

يُعد الصرع عند الأطفال من أكثر الاضطرابات الدماغية شيوعًا، ويسبب نوبات متكررة نتيجة حدوث موجة مفاجئة من النشاط الكهربائي غير المنتظم في خلايا الدماغ مثل العواصف الكهربائية التي توقف خلايا الدماغ عن العمل بشكل طبيعي لفترة وجيزة.
بالرغم من أن الصرع يسبب نوبات، فليست كل النوبات ناتجة عنه، فبعضها ينتج عن حالات مرضية أخرى.
لذلك سنتعرف خلال السطور التالية إلى أبرز علامات مرض الصرع عند الأطفال وأسبابه.
يصعب اكتشاف أعراض بعض أنواع الصرع عند حديثي الولادة، لأن النوبات عندهم قد تكون قصيرة المدة، وقد تتشابه مع بعض الحركات الطبيعية التي يقوم بها الرضيع في هذه المرحلة العمرية.
لذلك عند ملاحظة أي نوبات على الطفل تحدث بشكل متكرر، من المهم زيارة الطبيب لتشخيص الحالة مبكرًا.
تعتمد أنواع نوبات الصرع على الجزء المتأثر من الدماغ، وماذا يحدث في أثناء النوبة، سنناقش فيما يلي أكثر الأنواع شيوعًا عند الأطفال.
الصرع الصغير هو مصطلح قديم لما يُعرف الآن بنوبات الغياب (Absence seizure) أو النوبة المصحوبة بغيبوبة.
يُصيب هذا النوع الأطفال في المقام الأول، إذ يشعر فيها الطفل بالارتباك، ويحدق لفترة وجيزة في الفضاء ويبدو أنه غير مدرك لما يحيط به، ويفقد الوعي بشكل مفاجئ ولحظي لا يدوم أكثر من بضع ثوان، وفي أثنائها لا يستجيب إذا تحدثت معه، ثم يعود الوعي دون أن يتذكر ما حدث.
يُصيب هذا النوع حوالي 15% من الأطفال المصابين بالصرع، ويتميز بنوبات تبدأ في المنطقة المركزية والصدغية من الدماغ (المنطقة الرولاندية) وتحدث عند النوم أو الاستيقاظ.
تظهر أعراضه في صورة حركات لا إرادية، غالبًا على جانب واحد من جسم الطفل، مثل: تشنجات الوجه.
يُصنف هذا النوع من ضمن الأنواع الحميدة أو المحدودة ذاتيًا وغالبًا ما تختفي تلقائيًا مع نمو الطفل وبلوغه سن المراهقة.
يبدأ هذا النوع خلال فترة المراهقة، ويظهر في صورة هزات عضلية قصيرة ومفاجئة وغير إرادية، وغالبًا ما تؤثر في الذراعين أو الكتفين أو الرقبة.
يحدث عادةً بعد وقت قصير من الاستيقاظ في الصباح، ويُعد من الحالات المرضية المزمنة التي تحتاج إلى علاج طويل الأمد.
تتكون النوبات التوترية الرمعية المعروفة سابقًا باسم نوبات الصرع الكبرى، من مرحلتين:
مرحلة التوتر؛ تصبح العضلات فجأة متصلبة ومنقبضة، ما يؤدي إلى تصلب الجسم، وقد يبكي الطفل أو يصدر أصواتًا أخرى في أثناء شد عضلاته، ويصبح التنفس غير منتظم أو يتوقف مؤقتًا.
تبدأ العضلات بعد مرحلة التوتر في الانقباض والاسترخاء بشكل إيقاعي، ما يسبب حركات سريعة ومرتجفة للذراعين والساقين، وغالبًا ما تؤدي إلى فقدان الوعي والسقوط على الأرض. تستمر النوبة عادةً من دقيقة إلى ثلاث دقائق.
قد يُصاب الطفل بالصرع لعدة أسباب أبرزها:
تختلف أعراض الصرع من طفلٍ لآخر باختلاف نوع النوبات التي تصيبه، كما تنقسم النوبات إلى قسمين رئيسين:
تختلف الأعراض باختلاف نوع النوبة وحدتها، ولكن دائمًا يصاحبها أعراض نفسية، مثل: الخوف والتوتر والقلق.
وقد تأتي النوبة ويصاحبها فقدان وعي وقد لا يحدث ذلك.
ويكون بعضها قصير جدًا، ولا يدوم سوى بضع ثوانٍ، بينما يمكن أن يستمر البعض الآخر لبضع دقائق. يعتمد نوع النوبة التي يعاني منها الطفل على مكان حدوث النوبة ومدى إصابة الدماغ.
قد يعطل الصرع نمط النوم الطبيعي لدى الطفل، ما يؤدي إلى مشكلات في أثناء الليل، مثل:
تظهر أعراض الصرع اعتمادًا على نوعه، وقد يخلط كثيرون بين أعراض النوبات البسيطة وأحلام اليقظة، لذلك سنوضح خلال السطور التالية علامات المرض البسيطة التي عادةً ما تستمر لبضع ثوانٍ فقط:
تستمر أعراض ما بعد النوبة لمدة ثوان أو دقائق وقد تصل إلى ساعات أو أيام، وتشمل ما يلي:
نعم، تؤثر نوبات الصرع في أجزاء المخ المسئولة عن الذاكرة والتفكير عند الطفل، ونتيجة لذلك قد يعاني الطفل من المشكلات التالية:
يتضمن تشخيص نوبات الصرع تحديد حالة الصغير بناءً على العلامات والأعراض، إذ يتم تشخيصها بشكل عام عندما تحدث النوبات أكثر من مرة دون سبب محدد، مثل: الحمى أو الإصابة.
يحتاج أي طفل لم يتم تشخيصه من قبل بالصرع ويعاني من نوبة غير مبررة إلى عناية طبية طارئة فورية، ثم متابعة مع طبيب الأطفال الخاص بالرعاية الأولية بعد ذلك بوقت قصير لمتابعة تكرر النوبات.
إذا تكررت النوبات، يجب على ذوي الطفل مراجعة طبيب أعصاب الأطفال حتى يتولى تشخيص وإدارة النوبات بشكل صحيح.
في مركز أندلسية لصحة الطفل نوفر جميع وسائل الدعم وأحدث طرق التشخيص والعلاج للأطفال الذين يعانون من نوبات الصرع، إذ يتضمن التشخيص في الغالب ما يلي:
بعد تشخيص الطبيب المختص نوع النوبات بمساعدة مرافقي الطفل ووصفهم الدقيق لنوباته، وكذلك بإجراء جميع الفحوص، تأتي بعدها خطوة العلاج.
يتم علاج الصرع عند الأطفال بالأدوية المضادة للتشنج المناسبة لحالة الطفل وعمره.
يجب المتابعة الدورية مع الطبيب والالتزام بالجرعات المحددة من الدواء، وكذلك الالتزام بجميع تعليمات الطبيب فيما يخص التعامل مع الطفل للوصول للنتيجة المرجوة.
في نهاية المطاف من الممكن أن يشفى الطفل ولا يحتاج للمزيد من العلاج الدوائي وقد لا يحدث ذلك، هذا ما يقرره الطبيب.
في بعض الحالات قد يحتاج الطبيب للتدخل الجراحي إذا فشل العلاج الدوائي في تخفيف الأعراض، في تلك الحالة يتدخل الطبيب جراحياً لإزالة الجزء المسؤول عن حدوث النوبات.
لا تُوجد مدة محددة لعلاج الصرع، لأن هناك بعض أنواع النوبات تزول بزوال المسبب إذا وجد، وبعضها الآخر تحتاج إلى تناول الأدوية لعدة أعوام.
اتبع الخطوات التالية لمساعدة طفلك في أثناء النوبة:
تختلف مدة نوبة الصرع لدى الأطفال بشكل كبير، اعتمادًا على نوع النوبة، والسبب الكامن ورائها، وقد تتراوح من بين 10 ثوانِ حتى 2-3 دقائق.
تعتمد علامات الشفاء على عدة عوامل منها، نوع الصرع وسببه والأعراض التي يعاني منها الطفل وأيضًا طريقة العلاج المستخدمة.
ومع ذلك، تتمثل أبرز العلامات فيما يلي:
هناك أنواع من الصرع قد تكون خطيرة ومهددة للحياة، نتيجة النوبات المتتالية دون وقت كافي للتعافي بينها.
قد يكون الصرع عند بعض الأطفال مشكلة مؤقتة يمكن السيطرة عليها ببعض الأدوية، وقد يمثل مشكلة صحية مدى الحياة بالنسبة لأطفال آخرين.
لا يمكن الوقاية من العديد من أنواع الصرع، ومع ذلك يمكنك اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لحماية طفلك من خطر الإصابة ببعض الحالات التي قد تؤدي إلى الصرع، وقد تشمل ما يلي:
يجب الأخذ ببعض النصائح المهمة، إذا كان طفلك يعاني من الصرع، لمساعدته على تخطي النوبات، ومنها:
يجب على الأطفال المصابين بالصرع تجنب الأشياء التالية:
تختلف الأدوية المناسبة من حالة لآخرى باختلاف الأعراض التي يعاني منها الطفل ونوع النوبات، من الأدوية الأكثر شيوعًا لمثل هذه الحالات ما يلي:
في الختام، يحتاج مرض الصرع عند الأطفال التعامل معه بشكل جيد، وتقديم الدعم والاحتواء والتقبل للطفل حتى يستطيع مواصلة حياته بشكل أفضل والتعامل مع ذلك المرض.
قدم لصغيرك الحب والاهتمام وساعده على تجاوز كل الصعاب!
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.