ما أعراض التهاب القولون التقرحي؟ وكيف يتم علاجه؟

يُعد التهاب القولون التقرحي أحد صور أمراض القولون المتقدمة، إذ يكون المستقيم والقولون في حالة التهاب شديدة. يتشابه القولون العصبي وأمراض القولون الأخرى في عدم وجود علاج محدد، لكن يوجد بعض الأدوية التي تساعد على تقليل الأعراض والألم المصاحب لها، الذي يعاني منهم المريض خلال رحلته في التعايش مع المرض.

تساهم الحياة غير الصحية التي نعيشها في ظهور مشاكل كثيرة متعلقة بالجهاز الهضمي، لذلك نحرص على نشر التوعية بأهمية اتباع نظام غذائي صحي، واختيار البدائل الصحية المتوفرة حولنا في كل مكان وتجنب المأكولات المصنعة.

سنوضح خلال هذا المقال تعريف التهاب القولون التقرحي، مع ذكر أعراضه، وأنواع علاجه المختلفة، كما سنوضح إجابة أهم سؤال يدور في ذهن المرضى حول إمكانية شفاء مريض القولون التقرحي.

ما هو التهاب القولون التقرحي؟

التهاب القولون التقرحي مرض معوي يصيب الجهاز الهضمي بالتهاب وتقرحات، حيث تحتاج الأعراض إلى وقت طويل للظهور. يسبب هذا المرض التهاب في القولون والمستقيم، وقد تتطور التقرحات البسيطة الموجودة على جدار القولون في حالات كثيرة، فتسبب صديد ونزيف، مما يسبب ألم للمريض.

يمكن أن تمثل مضاعفات القولون التقرحي خطرًا شديدًا على حياة المريض، ورغم هذا لا يوجد علاج نهائي يساعد في الشفاء منه. تتوفر العديد من الأدوية التي تعمل على تقليل حدة الأعراض والألم المُصاحب لها، فتساعد المريض على ممارسة حياته دون ألم.

ما أسباب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي؟

لا يوجد سبب واضح أجمع عليه الأطباء للإصابة بالتهاب القولون التقرحي حتى الآن، ولكن قد تساعد بعض العوامل في زيادة احتمالية الإصابة مثل:

1. التوتر والاعتماد على نظام غذائي غير متوازن وغير صحي.
2. الوراثة، فالجينات مسؤولة عن الإصابة بأمراض كثيرة في الجهاز الهضمي.
3. خلل واضطراب الجهاز المناعي، فيبدأ في مهاجمة خلايا الجهاز الهضمي، مما يؤدي للإصابة بالتهاب القولون التقرحي.

ما طرق تشخيص التهاب القولون التقرحي؟

يُمكن تشخيص المريض من خلال بعض الاختبارات التي يلجأ إليها الطبيب، للتأكد من أن الأعراض التي يعاني منها المريض هي أعراض التهاب القولون التقرحي، ومن ثَم وضع الخطة العلاجية التي ستساعده على التعايش معه والتقليل من حدة الأعراض التي يعاني منها.

اختبارات تشخيص التهاب القولون التقرحي:

• اختبار البراز: يفحص المختص عينة من براز المريض لرؤية بكتيريا معينة، أو دم، أو فطريات.
• المنظار الداخلي: المنظار هو أنبوب مرن لفحص المعدة، والمريء، والأمعاء الدقيقة، مع نقل هذا على شاشة تصوير يرى من خلالها الطبيب إذا كان هناك مشكلة في معدة المريض.
• أخذ عينة: يأخذ الجراح عينة من جدار القولون ويرسلها إلى معمل متخصص ليقوم بتحليلها وفحصها.
• الأشعة المقطعية: هي عبارة عن أشعة سينية مخصصة لتصوير البطن والقولون.
•  اختبارات الدم: يطلب الطبيب تحليل صورة دم كاملة، حتى يرى إذا كان هناك أي علامات تدل على فقر الدم ،أو ارتفاع في مستوى بروتين سي التفاعلي، أو ارتفاع معدل الترسيب، كما قد يحتاج المريض أيضًا إلى اختبار الأجسام المضادة المتخصصة.

ما أنواع القولون التقرحي؟

يوجد أنواع مختلفة للقولون التقرحي، بناءً على النتيجة التي تظهر للطبيب بعد الكشف وتشخيص الحالة، ويحدد كل نوع على حسب مكان وجود الالتهاب، ومن أنواعه:

• التهاب المستقيم القرحي: يوجد الالتهاب في المنطقة الأقرب لفتحة الشرج، أي في منطقة المستقيم فقط، ويُعد وجود دم في البراز أو النزيف هما العلامات الوحيدة التي توضح وجود إصابة بالتهاب القولون التقرحي.
• التهاب المستقيم السيني: يحدث التهاب في المستقيم والقولون السيني (نهاية القولون)، ويكون من أعراضه النزيف الدموي، وتقلصات المعدة، ويكون هناك صعوبة كبيرة في التبرز لأن المعدة يصعب عليها الحركة وهضم الطعام.
• التهاب القولون في الجانب الأيسر: يتجاوز التهاب القولون السيني والمستقيم ويرتفع لأعلى القولون، وتظهر أعراضه في صورة ألم في الجانب الأيسر من البطن، وتكرار الرغبة في التبرز عدة مرات.
• التهاب البنكوليت: يشمل الالتهاب القولون بأكمله في هذه الحالة، ويكون الإسهال الدموي وتقلص المعدة من علاماته، بالإضافة للألم الشديد، والإرهاق، وخسارة الوزن.

ما أعراض التهاب القولون التقرحي؟

تختلف أعراض التهاب القولون التقرحي اعتمادًا على عوامل كثيرة، منها شدة الالتهاب، ومكانه، وأيضًا صحة المريض الجسدية، وإذا كان مصابًا بأمراض أو بمشاكل صحية أخرى تسبب له وهن أو ضعف.

تشمل أعراض التهاب القولون التقرحي:

• إسهال وقد يصاحبه دم أو صديد.
• ألم وتقلص البطن وألم في المستقيم أيضًا.
• نزيف المستقيم ويظهر في صورة خروج كمية من الدم في البراز.
• فقدان الوزن، أو الإعياء، أو الإحساس بالإرهاق.
• الاستعجال في التبرز، ويظهر عندما يكون الشخص غير قادر على التحكم في نفسه.
• الإمساك، حيث يعاني المريض من رغبة شديدة في قضاء حاجته، ولكنه يعجز عن ذلك مسببًا له آلام شديدة.

 تظهر أعراض إضافية في بعض الحالات يكون سببها التهاب القولون التقرحي والتي منها:

• ألم وتورم المفاصل.
• الغثيان وفقدان الشهية.
• التهاب العين.
• مشاكل البشرة.
• تقرحات الفم.

تتفاوت شدة الأعراض بين وقتٍ وآخر، فينعم المريض بفترات من الهدوء يعقبها عودة الأعراض بشكل ملحوظ، وتظهر على هيئة:

• التهاب وتورم المفاصل بشكل قوي وواضح.
• قرحة في الفم.
• تغيير في شكل الجلد ويكون في مناطق حمراء ومناطق أخرى متورمة.
• إفراغ الأمعاء أكثر من 6 مرات في اليوم وهذا يكون في الحالات المتقدمة.
• تغير لون العين إلى الأحمر وتهييجها.

هناك بعض الأعراض الإضافية التي يمكن أن تحدث خلال اليوم والتي منها:

1. ضيق في التنفس.
2. ضربات قلب سريعة وغير منتظمة.
3. ارتفاع في درجة الحرارة.
4. وجود دم في البراز بشكل واضح جداً.
5. الإجهاد.

ما علاج القولون التقرحي؟

ننصحك في حالة القولون التقرحي بالمتابعة مع الطبيب، لأنه أقدر شخص على وصف الدواء المناسب لحالتك، والذي سيساعدك في تخفيف الأعراض التي تعاني منها، بناءًا على الفحص السريري، وتاريخك المرضي، لهذا ننصحك بزيارة الطبيب المختص والمتابعة معه باستمرار.

قد نلجأ إلى الجراحة، كأحد الطرق العلاجية، ويختلف نوع الجراحة باختلاف الحالة، فيكون باستئصال جزء من المستقيم أو القولون.

يوجد كذلك علاج بالأعشاب الطبيعية، وهذا يحتاج منك إلى المتابعة مع الطبيب المختص لمعرفة الكميات المناسبة، واختيار نوع العشب المناسب لحالتك، ولكن ننصحك بتجنب نصائح العلاج بالأعشاب والوصفات الشعبية، دون زيارة الطبيب.

هل يُشفى مريض القولون التقرحي؟

 يصيب التهاب القولون التقرحي مكان صغير في المعدة أو القولون في المراحل الأولى، عندها يُمكن استئصاله وتماثل المريض للشفاء. أما في الحالات المتقدمة يصعب استئصال المستقيم أو القولون بشكلٍ كامل، فنلجأ للعلاج الدوائي للتعامل مع الأعراض وتقليلها. 

خلال المقال، حاولنا توضيح المقصود بالتهاب القولون التقرحي، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، كما نؤكد على أهمية استشارة الطبيب لسلامتك، وسلامة جسمك، مع الالتزام باتباع تعليماته بشكلٍ دقيق، لأنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يقدم لك نصيحة نهائية في رحلتك العلاجية من القولون التقرحي.