ما هي خطورة نقص فيتامين دال على صحة المرأة؟

هل لديكِ ثبات في الوزن؟ هل تعانين من الاكتئاب؟ اخترتِ البحث عن السبب فوجدتِ أنه قد يكون نقص فيتامين دال؟  ارتبط نقص فيتامين دال في الآونة الأخيرة بمجموعة عالية من الأمراض. أصبحت الأعراض مجهولة السبب تُنسب إليه ويتردد على مسامعنا أن أغلبنا قد يعاني من نقص هذا الفيتامين بالذات. سنتعرف في مقالنا اليوم ما هو هذا الفيتامين؟ وما هي أعراض نقصه؟ وهل اتهامه بإحداث هذه الأمراض صحيح أم لا؟  

فيتامين دال أو "كالسيفيرول" هو عنصر يحتاجه الجسم من أجل بناء عظام صحيّة والحفاظ على بنيتها بشكل أساسي. كما أن له أدوار عدة على مستوى الجسم كاملاً.

يُنتج فيتامين دال (فيتامين أشعة الشمس)، في الجسم استجابةً لتعرض الجلد لأشعة الشمس، إذ أنه يُوجد بشكل غير فعّال في الجلد، لتأتي أشعة الشمس وتحوله إلى فيتامين د3 ، وهو الشكل الذي يستفيد منه الجسم.

كما أنه يُوجد بشكل طبيعي في مصادر غذائية مثل بعض الأسماك، وزيت كبد الحوت، وصفار البيض، وفي منتجات الألبان، والحبوب المدعمة. 

تُقاس مستويات فيتامين دال عبر إجراء اختبار دم يكشف عن نقص 25-هيدروكسي فيتامين دال من عدمه، وتكون النسبة الطبيعية ضمن نطاق 20-50 نانوغرام / مل. أما عن حالة النقص تُشخص عندما تكون النسبة أقل من 12 نانوغرام / مل. 

ينصّب اهتمام العلم والعلماء حيال إبقاء هذا الفيتامين ضمن حدوده الطبيعية، إذ تُشير الأبحاث الحديثة إلى أن فيتامين دال يلعب دورًا هاماً في الوقاية والعلاج من حالات مختلفة، مثل: 

• مرض السكري من النوع 1 والنوع 2.
• ارتفاع ضغط الدم.
• عدم تحمل الجلوكوز.
• التصلب المتعدد.
• هشاشة العظام والكساح.
• أسباب نقص فيتامين د

يمكن أن ينتج نقص فيتامين دال عن العديد من الأسباب، مثل:

• نقص الوارد في النظام الغذائي، أو القيام بحميات قاسية تفتقر للعديد من الفيتامينات والمعادن، وعند الأشخاص النباتيين.
• سوء الامتصاص واضطرابات الجهاز الهضمي.
• حالات حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز.
• التعرض المحدود لأشعة الشمس، والإنتاج غير الفعال في الجلد.
• وجود الأمراض التي تؤثر في التوافر الحيوي لفيتامين دال.
• أمراض الكلى والكبد التي تمنع تنشيط فيتامين دال الخارجي أو تضعف تحويل فيتامين دال إلى أشكاله النشطة.

منذ قديم الأزل ارتبط نقص هذا الفيتامين بمرض الكساح Rickets، وضعف العظام فهل هذه الأمراض هي الوحيدة التي تُشير إلى نقصه؟

نُشر العديد من الدراسات الحديثة والتي تبحث وراء أعراض نقص فيتامين د، وتمثلت الإجابة في أن نقصه قد يظهر على أشكال عدة، ولكنها قد لا تظهر لعدة أشهر أو سنوات مثلاً:

• الإعياء والشعور بالإرهاق دون سبب واضح.
• ضعف وآلام وظهور تقلصات في العضلات.
• آلام العظام وأسفل الظهر، إذ أن فيتامين د يلعب دورًا مُهمًا في امتصاص الكالسيوم.
• كما يُلاحظ سهولة التعرّض للكسر عند حالات النقص الشديد. لأنه قد يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، ذلك مهم جداً خاصةً للإناث بعد انقطاع الطمث وكبار السن.
• زيادة أو ثبات الوزن.
• تغيرات نفسية، مثل الاكتئاب واضطرابات القلق.
• كثرة تعرُّض الجسم للمرض والعدوى، وتكرار نزلات البرد أو الأنفلونزا، نظراً لأن فيتامين د يدعم صحة الجهاز المناعي.
• لاحظنا ذلك في الفترة الأخيرة التي اجتاح فيروس كورونا المستجد (COVID-19) العالم، حيث تم ربط نقص فيتامين دال بزيادة خطر الإصابة بـه.
• ضعف التئام الجروح، اتضح ذلك في التئام الجروح البطيء بعد العمليات الجراحية، وظهر ذلك أيضاً في حالات الإصابة بالتهاب القدم السكري مع النقص الحاد في مستويات فيتامين د.
• تساقط الشعر، ومشكلات الجلد والبشرة.

ويمكن الكشف عن نقص فيتامين د عن طريق تحليل الدم أو باستخدام جهاز So/Check الذي يعطي تحليلا كاملا لكافة الفيتامينات والمعادن الناقصة في الجسم.

اقرئي أيضاً: فيتامينات للشعر والبشرة.

لوحظ عند الأطفال في إحدى الدراسات المجراة على 39 طفلاً، أن انخفاض مستويات فيتامين دال ارتبط بحالة النوم السيئة، وقصر وتأخر أوقات مدة النوم أيضاً.

انتشرت أفكار عديدة تُجيب عن هذا السؤال، منها ما هو صحيح ومنها ما لا يمت للعلم بصلة. فهل فعلاً يرتبط انخفاض مستويات فيتامين دال عند الأشخاص بحدوث الاكتئاب؟

لوحظ أن النساء اللاتي تعرضنّ لاكتئاب ما بعد الولادة، يجمعهنّ وجود نقص في مستويات فيتامين دال أثناء فترة الحمل وأهم الفيتامينات بعد الولادة التي تحتاجها الأم، ولكن هل هذا دليل مؤكد أم أن الأمر مجرد صدفة؟

على الرغم من وجود مستقبلات فيتامين د في الخلايا العصبية في مناطق من الدماغ، التي يُعتقد أنها مرتبطة بالفيسيولوجية المرضية للاكتئاب، وعلى الرغم من وجود الدراسات التي تربط ما بين تكرار نقص فيتامين دال عند الذين يعانون من الاكتئاب، فإن التجارب لم تدعم هذه النتائج بعد.

ذلك يمكن تفسيره أنه إذا كان نقص مستويات فيتامين د هو السبب في الاكتئاب سيكون علاجه المكملات المستخدمة، ولكن هذا غير واضح في الأبحاث حقيقةً. 

وما بين هذا وذاك نجد أن الأبحاث ما زالت مطلوبة حيال ارتباط الاكتئاب بنقص فيتامين د بشكل مباشر، وفاعلية تعويض هذا النقص مقارنةً بإعطاء مضادات للاكتئاب.

أصبح فحص مستويات فيتامين دال، جزءًا أكثر شيوعًا من فحوصات الدم الروتينية، والذي يطلبه الأطباء، بغض النظر عن أي مؤشرات لهذا الفحص.

إن دل ذلك على شيء يدل على أهمية وارتباط نقص فيتامين د بعوامل ومقاومة أمراض أكثر خطورة، منها:

• السرطانات: انتشر الكثير وما زال البحث قائماً حيال وجود رابط بين مكملات فيتامين دال والوقاية من هذا المرض بكل أشكاله. وحتى الآن لا تشير الدراسات إلى أن فيتامين د مع أو بدون مكملات الكالسيوم يقلل من الإصابة بالسرطان، ولكن مستويات فيتامين دال الطبيعية أو العالية قد تقلل من معدلات الوفيات بالسرطان.
• الأمراض القلبية الوعائية: يساعد فيتامين دال على الحفاظ على ضغط الدم، ونمو خلايا الأوعية الدموية، والمسارات الالتهابية، وذلك بدوره جعل العلماء تحاول ربط نقصه بتصلب الشرايين، وارتفاع دهون الدم، وارتفاع ضغط الدم وباقي الأمراض القلبية. ولكن تُظهر التجارب السريرية أن مكملات فيتامين دال لا تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى عند وجود النقص.

عليكِ أن تعلمي أن الوقاية من أي مرض تكون بمعرفة السبب المؤهب لحدوثه وتفاديه بالإضافة لدعم صحة الجهاز المناعي، والاهتمام بمستوى الفيتامينات وغيرها في الجسم.

لتحسين مستويات فيتامين دال في الجسم يجب أولاً أن يؤكد خبراء التغذية على مواضيع التغذية السليمة والاهتمام بالحفاظ على وزن صحي. كما أن هناك نصائح يمكن أن تقي من النقص أو تُعالجه حتى، مثل:

• علاج الحالات الطبية، التي تسبب حدوث النقص أو عدم الامتصاص الجيد لهذا الفيتامين.
• قضاء بعض الوقت من يومكِ في الشمس.
• الحفاظ على وزن صحي، إذ أن فيتامين د من الفيتامينات التي تُخزن في الأنسجة الدهنية؛ ما يزيد النسب المطلوبة من هذا الفيتامين عندما يزيد مؤشر كتلة الجسم.
• زيادة تناول منتجات الألبان، والأطعمة المدعمة بالفيتامين د مثل الأسماك والمأكولات البحرية، كما أن الفطر هو مصدر نباتي هام جداً لفيتامين د.

في حالات النقص الشديد، قد لا يُعالج الأمر إلا تناول مكملات فيتامين دال. يجب استشارة الطبيب حيال الجرعة المناسبة لحالتكِ ومدى النقص لديكِ، وغالباً ما تكون 1000-4000 وحدة دولية بالنسبة لمعظم الناس جرعة يومية آمنة للحفاظ على مستويات صحية.

يُعالج نقص فيتامين د بواحدة من العلاجات التالية، وتُحدد الجرعة بعد مراجعة الطبيب وفقًا للوزن ولنسبة تحليل فيتامين د في الدم:

• ايرجوكالسيفيرول  Ergocalciferol-Vitamin D2.
• كوليكالسيفيرول cholecalciferol-Vitamin D3.

يجذب موضوع نقص فيتامين دال الانتباه على مدى السنوات العشر الماضية، لذا أشارت سطورنا إلى أغلب جوانب الأمر لتجيبكِ عن تساؤلاتكِ حول ما هي أسباب وأعراض نقص فيتامين دال؟ وأخيراً ننصحكِ ألا تجذبك الشائعات، واسألي طبيبكِ قبل تناول أي مكملات غذائية أو أدوية علاجية.

يمكنكِ التعرّف إلى مواضيع عديدة تهتم بجمالكِ وصحتكِ عبر زيارة مدونة أندلسية لصحة المرأة.

ننتظركِ دائمًا في مركز أندلسية لصحة وجمال المرأة ونفخر بكوننا الأكثر احترافية بين مراكز التجميل لأن هذا ما تستحقينه، احجزي الأن من هنـــــــــا.