ما هو علاج القلق والاكتئاب؟ وهل هما مرضان مختلفان؟

القلق والاكتئاب  كلاهما شعور مؤلم يجعلنا نشعر بالإحباط والخوف والغربة عن أنفسنا وعن كل من حولنا، لكن علينا أن ندرك أن الشعور بالقلق والاكتئاب أمر طبيعي مع ما نمر به من ضغوط نفسية ومواقف حياتية صعبة؛ لأن روحنا تحتاج لتنفيس هذا الضغط حتى لا تتأثر صحتنا النفسية والعقلية.

تستمر الأعراض أحياناً وتصبح شديدة وتؤثر في حياتنا وتصرفاتنا وردود أفعالنا، لهذا يُعد اللجوء للطبيب أو الأخصائي النفسي أمراً مهماً للسيطرة على الأعراض وتحسين الصحة النفسية، إلى جانب بعض الأدوية المهدئة والمضادة للاكتئاب التي يصفها الطبيب وبعض التغييرات في نمط الحياة، مثل: ممارسة الرياضة والنوم الجيد والحصول على الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء، التي من شأنها تخفيف الضغوط التي نتعرض لها.

القلق هو شعور بالخوف والتوتر والارتباك وعدم الراحة تجاه مواقف أو أشخاص معينة، ويظهر الشعور بالقلق في أي سن وقد يستمر لفترة طويلة، ومن أعراضه:

• زيادة ضربات القلب.
• العصبية الزائدة.
• نظرة تشاؤمية لبعض الأمور.
• الشعور بالتعب والإرهاق.
• صعوبة النوم والسهر.
• اضطرابات في المعدة والهضم.
• التنفس بسرعة أو بصعوبة.
• التعرق الزائد.
• الشعور بالارتجاف.
• الخوف من اتخاذ القرارات في بعض المواقف.
• الشعور بالصداع وآلام الجسم.

أحياناً يزداد الشعور بالقلق والخوف ويتطور خلال دقائق معدودة، ويشعر الشخص أن هناك خطر قريب، وتزداد لديه الأعراض السابق ذكرها بدرجة كبيرة، ويصبح غير قادر على التصرف أو التفكير أو التركيز في أي شيء حتى تهدأ النوبة، ويسيطر عليها من خلال التنفس العميق والتفكير في الأمور بإيجابية، ودعم الأشخاص من حوله في هذه الحالة لتهدئته، وفي حال تكرار النوبات يجب الحصول على استشارة نفسية؛ لتجنب تفاقم الأعراض وتأثيرها في الصحة الجسدية. 

القلق النفسي 

أحياناً نشعر بالقلق في حياتنا اليومية لأننا لا ندرك ماذا سوف يحدث فيما بعد إذا قمنا بهذا العمل أو اتخذنا هذا القرار أو أفصحنا عن شيء ما، وهذا القلق طبيعي، أما القلق النفسي هو الذي يحدث نتيجة اضطراب نفسي ويُوجد منه عدة أنواع، ومنها:  

• اضطراب القلق العام، هو شعور مستمر من القلق والخوف تجاه ما نتعرض له في الحياة من أحداث ومواقف وأشخاص بشكل عام.
• الرهاب المحدد، هو الخوف من شيء محدد، مثل: المرتفعات أو العواصف أو الحشرات أو مرض معين.
• قلق الانفصال، هو شعور بالخوف من الانفصال عن أشخاص نحبهم أو فقدانهم بشكل دائم.
• رهاب الميادين، هو الخوف والقلق عند التواجد في أماكن أو مواقف تجعلنا نشعر بالإحراج أو التقييد.
• الخرس الانتقائي، هو الارتباك عند التحدث في بعض المواقف أو إلي بعض الأشخاص، وعدم القدرة على ترتيب الحديث.
• القلق الاجتماعي، هو الرهبة والقلق من التواجد في التجمعات، والخوف من إصدار أحكام علينا من الآخرين والتعرض للتعليقات السلبية.

القلق الاجتماعي

هو الشعور بالتوتر والقلق عند التواجد في المواقف والمناسبات الاجتماعية والتعامل والحديث مع الغرباء، إذ يشعر الشخص بأنه مراقب من الجميع أو سوف يتعرض للنقد والتعليقات السلبية من الآخرين. 

هذا الشعور يجعل الشخص يلجأ إلى العزلة ويصبح غير قادر على التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات أو علاقات ناجحة وفقدان الثقة بالنفس ما يؤثر في قدرته على تحقيق التقدم في حياته سواء في الدراسة أو العمل. 

تشمل أعراض القلق الاجتماعي:

• الشعور بعدم الراحة.
• صعوبة في بدء الحديث.
• زيادة ضربات القلب.
• التعرق.
• الشعور بالغثيان.
• ضيق التنفس.

ترجع الإصابة بالقلق الاجتماعي نتيجة تعرض الشخص لتجارب سابقة سلبية أو وجود مشكلة مرضية تجعله يخاف من التواجد في التجمعات، مثل: التلعثم أو وجود مشكلة في شكل الوجه. 

يمكن التخلص من القلق الاجتماعي من خلال الاستعانة بالأخصائي النفسي أو كتابة الأشياء التي تسبب القلق ومحاولة التفكير في حلول لها وتجربتها، مثل: أخذ الخطوة بحضور التجمعات والمناسبات الاجتماعية والمؤتمرات والمبادرة بالحديث والاهتمام بالآخرين والتعامل مع التعليقات السلبية والرد عليها بإيجابية لتعزيز الثقة بالنفس، كل هذا يساعد بشكل كبير على علاج القلق الاجتماعي والسيطرة على المشكلة والبدء بتحقيق النجاحات والإنجازات في الحياة.

الاكتئاب هو شعور دائم بالحزن والإحباط وعدم الاهتمام وأن كل شيء حولنا سيء وأن لا أحد يستحق أن نفعل أي شيء لأجله، وهذا يؤثر بشكل كبير في التفكير والتصرفات التي نقوم بها، وغالباً ما تحدث أعراض النوبات يومياً على فترات متفرقة خلال اليوم، ومنها:

• نوبات من البكاء.
• العصبية والانزعاج من أبسط الأمور.
• فقدان الاستمتاع بالأنشطة التي اعتاد الشخص القيام بها وكانت تشعره بالسعادة.
• الأرق أو النوم لساعات طويلة.
• الشعور بالقلق.
• فقدان الشهية أو الشره لتناول الطعام.
• المزاج السيء خاصةً في الصباح.
• فقدان الطاقة والشعور بالإرهاق.
• جلد الذات والشعور بعدم القيمة الشخصية.
• آلام بالجسم غير مبررة.
• عدم القدرة على الشعور بالسعادة.
• الرغبة في عدم مغادرة المنزل.
• الحساسية النفسية المفرطة تجاه المواقف والأشخاص.
• نظرة سوداوية للأمور.

قد يصل الأمر أحياناً إلى التفكير في الانتحار؛ لذلك تُعد حالة الاكتئاب خطيرة ويجب التعامل معها منذ ملاحظة الأعراض من خلال الطبيب أو الأخصائي النفسي للسيطرة على الحالة وحماية الأشخاص من خطر الانتحار.

كما ذكرنا من قبل أنهما حالتان مختلفتان، سوف نتعرف فيما يلي إلى أسباب كل منهما على حدة.

أسباب القلق

يوجد عدة أسباب وعوامل للإصابة بالقلق، ومنها:

• الإصابة بمرض معين، مثل: أمراض القلب أو السكري أو الأورام أو القولون العصبي.
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
• التعرض لتجارب مؤلمة، مثل: الإساءة والعنف الأسري.
• تاريخ عائلي للإصابة بالقلق.
• المرور بأحداث صادمة.
• التعرض المستمر للضغط العصبي وتراكمه.

​​​​​​​اقرأ أيضا: أعراض نقص فيتامين د النفسية

أسباب الاكتئاب

لا يُوجد أسباب محددة للإصابة بالاكتئاب، لكن هناك بعض العوامل المؤثرة التي تؤدي لظهور حالة الاكتئاب، ومنها:

• حدوث تغيرات في كيمياء الدماغ.
• الاضطرابات الهرمونية.
• تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.
• التعرض لأحداث صادمة.
• عدم الثقة بالنفس وتقدير الذات.
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
• مواجهة مشكلات أسرية أو في العلاقات.

العلاج النفسي مهم جداً خاصةً إذا كان القلق يؤثر في الصحة الجسدية، ويشمل ذلك العلاج الدوائي إلى جانب جلسات العلاج النفسي التي من شأنها مساعدة الشخص على تعديل السلوك لتحسين قدرته على التعامل مع المواقف التي يشعر فيها بالقلق وتحسين الأعراض والتخلص منها.

يوجد بعض العادات التي تساعد بشكل كبير على السيطرة على الأعراض عند اتباعها، وهي: 

• ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل: اليوجا والتأمل والتنفس العميق.
• ممارسة الأنشطة والهوايات المحببة.
• تحسين العلاقات الاجتماعية والحرص على حضور المناسبات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
• الابتعاد عن التدخين.
• تجنب الإجهاد والضغط العصبي قدر الإمكان.
• تنظيم مواعيد النوم وتجنب السهر.
• محاولة التخلص من الأفكار السلبية والتفكير بإيجابية.
• تناول الأطعمة الصحية والمفيدة.
• تدوين الأفكار والشعور والمواقف التي تمر بها.
• القيام بأنشطة مختلفة كل فترة، مثل: السفر أو التنزه مع الأصدقاء أو العائلة.
• عدم الخجل من أن تشارك الأسرة أو الأصدقاء ما تمر به من شعور ومواقف سيئة.

يمكن السيطرة على الاكتئاب والوقاية من مخاطره على الصحة النفسية والجسدية من خلال اتخاذ بعض الخطوات حتى لا تدخل في دوامة الاكتئاب، وهي: 

• استشارة الطبيب أو الأخصائي النفسي منذ بداية ظهور الأعراض، والقيام بحضور الجلسات النفسية والالتزام بالخطة العلاجية حتى تمام الشفاء.
• الحصول على الدعم من الأسرة والأصدقاء في أوقات الأزمات.
• التخلي عن المعتقدات السلبية والتفكير بإيجابية في المواقف وتجاه الأشخاص.
• وضع أهداف واقعية بناءً على قدراتك والإمكانيات المتاحة حتى تكون النتائج مرضية لك.
• الانضمام لجلسات العلاج النفسي في مجموعات.
• كن متأكداً أن الجميع يمر بالمواقف سيئة والإحباط والفقد فهذه هي الحياة، فتعلم أن تتقبل هذه التغيرات حتى تمر دون أن تتعرض لأي إيذاء نفسي.
• اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية والنوم الجيد.

تساعد الأدوية التالية على تخفيف القلق والتوتر، وكذلك حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة:

• بروزاك Prozac.
• سيبرالكس Cipralex.
• زيلاكس Zelax.

لا تصرف هذه الأدوية إلا بوصفة طبية من قِبل الأخصائي النفسي.

في نهاية المقال بعد ما تعرفنا إلى طرق علاج القلق والاكتئاب وأعراضهما، لا تستسلم أبداً إذا لاحظت استمرار الأعراض وزيادة حدتها، واستشر الطبيب أو الأخصائي ليساعدك على تخطي الأمر حتى تعود لحياتك الطبيعية.     

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.