ما هو التهاب الكبد الوبائي c وهل ينتقل عن طريق الجماع؟

التهاب الكبد الوبائي سي هو حالة التهابية تنتج عن عدوى فيروسية في الكبد، وقد يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الكبد.

لا يعرف حوالي نصف المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي (سي) أنهم مصابون بسبب عدم ظهور أعراض لديهم، فقد يستغرق ظهور الأعراض عقودًا بعد الإصابة؛ لهذا السبب يُوصى بفحص جميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عامًا للكشف عن التهاب الكبد C، حتى أولئك الذين لا يعانون من أعراض أو مرض كبدي معروف. 

يُعد كل من ولد بين عامي 1945 و 1965 أكثر عرضة بإيجابية النتيجة والإصابة بالفيروس بخمس مرات من أولئك الذين وُلدوا في سنوات أخرى.

يؤثر التهاب الكبد الفيروسي C في المصابين بطرق مختلفة وله عدة مراحل:

• فترة الحضانة: وهي الوقت بين أول تعرض للفيروس وبين ظهور المرض. يمكن أن تستمر من 14 إلى 80 يومًا، لكن المتوسط هو 45 يومًا.
• التهاب الكبد الحاد (C): وهي مرحلة قصير الأمد تستمر مدة 6 أشهر بعد دخول الفيروس الجسم، بعد ذلك، قد يتخلص الجسم منه من تلقاء نفسه لدى بعض الأشخاص، أو تستمر الإصابة للمرحلة التالية لدى أشخاص آخرين.
• التهاب الكبد سي المزمن: يصل إلى هذه المرحلة معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد سي - حتى 85% منهم، وفي حالة عدم الحصول على العلاج المناسب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل: سرطان الكبد أو تليف الكبد.
• التليف الكبدي: يمكن القول أنه أحد مضاعفات التهاب الكبد الفيروسي سي، إذ بمرور الوقت تتحول خلايا الكبد السليمة إلى نسيج ندبي. عادةً ما يستغرق حدوث ذلك من 20 إلى 30 عامًا، وقد يكون أسرع من ذلك إذا كنت تشرب الكحول أو مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية.
• سرطان الكبد: يزيد تليف الكبد من احتمالية الإصابة بسرطان الكبد. في حالة إصابتك بفيروس سي سيطلب منك طبيبك إجراء فحوص منتظمة للتأكد من عدم إصابتك؛ إذ لا تظهر لسرطان الكبد عادةً أعراض في المراحل المبكرة.

لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة للإصابة بفيروس سي لدى كثير من المصابين، ولكن في غضون أسبوعين إلى ستة أشهر بعد دخول الفيروس إلى مجرى الدم، قد تلاحظ ما يلي:

• براز بلون الطين.
• البول الداكن.
• حمى.
• إعياء.
• اليرقان (حالة تسبب اصفرار العين والجلد، وكذلك البول الداكن).
• ألم المفاصل.
• فقدان الشهية.
• غثيان.
• آلام في المعدة.
• التقيؤ.

تستمر الأعراض عادةً مدة بين أسبوعين إلى 12 أسبوعًا. 

بينما تشمل أعراض فيروس سي في مراحله المتقدمة ما يلي: 

• تراكم السوائل في التجويف البطني (الاستسقاء) أو الساقين (الوذمة).
• تكوّن حصى في المرارة.
• الاعتلال الدماغي؛ حالة تسبب الارتباك وسوء وظائف الدماغ.
• الفشل الكلوي.
• سهولة حدوث نزيف وكدمات.
• حكة شديدة.
• فقدان العضلات.
• مشكلات في الذاكرة والتركيز.
• ظهور عروق تشبه العنكبوت على الجلد.
• تقيؤ الدم بسبب نزيف في الجزء السفلي من المريء (دوالي المريء).
• فقدان الوزن.

ينتشر التهاب الكبد الوبائي سي من خلال انتقال الدم أو سوائل الجسم الملوثة بفيروس سي من شخص مصاب إلى مجرى الدم لشخص سليم. يمكن أن يحدث ذلك عند:

• مشاركة أدوات الحقن والإبر.
• الولادة - يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين.
• مشاركة أدوات العناية الشخصية، مثل: فرش الأسنان، وشفرات الحلاقة، ومقصات الأظافر.
• عمل وشم أو ثقب بمعدات غير نظيفة.
• ممارسة الجنس، خاصةً إذا كان الشخص السليم مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية، أو أحد الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى، أو في حالة ممارسة الجنس مع عدة شركاء، أو ممارسة الجنس العنيف.

قد يبدو ذلك مخيفًا بعض الشيء ويجعلك تتسائل عن بعض الوسائل الأخرى، لذا نوضح لك قائمة بأشياء لا يمكن الإصابة بالتهاب الكبد سي من خلالها، وهي:

• الرضاعة الطبيعية (ما لم تكن الحلمات متشققة وهناك نزيف).
• ملامسة الشخص المصاب.
• السعال.
• العناق.
• التصافح باليد.
• التقبيل.
• لدغات البعوض.
• مشاركة أواني الأكل.
• تقاسم الطعام أو الشراب.
• العطس.

ذكرنا في وسائل انتقال العدوى ممارسة الجنس، ولكن كان هناك شروط معينة وضحناها. 

ينتقل التهاب الكبد الوبائي سي بشكل أساسي عن طريق التعرض للدم المحتوي على الفيروس، وتشير الأبحاث الحالية إلى أن خطر انتقال عدوى فيروس سي بين الزوج والزوجة من خلال الاتصال الجنسي منخفض للغاية، ما لم يكن الشخص السليم مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

 ومع ذلك، يجب على الزوج المصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي دائمًا استخدام الواقي الذكري في أثناء ممارسة الجنس؛ لمنع انتقال العدوى.

يجب الانتباه إلى التعليمات التالية لمنع انتقال العدوى بين الزوج والزوجة:

• عدم مشاركة الإبر أبدًا.
• عدم مشاركة فرش الأسنان أو شفرات الحلاقة أو قلامة الأظافر.
• ارتداء القفازات عند مساعدة الطرف الآخر في تضميد الجرح أو تنظيف الدم.
• تجنب الاتصال الجنسي إذا كان لدى أي من الزوجين أي جروح أو تقرحات في الفم أو الأعضاء التناسلية.

يعالج الأطباء التهاب الكبد الوبائي باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات. قد لا يحتاج الشخص المصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي الحاد إلى تناول أي أدوية، وقد يوصي الطبيب بدلاً من ذلك بما يلي:

• الراحة على السرير.
• شرب كثير من السوائل.
• اتباع نظام غذائي صحي.
• التوقف عن شرب الكحول.

وسيطلب الطبيب في هذه الحالة إجراء اختبارات دم منتظمة للتأكد من خلو الجسم من الفيروس.

حتى وقت قريب، كان علاج فيروس سي المزمن يتطلب الاعتماد على دوائين رئيسيين؛ أحدهما pegylated interferon (حقنة أسبوعية)، والآخر ribavirin (كبسولة أو قرص)، وكان عديد من المصابين لا يستطيعون الحصول على العلاج بسبب إصابتهم بمشكلات صحية أخرى أو آثار جانبية غير مقبولة.

لكن اليوم، تغير الأمر تمامًا؛ إذ أصبح علاج التهاب الكبد المزمن ممكنًا من خلال أقراص تُؤخذ عن طريق الفم يوميًا لمدة شهرين إلى ستة أشهر فقط، تشمل هذه الأقراص سوفوسبوفير وداكلاتاسفير. 

هذه الأقراص أكثر فاعلية في العلاج، كما أن آثارها الجانبية أخف، ولا تتطلب دورات علاج طويلة المدى، ومن خلالها يمكن علاج أكثر من 90% من المصابين بالتهاب الكبد سي.

لكن من المهم أن تدرك أن هذه العلاجات لا تجعلك محصنًا ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى؛ لذا يجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للوقاية من تكرار الإصابة.

في حالة الإصابة بفيروس التهاب الكبد المزمن فقد يحتاج المريض أيضًا إلى علاج مضاعفات الفيروس في حالة وجودها.

لا يُوجد حاليًا لقاح فعال للوقاية من التهاب الكبد سي، وعلى الرغم من عمل الباحثين عليه فترة طويلة، فقد ثبت أنه من الصعب الوقاية من التهاب الكبد سي من خلال اللقاح؛ نظرًا للطفرات السريعة التي يُحدثها الفيروس، وبالتالي صعوبة إنتاج لقاح فعال.

الطريقة الفعالة الوحيدة للوقاية من عدوى التهاب الكبد C هي تجنب ملامسة الدم الملوث بالعدوى، وبشكل خاص عدم مشاركة الإبر أو الحقن.

كما ذكرنا، مع العلاجات الحديثة من الممكن عادةً علاج العدوى ويكون متوسط عمر معظم المصابين طبيعيًا. 

يصف الطبيب الأقراص المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر لعلاج التهاب الكبدي الوبائي c، ومنها:

• زاباتير أقراص- Zapater tablets.
• ابكلوزا قرص- Epacluza tablets.
• ريبافيرين- Ribavirin.

ختامًا، فإن التهاب الكبد الوبائي C هو فيروس يصيب الكبد، وإذا تُرك دون علاج يمكن أن يسبب بعض الأحيان أضرارًا خطيرة قد تهدد حياة المريض، احرص على الفحص الدوري والتحاليل التي تكشف عن أمراض الكبد مثل ast تحليل؛ لاكتشاف العدوى في مرحلة مبكرة، وتجنب مشاركة الأدوات والحقن مع الآخرين الذين قد يكونون مصابين أو يحملون العدوى دون ظهور أعراض.

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.