

تحدث هذه المتلازمة نتيجة إصابة الجهاز العصبي، ما يؤدي لظهور تشنجات لا إرادية، والتي تحدث بشكل مفاجئ وقد تصدر عن المريض بعض الحركات أو الأصوات اللاإرادية وبصورة متكررة فلا يستطيع منع نفسه عن فعلها.
تشبه هذه التشنجات إلى حدٍ كبير الفواق (الزغطة)، وعلى الرغم من عدم الرغبة في فعل ذلك، لكن الجسم يستمر في فعلها مرارًا وتكرارًا، وعادةً ما يلاحظ الآباء ظهور هذه الأعراض على أطفالهم في سن السادسة.
تبدأ هذه الحالة في كثير من الأحيان في أثناء الطفولة سواء في الذكور أو الإناث، ولكن عادةً ما تتحسن التشنجات اللاإرادية والأعراض الأخرى بعد عدة سنوات وأحيانًا تختفي تمامًا.
قد يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة توريت من اضطراب الوسواس القهري أو صعوبات التعلم أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
يمكن أن تكون التشنجات اللاإرادية إما بسيطة أو معقدة:
التشنجات اللاإرادية البسيطة: تشمل أجزاء قليلة فقط من الجسم، مثل: إغماض العينين أو الشم.
التشنجات اللاإرادية المعقدة: تتضمن عدة أجزاء من الجسم ويمكن أن يكون لها نمط، مثل: تأرجح الرأس خلال هز الذراعين ثم القفز لأعلى.
توجد نوعان من التشنجات اللاإرادية، وهما: الحركية والصوتية:
التشنجات اللاإرادية الحركية: تتضمن حركات الجسم، مثل: هز الكتفين أو اهتزاز الذراع.
التشنجات اللاإرادية الصوتية: تتضمن الأصوات التي يصدرها الشخص، مثل: الطنين أو تطهير الحلق أو الصراخ بكلمة أو عبارة.
تحدث متلازمة توريت بشكل كبير نتيجة اضطراب وراثي ينتقل من أحد الوالدين المصابين، وترتبط حوالي 10 إلى 15% من الحالات بأسباب غير وراثية.
يُعتقد أن مضاعفات الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة وصدمات الرأس والتسمم بأول أكسيد الكربون والتهاب الدماغ مرتبطة بظهور متلازمة توريت غير الوراثية.
تتضمن الأعراض الرئيسية لمتلازمة توريت التشنجات اللاإرادية، وتبدأ عادةً عندما يبلغ عمر الطفل 2 إلى 14 سنة، وغالبًا ما تكون الأعراض الأولى هي التشنجات اللاإرادية الحركية التي تحدث في منطقة الرأس والرقبة، وتصبح أسوأ في الأوقات العصيبة أو المثيرة وتميل إلى التحسن عندما يكون الشخص هادئًا أو يركز على نشاط ما.
تتغير أنواع التشنجات اللاإرادية وعدد مرات إصابة الشخص بها بمرور الوقت، وعلى الرغم من أن الأعراض قد تظهر وتختفي وتعاود الظهور، فإنها لا تزال حالات مزمنة.
تقل التشنجات اللاإرادية خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر في معظم الحالات، وفي بعض الأحيان تختفي تمامًا، ومع ذلك فإن العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت يعانون من التشنجات اللاإرادية في مرحلة البلوغ وربما تصبح التشنجات أسوأ خلال لهذه المرحلة.
على الرغم من أن وسائل الإعلام غالبًا ما تصور الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت على أنهم يصرخون بشكل لا إرادي بكلمات بذيئة -تسمى Coprolalia- أو يكررون باستمرار كلمات أشخاص آخرين -تسمى Echolalia- ، فإن هذه الأعراض نادرة وليست مطلوبة لتشخيص متلازمة توريت.
تشمل أمثلة التشنجات اللاإرادية الحركية ما يلي:
| البسيطة | المعقدة |
|---|---|
| رمش العين | لمس الأشياء أو شمها |
| اهتزاز الرأس | تكرار الحركات |
| هز الكتفين | المشي بخطوات في نمط معين |
| تحرك العين بشكل سريع | إيماءات بذيئة |
| ارتعاش الأنف | الانحناء أو الالتواء |
تشمل أمثلة التشنجات اللاإرادية الصوتية ما يلي:
| البسيطة | المعقدة |
|---|---|
| الشخير | تكرار الكلمات أو العبارات الخاصة |
| السعال | تكرار كلمات أو عبارات الآخرين |
| تنقية الحلق | استخدام ألفاظ بذيئة |
| نباح |
يعاني معظم الأطفال المصابين بمتلازمة توريت من رغبة قوية لعمل الإحساس المبكر الذي يسبب حدوث التشنجات اللاإرادية والتي تُقارن بالشعور الذي تشعر به قبل الحاجة إلى الحكة أو العطس.
تتضمن أمثلة الأحاسيس المبكرة ما يلي:

تشمل أعراض متلازمة توريت عند الرضع ما يلي:
لا يوجد علاج لمتلازمة توريت ولا يحتاج معظم الأطفال الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية إلى تناول أي دواء، وقد يُوصى بالعلاج أحيانًا للمساعدة على التحكم في الأعراض.
تشمل خيارات العلاج ما يلي:
يتضمن العلاج السلوكي التالي:
التدريب على عكس العادة: يتضمن هذا النهج العمل على المشاعر التي تثير التشنجات اللاإرادية ثم إيجاد طريقة بديلة لتخفيف الرغبة في التشنج اللاإرادي.
التعرض مع منع الاستجابة (ERP): تستخدم هذه الطريقة خلق الرغبة التي تحفز التشنجات اللاإرادية وتدريب المريض على تقنيات لتحمل الشعور دون عمله حتى تمر هذه الرغبة، فعلى سبيل المثال: يحفز الطبيب عند الطفل الرغبة في هز الكتفين ثم تدريبه على مقاومة هذا الإحساس وعدم الاستجابة له حتى ينتهي الشعور به.
يمكن أن يساعد العلاج النفسي على حل المشكلات المصاحبة، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الهواجس أو الاكتئاب أو القلق.
يصف الطبيب العلاج الدوائي في حال كانت التشنجات شديدة وتؤثر في الحياة اليومية، فهدف الدواء فقط هو السيطرة على الأعراض وليس علاج المتلازمة، وربما لا يحتاج المريض للعلاج في حال الأعراض البسيطة.
تشمل الأدوية التي تساعد على السيطرة على التشنجات اللاإرادية أو تقليل أعراض الحالات ذات الصلة ما يلي:
التحفيز العميق للدماغ (DBS)
قد يساعد التحفيز العميق للدماغ في حالات التشنجات اللاإرادية الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
يتضمن التحفيز العميق على زرع جهاز طبي يعمل بالبطارية في الدماغ لتوصيل التحفيز الكهربائي للمناطق المستهدفة التي تتحكم في الحركة، ومع ذلك لا يزال هذا العلاج في مراحل البحث المبكرة ويحتاج إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان علاجًا فعالًا وآمنًا أم لا.
ختامًا فمتلازمة توريت يمكن أن تصيب الرضع أو الأطفال وتتضمن أهم أعراضها التشنجات اللاإرادية والتي يمكن السيطرة عليها بالعلاج السلوكي أو تناول الأدوية بعد استشارة الطبيب، ومن المهم تفهم الأعراض ومحاولة التحدث مع الطفل المصاب والأشخاص المحيطين به سواء في النادي أو المدرسة؛ لتقليل ما يمكن أن يتعرض له من تنمر.
يمكنكِ حجز عيادة المخ والأعصاب من خلال مركز أندلسية لصحة الطفل.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.