

تحدث قرحة الفراش عند الأشخاص الذين تعرضوا لحالة تمنع قدرتهم على الحركة أو تغيير وضعيتهم بسهولة، ما يجعلهم مجبرين على الاستلقاء في الفراش أو البقاء على كرسي متحرك.
تسمى تقرحات الجسم الحاصلة بقرح الضغط أو الاستلقاء وهي تبدأ على شكل جروح أو بثور صغيرة ومن ثم تتقرح طبقات الجلد ويشتد الأمر تدريجياً نتيجة استمرار انقطاع التروية الدموية عن منطقة معينة في الجسم عند الضغط المطوّل.
تتطور تقرحات الفراش في خلال ساعات أو أيام، خاصةً عند الأشخاص المصابين بمرض السكري ومشكلات الدورة الدموية أو سوء التغذية، وتلتئم معظمها إذا اكتشفت سريعاً وبدأ الطبيب العلاج الصحيح مبكراً.
تزداد تقرحات الجلد سوءاً إذا تُركت دون علاج، فقد يصل التقرح الحاصل للعظام والعضلات وتنتشر العدوى إلى الدم أو القلب وتصبح مهددة للحياة.
تظهر قرحة الفراش نتيجة 3 عوامل أساسية، وهي:
تنجم قرح الفراش عن الضغط والاحتكاك الكبير خلال فترة قصيرة أو الضغط والاحتكاك المنخفض على فترات طويلة، وكلتا الحالتين تؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية وتلف النسج في المنطقة.
تبدأ قرح الفراش بالتطور إذا انقطعت التروية الدموية عن المنطقة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، وهذا ما يجعل الأمر في غاية الخطورة، فهي لا تتطلب الكثير من الوقت.
نوضح لكم المراحل في الصورة أدناه من اليسار إلى اليمين، إذ يوجد أربع درجات لقرح الفراش وهي:
إن وصول قرح الفراش إلى الدرجة الرابعة يعني حدوث ضرر شديد للجلد والأنسجة، إذ أن نتيجة انقطاع وصول الدم الشديد للمنطقة، يتوسع الجرح وتتمدد القروح الحاصلة لتعبر كل طبقات الجلد، ويبدأ المريض برؤية العضلات والعظام والأوتار بعينه المجردة من شدة الأمر.
تعد المرحلة الأكثر شدة وخطورة، إذ تستغرق القرح في هذه المرحلة وقتاً طويلاً لتُشفى، كما أنها تشكل خطراً على حياة المريض؛ نظراً لسهولة انتقال العدوى واحتمالية انتشارها في أماكن أخرى من الجسم وتسببها بضرر كبير.
تتمثل أعراض هذه المرحلة في:
تصل هذه التقرحات إلى مراحل متقدمة دون إدراك المريض للأمر في كثير من الآحيان؛ وذلك بسبب ضعف الأوعية الدموية ومنه عدم الإحساس الكاف بالألم في المنطقة المصابة أو بسبب إهمال العناية به وتغيير وضعيته؛ فلا يكتشف من يرعاه بوجود القرح إلا بعد تطورها. يتكرر حدوث ذلك بشكل شائع عند مرضى السكري,
يجب علاج قرحة الفراش العميقة بشكل مختلف عن السطحية؛ لأنها كما ذكرنا مصدراً للعدوى الشديدة وتطور حالة تسمم الدم، يكثر اللجوء لأدوية المضاد الحيوي الوريدية في هذه الحالات واللجوء للعمليات الجراحية للتخلص من النسج التالفة وترقيع الجلد.
نشرح لكم بالتفصيل عن سُبل العلاج المتاح في السطور التالية.
يعتمد العلاج على حجم القرحة ودرجتها والحالة الصحية للمريض، ومن ثم يحدد الطبيب السُبل الأنسب للعلاج والتي يكون منها ما يلي:
يحوي الضماد الطبي مضاداً للميكروبات ما يؤمن الضماد الطبي حماية المنطقة ويسرع التئام الجروح المفتوحة. يمنع الحفاظ المستمر على نظافة الجرح انتقال العدوى إليه، وحدوث المضاعفات. تكون استشارة الطبيب ضرورية لتحديد نوع الضماد الأفضل.
يجب إكمال خطة العلاج عبر وضع نظام غذائي خاص، لتسريع الشفاء وتقليل حجم الجرح عبر تناول المزيد من البروتين أو اللجوء للمكملات الخاصة.
يساعد أخصائي التغذية العلاجية المريض على زيادة تناول العناصر الغذائية الأساسية وينصحه بشرب الكثير من الماء للحفاظ على ترطيب وصحة الجلد والأنسجة.
يمكن علاج تقرحات الجلد عبر إزالة الأنسجة الميتة جراحياً، يعقم الطبيب الأدوات ويزيل كل الأنسجة التالفة ومن ثم يعقم المنطقة ويضمدها، يدعم ذلك التئام القروح بشكل كبير.
قد يُجري الطبيب إجراء جراحياً كاملاً يتخلص فيه من جميع النسج الميتة وينظف الجروح ويغلق الحواف والمنطقة قدر المستطاع باستخدام نسيج مأخوذ من جلد سليم في الفخذ على سبيل المثال عبر عملية تسمى بترقيع الجلد (skin grafts).
الجدير بالذكر أن القيام بمثل هذا الإجراء في المنزل عبر استخدام المقص أو ما شابه قد ينقل العدوى ويلوث القرحة ويزيد الوضع سوءاً.
يقدم الأطباء عادة طرق وقائية تدعم صحة الجلد وتحمي المرضى من تقرحات الجلد قدر الإمكان، ويكون منها:
قد تستغرق قرحة الفراش عدة أسابيع أو أشهر للتعافي الكامل، والعلاج ليس سهلاً خاصة وإن كان المريض لا يشعر بالألم نتيجة ضعف الأوعية الحاصل لديه من مرض السكري المزمن أو أي أمراض أخرى، لذا يجب أن يُفحص جسم المصاب يومياً وتطبق كل سُبل الوقاية المذكورة في مقالنا اليوم؛ لحمايته من آثار تقرحات الجلد ومضاعفاته التي تصل لمراحل تهدد حياته.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.