طرق علاج السمنة عند الأطفال وتحاليل السمنة للأطفال

تركز طرق علاج السمنة عند الأطفال على زيادة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي. لكن دعينا أولاً نلفت انتباهكِ عزيزتي إلى أنَه يوجد فرق بين زيادة الوزن وبين السمنة المرضية، وما يحدد ذلك هو مؤشر كتلة الجسم (BMI) وتكون معدلاته كالآتي:

1. إذا كان المؤشر بين 85 و 94 وقع وزن الطفل تحت مسمى زيادة الوزن.
2. إذا كان المؤشر 95 فأكثر وقع وزن الطفل تحت مسمى السمنة.
3. إذا تساوى أو فاق المؤشر 99 وقع وزن الطفل تحت مسمى السمنة المفرطة.

 تعتبر السمنة أكثر خطراً من زيادة الوزن لما يترتب عليها من مضاعفات على الجسم في المدى القريب والبعيد. بخلاف أنَه يجب الانتباه أيضاً من أن تؤدي زيادة الوزن إلى السمنة في المستقبل؛ ولهذا يساعد مؤشر كتلة الجسم على تحديد حالة الطفل وما يجب أن يترتب عليها من علاج.

يستخدم الطبيب مخططات النمو التي تساعده على قياس معدل نمو طفلكِ، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم للتشيخص، ومن بعدها يبدأ في اقتراح الخطة العلاجية الأنسب لعلاج السمنة عند الأطفال.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بوضع الصغار الذين يزيد عمرهم عن عامين ويقع وزنهم تحت فئة زيادة الوزن في برنامج للحفاظ على الوزن لتفادي إصابتهم بالسمنة فيما بعد.

ينصح الأطباء أن يتبع الأطفال الذين يعانون من السمنة وتتراوح أعمارهم بين (6 -11) سنة نظاماً غذائياً وحركياً يهدف إلى إنقاص وزنهم نصف كيلو شهرياً. 

يحتاج الأطفال الذين يعانون من السمنة إلى اتباع نظام غذائي صحي معتدل الكميات غني بالعناصر الصحية المناسبة. ولأنكِ أنتِ المتحكمة في البيت بأكمله فدوركِ لا غنى عنه لإنجاح هذه الخطة العلاجية التي ستتحول إلى نمط حياة من خلال الخطوات التي نوضحها بالتفصيل في الفقرات التالية.

احرصي على أن يحتوي مطبخك والوجبات التي تعدينها على الخضروات والفواكه المتنوعة، لكن لا تكثري من حصص الفاكهة كثيراً لتقليل الكميات غير المرغوب بها من السكر.

 تتسوق كل أم لمنزلها، وهنا تأتي خطوة مهمة وهي التسوق بوعي والحد من شراء الحلوى والمخبوزات، لا ننصحكِ أن تمنعيها كلياً ولكن أن تقتني منها.

 قد تضعفين أمام رغبة طفلكِ المستمرة في شراء الشيكولاتة وغيرها من الحلوى، حينها يمكن التوضيح للطفل أنه بإمكانه اختيار صنف واحد فقط اليوم، وأنكِ ستقومين بشراء صنف آخر له الأسبوع القادم. 

 تحتوي المشروبات الغازية والعصائر على كميات لا يمكن تخيلها من السكر وهي للأسف لا تمد طفلكِ بأي عناصر غذائية، هي عبارة فقط عن سعرات حرارية بلا فائدة. ستلاحظين الفارق الكبير في وزن طفلكِ بعد مرور فترة من تقنين هذه المشروبات.

تحتوي الوجبات السريعة على سعرات حرارية عالية، كما أنها مشبّعة بالدهون التي تضر صحة صغيركِ وتصعب من عملية فقدان الوزن. بالإضافة إلى أنها تصبح شبيهة بالإدمان مع الإفراط في استهلاكها.

قد يكتفي بعض الأطفال بقطعة صغيرة من الشوكولاتة، بينما لا يكتفي آخرون إلا بلوحٍ كامل. هل ستفاجئين إذا عرفتِ أن السبب على الأغلب يعود إلى ما اعتاد تناوله وليس على شهيته فقط؟ 

سيعتاد طفلكِ على الكمية التي تقدمينها له، لذلك احرصي على الإكثار من كمية الخضراوات وقنني كمية الحلوى وحاولي أن يكون هذا دون ضغط أو حرمان. يمكنكِ أن تبدئي بتقنين حصص الحلوى بالتدريج إلى أن يعتاد صغيركِ.

 يزيد التزام الطفل بنظام غذائي سليم عندما تشارك الأسرة بأكملها في هذا النظام. عندما يراكِ طفلكِ تتقاسمين معه الطعام الصحي سيتشجع على أكله، بل وسيحبه هو أيضاً. لا يستحسن أن يرى الطفل أفراد الأسرة يأكلون ما يحلو لهم بينما هو مجبر على أكل طعام مختلف، وقد يؤدي هذا إلى تكوين مشاعر سلبية تجاه الطعام.

يكمن للنشاط البدني أهمية هائلة في حياة جميع الأطفال، فهو يساعدهم على تنمية وتطوير مهاراتهم الحركية والعقلية وتحسين صحتهم بشكل عام من خلال: 

1. حرق السعرات الحرارية والمحافظة على الوزن الصحي.
2. تقوية العضلات والعظام والتنسيق والتوازن.
3. تحسين جودة النوم ليلاً.

يعتبر النشاط البدني جزءاً لا يتجزأ من طرق علاج السمنة عند الأطفال وتزيد أهميته بالنسبة لحالتهم، وننصحكِ بالآتي عزيزتي لزيادة النشاط البدني لطفلكِ: 

يمضي العديد من الأطفال معظم أوقاتهم أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية، ما ينتج عنه قلة النشاط الحركي بل وانعدامه حتى في بعض الأحيان. يجب عليكِ عزيزتي الحد من الساعات التي يمضيها طفلكِ أمام تلك الشاشات والحرص على اشتراكه في الأنشطة الرياضية التي يفضلها، والتي تضمن أن يبذل النشاط الكافي لإنقاص الوزن الزائد والحفاظ على لياقته فيما بعد.

لا يقتصر النشاط البدني على مشاركة الطفل في حصص وتمارين الرياضة فقط، بل على زيادة حركته اليومية بشكل عام. يمكنكِ اصطحاب طفلكِ في نزهة تتمشون فيها سوياً بشكل يومي وستكون عادة لطيفة لتقوية العلاقة بينكما كذلك. يمكنكِ أيضًا استغلال فناء المنزل لعمل نشاطات مختلفة من اللعب مثل سباق الجري أو نط الحبل أو القفز.

يتوجه الأطباء دائمًا لعلاج السمنة عند الأطفال عن طريق الوسائل التي تهدف إلى زيادة النشاط البدني واتباع نظام غذائي مناسب. وفي بعض الحالات المعينة قد يصف الطبيب دواءً ما ضمن الخطة العلاجية المقترحة، ولكن لن يكون هذا الخيار الأول أبداً.

ننصحكِ أن تبتعدي عن استخدام أي أدوية لعلاج السمنة عند الأطفال، والالتزام بالتعليمات والخطة العلاجية التي سيناقشها معكِ الطبيب ليصل طفلكِ إلى الوزن الطبيعي بطرق صحية خالية من المضاعفات التي تضر صحته. 

سيطلب طبيب الأطفال بعض التحاليل لتأكيد تشخيص الطفل بالسمنة، ومن هذه التحاليل: 

1. اختبار الكوليسترول: يجرى تحليل الكوليسترول عن طريق أخذ عينة من الدم لقياس مستوى الدهون وتحديد ما إذا كان مستواها مرتفعاً أم لا.
2. اختبار سكر الدم: يجرى تحليل السكر عن طريق أخذ عينة من الدم لقياس مستوى السكر فيه والتأكد من كفاءة البنكرياس في إنتاج الإنسولين.
3. قياس الهرمونات: سيطلب الطبيب فحص بعض الهرمونات التي تؤثر على الوزن مثل هرمون النمو والكورتيزول والغدة الدرقية.

قد يحول طبيب الأطفال طفلِك إلى طبيب تغذية الأطفال ليتابع الحالة والذي بدوره سيطلب التحاليل السابقة من فترة لأخرى لتقييم صحة الطفل وفعالية العلاج.

تذكري عزيزتي أن صحة طفلكِ في الصغر تنعكس عليه في شبابه وفي كبره. بعدما استعرضنا معكِ طرق علاج السمنة عند الأطفال ننصحكِ بالتحلي بالصبر ومساعدة صغيركِ على الالتزام بالعادات الصحية من خلال مشاركتها معه، فتشجعيه أن يأكل فيه ما يغذيه ويبذل المجهود البدني الذي يقويه ويحافظ على وزنه.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.