ما هو التهاب الشعب الهوائية وما هي أنواعه وكيفية علاجه؟

يتطور التهاب الشعب الهوائية (Bronchitis) نتيجة إصابة الممرات الهوائية الرئيسية التي تربط بين الفم والأنف والرئتين بعدوى ما،  قد تكون فيروسية أو بكتيرية؛ ما يؤدي إلى التهابها وتهيجها.

تمتلئ هذه الشعب بالمخاط وكرد فعل من الجسم لإخراجه تبدأ الأعراض التي يكون أهمها السعال. قد يستمر هذا الالتهاب لأسبوعين أو أكثر وذلك على حسب سبب الإصابة والعلاج المتبع.

قد يصاب الأشخاص عادة بالحالة القصيرة الأمد المسماة " التهاب القصبات الحاد " بعد أو في أثناء نزلات البرد أو الأنفلونزا الشديدة؛ لذا يطلق عليها نزلة برد الصدر، وهي شائعة عند الأطفال، تزول في خلال بضعة أيام أو أسابيع من تلقاء نفسها.

يحتاج معظم المصابين بالحالة الحادة من هذا الالتهاب من 7 إلى 10 أيام من الراحة ليشعروا بالتحسن، ويساعدهم استخدام بعض الأدوية  على تخفيف السعال والأعراض الأخرى.

يعاني البعض الآخر من الناس من حالة طويلة الأمد، ويسمى ذلك التهاب القصبات المزمن، وقد يتطور إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وهو شائع عند المدخنين، لأنه ينجم غالباً عن التعرض طويل الأمد للغازات أو المواد المهيجة، مثل السجائر. 

يؤثر هذا التهيج المتكرر للجهاز التنفسي سلباً على أنسجة الرئة ومجرى الهواء، ويُحدِث أعراضاً طويلة الأمد.

تنتج بعض حالات التهاب القصبات المزمن عن تعرض الشخص لمسببات الحساسية المتنوعة، مثل: التلوث أو دخان السجائر أو غبار الطلع؛ لذا أطلق عليه مسمى التهاب القصبات التحسسي Allergic Bronchitis.

قد تستمر أعراض التهاب الشعب الهوائية التحسسي لفترات طويلة من حياة الشخص وتتكرر معه كلما تعرّض لعامل مهيج لجهازه التنفسي (شيء يتحسس منه). 

تختلف الأعراض في شدتها ما بين التهاب القصبات المزمن والحاد، ولكن دائماً ما يتمثل العرض الرئيسي لالتهاب الشعب الهوائية في السعال.

قد يحتاج السعال إلى بضعة أيام وأحياناً أسابيع ليختفي تماماً في الحالة الحادة، نظراً للوقت المتطلب ليقل تورم الشعب الهوائية وعودتها للحالة الطبيعية، وفي الحالات المزمنة قد يستمر مع المريض لعدة أشهر ويعود مجدداً.

يُلاحظ المريض خروج مفرزات لزجة وسميكة (المخاط) مع سعاله، قد يكون المخاط أصفر أو أخضر في الحالة الحادة، وعادة ما يكون أبيض واضحاً في الحالة المزمنة. 

إن الأعراض الأخرى لالتهاب الشعب الهوائية هي:

• ضيق واحتقان في الصدر، يشرحه المريض على هيئة امتلاء أو انسداد في الصدر.
• سماع صوت صفير عند التنفس.
• آلام معممة في كل الجسم وصداع.
• حمى منخفضة وقشعريرة.
• سيلان الأنف وانسداده.
• جفاف والتهاب في الحلق.

يوجد علامات تسمى الأعراض التحذيرية التي تستوجب استشارة الطبيب مباشرة خوفاً من مضاعفاتها، وهي مثل:

• ظهور دم في أثناء السعال.
• استمرار سرعة وضيق التنفس.
• الارتفاع في درجة الحرارة (38 درجة مئوية وأكثر).
• بقاء الأعراض دون تحسن لأكثر من 3 أسابيع.
• فقدان الوزن غير مبرر.
• الاستيقاظ ليلاً من شدة السعال وتراكم المخاط في الحلق.
• الشعور بطعم سيء في الفم.

تمر أغلب الحالات الحادة  دون آثار ضارة أو خطيرة على صحة المريض وخاصةً إن تم التعامل معها وعلاجها بالشكل الصحيح. 

أما الحالة المزمنة قد تسبب مضاعفات يكون أهمها انتفاخ الرئة، وهو حالة تدمير للحويصلات الهوائية في نهاية القصيبات، أو الممرات الهوائية الصغيرة جداً.

قد يتطور التهاب الشعب الهوائية المزمن أيضاً إلى التهاب رئوي إذا لم يُعالج، أي أن العدوى قد تصل إلى الرئتين مُحدثة مضاعفات خطيرة.

يمكن لبعض الراحة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أن تعالج أغلب حالات التهاب الشعب الهوائية الحادة،  لذا تضم سُبل العلاج التي ينصح بها الأطباء ما يلي:

• شرب الكثير من الماء والسوائل؛ لتخفيف الألم الناجم عن السعال المستمر وتسهيل خروج المخاط وتليينه.
• الراحة التامة، ومحاولة استخدام بخار الماء أو الاستحمام بالماء الساخن لتخفيف المخاط.

يصف الصيدلاني أو الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض على المريض، منها:

• مسكنات الألم، مثل: الإيبوبروفين أو النابروكسين أو الباراسيتامول.
• أدوية السعال، مثل: غوانيفيزين guaifenesin، إذ أن استخدامه في أثناء النهار يساهم في تخفيف المخاط ويسهل السعال.
• الأدوية المضادة للاحتقان.

يجب الحذر من استخدام الأدوية الحاوية على مضادات الهيستامين أو الحساسية؛ لأنها قد تسبب جفافاً بالمفرزات وتزيد السعال سوءاً.

اقرأ أيضا: هل الالتهاب الرئوي معدي؟ وما أسبابه؟

يختلف علاج التهاب القصبات المزمن خوفاً من مضاعفاته الأكثر خطورة من الالتهاب الحادة، فتشمل السُبل العلاجية ما يلي:

• الأدوية الموسعة للقصبات، تساعد هذه المجموعة على استرخاء الشعب الهوائية  وفتح الممرات لإيصال الهواء بشكل أفضل إلى الرئتين.
• الكورتيكوستيروئيدات، تستخدم هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب والتورم الحاصل.
• المضادات الحيوية، قد يلجأ الطبيب لهذه الأدوية في الحالات المزمنة، خاصة إن تأكد الطبيب أن سبب الإصابة ليس فيروسياً.
• الأكسجين، يُستخدم العلاج بالأكسجين مع تقدم حالة المريض للأسوأ، خاصةً عند وجود صعوبة متزايدة في التنفس.
• الجراحة، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إزالة أنسجة الرئة التالفة نتيجة الالتهاب المزمن، ذلك يساهم في تحسين تدفق الهواء من وإلى الرئتين وتحسين حالة التنفس.

يجب على مرضى التهاب الشعب الهوائية المزمن مناقشة الطبيب حيال استخدام اللقاحات، سواءً لقاح الإنفلونزا المستخدم سنويًا أو لقاح الالتهاب الرئوي الواجب استخدامه كل خمس إلى سبع سنوات للوقاية من العدوى.

يُحذر بعض الأطباء من تناول بعض الأطعمة خلال التهاب الشعب الهوائية، إذ أنه نظراً للحالة الالتهابية قد تزيد بعض الأطعمة الأمر سوءاً، منها اللحوم الحمراء والمصنعة.

يجب التقليل أيضاً من:

• الأطعمة المالحة، لتجنب احتباس السوائل.
• منتجات الألبان، لأن عمليات هضم الألبان تُنتج مادة الكازومورفين في الجسم والتي تؤدي إلى زيادة كمية المخاط ويزيد ذلك من السعال.
• المشروبات الغازية، نظراً لأن الصودا تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، ما قد يسبب الغازات والانتفاخات التي تجعل التنفس أكثر صعوبة.
• الأطعمة المقلية، لاحتوائها على الدهون غير الصحية، والتي تتسبب في الانتفاخ وعدم الراحة والضغط على الحجاب الحاجز.

يمكن استبدال اللحوم الحمراء بالأسماك في هذه الحالة، إذ وجدت دراسة نُشرت عام 2015 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن زيادة تناول الأسماك قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

قد يصف الطبيب مضادات الفيروسات في حالة التهاب الشعب الهوائية الفيروسي مثل: 

• تاميفلو- Tamiflu.

أما في حالة التهاب الشعب الهوائية البكتيري فسيوصي بمضاد حيوي مثل:

• أوجمنتين- Augmentin.

ولتهدئة السعال سيصف مهدئات الكحة مثل:

• برونشيكير بلس- Bronchicare Plus.

بعد أن تناولنا في مقالنا اليوم حالة التهاب الشعب الهوائية بكل تفاصيله، ولأن الأعراض تتفاوت شدتها بين الحاد والمزمن فيجب أن يأخذ المريض في الاعتبار أن كلما طالت المدة زادت المضاعفات، فلا يجب أن يتهاون بزيارة الطبيب وأخذ مشورته عند حدوث أعراض غير مألوفة أو تحذيرية مما ذُكر ضمن السطور السابقة. 

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.