ما هو علاج سرعة القذف او القذف المبكر؟ وما هي أسبابه؟

القذف هو إخراج السائل المنوي عبر فتحة القضيب بعد إنتهاء العملية الجنسية ووصول الرجل للنشوة، وعلى الرغم من أن مدة القذف الطبيعي تختلف إلى حدٍ ما من رجل لآخر، 
فإن حدوث القذف في وقت أبكر بكثير مما مفترض حدوثه ليس طبيعيًا، وعادةً ما يرتبط ذلك بعوامل نفسية أو عاطفية وقد ينجم أيضًا عن مشكلات صحية، ويمكن علاج سرعة القذف بمعرفة السبب ورائها، كما سنوضح من خلال المقال.

ما هي متلازمة سرعة القذف؟

القذف المبكر أو كما يُعرف بسرعة القذف هو نوع من الخلل الوظيفي يحدث عندما يخرج السائل المنوي في وقتٍ أقرب مما يرغب فيه الرجل في أثناء العلاقة الجنسية.

تعد سرعة القذف مشكلة شائعة يعاني منها 30%- 40% من الرجال مرة على الأقل في مرحلةٍ ما من حياتهم، وفي هذه الحالة لا يكون الأمر مقلقًا، أما إذا كان حالة مستمرة، فإنه يكون محبطًا ويؤثر بشكل كبير في العلاقة الجنسية.

يعاني 1 من كل 3 رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عامًا من مشكلة سرعة القذف، وعادةً ما تحدث نتيجة أسباب نفسية وقد تلعب العوامل البيولوجية دورًا أيضًا في حدوثها.

لا يعني حدوث القذف في وقتٍ مبكر قليلًا عما هو معتاد أن هناك مشكلة، أما إذا حدث خلال دقيقة أو أقل واحدة من الإيلاج، أو حدث قبله فإن هذا يشير إلى سرعة القذف.

يتعايش بعض الأزواج مع سرعة القذف ولا يسبب لهم الأمر أي مشكلة، وقد يكون الأمر محبطًا للبعض الآخر ويقلل من متعة العلاقة الجنسية.

ما هي أسباب سرعة القذف؟

ترتبط سرعة القذف بشكل أساسي بالعوامل النفسية والعاطفية، وقد تنجم أيضًا عن مشكلات جسدية، ومع ذلك فإنه لا يُوجد سبب محدد معروف ورائها، ولكن يُعتقد أنها تحدث نتيجة الأسباب التالية:

• انخفاض مستوى السيروتونين: السيروتونين هو ناقل عصبي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الحالة المزاجية، ويساعد ارتفاع مستوى السيروتونين على زيادة مدة القذف، وقد يساهم انخفاضه في حدوث القذف المبكر.
• المشكلات النفسية: تؤثر المشكلات النفسية بشكل أساسي في الأداء الجنسي في العموم، وترتبط حالات، مثل: الاكتئاب، والضغط النفسي، والقلق وغيرها بالقذف المبكر وفقدان الرغبة الجنسية.
• الشعور بالذنب: يشعر بعض الرجال بالذنب تجاه ممارسة العلاقة الحميمة، نتيجة معتقدات تربوية خاطئة متوارثة حول أن التفكير في الجنس قد يكون فعلًا مشينًا أو مدعاة للحرج والخجل، لذا يحدث القذف سريعًا لرغبة الرجل في إنهاء العلاقة بسبب شعوره أنه يفعل شيئًا خاطئًا.
• الزواج حديثًا: يحدث القذف المبكر في الفترة الأولى من الزواج، نتيجة الشعور الزائد بالإثارة، هذا فضلًا عن القلق من عدم رضا الزوجة عن أداء الزوج الجنسي، ما يضع الزوج تحت ضغط عصبي كبير قد ينتهي به بسرعة القذف.
• المشكلات الزوجية: وجود خلافات بين الزوجين من الأسباب الشائعة للقذف المبكر، إذ تجعل الزوج ينهي العلاقة الجنسية ويقذف مبكرًا دون إرادة منه، بسبب شعوره بعدم التواصل مع الزوجة واستيائه من المشكلات بينهما.
• التوقعات المبالغ فيها حول الأداء الجنسي: نتيجة ما يروج له في بعض المواد الإباحية حول مدة القذف غير الواقعية والأداء الجنسي المبالغ فيه، يشعر الرجل بانعدام الثقة في نفسه، الأمر الذي قد يسبب بدوره ضغطًا نفسيًا عليه، وقد يصيبه بضعف الانتصاب وسرعة القذف.

في بعض الحالات يرتبط سرعة القذف بمشكلة الاحتلام الليلي، على الرغم من عدم معرفة العلاقة بينهما، فتشير بعض الدراسات إلى أن القذف المبكر قد يكون أثرًا جانبيًا لكثرة الاحتلام الليلي.

افهم أكتر عن ضعف الانتصاب مع د. أحمد الشربيني

الأسباب الجسدية لسرعة القذف

قد تسبب بعض الحالات الجسدية أيضًا سرعة القذف والتي منها:

• اضطراب الهرمونات، خاصةً هرمونات الأوكسيتوسين، والهرمون الملوتن LH، والبرولاكتين، والهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH والتي تلعب جميعًا دورًا أساسيًا في الوظيفة الجنسية.
• خلل في المواد الكيميائية في الدماغ، مثل: الدوبامين والسيروتونين (النواقل التي تنقل الإشارات العصبية من المخ لباقي أجزاء الجسم).
• التهاب أو عدوى في البروستاتا أو الإحليل (الأنبوب الذي يمتد من المثانة ويخرج البول من الجسم).
• حساسية جلد القضيب، وفيها يكون الجلد حساسًا للتحفيز الجنسي بشكل كبير، ما يؤدي للقذف السريع مع بدء المداعبات الجنسية.

عوامل الخطر للإصابة بسرعة القذف

يرتبط القذف المبكر إلى جانب الأسباب السابقة بعوامل خطر، مثل:

• التقدم في العمر، إذ تزداد فرص حدوث المشكلات الجنسية، مثل: الضعف الجنسي عند الرجال وسرعة القذف لدى كبار السن.
• السمنة.
• التاريخ العائلي للإصابة بسرعة القذف.
• تناول الكحوليات.

ما هي أعراض سرعة القذف؟

العرض الوحيد لسرعة القذف هو عدم القدرة على تأخير القذف وحدوثه خلال دقيقة أو أقل من الإيلاج أو حتى في أثناء مرحلة التحفيز الجنسي.

ما هو علاج سرعة القذف؟

يمكن علاج سرعة القذف بناءً على خطة تُوضع وفقًا للسبب ورائه، وتشمل:

• العلاج النفسي.
• العلاج السلوكي
• الأدوية.

سيحدد الطبيب العلاج المناسب بعد إجراء تشخيص كامل للحالة.

العلاج النفسي

إذا كان المريض لا يعاني من أي مشكلة عضوية فإن طبيب الذكورة سيحيله لطبيب نفسي، وعادةًَ ما يشمل العلاج التحدث مع المريض حول مشاعره تجاه العلاقة الجنسية، وسيساعده الطبيب على تقليل التوتر بشأن الأداء الجنسي، وزيادة الثقة بالنفس. 

إذا كانت سرعة القذف ناجمة عن اضطراب نفسي فقد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو القلق وغيرها حسب الحالة. 

قد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي والأدوية.

العلاج السلوكي

يعتمد العلاج السلوكي على تمارين وتقنيات يقوم بها الزوج بمفرده أو بمساعدة الزوجة لتأخير القذف، ومنها:

• الاستمناء قبل العلاقة الحميمة: يساعد الاستمناء قبل ممارسة العلاقة الحميمة بساعة إلى ساعتين على تأخير القذف.
• طريقة الضغط: وفيها يستمر تحفيز القضيب حتى يقترب من القذف، وقبل حدوثه يضغط الزوج على القضيب حتى يزول الانتصاب جزئيًا، وتكرر هذه الطريقة عدة مرات قبل القذف. تساعد طريقة الضغط على التحكم بشكل أفضل في الوصول للنشوة الجنسية وتأخيرها.
• طريقة التوقف والبدء: تشبه هذه التقنية الطريقة السابقة، إذ يستمر التحفيز الجنسي للقضيب حتى يصبح الرجل على وشك الوصول للنشوة، ثم يُوقف التحفيز مدة 30 ثانية أو حتى تتلاشى الرغبة في القذف، ويبدأ الزوجان بعدها في المداعبات الجنسية مرة أخرى، وتُكرر هذه العملية ثلاث مرات، ويُسمح بالقذف في المرة الرابعة. تُكرر هذه الطريقة ثلاث مرات أسبوعيًا حتى يكتسب الرجل مزيدًا من التحكم.
• تجنب بعض الأوضاع الجنسية: قد تساهم بعض الأوضاع الجنسية في تسريع القذف، مثل الوضع التبشيري (الوضع التقليدي)، بينما قد تساعد أوضاع أخرى، مثل: أن تكون الزوجة في الأعلى على تأخير القذف بشكل كبير بسبب تقليل تأثير الجاذبية.
• طريقة الإلهاء: يساعد التفكير في شيء آخر في أثناء العلاقة الحميمة على تأخير القذف. يمكن التفكير في الأشياء المتسلسلة مثل أسماء لاعبي الكرة في الفريق المفضل، ومع ذلك قد تؤدي هذه الطريقة إلى زوال الانتصاب.
• تمارين قاع الحوض: تُعرف أيضًا بتمارين كيجل وتساعد على تقوية عضلات الحوض وتحسين الأداء الجنسي وتأخير القذف. لممارسة تمارين كيجل يجب أولًا تحديد العضلات المستهدفة، وهي تلك التي تنقبض عند وقف تدفق البول أو منع خروج الغازات، وتشمل التمارين الخطوات التالية:

1. اقبض عضلات الحوض بقوة مدة ثلاث ثوانِ.
2. أرخي العضلات مدة ثلاث ثوانِ.
3. كرر الخطوات السابقة عشر مرات في المرة الواحدة، ثلاث مرات يوميًا على الأقل.

يمكن ممارسة تمارين كيجل في أثناء الوقوف أو الجلوس.

العلاج الدوائي

تُوجد عدة أدوية ومستحضرات موضعية قد تساهم بشكل كبير في تأخير القذف ومنها:

• مضادات الاكتئاب: لاحظ الأطباء أن الرجال الذين يتناولون مضادات الاكتئاب تتأخر لديهم النشوة الجنسية، إذ تساعد على رفع مستوى هرمون السيروتونين ومنها الفلوكستين والباروكستين والسيرترالين وغيرها.
• الترامادول: وهو واحد من المسكنات الأفيونية التي تُوصف لحالات الألم الشديدة، وله تأثير يساعد على رفع مستوى السيروتونين وتأخير القذف.
• الكريمات أو البخاخات المخدرة: يمكن وضع كريمات وبخاخات التخدير، مثل: الليدوكايين على رأس القضيب قبل ممارسة العلاقة الحميمة بما يقرب من 20 إلى 30 دقيقة؛ لتقليل الإحساس قليلًا، وبالتالي تأخير القذف. إذ تُركت هذه الكريمات فترة أطول فقد تؤدي إلى زوال الانتصاب، كذلك لا يجب ترك الكريم في أثناء العلاقة الجنسية؛ لأنه قد يؤدي لتخدير المهبل، ولكن يُوضع للفترة المذكورة ثم يُشطف خلال 5- 10 دقائق قبل الجماع.
• ارتداء الواقي الذكري: قد يساعد ارتداء الواقي الذكري خاصةً الأنواع السميكة منه على تقليل الإحساس بالتحفيز الجنسي إلى حدٍ كبير، ما يعمل بدوره على تأخير القذف، وقد يساعد استخدام الكريمات المخدرة مع الواقي الذكري على الحصول على نتائج أفضل.

إذا كانت سرعة القذف ناجمة عن حالة جسدية فإن طبيب أمراض الذكورة سيطلب بعض التحاليل؛ لتشخيص الحالة بدقة وسيوصي بالأدوية وفقًا للسبب وراء القذف المبكر، مثل: الأدوية الهرمونية في حالة نقص الهرمونات.

كيفية الوقاية من مرض سرعة القذف المبكر

إذا كانت سرعة القذف ناجمة عن اضطراب هرموني أو خلل في كيمياء الدماغ أو أي سبب عضوي آخر فلا يمكن الوقاية منها، ولكن يمكن علاجها بالأدوية المناسبة، ومع ذلك قد تساعد العلاجات السلوكية التي ذكرناها سابقًا في تأخير القذف وتجنبه إلى جانب النصائح التالية:

• الحفاظ على وزن صحي.
• الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
• ممارسة الرياضة بانتظام.

في النهاية وكما وضحنا في السطور السابقة أنه يمكن علاج سرعة القذف سواء بالتقنيات السلوكية أو العلاج النفسي أو الدوائي، ولا يجب بأي حال تناول أدوية دون استشارة الطبيب، خاصةً أن بعضها قد يكون له آثار جانبية عديدة، ويمكن تجربة العلاج السلوكي جنبًا إلى جنب مع الأدوية التي يصفها الطبيب للحصول على نتائج أفضل وأسرع.