كيف يمكن علاج البرد عند الحامل؟
تزداد فرص الإصابة بنزلات البرد في أثناء الحمل، إذ تقل قدرة الجهاز على المناعي على مقاومة الأمراض، وعلى الرغم أن الإصابة بالبرد لا تنتقل للجنين، فإن أعراضه تكون غير مريحة للحامل، ويقلق عديد من الحوامل بشأن ما إذا كانت أدوية البرد ستؤثر في الجنين، لذا سنوضح من خلال المقال طرق علاج البرد عند الحامل والأدوية الآمنة والممنوعة في أثناء الحمل.
الأدوية الآمنة لعلاج البرد عند الحامل
ما هي الأدوية الآمنة لـ علاج البرد للحامل؟ و لكن اولا ما هو البرد؟ هو عدوى فيروسية خفيفة شائعة جدًا تصيب الأنف والحلق والجيوب الأنفية والممرات الهوائية العلوية، ويسبب انسداد أو سيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق والسعال. عادةً ما تستمر نزلات البرد لمدة أسبوع تقريبًا حيث يقاوم الجسم العدوى، ولأن الجهاز المناعي في فترة الحمل لا يعمل بكامل كفائته فقد يصعب على الجسم مقاومة البرد، ومع أعراض الحمل التقليدية كالإعياء والقيء والإجهاد، قد تصبح أعراض البرد غير محتملة للحامل وقد تتفاقم، الأمر الذي يدفع عديد من السيدات للتساؤل هل يُوجد أدوية تساعد على تخفيف أعراض البرد دون أن تؤثر في صحة الجنين؟
بصفة عامة لا يُوجد علاج لنزلات البرد، ولكن تساعد الأدوية فقط على تخفيف الأعراض، ويمكن بالراحة السريرية وتناول السوائل التعافي من نزلة البرد دون الحاجة لأدوية، وينصح بعض الأطباء بتجنب جميع الأدوية في أول 12 أسبوعًا من الحمل، لأنها الفترة التي تنمو فيها الأعضاء الحيوية للجنين، ومع ذلك هناك بعض الأدوية التي يمكن تناولها بأمان خلال فترة الحمل، والتي تشمل:
- الباراسيتامول: يمكن استخدام الباراسيتامول في جميع مراحل الحمل بأمان لعلاج الألم الخفيف إلى المعتدل، وخفض درجة الحرارة، وتسكين الصداع، ومع ذلك، كما هو الحال مع أي دواء يتم تناوله في أثناء الحمل، يُنصح بتناول الباراسيتامول بأقل جرعة فعالة لأقصر وقت ممكن، أما إذا كانت الجرعة الموصى بها من الباراسيتامول غير كافية لتخفيف الألم، فيجب استشارة الطبيب.
- مضادات الهيستامين: هي أدوية شائعة لعلاج الحساسية وسيلان الأنف والعطس الناجم عن الزكام، ويعتبر الأطباء مضادات الهيستامين من الأدوية الآمنة في أثناء الحمل، ووفقًا للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACCAI)، يمكن للحوامل استخدام مضادات الهيستامين التالية بأمان في أثناء الحمل: ديفينهيدرامين (بينادريل)، والكلورفينيرامين (كلور تريميتون)، واللوراتادين (كلاريتين)، والسيتريزين (زيرتيك)، ومع ذلك يُفضل استشارة الطبيب قبل تناولها خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى .
- بعض بخاخات الأنف: يمكن استخدام معظم بخاخات الأنف المحتوية على الستيرويد في أثناء الحمل، لكن يجب استشارة الطبيب بشأن العلامات التجارية والجرعات المسموحة، ومن الآمن دائمًا استخدام المحلول الملحي لتخفيف احتقان الأنف والزكام، ويجب تجنب بخاخات الأنف غير الستيرويدية التي تحتوي على أوكسي ميتازولين في أثناء الحمل.
- بعض أدوية السعال: إذا كان البرد مصحوبًا بسعال، فيمكن تناول بعض الأدوية الطاردة للبلغم بأمان في أثناء الحمل مثل غايفينيسين، كما تتوافر بعض أدوية السعال التي تحتوي على مستخلصات طبيعية مثل الشمر والعسل وأوراق الجوافة وغيرها، ويمكن استشارة الطبيب حول الجرعات الآمنة منها.
الأدوية الممنوعة لعلاج البرد عند الحامل
بعض الأدوية التي قد تساعد على علاج أعراض البرد محظورة على الحوامل لأنها قد تهدد استمرارية الحمل أو قد تؤثر في الجنين، لذا من المهم عدم تناول أي أدوية في أثناء الحمل دون وصفة طبية، وتشمل أدوية البرد الممنوعة في أثناء الحمل ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: لا تُوجد أبحاث كافية تؤكد ما إذا كان تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين في المراحل المبكرة من الحمل يزيد من خطر الإجهاض أم لا، ولا ينبغي تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إذ قد يؤدي استخدامها إلى حدوث نزيف قبل الولادة وبعدها، وتأخر المخاض والولادة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، والولادة المبكرة ومشكلات في القلب أو الكلى للجنين.
- مزيلات الاحتقان: يحذر الأطباء من استخدام مزيلات الاحتقان عمومًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد يتيح بعض الأطباء استخدامها بجرعات محدودة (مرة أو مرتين يوميًا لمدة لا تزيد عن يوم أو يومين) ولكن بعد الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، ومع ذلك، لم تثبت الأبحاث بعد أن مزيلات الاحتقان آمنة في أثناء الحمل، وتشير بعض الدراسات إلى أن بعض مزيلات الاحتقان، بما في ذلك السودوإيفيدرين وفينيليفرين، قد تزيد من خطر تشوهات الأجنة.
نصائح لعلاج البرد عند الحامل
يمكن تخفيف أعراض البرد عند الحامل ببعض النصائح والعلاجات المنزلية، والتي قد تساعد على التعافي دون الحاجة للأدوية، هذه النصائح تشمل:
- الحصول على قدر كافِ من النوم والراحة: تساعد الراحة على سرعة التعافي، ويُفضل رفع الرأس ببعض الوسائد في أثناء النوم لتصريف المخاط والتنفس بحرية.
- شرب كمية وفيرة من السوائل: تتسبب أعراض نزلات البرد مثل العطس وسيلان الأنف والحمى في فقدان السوائل من الجسم، لذا يُوصى بتناول كمية وفيرة من السوائل، ويُفضل الماء والعصائر الطازجة وبعض المشروبات الدافئة كالنعناع والينسون، وحساء الدجاج الدافئ، إذ تساعد السوائل على تخفيف لزوجة المخاط، ما يساعد على تصريفه، كما تساعد المشروبات الدافئة على تخفيف التهاب الحلق.
- الغرغرة بالماء الدافئ والملح: تساعد الغرغرة بالماء المالح الدافئ على تخفيف حكة واحتقان الحلق والسيطرة على السعال.
- تناول وجبات متوازنة وصحية: قد يصاحب نزلات البرد فقدان في الشهية، ومع ذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي لتجنب تفاقم الأعراض، وحتى يتمكن الجهاز المناعي من مقاومة العدوى، ويحصل الجنين على احتياجاته الغذائية، يُنصح بتناول أطعمة سهلة الهضم مثل الفواكه والخضراوات، وحساء الدجاج، والحبوب الكاملة واللحوم البيضاء.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج: الأطعمة مثل الحمضيات، والطماطم، والفلفل والبروكلي، والسبانخ والبطيخ والكيوي والملفوف الأحمر غنية بفيتامين "ج" الذي يساعد على تعزيز جهاز المناعة ومقاومة نزلات البرد.
- الاستنشاق بمحلول ملحي: يساعد المحلول الملحي على ترطيب الأغشية المخاطية في الأنف، وعلاج انسداد الأنف وتخفيف الاحتقان.
- استنشاق البخار: يساعد البخار على تخفيف لزوجة المخاط، وتسكين احتقان الجيوب الأنفية وعلاج انسداد الأنف.
- تناول الأطعمة الغنية بالزنك: يُوصى للحوامل بالحصول على 11-15 ملليجرام من الزنك يوميًا، ويمكن الحصول عليه من مصادره الطبيعية والتي تشمل:اللحم البقري، والبيض والزبادي والشوفان وصدور الدجاج منزوعة الجلد والحبوب المدعمة، والبيض والحمص والسبانخ والبروكلي واللفت، ويساعد الزنك على تعزيز المناعة لمقاومة العدوى.
- الكمادات الباردة والساخنة: يساعد استخدام الكمادات الدافئة على الجيوب الأنفية على تقليل الألم والاحتقان كذلك يمكن استخدامها لتخفيف أوجاع الجسم، وتساعد الكمادات الباردة على خفض الحرارة، وقد يساعد أخذ حمام دافئ (وليس ساخنًا) على تخفيف الألم والتخلص من الشعور بالإعياء.
- تناول العسل: يساعد العسل على تهدئة السعال وتخفيف احتقان الحلق ويمكن إضافته للمشروبات الدافئة لزيادة فاعليتها.
- استخدام الدهانات الموضعية: قد تساعد دهانات المنثول عند استخدامها على الصدر على تقليل السعال وفتح مجرى الهواء، كما تساعد على تخفيف أوجاع الجسم.
في النهاية، لا يجب تناول أي أدوية لـ علاج الزكام للحامل دون استشارة الطبيب ليحدد ما إذا كانت آمنة أم لا، والجرعة المناسبة منها، وقد يساعد النظام الغذائي المتوازن، والحفاظ على نظافة اليدين وتجنب الوجود في المناطق المزدحمة، وتناول فيتامينات الحمل على تعزيز المناعة وتجنب الإصابة بنزلات البرد.
الأسئلة الشائعة
ما هو علاج البرد للحامل في الشهور الأولى؟
كيفية علاج الإنفلونزا للحامل في البيت؟
مشاركة المقال