

يسود اعتقاد شائع عند أغلب الأشخاص بأن تنظيف الجير يؤدي إلى تفرّق الأسنان، ووجود مسافات كبيرة بينهم، لكنه أمر خاطئ تمامًا نظرًا لوجود مسافة طبيعية بين الأسنان وبعضها تقدر بنحو 0.5 ملم.
يتناول الشخص طعامه بطريقة طبيعية، فتبقى بقايا الطعام لتمتزج مع لُعاب الفم مكونة طبقة لزجة تُسمى البلاك على سطح السن، وتعد وسطًا مناسبًا لنشاط ونمو البكتيريا، التي تلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية حدوث تسوس الأسنان.
ما إن يتم إزالة هذه الطبقة باستخدام فرشاة ومعجون مرتين يوميًا، بجانب خيط الأسنان وغسول الفم، تقل احتمالية تكلسها وتحولها لجير، الذي يصعب إزالته بالفرشاة، ويتطلب زيارة طبيب الأسنان، لتجنب احتمالية الإصابة بمشكلات مختلفة منها:
تسوس الأسنان.
رائحة كريهة للفم.
التهاب وتورم اللثة.
انحسار اللثة.

تنكشف مع انحسار اللثة جذور الأسنان ما يزيد من حساسيتها، ويبدأ الشخص في الشعور بوجود حركة في الأسنان، وهو أمر صحيح.
يرسل الجهاز المناعي مركبات كيميائية تقضي على البكتيريا التي تكونت لتوفير أفضل حماية للجسم، نتيجة ترسب طبقة الجير على السطح الظاهر للأسنان وجذورها، ما قد يؤدي إلى تضرر عظام الفكين وأنسجة اللثة.
أشارت بعض الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة بين البكتيريا التي تتسبب في أمراض اللثة، وبين زيادة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب.
يجب التنويه بأن تنظيف الأسنان من الجير في حد ذاته لا يتسبب في تفرّق الأسنان وتباعدها، بل إن عدم تنظيفها وزيارة الطبيب بصورة دورية يزيد الأمر سوءًا، ما قد يُساهم في سقوط الأسنان!
إذًا فإن تباعد المسافة بين الأسنان له مجموعة من الأسباب المختلفة مثل:
تشغل طبقة الجير المترسبة على الأسنان المسافة الطبيعية بينهم، ومع زيادة تراكمها فوق سطح الأسنان وجذورها، وبين ثنايا جيوب اللثة، تزيد احتمالية تضرر الأنسجة والعظام، ما يترتب عليه ضمورها، وبالتالي تظهر مسافات بينية واسعة نسبيًا مقارنة بالحالة الطبيعية بين الأسنان، الأمر الذي يظهر بوضوح عند تنظيف الجير، ما يتسبب في خطأ شائع متوارث عند الكثيرين بأن هذه المسافات بسبب التنظيف، وبالتالي يجب ألا يتم تنظيف الأسنان مرة أخرى حتى لا تضعف.
حجم الأسنان
يلعب حجم الأسنان دورًا كبيرًا في ظهور المسافات بينها بشكل ملحوظ، إذ تكون أصغر في الحجم مقارنة بالفك، وبالتالي يبدو وجود تفرّق بينها.
نمو أنسجة الفم
نمو أنسجة اللثة بصورة أكبر من الطبيعي أي يزداد عدد خلاياها وتكبر في الحجم، ما يزيد من احتمالية وجود مسافات بين الأسنان.
بعض العادات في مرحلة الطفولة
هناك مجموعة من العادات التي يمارسها كثير من الأطفال خلال سنواتهم الأولى مثل مص الإصبع، واستخدام اللهاية، كلاهما لعب دور في حدوث مشكلة سوء إطباق الفكين حال استمرار الطفل ممارستها لما بعد سن 2-3 سنوات، وبالتالي ينعكس على مظهر الأسنان، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى وجود مسافات كبيرة تستوجب ارتداء تقويم الأسنان.
تتردد الكثير من الأفكار الخاطئة المتعلقة بالصحة العامة للأفراد عمومًا، وصحة الأسنان بشكل خاص بين أوساط المجتمعات العربية، نتيجة عدم الحصول على المعلومات من مختص أو مصدر موثوق، وعليه دعنا نتناول خلال السطور القليلة القادمة بعض الشائعات حول تنظيف جير الأسنان:
يعتقد الكثيرون أن طبقة الجير جزء من الأسنان، أو مصدر دعم لها، وبالتالي فإن تنظيفها يتسبب في ضعفها، وبالتالي تعرضها للخلخة ثم السقوط.
هذا الأمر خاطئ تمامًا، إذ إن إهمال زيارة الطبيب وتنظيف الأسنان بشكل دوري، يعرض أنسجتها وعظام الفكين إلى التآكل وبالتالي تتزايد احتمالية فقدان أي من الأسنان الدائمة.
ينتج ذلك عن انحسار اللثة وضمور بعض أنسجة الفم، نتيجة تراكم الجير، وبالتالي عند إجراء التنظيف تبدأ الأنسجة في النمو من جديد، وفي حالة عدم تأثر عظام الفك يتم تدعيم الأسنان بعد فترة، شرط العناية بها بصورة يومية.
إجراء تنظيف الأسنان بسيط للغاية، إذ لا يتطلب أي تخدير، كما أنه لا يسبب أي ألم، غير أنه ارتبطت في أذهان الكثيرين أن زيارة طبيب الأسنان حتمًا ستكون مؤلمة، وهو أمر اعتقاد خاطيء.
تتكشف جذور الأسنان، وتنحسر اللثة نتيجة تراكم الجير لفترات طويلة، وبالتالي تنكشف النهايات العصبية بالأسنان، وتُصبح في مواجهة المشروبات الساخنة والباردة التي تُسبب ألم عند تناولها، لكن بعد فترة تختفي هذه الأعراض، إذ لا تعد بالأمر الخطير.
تبلغ مدة جلسة تنظيف الأسنان 30- 45 دقيقة، قد تطول هذه المدة قليلًا بناء على التشخيص الدقيق لحالة الشخص، وما إن كان بحاجة لتدخلات علاجية أكثر تقدمًا مثل التركيبات أو الحشوات، التي تستخدم عادة كعلاج للتسوس حال تأثيره البالغ على صحة الأسنان.
يبدأ طبيب الأسنان بإجراء الفحص البدني ومعرفة التاريخ الطبي للشخص، قبل فحص الفم والأسنان من أجل معرفة التشخيص، وقد يستعين الطبيب بأحد
أنواع أشعة الأسنان لتحديد حجم المشكلة ووضع البرنامج العلاجي المناسب لها.
يبلغ متوسط المدة التي يحتاجها الشخص لإجراء تنظيف الجير 6 أشهر بحد أقصى، شرط أن يتم المحافظة على غسل الأسنان مرتين يوميًا بطريقة صحيحة، بجانب استخدام كل من خيط الأسنان وغسول الفم مرة ومرتين يوميًا على الترتيب.
إلا أن الأمر السابق غير وارد الحدوث بصورة منتظمة مع الأغلب، ما قد يشير إلى ضرورة زيارة الطبيب مرة كل 3 أشهر حسبما أشارت الخدمة الصحية الوطنية الإنجليزية (National Health Service /NHS)، والتي تعد بمثابة وزارة الصحة هناك، خاصة وأن هناك مجموعة من الأشخاص، قد تتطور عندهم مشكلات مرتبطة بصحة اللثة دون الشعور بأي ألم.
تبدأ العناية بصحة الأسنان خاصة بعد تنظيف الجير باتباع مجموعة من العادات الصحية، التي تهدف إلى تقليل احتمالية تكّون طبقة البلاك، وبالتبعية تحولها للجير الذي يهدد صحة الفم بصفة عامة. لذا احرص على اتباع النصائح والإرشادات التالية:
يمكنك اتباع قاعدة 3-3-2 للتسهيل
يمكنك اتباع الخطوات التالية لمعرفة كيفية استخدام الخيط بشكل صحيح:
في الختام بعد توضيح إجابة سؤال هل تنظيف الجير يؤدي إلى تفرّق الأسنان، وأنها معلومة خاطئة مبنية على نصف حقيقة، في كونه لا يتسبب في حدوث أي مسافات بينها، بل إن تركه دون تنظيف يهدد صحة الفم والأسنان ويؤدي إلى ضمور عظام أنسجة الفكين، لذا احرص على زيارة طبيبك بصورة منتظمة.
كما يمكنك زيارة مكتبتنا الطبية لمعرفة المزيد عن المعلومات الطبية حول أهم أمراض الفم والأسنان وكيفية تجنبها.
اختر طبيبك من بين أفضل اطباء اسنان في جدة (اخصائيين واستشاريين|مراكز اندلسية لطب الاسنان من هنـــــــــا
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.