ما هي طرق علاج الإمساك عند الرضع؟
تحمل علاقة الأبوين الكثير من المسؤوليات على عاتقها، تبدأ هذه المهمة مع أول يومٍ لوصول الأمير الصغير للدنيا بل وقبل ذلك، وتمتد إلى أن يصبح هذا الصغير أبًا فيعيد الجدّين الكَرة عن طيب خاطر!
تتنوع هذه المسؤوليات بين رعاية مادية، ورعاية تربوية، ونفسية، وكذلك الرعاية الصحية الطفل. يحتاج الطفل في مراحله الأولى إلى انتباه وملاحظة مستمرة من الأم على الأخص نتيجة التصاق الرضيع بها أغلب الأوقات، نظرًا لعدم قدرة الصغير على الشكوى والتعبير عما يؤلمه.
يُعد الإمساك عند الرضع من الشكاوى التي قد تتكرر في شهورهم الأولى نتيجة عدم انتظام حركة الأمعاء، وهي مشكلة يمكن حلها عادةً بالعديد من الطرق الطبيعية؛ كما سنرى في هذا المقال موضحين أعراض وعلاج الإمساك عند الرضع.
هل يوجد علاقة بين الرضاعة والإمساك؟
يعطي معدل قضاء الطفل لحاجته فكرة عن مدى استفادة جسمه من التغذية التي يتلقاها، فيحتفظ بما يحتاجه ويتخلص مما يفيض.
يؤثر نوع الطعام الذي يتناوله الطفل على عدد مرات التبرز، فنجد عادةً أن الإمساك لا يصيب الصغار الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية؛ فحليب الأم يحتوي على ملين طبيعي، أما الأطفال الذين يتناولون أنواع الحليب الصناعية أو الأطعمة المخصصة للرضع المصنوعة من القمح أو الأرز فقد يختلف لديهم الأمر قليلًا.
تظهر فضلات الرضيع ذات قوام الناعم صفراء اللون، ويختلف معدل الإخراج من طفلٍ لآخر في هذا السن، فنجد أن الطفل قد يقضي حاجته بعد كل رضعة، أما الأطفال الأكبر سنًا فقد تمر فترة تصل إلى أسبوع دون تبرز، على الرغم من ذلك فهذا ليس إمساكًا إذا كان قوام البراز ناعمًا.
يتراوح متوسط معدل الإخراج بشكلٍ عام عند الرضع من سن 0-4 شهور إلى 3-4 مرات في اليوم، ينخفض بعدها إلى مرة واحدة بعد انتقال الرضيع إلى تناول الأطعمة الصلبة.
ما أعراض الإمساك عند الرضع؟
تختلف مواعيد إفراغ الأمعاء من وقت للآخر كما ذكرنا، تظل الأم الوحيدة على دراية بطبيعة رضيعها.
يعاني الرضيع قليلًا أثناء محاولة التبرز؛ يعود ذلك إلى ضعف عضلات البطن لديه. لذلك، يميل الأطفال إلى الحزق، والبكاء، واحمرار الوجه أثناء إفراغ الأمعاء. هذا لا يعني أنهم مصابون بالإمساك. فإذا كانت الفضلات ناعمة، فلا توجد مشكلة على الأرجح.
على الجانب الأخر، عند ملاحظة الأم هذه التغيرات على طفلها، فهذا يعني - في الغالب - أن رضيعها يعاني من الإمساك.
من علامات الإمساك لدى الرضيع:
- تباعد المسافات بين مرات قضاء الحاجة، مع تغير في قوام البراز ليصبح صلب ومتحجر.
- قضاء فترة طويلة في البكاء أثناء محاولة الرضيع للتبرز.
- تكرار مرات البصق لدى الرضيع.
- ظهور شرائط من الدم في فضلات الرضيع.
- فقدان الشهية.
- تحجر البطن.
- كثرة تشنجات الجسم، أو تحريك الجسم في أوضاع مختلفة.
ما أسباب الإمساك عند الرضع؟
قد يصاب الرضيع بالإمساك عند التحول إلى الأطعمة الصلبة أثناء مراحل نموه، أو من حليب الأم إلى الحليب الصناعي، قد تسبب بعض الأطعمة التي يبدأ الطفل في تناولها بعد شهره السادس بعض التغير في عادات الإخراج لديه، يأتي على رأس هذه الأطعمة التفاح المهروس، والموز، والحبوب المختلفة خاصةً حبوب الأرز عند الإسراف في استخدامها.
تُعد إصابة الأطفال بحساسية ضد بروتين الألبان وعدم تحمله من أهم وأول أسباب ظهور الإمساك على الرضيع. نقصد بالألبان هنا تلك التي تمثل جزء من الأطعمة المُعدة لتعزيز نمو الطفل، أو اللبن الذي قد يصل للصغير عبر حليب ثدي الأم بعد تناولها لمنتجات الألبان المختلفة.
يستمر الأمر مع الطفل كلما تعرض لتناول بعض الأطعمة مثل الجبن والزبادي في سن أكبر.
يوجد كذلك بعض الأسباب الطبية للإمساك عند الرضع مثل:
- الأمراض التي تصيب عضلات الأمعاء أو الأعصاب.
- بعض الأدوية.
متى يجب على الأم أن تذهب إلى الطبيب؟
يُفضل سؤال الطبيب عن حالة الرضيع إذا مر يوم أو أكثر دون إفراغ أمعائه، مع وجود العلامات الآتية:
- استمرار تهيج الطفل وانفعاله أو أن يصبح الصغير سريع الغصب.
- وجود دم في البراز.
- ظهور علامات على الرضيع تدل على وجود ألم في بطنه.
- عدم تحسن حالة الطفل بعد اتخاذ الخطوات اللازمة للعلاج.
تعرف علي أفضل أطباء الأطفال في القاهرة
ما طرق علاج الإمساك عند الرضع؟
يمكن علاج الامساك للرضع عن طريق بعض العلاجات المنزلية، فإن لم تتحسن حالة الطفل، نتجه للعلاج الدوائي بعد استشارة الطبيب.
بدايةُ يمكن أن يساعد التغيير في نوع الأطعمة المعززة للنمو التي يتناولها الرضيع أو في النظام الغذائي للأم في علاج الإمساك لدى الصغير؛ والتي غالبًا ما تكون سبب الإمساك.
يمكن لبعض أنواع الطعام إن كانت تلائم عمر الطفل أن تخفف من الإمساك، نجد على سبيل المثال أن تناول الكمثرى والبروكلي مصحوبة بالكثير من المياه وعصائر الفاكهة له تأثير إيجابي على تحسن حركة أمعاء الطفل.
الطرق الطبيعية لعلاج الإمساك عند الرضع
علاج الإمساك عند الأطفال في المنزل بتغيير بعض العادات الغذائية للرضيع مثل:
- شرب المزيد من الماء أو العصير أثناء النهار بين الوجبات، إذ يساعد الماء على تليين قوام الفضلات وسهولة إخراجها.
- الرضيع أكبر من شهرين: يمكن الاستعانة بـ (5 إلى 118 مل) من عصير بعض الفواكه مثل العنب، أو الكمثري، أو التفاح، أو الكرز، أو البرقوق مرتين يوميًا.
- ،الرضيع أكبر من 4 أشهر: إذا كان الطفل بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، قد تفيد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل البازلاء والفاصوليا، والمشمش، والبرقوق، والخوخ، والكمثري، والخوخ، والسبانخ على تحسين حالة الطفل.
إجراء بعض التدريبات للرضيع:
يمكن لوضع الرضيع على ظهره وتحريك ساقيه في حركة تشبه العجلة أن يحفز حركة الأمعاء.
حمام دافيء:
يمكن أن يساعد إعطاء الطفل حمامًا دافئًا في إرخاء عضلات البطن، بل قد يخفف من بعض الانزعاج والغضب الذي يشعر به الطفل.
علاج الإمساك عند الرضع بالأدوية
إذا لم تسفر العلاجات الطبيعية عن تحسن في أعراض الإمساك، يمكن أن ينصحك الطبيب بإجراء يعرف بإثارة أو تحفيز المستقيم عن طريق إدخال قطعة من القطن داخل المستقيم، أو حتى الاستعانة بمقياس الحرارة عبر المستقيم. تؤدي هذه الطريقة إلى تحسن ملحوظ في حركة أمعاء الرضيع بعد دقائق قليلة.
لا بأس من استخدام لبوس الجليسرين إذا نصح الطبيب بذلك، يساعد الجلسرين على التخفيف من حدة الإمساك وتحسين القدرة على التبرز بعد ساعة من استخدامه.
قد يصف الطبيب للرضيع كذلك بعض الأدوية المسهلة أو حقنة شرجية في الحالات الشديدة.
ختامًا، نقدر انزعاج الأبوين وقلقهما بشأن صغيرهما ومروره بتجربة غير مؤلمة، لكن نطمئنهما أنها تنتهي سريعًا في معظم الأوقات بعد تجربة العلاجات المنزلية، فإذا لم تتحسن فلا بد من استشارة الطبيب على الفور.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن علاج الإمساك عند الرضع في الشهر الأول؟
مشاركة المقال