هل يمكن التعافي من مرض السل؟

السل مرض بكتيري معدي ينتقل من شخص لآخر عن طريق قطرات الرذاذ التي تنتقل في الهواء عبر السعال أو العطس. يُعرف أيضًا بالدرن وعادة ما يصيب الرئتين، ولكنه قد يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو الكلى أو العمود الفقري. 

كما وضحنا سابقًا، ينتج السل عن عدوى بكتيرية عادة ما تصيب الرئتين، والسل الرئوي هو النوع الأكثر عدوى ولكنه لا ينتشر عادة إلا بعد التعرض لفترات طويلة لشخص مصاب بالمرض.

في معظم الأشخاص الأصحاء، يتمكن دفاع الجسم الطبيعي ضد العدوى والمرض من قتل البكتيريا وبالتالي لا تظهر أي أعراض للمرض.

إذا فشل الجهاز المناعي في قتل البكتيريا أو السيطرة عليها، يمكن أن تنتشر داخل الرئتين أو أجزاء أخرى من الجسم، وتظهر الأعراض في غضون بضعة أسابيع أو أشهر، يُعرف ذلك بمرض السل أو السل النشط.

في بعض الأحيان، لا يستطيع الجهاز المناعي قتل البكتيريا، ولكنه يتمكن من منع انتشارها في الجسم، لا تظهر أي أعراض لهذه الحالة، ولكن تظل البكتيريا في الجسم، وهي حالة يُطلق عليها السل الكامن.

يمكن أن يتحول السل الكامن إلى مرض السل النشط في وقت لاحق، خاصة إذا أصبح جهاز المناعة ضعيفًا.

كما ذكرنا سابقًا، ليس كل مُصاب ببكتيريا السل تظهر عليه أعراض، يعتمد الأمر على ما إذا كانت الحالة عدوى سل كامنة أم سل نشط. في هذه الفقرة نتناول كل منها بشيء من التفصيل. 

تعيش فيها بكتيريا السل في الجسم دون أن تصيبك بالمرض. وتتميز هذه الحالة بما يلي: 

• عدم ظهور أعراض.
• عدم الشعور بالمرض.
• لا تنقل البكتيريا للآخرين.
• تظهر نتيجة إيجابية في اختبار الجلد لمرض السل أو كذلك اختبار الدم.
• قد تتحول إلى مرض السل في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، ولدى الأشخاص منخفضي المناعة إذ تصبح البكتيريا نشطة وتتكاثر مسببة المرض، ومع ذلك قد تظل العدوى كامنة مدى الحياة لدى العديد من الأشخاص ولا تتسبب في حدوث المرض.

تصبح بكتيريا السل نشطة إذا لم يتمكن الجهاز المناعي من منعها من النمو، وتتكاثر في الجسم مسببة مرض السل، وتكون هذه الحالة معدية للأشخاص الذين يقضون وقتًا يوميًا مع المريض.

يزداد خطر الإصابة بمرض السل في الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، خاصة مصابي فيروس نقص المناعة البشري. 

تعتمد أعراض مرض السل على مكان نمو البكتيريا في الجسم، وقد وضحنا سابقًا أن الدرن الرئوي هو النوع الأكثر شيوعًا، ونوضح أعراضه في الفقرة التالية.

قد يسبب مرض السل الرئوي الأعراض التالية: 

• سعال شديد يستمر لمدة طويلة (3 أسابيع أو أكثر).
• ألم في الصدر.
• سعال الدم أو البلغم.
• ضعف أو تعب.
• فقدان الوزن.
• انعدام الشهية.
• القشعريرة.
• الحمى.
• التعرق في الليل.

قد تختلف أعراض مرض السل الذي يصيب أجزاء أخرى من الجسم اعتمادًا على المنطقة المصابة.

فترة الحضانة هي الوقت ما بين الإصابة بالعدوى (دخول البكتيريا الجسم) وظهور الأعراض. في عدوى السل يختلف طول فترة الحضانة من حالة لأخرى وتمتد من أسبوعين إلى 12 أسبوعًا. قد يظل الشخص المصاب معديًا لفترة طويلة (ما دامت بكتيريا السل موجودة في البلغم)، وتظل إمكانية العدوى قائمة حتى يخضع للعلاج المناسب لعدة أسابيع. 

ولكن كما وضحنا أيضًا في حالة الإصابة بمرض السل الكامن قد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات من الإصابة، وقت لا تظهر على الإطلاق.

نعم، يمكن أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب بالسل النشط غير المعالج إلى الأشخاص المحيطين به عبر الرذاذ المتناثر عندما يسعل أو يتكلم أو يعطس أو يبصق أو يضحك أو يغني.

على الرغم من أن مرض السل معدي، إلا أنه ليس من السهل التقاطه، ويحتاج إلى تفاعل طويل ودائم مع المصاب لانتقال العدوى. 

عادة ما يصبح الشخص المصاب بالسل النشط غير معدى بعد تلقي العلاج الدوائي المناسب لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. 

داء السل حالة خطيرة يجب التعامل معها بجدية، وقد يكون قاتلًا إذا لم يحصل الشخص المصاب على العلاج المناسب. 

ولكن الخبر الجيد هو ارتفاع نسبة الشفاء من مرض الدرن من خلال الحصول على دورة قياسية مدتها 4 أو 6 أشهر من 4 أدوية مضادة للميكروبات.

منذ عام 2000، تم إنقاذ ما يقدر بنحو 74 مليون شخص من خلال تشخيص مرض السل وعلاجه.

يعتمد العلاج على نوع العدوى، كما يلي:

• إذا كنت مصابًا بالسل الكامن، فسيعطيك طبيبك دواءً لقتل البكتيريا حتى لا تنشط العدوى. قد تحصل على أيزونيازيد أو ريفابنتين أو ريفامبين، إما بمفردها أو مجتمعة. ستحتاج إلى تناول الأدوية لمدة قد تصل إلى 9 أشهر. إذا رأيت أي علامات تدل على نشاط المرض اتصل بطبيبك على الفور، سوف يطلب منك بعض التحاليل من ضمنها تحليل كريات الدم البيضاء.
• في حالة الإصابة بالسل النشط، يعتمد العلاج على مزيج من المضادات الحيوية المختلفة لأن بعض أشكال السل تقاوم بعض المضادات الحيوية. الأكثر شيوعًا هو إيثامبوتول وإيزونيازيد وبيرازيناميد وريفامبين. تُوصف لمدة تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا.
• في حالة الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية، فقد يعطيك طبيبك أدوية مختلفة، وقد تضطر إلى تناولها لفترة أطول، تصل إلى 30 شهرًا. قد يكون لهذه الأدوية مزيدًا من الآثار الجانبية، اسأل طبيبك عن ذلك.

مهما كان نوع العدوى التي تعاني منها، فمن المهم إنهاء تناول جميع الأدوية بالمدة التي وصفها طبيبك كاملة، استكمل علاجك حتى إذا شعرت بتحسن، إذا توقفت قبل استكمال العلاج، قد تنشط البكتيريا مرة أخرى ولكنها هذه المرة قد تكون مقاومة للأدوية، ما يجعل علاجك أصعب.

للحفاظ على صحة أحبائك ومنع انتشار العدوى خلال فترة علاجك من السل التزم بما يلي:

• ابتعد عن العمل أو المدرسة أو الكلية حتى يخبرك طبيبك بأنه من الآمن العودة.
• غطي فمك دائمًا عند السعال أو العطس أو الضحك.
• تخلص بعناية من أي مناديل تستخدمها في كيس بلاستيكي محكم الغلق.
• افتح النوافذ عندما يكون ذلك ممكنًا لضمان توفير هواء نقي، وتهوية جيدة في المناطق التي تقضي فيها وقتًا.
• تجنب النوم في نفس الغرفة مع الآخرين.
• ارتد غطاء للوجه عند تواجدك مع آخرين خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العلاج.

ريفيناه 300 مجم/150 مجم 8 اقراص Rifinah tabs

ختامًا، مرض السل حالة خطيرة تستدعي الانتباه والجدية في التعامل وقد تكون قاتلة، ولكن في نفس الوقت يمكن علاجها والتعافي منها من خلال الحصول على العلاج المناسب واستكماله كما وصفه الطبيب. 

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.