ما هي أعراض وعلاج متلازمة ما قبل الحيض؟
حتى وقت قريب لم نكن نسمع عن متلازمة ما قبل الحيض، وكان كل ما يهم أي امرأة هو كيفية التغلب على الأعراض التي تواجهها في أثناء الدورة الشهرية، ومع ذلك بدأت الدراسات تركز على الأعراض التي تمر بها السيدات قبل الطمث خاصةً أنها قد تؤثر في قدرتهنّ على ممارسة الأنشطة اليومية، كما أنها قد تختبر تغيرات نفسية شديدة قد تصل للاكتئاب؛ ما يجعل معرفة أعراض ما قبل الدورة الشهرية أو الــ PMS وكيفية التعامل معها أمرًا بالغ الأهمية، وهو ما نتعرف إليه من خلال المقال.
ما هي متلازمة ما قبل الحيض أو الطمث؟
مع زيادة التوعية بفترة ما قبل الدورة الشهرية أو ما تُعرف اختصارًا بالـ PMS، ركز عديد من النساء على حساب وقت الدورة الشهرية ومراقبة الأعراض التي تسبقها خاصةً إذا كانت تؤثر في علاقتهنّ بالآخرين.
يُقصد بمتلازمة ما قبل الحيض التغيرات التي تواجهها المرأة في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، والتي لا تقتصر على الآلام الجسدية فقط، ولكن الأعراض النفسية والتغيرات المزاجية والسلوكية التي تؤثر في الحياة اليومية، والأنشطة العادية أيضًا.
قد تكون أعراض متلازمة ما قبل الحيض شديدة لدى البعض، وقد تفسد حياتهنّ اليومية، وعادةً ما تبدأ هذه الأعراض في الظهور قبل أسبوع إلى أسبوعين من الدورة الشهرية، وتختفي بمجرد أن يبدأ الحيض، أو بعد بدايته بأيام قليلة.
48% من النساء في سن الإنجاب يعانينّ من متلازمة ما قبل الحيض، ويواجه 20% منهنّ أعراضًا شديدة لدرجة تؤثر في روتينهنّ اليومي.
وعلى عكس المعتقد الذي استمر سنوات طويلة ولا زال شائع لدى البعض، فإن متلازمة ما قبل الدورة الشهرية هي حالة حقيقية بالفعل تسبب انزعاجًا كبيرًا وتغيرات مزاجية شديدة للنساء، ومع ذلك فقد لا يواجه بعض النساء أي أعراض في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، أو قد يواجهنّ أعراضًا خفيفة للغاية.
ما هي أسباب متلازمة قبل الطمث؟
لا يُعرف السبب الدقيق وراء متلازمة ما قبل الحيض، ومع ذلك يعتقد الباحثون أن الأعراض المصاحبة لها تبدأ في الأيام التي تلي الإباضة نتيجة انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون بشكلٍ كبير، وتختفي الأعراض خلال أيام قليلة بعد بدء الدورة الشهرية، إذ ترتفع مستويات الهرمونات مرة أخرى.
قد يؤثر الانخفاض في هرمون الإستروجين في مستوى السيروتونين، وهو مادة كيميائية في الدماغ تساعد على تنظيم الحالة المزاجية والنوم والشهية لذا تتأثر كل هذه الأشياء بشكلٍ كبير مع التغيرات الهرمونية قبل الدورة الشهرية، أي أن التغير في كيمياء الدماغ من العوامل الأساسية المرتبطة بأعراض الـ PMS.
النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض شديدات الحساسية لأي تغير في مستوى الهرمونات خلال الدورة الشهرية.
قد تؤثر عادات معينة وبعض العوامل على شدة أعراض متلازمة ما قبل الطمث، والتي منها:
- التدخين وشرب المواد الكحولية.
- تناول كثير من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون والسكريات والملح.
- قلة النشاط البدني في العموم.
- عدم الحصول على قدرٍ كافِ من النوم.
- التعرض للضغط العصبي والتوتر لفترات طويلة.
- تاريخ عائلي من الاكتئاب.
- الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- ضعف الصحة في العموم.
- زيادة الوزن والسمنة.
- نقص فيتامين ب6.
- اختلال توازن الكهارل (الإلكتروليتات وهي المعادن الموجودة في الدم كالصوديوم والبوتاسيوم).
- عسر الطمث .
ما هي أعراض متلازمة ما قبل الحيض؟
تختلف أعراض متلازمة ما قبل الطمث من امرأة لأخرى سواء في طبيعتها أو شدتها، وأكثرها شيوعًا هي:
الأعراض الجسدية لمتلازمة ما قبل الحيض
- شعور بثقل في البطن والانتفاخ.
- تقلصات أسفل البطن.
- احتباس السوائل في الجسم.
- الإمساك أو الإسهال.
- احتقان وألم الثدي.
- إعياء وشعور بالتعب.
- آلام المفاصل والعضلات.
- آلام أسفل الظهر.
- الصداع.
- حبّ الشباب والبثور وزيادة الإفرازات الدهنية في البشرة.
- زيادة الوزن.
- هبّات ساخنة وتعرق خاصةً ليلًا.
- زيادة حساسية الجلد للّمس.
- حساسية الضوء.
الأعراض النفسية والعقلية لمتلازمة ما قبل الحيض
- التهيج وتقلب الحالة المزاجية.
- صعوبة النوم والأرق.
- تغيرات في الشهية (عادةً ما تكون مصحوبة بزيادة الرغبة في تناول الأطعمة خاصةً الحلوى).
- زيادة الرغبة في البكاء.
- مشاعر كآبة.
- الرغبة في الانعزال الاجتماعي.
- صعوبة التركيز.
- النسيان.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- ردود فعل زائدة وغير متوقعة، وقد تفوق حجم الفعل نفسه.
كيف يتم تشخيص متلازمة قبل الحيض؟
لا يُوجد فحص محدد لتشخيص متلازمة ما قبل الحيض ويمكن للطبيب التحقق مما إذا كانت الأعراض التي تواجهها المرأة هي أعراض الـ PMS عن طريق سؤال المرأة عن:
- طبيعة الأعراض التي تواجهها قبل الحيض، وشدتها.
- وجود تاريخ شخصي سابق أو عائلي لأعراض متلازمة ما قبل الحيض.
- تاريخ مرضي لبعض الحالات مثل: قصور الغدة الدرقية، أو بطانة الرحم المهاجرة والتي ترتبط بأعراض مشابهة لتلك المصاحبة للـ PMS.
سيقترح الطبيب على المرأة تسجيل كل الأعراض التي تشكو منها وتاريخ ظهورها، وموعد اختفائها مدة ثلاثة أشهر متتالية، فإذا كانت الأعراض متشابهة وتحدث في الفترة الزمنية نفسها التي تسبق الحيض وتختفي في غضون أيام من بدء الدورة الشهرية، فيشخص الطبيب الحالة أنها متلازمة ما قبل الطمث.
أما إذا كانت الأعراض مستمرة بعد انتهاء الدورة الشهرية، أو تظهر وتختفي دون انتظام، فقد ترتبط بحالات صحية أخرى مثل: الأنيميا، والقولون العصبي وغيرها.
اقرئي أيضًا: أفضل الأطباء لعلاج بطانة الرحم المهاجرة
ما هو علاج متلازمة قبل الطمث؟
قد تساعد بعض العلاجات المنزلية على تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الطمث، ومنها:
- النشاط البدني: تساعد التمارين الرياضية على تخفيف التقلصات المصاحبة للدورة الشهرية، كما أنها تعزز من إنتاج الدوبامين أو ما يُعرف بهرمون السعادة، ما يعزز الحالة المزاجية ويقلل من حدة الاكتئاب في تلك الفترة.
- تجنب الملح والكافيين: الأطعمة المالحة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين تساهم في احتباس السوائل في الجسم، ويُنصح بالحد منها في فترة الدورة الشهرية.
- الحصول على قسط كافِ من النوم: النوم لفترات كافية يساعد على تقليل الشعور بالتوتر والتغلب على التغيرات المزاجية المصاحبة لمتلازمة ما قبل الحيض.
- الكمادات الدافئة على البطن: تساعد الحرارة على إرخاء العضلات وتقليل تقلصات الرحم، ويمكن استخدام قربة ماء دافئ أو كيس قماشي مملوء بالأرز وتدفئته في الميكروويف.
- تناول مسكنات الألم التي لا تستدعي وصفة طبية: يساعد الإيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين وغيرها من المسكنات التي لا تحتاج وصفة طبية بشكل كبير على تخفيف تقلصات وأوجاع الجسم في فترة ما قبل الطمث.
- شرب السوائل الدافئة: تساعد السوائل الدافئة على تخفيف تقلصات الرحم، كما ترتبط بعض المشروبات بتعزيز الحالة المزاجية، مثل: البابونج، واليانسون والنعناع، كما تساهم هذه المشروبات في تقليل الانتفاخ المصاحب للدورة الشهرية.
- الاسترخاء: قد يساعد الاستلقاء على أريكة، والاستماع لموسيقى هادئة أو ممارسة هواية مفضلة أو أخذ حمام دافئ على تقليل التوتر المصاحب لفترة الـ PMS.
أبرز الأدوية المتعلقة بمتلازمة قبل الدورة الشهرية؟
إذا لم تساعد النصائح السابقة على تخفيف أعراض ما قبل الطمث فيمكن استشارة الطبيب والذي قد يوصي بالأدوية التالية:
- مكملات المغنيسيوم؛ لتخفيف تقلصات الرحم وتقليل التغيرات المزاجية.
- فيتامين "د"؛ لتقليل مشاعر الاكتئاب.
- مكملات الكالسيوم، والتي تساعد على تنظيم الحالة المزاجية، والنوم، وتقلل من احتباس الماء المرتبط بمتلازمة ما قبل الحيض.
- مسكنات الألم، مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين، والأسيتامينوفين والتي تقلل الصداع والتقلصات وآلام العضلات.
- مدرات البول؛ لتخفيف احتباس السوائل واحتقان الثديين.
- حبوب منع الحمل، وتعمل هذه الأدوية من خلال التأثير في مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون في الجسم، ما يقلل من أعراض الـ PMS.
قد يصف الطبيب أيضًا مضادات للاكتئاب مثل: الباروكستين أو الفلوكستين إذا كانت الأعراض شديدة،
ولا يجب بأي حال من الأحوال تناول أي أدوية- بخلاف مسكنات الألم التي لا تحت لوصفة طبية- دون استشارة الطبيب.
ما أسباب النزيف بعد انقطاع الطمث؟ | د. ماهيتاب نجاح
ختامًا، فإن متلازمة ما قبل الحيض، هي حالة حقيقية وليست تبريرًا للتغيرات السلوكية والعصبية والمزاجية الشديدة التي تواجهها المرأة خلال تلك الفترة، ولكنها متلازمة فعلية تحتاج للتعامل معها بجدية حتى لا تترك تأثيرًا سيئًا في المرأة والمحيطين بها، وننصح في حالة إصابة المرأة باكتئاب شديد أو رغبة في إيذاء نفسها أو المحيطين باستشارة طبيب نفسي على الفور.
الأسئلة الشائعة
متى تبدأ متلازمة ما قبل الحيض؟
اعشاب علاج متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؟
مشاركة المقال