ما هي طرق علاج البروستاتا؟ وهل يؤثر استئصالها في القدرة الجنسية للرجل؟
البروستاتا تلك الغدة التي تمثل جزءًا مهمًا للغاية من الجهاز التناسلي الذكري، ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من الرجال لا يعرفون عنها شيئًا، إلا إذا أخبرهم الطبيب بأنهم يعانون من مشكلة فيها، ولكن ماذا لو عرفت أنها تلعب دورًا أساسيًا في صحتك الإنجابية وحياتك الجنسية؟ دعنا نتعرف من خلال السطور التالية إلى وظيفة غدة البروستاتا وأهم مشكلاتها وطرق علاج البروستاتا الجراحية وغير الجراحية.
ما هي غدة البروستاتا؟
البروستاتا هي غدة صغيرة الحجم (في حجم كرة البينج بونج تقريبًا أو حبة الجوز)، تزن حوالي 30 جرامًا تقريبًا، وتقع في الحوض أسفل المثانة مباشرةً وأمام المستقيم.
يمر الإحليل وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة لخارج الجسم عبر القضيب ووسط البروستاتا، لذا فإن مشكلات البروستاتا تؤثر عادةً في تدفق البول.
ما وظيفة البروستاتا؟
على الرغم من أن غدة البروستاتا ليست عضوًا أساسيًا للحياة، ويمكن للرجل أن يعيش دونها، فإنها مهمة للخصوبة، وتشمل وظائفها ما يلي:
إنتاج السائل المنوي
تساهم البروستاتا بشكلٍ أساسي في إنتاج السائل المنوي، إذ تفرز ما يقرب من 20 - 30% من السوائل الموجودة في السائل المنوي، أما البقية تنتجها الحويصلات المنوية والخصيتين.
يحتوي السائل الذي تنتجه البروستاتا (السائل البروستاتي) على إنزيمات، مثل: إنزيم مستضد البروستاتا النوعي PSA وهو الإنزيم الذي يحافظ على سيولة السائل المنوي، كما يحتوي على عناصر، مثل: الزنك وحمض الستريك، وجميعها تجعل السائل المنوي البيئة المثالية لتعيش فيه الحيوانات المنوية.
يسهل السائل المنوي انتقال الحيوانات المنوية عبر الإحليل لخارج الجسم في أثناء القذف، كما يحافظ على بقائها حية خلال رحلتها لتخصيب البويضة.
إغلاق مجرى البول في أثناء القذف
تنقبض البروستاتا في أثناء القذف؛ لضخ السائل البروستاتي في مجرى البول، حيث يختلط بخلايا الحيوانات المنوية والسوائل من الحويصلات المنوية لتكوين السائل المنوي الذي يخرجه الجسم بعد ذلك عبر فتحة القضيب.
عندما تنقبض البروستاتا في أثناء القذف، فإنها تغلق الفتحة بين المثانة والإحليل، وتدفع السائل المنوي بسرعة، وهذا ما يمنع التبول والقذف في الوقت نفسه.
تحويل هرمون الذكورة إلى صورته النشطة
تحتاج البروستاتا إلى الأندروجينات، وهي هرمونات جنسية ذكورية ومنها التستوستيرون، لتعمل بشكل صحيح.
تحتوي البروستاتا على إنزيم يسمى 5-alpha reductase، والذي يحول التستوستيرون إلى شكل نشط بيولوجيًا يسمى ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT).
هذا الهرمون مهم لوظيفة البروستاتا وتطورها بشكل طبيعي، كما أنه ضروري لتطوير الصفات الجنسية الثانوية، مثل: نمو شعر الوجه.
ما أشهر أمراض البروستاتا؟
تتغير البروستاتا مع التقدم في العمر نظرًا لأنها غالبًا ما تنمو بشكل أكبر، وتضغط على مجرى البول، وتسبب مشكلات في التبول.
استشر طبيبك إذا ظهرت لديك أي من الأعراض التالية:
- التبول أكثر من المعتاد في أثناء النهار.
- حاجة ملحة للتبول ليلًا.
- انخفاض معدل تدفق البول (نزول البول في صورة قطرات).
- ألم في أثناء التبول.
يبدأ الرجال في مواجهة مشكلات البروستاتا في الثلاثينيات والأربعينيات، ومع ذلك قد لا تظهر أي أعراض إلا بعد تجاوز الخمسين.
تشمل مشكلات البروستاتا الشائعة ما يلي:
- التهاب البروستاتا.
- تضخم البروستاتا.
- سرطان البروستاتا.
لا تؤدي الإصابة بإحدى هذه المشكلات إلى الإصابة بأخرى، لكن من الممكن الإصابة بأكثر من مشكلة في الوقت نفسه.
سنتعرف إلى مشكلات البروستاتا بالتفصيل في السطور التالية.
ما هو التهاب البروستاتا؟
هو التهاب في غدة البروستاتا قد ينجم عن عدوى بكتيرية، ويصيب ما لا يقل عن نصف الرجال في مرحلةٍ ما من حياتهم، ويعد من أكثر مشكلات البروستاتا شيوعًا لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
يمكن أن يكون التهاب البروستاتا حادًا، أي أنه يحدث فجأة ويزول بسرعة مع العلاج، وقد يكون أيضًا مزمنًا، فيحدث بشكل تدريجي ومتكرر، وأحيانًا يستمر عدة أشهر.
الجدير بالذكر أن التهاب البروستاتا لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
أعراض التهاب البروستاتا
يصاحب التهاب البروستاتا أعراض بولية، مثل:
- صعوبة التبول.
- شعور بحرقة أو وخز أو ألم في أثناء التبول.
- رغبة متكررة في التبول (يشعر المريض بأنه يريد التبول حتى مع عدم امتلاء المثانة).
إلى جانب الأعراض السابقة، فقد يشعر المريض بما يلي:
- قشعريرة.
- حمى شديدة.
- ألم أسفل الظهر.
- آلام في الجسم.
- ألم أسفل البطن (قد يمتد إلى الفخذ أو قد يشعر المريض بضغط على المستقيم).
- إفرازات من مجرى البول.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- القذف المؤلم.
أنواع التهاب البروستاتا
يُصنف التهاب البروستاتا وفًقا للسبب ورائه، وسرعة تطور الأعراض، وتشمل أنواعه:
التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد
هو النوع الأقل شيوعًا، ومع ذلك فإنه الأسهل في تشخيصه وعلاجه، ويحدث بسبب عدوى بكتيرية ويأتي فجأة (بشكل حاد)، ويكون مصحوبًا بأعراض، مثل:
- قشعريرة شديدة.
- حمى.
- دم في البول.
- ارتفاع مستوى إنزيم المستضد البروستاتي النوعي- PSA عند إجراء الفحص.
علاجه: يمكن علاج التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد بجرعة عالية من المضادات الحيوية في البداية (عادةً ما تستمر فترة العلاج مدة 7- 14 يومًا)، وفي بعض الحالات قد تصل المدة لأربعة أسابيع، وإذا كانت الحالة شديدة فقد يوصي الطبيب بذهاب المريض للمستشفى وإعطائه المضادات الحيوية عبر الوريد.
كذلك قد يحتاج المريض لتركيب قسطرة بولية إذا كان يواجه مشكلة في التبول، وقد يصف الطبيب مسكنات الألم؛ لتقليل الشعور بالانزعاج.
التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن
يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أيضًا، ولكنه لا يظهر بشكل مفاجئ، ويصاحبه أيضًا مشكلات في التبول، وعادةً ما تتكرر الإصابة به.
علاجه: يعتمد علاج البروستاتا الملتهبة على جرعات منخفضة من المضادات الحيوية طويلة المدى، وتستمر لفترة زمنية من 4 إلى 12 أسبوعًا.
التهاب البروستاتا المزمن (متلازمة آلام الحوض المزمنة)
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، وقد يحدث في أي مرحلة عمرية وتظهر أعراضه وتختفي دون سابق إنذار.
يصاحب التهاب البروستاتا المزمن ألم أو إزعاج في منطقة الفخذ أو المثانة.
أفضل دواء لعلاج التهاب البروستاتا
تشمل علاجات هذا النوع:
- مضادات الالتهاب.
- المسكنات للسيطرة على الألم.
- حاصرات ألفا، والتي تعمل على إرخاء الأنسجة العضلية في البروستاتا؛ لتسهيل تدفق البول.
التهاب البروستاتا الالتهابي دون أعراض
لا تظهر أي أعراض مع هذه الحالة، وعادةً ما يُشخص في أثناء التحقق من حالات أخرى، مثل: تحديد السبب وراء تأخر الإنجاب.
يرتفع مستوى المستضد البروستاتي النوعي PSA في هذا النوع، ولا تحتاج معظم الحالات أي علاج.
بصفة عامة ينصح لمرض التهاب البروستاتا بما يلي:
- الجلوس في حوض مملوء بماء دافئ، إذ تساعد الحرارة على إرخاء العضلات.
- شرب كمية وفيرة من الماء.
- تجنب الأنشطة التي قد تزيد الشعور بالألم، مثل: ركوب الدراجات.
ما هو تضخم البروستاتا؟
هو حالة غير سرطانية تتضخم فيها غدة البروستاتا لذا يُعرف أيضًا بتضخم البروستاتا الحميد.
يحدث تضخم البروستاتا بسبب زيادة حجمها أكبر من المعتاد نتيجة فرط نمو أنسجتها، فتضغط على المثانة ومجرى البول (الإحليل) ما يؤدي إلى تضيقه واحتباس البول.
بمرور الوقت تضعف عضلة المثانة بسبب محاولة تمرير البول عبر الإحليل الضيق، ما يؤدي إلى عدم قدرتها على تفريغ البول تمامًا.
عادةً ما يحدث تضخم البروستاتا في عمر الخمسينيات، والجدير بالذكر أنه لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
أسباب تضخم البروستاتا
أسباب تضخم البروستاتا ليست معروفة تمامًا، ويعتقد الباحثون أنه متعلق بالتقدم في العمر؛ لأنه أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
اقترحت بعض الدراسات أن السبب وراء تضخم البروستاتا هو نقص هرمون التستوستيرون، إذ ينتج الجسم هرمون التستوستيرون وكمية قليل من الإستروجين طوال حياة الرجل، ومع التقدم في العمر تقل كمية هرمون الذكورة فتصبح نسبة الإستروجين أعلى، ويشير الباحثون إلى أن ارتفاع مستوى الإستروجين هو المسؤول عن نمو خلايا البروستاتا وتضخمها.
ركزت نظريات أخرى أن السبب هو هرمون الديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو هرمون ذكوري يلعب دورًا في نمو البروستاتا.
أشارت الأبحاث إلى أنه حتى مع نقص هرمون الذكورة (التستوستيرون) في الدم يستمر الرجال الأكبر سنًا في إنتاج مستويات عالية من هرمون الديهدروتستوستيرون في البروستاتا، ما يحفز استمرار خلاياها في النمو، وأن الرجال الذين لا ينتجون DHT لا يصابون بتضخم البروستاتا الحميد.
عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا
على الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء تضخم البروستاتا ليست معروفة تمامًا، وأن كل ما سبق نظريات، فإن هناك بعض عوامل الخطر التي ترتبط بزيادة فرص الإصابة به، مثل:
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد عند الرجال الذين تجاوزوا الأربعين.
- التاريخ العائلي: تزداد فرص الإصابة بتضخم البروستاتا لدى الأبناء والأحفاد، إذا كان الأب أو الجد مصابًا بتضخم البروستاتا.
- أمراض معينة: ومنها أمراض القلب ومشكلات الدورة الدموية ومرض السكري من النوع الثاني.
- السمنة ونمط الحياة الخامل (عدم ممارسة نشاط بدني بشكل كافِ).
أعراض تضخم البروستاتا
عادةً ما يرتبط تضخم البروستاتا بمشكلات في التبول نتيجة ضغط البروستاتا على المثانة والإحليل، وتشمل أعراضه الشائعة:
- التبول المتكرر أو كثرة التبول: يحدث نتيجة ضغط البروستاتا على المثانة، وقد يصل للتبول ثمانِ مرات أو أكثر.
- الإلحاح البولي: يُقصد به الشعور برغبة ملّحة في التبول، وعدم القدرة على تأخيره.
- مشكلات في تدفق البول (صعوبة في البدء في التبول أو بطء في تدفقه).
- زيادة الحاجة للتبول ليلًا.
- نزول قطرات من البول بعد الانتهاء من التبول أو مع العطس والسعال أو مع الشعور بالحاجة للتبول أو كما يعرف بـ السلس البولي .
- ألم بعد القذف أو في أثناء التبول.
- رائحة كريهة للبول وتغير لونه.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة تمامًا.
- احتباس البول الحاد نتيجة انسداد مجرى البول (عدم القدرة على التبول، وهو عرض نادر قد يحدث إذا تناول المريض مزيلات الاحتقان، مثل: السودوإيفيدرين وأوكسي ميتازولين، والتي تعوق ارتخاء عنق المثانة).
قد تتفاقم أعراض تضخم البروستاتا ويتسبب في:
- التهاب المسالك البولية.
- حصوة المثانة.
- نزول دم في البول (البيلة الدموية).
- تلف الكلى (نتيجة رجوع البول من المثانة إلى الكلية والذي يُعرف بتدفق البول الرجعي).
علاج تضخم البروستاتا
لعل من أشهر التساؤلات الشائعة بين الرجال هو هل يمكن الشفاء من تضخم البروستاتا ؟ والإجابة تختلف وفقًا لشدة الحالة، فلا يحتاج تضخم البروستاتا البسيط أي علاج، وفي هذه الحالة يوصي الطبيب بالمراقبة النشطة أو ما تُعرف أيضًا بالانتظار اليقظ، وفيه يضع الطبيب مواعيدًا محددة لفحص المريض، والتأكد من أن حالته لا تتفاقم.
إذا كانت الحالة معتدلة إلى شديدة فإن خيارات علاج البروستاتا تشمل ما يلي:
ما هو أفضل دواء لعلاج تضخم البروستاتا؟
عادةً ما يصف الطبيب أدوية تعمل على إرخاء عضلات البروستاتا، ما يقلل الضغط على مجرى البول، ومنها:
- تامسولوسين.
- تيرازوسين.
- دوكسازوسين.
- الفوزوسين.
- سيلودوسين.
تعمل الأدوية الأخرى على منع إنتاج هرمون الديهدروتستوستيرون، ما يساعد بدوره على إبطاء نمو غدة البروستاتا، ومنها:
- فيناسترايد.
- دوتاستيريد.
الجراحة لعلاج تضخم البروستاتا
يُوجد عدة أنواع من الجراحات المختلفة التي تهدف لاستئصال الأنسجة التي تسد مجرى البول (الاستئصال الجزئي للبروستاتا)؛ ومنها:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP): فيها يدخل الطبيب أداة تُعرف بمنظار القطع عبر الإحليل ( مجرى البول)، والذي يسمح له برؤية الأنسجة التي تضغط على مجرى البول وإزالتها.
- شق البروستاتا عبر الإحليل (TUIP): يتضمن هذا الإجراء عمل شقين صغيرين في البروستاتا حيث يلتقي الإحليل والمثانة (عنق المثانة)؛ لتوسيع مجرى البول وتحسين التدفق.
- التبخير الكهربائي عبر الإحليل: يستخدم الطبيب في هذا الإجراء أقطابًا كهربائية؛ لتسخين أنسجة البروستاتا بشدة (تبخيرها).
- التبخر بـ ليزر GreenLight: يعمل هذا الإجراء مثل الطريقة السابقة على تبخير أنسجة البروستاتا المتضخمة ولكن بدلًا من استخدام الكهرباء تُستخدم أشعة ليزر خاصة.
- استئصال البروستاتا البسيط: يزيل هذا الإجراء غدة البروستاتا بأكملها عن طريق الجراحة بالمنظار أو بمساعدة الروبوت، ومن المهم أن يكون الجراح ماهرًا في هذه الجراحة، وعادةً ما يجريه الطبيب إذا كانت غدة البروستاتا متضخمة بشدة.
علاج تضخم البروستاتا بطرق طفيفة التوغل
هي إجراءات حديثة بسيطة وغير جراحية، وتعتمد على استخدام أدوات خاصة تساعد الطبيب على الوصول إلى البروستاتا المتضخمة دون إجراء شق جراحي كبير، وتشمل هذه الإجراءات:
- رفع مجرى البول البروستاتي: يستخدم الطبيب أداة خاصة (UroLift) عبر مجرى البول؛ لسحب أنسجة البروستاتا المتضخمة، ما يساعد على تخفيف الضغط على مجرى البول وتسهيل التبول.
- العلاج ببخار الماء: يهدف هذا الإجراء إلى تبخير أنسجة البروستاتا عن طريق إدخال أداة في مجرى البول، ثم تمرير إبرة تحتوي على البخار الذي يتحول إلى ماء.
تساعد الطاقة الحرارية المنبعثة من الماء على تبخير خلايا البروستاتا والتي يمتصها الجسم وينكمش بعدها حجم البروستاتا لمعدله الطبيعي.
ما هو سرطان البروستاتا؟
يحدث سرطان البروستاتا عندما تبدأ خلاياها في النمو بمعدل غير طبيعي، وهو من السرطانات التي تنمو ببطء في معظم الحالات مقارنةً بالأنواع الأخرى.
قد تستغرق التغييرات الخلوية من 10 أعوام وحتى 30 عامًا لتتحول إلى سرطانية ويصبح الورم كبيرًا بما يكفي ليسبب أعراضًا.
يُشخص واحد من كل تسعة رجال بسرطان البروستاتا على مستوى العالم، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين.
يحتل سرطان البروستاتا المرتبة الثانية بعد سرطان الجلد كأكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال.
أسباب سرطان البروستاتا
لم يعرف الباحثون بعد السبب وراء تحول بعض الخلايا في البروستاتا إلى سرطانية، ومع ذلك فإنهم يعتقدون أن الأمر متعلق بطفرات الجينات وتغيرات الحمض النووي (DNA) للخلايا، كذلك فإن الوراثة قد تكون أحد عوامل الخطر، إذ تزداد احتمالية الإصابة به بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات إذا كان الأب أو الجد أو الأخ مصابًا به.
أكدت الدراسات أن سرطان البروستاتا يرتبط بعدد من عوامل الخطر وعلى رأسها:
- العمر: تزداد مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في العمر.
- التاريخ العائلي: كما ذكرنا فإن سرطان البروستاتا قد يكون وراثيًا، لذا يُفضل عمل فحص البروستاتا بدايةً من عمر الـ 45 في حالة وجود تاريخ عائلي.
- السمنة: تشير الأبحاث الحديثة إلى احتمالية وجود صلة بين السمنة وسرطان البروستاتا.
- النظام الغذائي: أشارت بعض الدراسات إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا في تطور سرطان البروستاتا، وأن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والدهون قد يزيد من فرص الإصابة به.
- عوامل أخرى محتملة: تزيد بعض العادات الخاطئة أيضًا من احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، مثل: التدخين وشرب الكحوليات، كذلك ربطت الدراسات الطبية بينه وبين الأمراض المنقولة جنسيًا.
أعراض سرطان البروستاتا
قد لا تظهر أي أعراض خلال المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا، ولكن مع كبر حجم الورم وتطوره، يواجه المريض بعض الأعراض ومنها:
- صعوبة في بدء التبول وبطء تدفقه.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
- رغبة متكررة في التبول خاصةً ليلًا.
- نزول دم في البول أو السائل المنوي.
- ألم في أثناء القذف أو التبول.
- ألم في الظهر أو الوركين أو الحوض.
- آلام العظام.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- شعور بالتعب والإعياء.
- فقدان الشهية المزمن.
- ألم في الخصيتين.
- سلس البراز.
- ضعف الانتصاب.
- خدر في الساقين أو القدمين.
لا تعني الأعراض السابقة بالضرورة الإصابة بسرطان البروستاتا، لأنها قد ترتبط ببعض الحالات الطبية الأخرى، وتظل الفحوص التي يوصي بها الطبيب هي الوسيلة التشخيصية الأساسية التي تؤكد الإصابة به.
علاج سرطان البروستاتا
سيأخذ الطبيب في الاعتبار عند تحديد علاج سرطان البروستاتا حجم الورم، ومدى انتشاره، وعمر المريض وحالته الصحية وتفضيلاته الشخصية.
تشمل خيارات العلاج الشائعة:
- الانتظار اليقظ أو كما تُعرف بالمراقبة النشطة (كما هو الحال في تضخم البروستاتا).
- العلاج الإشعاعي: يستخدم هذا العلاج أشعة عالية الطاقة؛ للقضاء على الخلايا السرطانية، وعادةً ما يلجأ الطبيب له إذا كان حجم الورم صغيرًا ولم ينتشر خارج البروستاتا، وقد يوصى به بعد الجراحة للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية، ويُوجد نوعان من العلاج الإشعاعي:
- العلاج الإشعاعي الخارجي: وفيه تُوجه الأشعة لمكان البروستاتا باستخدام جهاز خارجي.
- العلاج الإشعاعي الداخلي: يُجرى بواسطة جراحة بسيطة؛ لوضع جزئيات مشعة صغيرة في الورم أو بالقرب منه. - العلاج بالهرمونات: تحتاج خلايا سرطان البروستاتا إلى هرمون التستوستيرون حتى تستمر في النمو، ويهدف العلاج إلى منع الخلايا السرطانية من الحصول على الهرمون الذكري، لذا يُعرف أيضًا بعلاج الحرمان من الأندروجين، ويُوجد نوعان منه، الأول يساعد على خفض هرمون التستوستيرون والهرمونات الذكرية الأخرى، والآخر يعمل على منع تأثيرها في البروستاتا.
- العلاج الكيميائي: يشمل أدوية فموية أو وريدية تهاجم الخلايا السرطانية وتقلص حجم الورم، وعادةً ما يوصي به الطبيب إذا لم ينجح العلاج الهرموني أو إذا انتشر الورم خارج البروستاتا.
- العلاج المناعي: يعمل هذا العلاج مع الجهاز المناعي لمحاربة المرض، ويُستخدم مع سرطان البروستاتا المتقدم.
- العلاج بالتبريد: يُستخدم مع الحالات المبكرة، ويعمل على قتل الخلايا السرطانية عن طريق تجميدها.
- العلاج بالبايفوسفونيت: إذا وصل السرطان إلى العظام، يمكن لهذه الأدوية أن تخفف الألم وتمنع الكسور.
استئصال غدة البروستاتا
يمكن استئصال البروستاتا بعدة طرق وذلك عندما لا تنجح العلاجات الدوائية والبديلة في السيطرة على الحالة:
استئصال غدة البروستاتا الجذري
هو إزالة البروستاتا جراحيًا، ويلجأ إليها الطبيب إذا لم تكن العلاجات السابقة مناسبة للمريض وإذا لم ينتشر السرطان خارج البروستاتا أو انتشر للأنسجة القريبة فقط.
بعد استئصال البروستاتا الجذري، لن يتمكن المريض من القذف، هذا يعني عدم القدرة على الإنجاب عن طريق الجماع؛ لذا من المهم للمريض المرشح لهذه الجراحة أن يدرس مع الطبيب خيار تخزين عينة من الحيوانات المنوية، لاستخدامها لاحقًا في عملية الحقن المجهري خاصةً إذا كان عمر المريض صغيرًا ويخطط للإنجاب في المستقبل.
استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)
كما ذكرنا سابقًا في تضخم البروستاتا، فإن الطبيب يستخدم منظار القطع لإزالة الورم والأنسجة الزائدة.
استئصال البروستاتا بالموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة (HIFU)
يُستخدم هذا الإجراء لعلاج سرطان البروستاتا الموضعي الذي لم ينتشر خارج البروستاتا، وفيه يُدخل الطبيب أداة عبر المستقيم والتي تصدر موجات فوق صوتية عالية التردد تدمر الخلايا السرطانية عن طريق تسخينها لدرجات حرارة عالية.
هل يسبب استئصال البروستاتا الضعف الجنسي؟
لا يعني استئصال البروستاتا فقدان المريض لقدرته الجنسية، إذ يمكن ممارسة العلاقة الحميمة بشكل طبيعي لكن كما وضحنا فإنه المريض لا يقذف عند وصوله للنشوة، ما يُعرف بالقذف الجاف.
ختامًا، وبعد أن قدمنا لك بعض المعلومات التي قد يهمك معرفتها عن علاج البروستاتا، وتعرفنا إلى وظيفتها وأهميتها للصحة الإنجابية والجنسية، فلا تتردد في استشارة الطبيب إذا لاحظت أي أعراض مقلقة أو مشكلات في التبول، فكما ذكرنا فإن بعض الأورام السرطانية للبروستاتا قد لا يصاحبها أي أعراض؛ لذا فإن الفحوص الروتينية مهمة للغاية خاصةً إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بمشكلات البروستاتا، فكما يُقال الوقاية دائمًا خير من العلاج.
الأسئلة الشائعة
هل القذف مفيد للبروستاتا؟
ما هو أفضل علاج طبيعي للبروستاتا؟
مشاركة المقال