

ارتجاع المريء هو اضطراب يصيب الجهاز الهضمي، حيث تتأثر العضلة العاصرة التي تعمل كصمام بين المريء والمعدة، فلا يكون الصمام محكمًا، وتبدأ أحماض المعدة في الارتداد إلى المريء.
يتبع الطعام مسارًا طبيعيًا يبدأ من الفم، نزولًا إلى البلعوم، ثم المريء الذي يمتلك في نهايته صمام يفتح أثناء مرور الطعام ثم يُغلق بإحكام. حينما تصاب عضلات هذا صمام بالضعف أو الارتخاء، تتمكن محتويات المعدة وأحماضها في الارتداد مرة أخرى للأعلى، فيشعر المصاب بالارتجاع بطعم مر لاذع في الفم.
قد تشعر بطعم الحامض المصاحب للارتجاع كل فترة كبيرة كنتيجة لتناول وجبة طعام دسمة مثلًا أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرةً، وهذا أمر طبيعي، لكن يُعد الشخص مريض ارتجاع المريء بصفة مزمنة إذا كان يتعرض لهذه التجربة مرتين في الأسبوع على الأقل على مدار عدة أسابيع متتالية.
قد يصيب ارتجاع المريء الجميع كبارًا وصغارًا، دون وجود سبب واضح، لكن يظل هناك بعض الفئات التي ترتفع لديها نسبة الإصابة أكثر من غيرها منهم:
كما يوجد عدة عوامل تجعل الأمر أسوأ إذا كان الشخص يعاني بالفعل من ارتجاع المريء مثل:
اعراض الارتجاع المريئي أعراضٍ عدة، منها:
لا يسبب ارتجاع المريء آثار خطيرة في كثير من الأحيان، لكن في بعض الحالات النادرة قد تنتج إحدى المضاعفات التالية:
يمكن تشخيص حالات ارتجاع المريء بعد سماع شكوى المريض، والتعرف على تاريخه المرضي، فإذا لم تجد هذه المحاولات نفعًا قد يطلب الطبيب من المريض أحد وسائل التشخيص التالية:
1. منظار الجهاز الهضمي العلوي:
يدخل الطبيب أنبوب طويل رفيع ينتهي بكاميرا لتصوير المريء واكتشاف وجود أي تغيرات به، كما يمكن كذلك سحب عينة من خلايا بطانة المريء عند الرغبة في ذلك.
2. تصوير أشعة سينية على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي:
توضح الأشعة السينية حالة المريء والمعدة والاثنى عشر، قد لا تعطي هذه الطريقة معلومات مفصلة لكنها تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى مثل قرحة المعدة.
3. دراسة ضغط المريء والمقاومة:
يعمل على قياس ضغط داخل المريء وقياس كفاءة عمل الصمام.
4. اختبار قياس مستويات الحمض في المريء:
نلجأ لهذا الاختبار عند صعوبة التشخيص بالطرق الأخرى، تعتمد فكرة هذه الطريقة على تتبع مقدار الحمض الموجود في المريء أثناء الوجبات والنشاط والنوم.
يهدف علاج ارتجاع المريء إلى تقليل كمية الأحماض المرتدة إلى المريء، وإتاحة فرصة للأنسجة المتضررة كي تلتئم.
يمكن تحقيق هدف علاج ارتجاع المريء نهائيا من خلال العلاج الدوائي والاعتماد على بعض التغيرات الحياتية.
1. مضادات الحموضة: تعمل هذه الأدوية على معادلة تأثير الأحماض في المريء والتخفيف من حرقة المعدة. تتوفر العديد من الأدوية المضادة للحموضة التي لا تحتاج وصفة طبية، لكن لا يمكن الاستمرار عليها فترة طويلة؛ لأنها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية مثل الإسهال وتغيرات مستويات المعادن في الجسم، مما قد يضر مرضى الكلى، لذلك إذا كنت تحتاج إلى مضادات الحموضة فترة طويلة يلزمك استشارة الطبيب.
2. حاصرات H2: قد يصف الطبيب لحالات الارتجاع المزمنة هذه الأدوية لقدرتها على تقليل إفراز الحمض في المعدة.
3. مثبطات مضخات البروتون: تعمل هذه الأدوية على حجب أحد أنواع البروتين، والتي يستخدمها الجسم لتصنيع أحماض المعدة.
4. الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية: قد تساعد هذه الأدوية بعد الحالات على تفريغ المعدة بشكل أسرع، فلا تتعرض للأحماض فترة طويلة. قد تساعد كذلك في علاج أعراض مثل الانتفاخ، والغثيان، والقيء، لكن لا يمكن الاعتماد على هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
يمكن لإجراء بعض التعديلات أن يقلل من حدة الارتجاع، ويحسن من أعراضه.
تتحسن معظم حالات ارتجاع المريء مع اتباع نصائح السابقة والالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب. لكن في الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي لعلاج الارتجاع.
أمثلة على هذه الجراحات:
- عملية تثنية القاع: يقوم الطبيب بخياطة الجزء العلوي خلالها خياطة الجزء العلوي من المعدة حول المريء.
- جراحات السمنة: يقترح الطبيب على المريض الخضوع لهذه الجراحة، عندما يتيقن أن سبب الارتجاع هو الوزن الزائد.
تمر على السيدة الحامل فترات عدة، تمر بها بتغيرات كثيرة منها الشعور بحرقة المعدة أو ارتجاع المريء.
إذا كانت السيدة تعاني بالفعل من ارتجاع المريء، سيجعل الحمل الوضع يزداد سوءًا. يرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وتأثيرها على عضلات المريء مما يؤدي إلى استرخائها بشكل متكرر. كما أن نمو الجنين قد يؤدي إلى الضغط على معدة الأم فتزداد فرصة إصابتها بالارتجاع.
يوجد العديد من الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتجاع المريء تكون آمنة أثناء الحمل، لكن في بعض الحالات قد ينصحك طبيبك بتجنب بعض مضادات الحموضة أو العلاجات الأخرى.
ختامًا يؤثر ارتجاع المريء على حياة الفرد، إذ يؤدي إلى شعور دائم بعدم الراحة، فإذا لاحظت تكرار الأعراض المذكورة من ألم في الصدر أو وجود طعم لاذع في الفم فلا تتردد في استشارة الطبيب لمعرفة سبب هذا التغيير والتعامل معه بطريقة صحيحة.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.