

يُشخص المريض بأنه مُصاب بالمياه البيضاء، حينما تظهر عتامة أو مساحة ضبابية على عدسة العين، فيبدأ المريض في الشكوى من عدم وضوح الرؤية وصعوبة القراءة والقيادة خاصةً أثناء الليل.

تتكون هذه العتامة على عدسة العين نتيجة التقدم في العُمر أو بعض الأسباب الأخرى الوارد ذكرها، إذ تصبح عدسة العين أقل مرونة وأكثر سماكة، وتبدأ بعض الأنسجة بداخلها في التحلل، فتتراكم جزيئات البروتين داخل العدسة مسبب هذه العتامة في بعض الأجزاء.
تبدأ الأعراض في الظهور ببطء، فالمريض لا يعرف في بداية إصابته عنها، حتى يبدأ في الشعور بالأعراض الآتية:
هل يمكن الوقاية من الإصابة بالمياه البيضاء على العين؟
لم تثبت خطوات محددة تؤكد أنه يمكن الوقاية بصورة نهائية من الإصابة، لكن أطباء العيون ينصحون بالآتي:
يوجد 5 أنواع من المياه البيضاء تصيب العين:
1. المياه البيضاء التي تصيب مركز عدسة العين
قد يبدأ الأمر في هذا النوع بشكوى المريض من قصر النظر، بل قد تتحسن القدرة على القراءة بصورة مؤقتة، ثم يبدأ لون العدسة في التغيير تدريجيًا إلى اللون الأصفر ثم اللون البني، مما يتعارض مع قدرة المريض على التفرقة بين الألوان المختلفة.
2. المياه البيضاء التي تصيب أطراف عدسة العين
تبدأ هذه الحالة على شكل خطوط بيضاء على حواف عدسة العين، ثم تتطور ببطء لتصل إلى المنتصف.
3. المياه البيضاء التي تصيب عدسة العين من الخلف
تظهر كمساحات معتمة صغيرة خلف العدسة، وتتعارض بشكل مباشر مع القدرة على القراءة، وتقلل القدرة على الرؤية في المناطق ذات الإضاءة العالية، ويتطور هذا النوع عادة أسرع من الأنواع الأخرى.
4. المياه البيضاء الوراثية
يولد بعض الأطفال مصابين بهذا المرض، أو يظهر مبكرًا في بدايات الطفولة، ويكون عادةً نتيجة أسباب وراثية أو تعرض الطفل إلى ضربة أو عدوى داخل الرحم.
5. المياه البيضاء الثانوية
يُقصد بها ظهور المياه البيضاء نتيجة أمراض وعلاجات أخرى كعرض جانبي لها، مثل مرضى السكري أو المرضى اصحاب الأمراض المناعية التي تطلب الاستمرار على أدوية الكورتيزون فترة طويلة.
يتفق المرضان على أهمية أخذهما على محمل الجد، إذ يمكن أن يؤدى كلاهما إلى فقدان البصر، كما أنهما قد يتشاركان في بعض الأعراض وعوامل الخطورة كذلك.
نجد على جانب آخر اختلاف بينهما في الأسباب وطرق العلاج، فبينما يُصاب الشخص بالمياه البيضاء نتيجة تراكم خلايا البروتين المتحلل داخل عدسة العين كما ذكرنا، تظهر الإصابة بالمياه الزرقاء نتيجة تراكم ضغط السوائل داخل العين.
يمكن أن يصاب الشخص بالمياه البيضاء والزرقاء في الوقت ذاته، بل أن الإصابة بإحداهما قد يؤدي إلى ظهور الآخر، فأحيانًا يصاب المريض بالمياه البيضاء بصورة تتعارض مع نظام صرف السوائل داخل العين فيصاب المريض بالمياه الزرقاء أيضًا. ويمكن أن يصاب المريض بالمياه البيضاء بعد إجراء جراحة علاج المياه الزرقاء في العين.
يعتمد الطبيب في تشخيصه للمياه البيضاء على سماع التاريخ المرضي للمصاب، و سماع الأعراض كذلك، إلى جانب إجراء بعض الفحوصات على العين مثل:
يفحص الطبيب عين المريض عن طريق لوحة عليها علامات ذات أشكال وأحجام مختلفة، ينظر إليها المريض بعينٍ واحدة، بينما الأخرى مغطاة لقياس قدرة كل عين على الرؤية على حدة.
يساعد المصباح الشِقي Slit lamp الطبيب على رؤية أجزاء العين مثل القرنية، و القزحية، وعدسة العين بدقة عالية باستخدام خيط مكثف من الضوء، لاكتشاف وجود أي خلل بدقة وسهولة.
يستخدم الطبيب في هذا الفحص قطرات لتوسيع حدقة العين، ثم باستخدام المصباح الشِقي أو منظار العين يتمكن الطبيب من فحص العدسة واكتشاف وجود مياه بيضاء.
يقترح الطبيب على المريض اللجوء إلى عملية المياه البيضاء عندما تبدأ في التأثير على حياة المريض، فيجد صعوبة في القراءة أو القيادة، وتُعد جراحات علاج المياه البيضاء من الجراحات الناجحة والآمنة بنسبة عالية. يمكن للمريض أن مغادرة المستشفى في اليوم ذاته في أغلب الأحيان.
يوجد طريقتان لجراحة علاج المياه البيضاء
1. استخدام الموجات فوق الصوتية لتكسير العدسة إلى أجزاء و إزالتها (الفاكو) Phacoemulsification
يجري الطبيب شِق دقيق في القرنية، ثم يُدخل آداة رفيعة تنقل الموجات الصوتية إلى داخل العين، لتكسير العدسة إلى أجزاء قصيرة وسحبها خارج العين مع الحفاظ على وجود كبسولة العدسة سليمة لتستقبل العدسة الصناعية. قد يحتاج الجرح إلى بعض الغرز الصغيرة لإغلاقه.
2. إجراء شق في العين، واستخراج العدسة مرة واحدة Extracapsular surgery
لا يُستخدم هذا الإجراء عادةً إلا مع المرضى الذين يعانون من بعض المضاعفات في العين، إذ يقوم الطبيب بإجراء شق طويل واستخدام أدوات جراحية لإزالة العدسة والجزء الأمامي من كبسولة العين، تاركين الجزء الخلفي من الكبسولة لدعم العدسة الصناعية، ثم إغلاق هذا الجرح بواسطة الغرز الجراحية.
تعرف أيضًا على أفضل دكتور عيون في مصر
قد يلجأ الطبيب إلى الاستعانة باستخدام الليزر في علاج بعض حالات المياه البيضاء عند الرغبة في:
صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
احجز من هنا بخطوة واحدة بس
قد تشعر ببعض الشكشكة أو آلام بسيطة في العين خلال يومين بعد العملية، لكن تجنب تمامًا الفرك في العينين. قد ينصحك الطبيب بوضع ضمادة طبية بعد العملية، كما سيصف لك بعض القطرات الطبية لمنع إصابة العين بالعدوى أو الالتهاب.
تبدأ الرؤية في الاستقرار تدريجيًا خلال أيام قليلة، تبدأ مهزوزة قليلًا ثم يتحسن الوضع مع التئام العين، وقد تبدو لك الألوان أكثر سطوعًا، لكنها قد عادت إلى طبيعتها، فالمياه البيضاء تجعل الأشياء تبدو أغمق قليلا.
يجب عليك المتابعة مع طبيبك بعد يومين على الأكثر بعد العملية للاطمئنان، ثم زيارته مرة أخرى بعد إسبوع ثم بعد شهر.
يحتاج معظم المرضى إلى ارتداء نظارة بعد العملية ولو لبعض الوقت، لكن يكون هذا الإجراء بعد مدة تتراوح من شهر إلى 3 أشهر عند استقرار حالة العين.
إذا كنت تعاني من المياه البيضاء في كلتا العينين، فلا يمكنك إجراء الجراحة لهما معًا في نفس الوقت، لكن يؤخر الطبيب الجراحة الأخرى حتى تلتئم العين الأولى.
يجب التزام المريض بهذه النصائح طول فترة التعافي:
لا تحدث عادة آثار جانبية خطيرة بعد العملية، لكن ربما يصاب المريض بــــــ :
قد يشعر المريض بعد فترة من إجراء الجراحة قد تصل إلى عدة شهور أو ربما سنوات، بوجود عتامة على عدسة العين مرة أخرى. يكون ذلك بسبب أن كبسولة العين (الجزء المسؤول عن احتواء العدسة الصناعية الجديدة) بدأ بدوره في الاعتام في مصطلح يعرف بــــ posterior capsule opacification.
يُمكن حل هذه المشكلة بسهولة عن طريق إجراء جراحي غير مؤلم ولا يستغرق سوى عدة دقائق باستخدام الليزر، لعلاج هذه العتامة و استرجاع الرؤية الطبيعية الصافية.
يمكث المريض لدى الطبيب مدة ساعة بعد هذه العملية للاطمئنان على ضغط العين، ثم يمكنه المغادرة والرجوع إلى الحياة الطبيعية مع اتباع تعليمات الطبيب.
في الختام لا تتردد عزيزي القاريء في زيارة طبيب العيون عند ظهور أي علامات على ضعف القدرة على الإبصار للتدخل السريع و حماية العينين من التعرض لأي مضاعفات نتيجة التأخير.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.