوحد دعنا نتعرف على أنواع اضطراب طيف التوحد على النحو الآتي:
أجمع الأطباء في عام 2013 على مصطلح (اضطرابات طيف التوحد) كمصطلح عام يعبر عن التشخيص، ولكن رُبما يُصادفك الأسماء التي كانت تُطلق قديمًا على تشخيص التوحد لتشابه الأعراض فيما بينهم وهي:
بعد أن تعرفنا على أسباب مرض التوحد وكل من تعريف وأنواع اضطراب طيف التوحد، دعنا نتعرف على أهمية التدخل المبكر وما وصلت له التكنولوجيا الحديثة من تطبيقات تساعد أطفال التوحد.
لا شك أن علاج اضطراب طيف التوحد مُكلف وهو أحد الأسباب التي تدفع الأهل إلى أخذ قرار عدم حضور الطفل لجلسات العلاج. وهنا ينبغي أن نُصحح مفهومين وهما:
يعد برنامج التدخل المبكر لأطفال التوحد فعالًا للأطفال أقل من 7 سنوات فقط. فلا تتردد في الذهاب للطبيب في حال لاحظت أي من الأعراض التالية على طفلك:
لأننا في أندلسية نهتم بأن يصل أطفالنا إلى قمة العافية، نقدم لكم مجموعة من النصائح التي تساعد طفل التوحد وتعمل على تحسين النتائج العلاجية وهي:
ملحوظة: لم تحصل التطبيقات التالية على الموافقات الطبية للاستخدام بعد، لكن هناك مجموعة من الأوراق البحثية التي تناولت أثر هذه التطبيقات على تطور الطفل وسهولة متابعة مهام وتقدم الوظائف الحيوية اليومية للطفل.
يسعى العلماء والأطباء دائمًا لتوفير سُبل الراحة للمرضى لتحقيق أفضل نتائج علاجية.
بعد أن تعرفت على بعض تطبيقات الهاتف المحمول التي تُساعد طفل التوحد وتُيسر عملية اندماجه في المجتمع. احرص على حضور طفلك للجلسات بشكل منتظم لتتحسن نتائجه العلاجية بشكل ملحوظ. لا تتردد في زيارة الطبيب المختص حال ظهور أي من أعراض اضطرابات طيف التوحد على طفلك.
مركز أندلسية لصحة الطفل.. مكان يعتني بطفلك
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
اقرأ ايضا
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.