ما أسباب وأنواع ضعف عضلة القلب؟

ما أسباب وأنواع ضعف عضلة القلب؟

ضعف عضلة القلب حالة تؤثر في قدرة القلب على ضخ الدم لأنسجة الجسم بكفاءة، ومشكلة هذه الحالة أنها تدريجية وقد تتفاقم بمرور الوقت، لذا من المهم إذا كان المريض لديه عوامل خطر للإصابة بضعف عضلة القلب أن يجري الفحوص الروتينية لتشخيص الحالة مبكرًا، وسنتعرف من خلال المقال إلى أهم أنواع ضعف عضلة القلب وأسباب حدوثه.

ما هو ضعف عضلة القلب؟

في القلب السليم، يُضخ الدم من الجانب الأيمن للقلب إلى الرئتين، حيث يحمل الأكسجين، ثم يُضخ من الجانب الأيسر للقلب لتزويد الجسم بالأكسجين والعناصر الغذائية الحيوية، وقد تؤدي أي حالة تقاطع هذا النظام إلى حدوث ضعف في عضلة القلب.

ضعف عضلة القلب أو كما يُعرف أيضًا باعتلال عضلة القلب هو حالة تؤثر في القلب فلا يتمكن من ضخ الدم بالمعدل الطبيعي لكافة أجزاء الجسم، إذ تصبح جدران غرف القلب سميكة أو متيبسة ما يؤثر في قدرة القلب على ضخ الدم لتلبية احتياجات الجسم. نتيجة لذلك، قد يشعر المريض بتعب متكرر أو ضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب، خاصةً مع بذل مجهود بدني، وضعف عضلة القلب هو حالة تدريجية، وإذا تُركت دون علاج فقد تؤدي بمرور الوقت إلى فشل أو قصور القلب والذي يرتبط بمضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.

ما أنواع ضعف عضلة القلب؟

يُوجد أربعة أنواع رئيسية لضعف عضلة القلب، وهي:

  1. اعتلال عضلة القلب التوسعي: يُعرف أيضًا بتمدد عضلة القلب، وهو النوع الأكثر شيوعًا، وفيه يتوسع (يتضخم) البطين الأيسر، ما يحد من قدرته على ضخ الدم لخارج القلب بشكل فعال، وعلى الرغم أنه قد يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، فإنه عادةً ما يصيب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 65 عامًا. يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من النساء، ويحدث اعتلال القلب التوسعي نتيجة النوبة القلبية أو مرض الشريان التاجي.
  2. اعتلال عضلة القلب الضخامي: في هذا النوع، يتضخم القلب وتزداد سماكة جدرانه، ما يؤثر في حجرة الضخ الأساسية للقلب (البطين الأيسر) ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر حتى يتمكن من ضخ الدم، ويحدث هذا النوع نتيجة طفرات جينية، لذا فإن العامل الأساسي الذي يسببه هو الوراثة، وقد يحدث أيضًا نتيجة ارتفاع ضغط الدم طويل الأمد أو الشيخوخة، أو مرض السكري، أو أمراض الغدة الدرقية، ويكون اعتلال عضلة القلب الضخامي أكثر حدة عندما يتطور في مرحلة الطفولة.
  3. اعتلال عضلة القلب المقيّد: هذا النوع من اعتلال عضلة القلب نادر الحدوث، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، فإنه يصيب كبار السن، وفيه تتصلب عضلة القلب، وتفقد مرونتها لدرجة أنها تصبح غير قادرة على التمدد بما يكفي لملء الدم بين كل نبضة، وقد يكون سبب إصابة اعتلال عضلة القلب المقيد غير معروف أو قد يكون نتيجة مرض آخر في القلب أو بسبب أمراض موجودة في مكان آخر في الجسم وتؤثر في القلب.
  4. خلل تنسج البطين الأيمن المسبب لعدم انتظام ضربات القلب: هذا النوع نادر الحدوث أيضًا، ولكنه السبب الرئيسي لموت الرياضيين الشباب المفاجئ، وهو مرض وراثي، وفيه تحل الدهون والأنسجة الليفية محل عضلة البطين الأيمن، ما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، وغالبًا ما يكون السبب وراء هذا النوع من اعتلال عضلة القلب هو طفرات جينية.

يُوجد أنواع أخرى من اعتلال عضلة القلب تنتمي إلى أحد التصنيفات الأربعة السابقة، ولكن لكل منها أسباب أو مضاعفات مختلفة، ومنها:

  • اعتلال عضلة القلب قبل الولادة أو بعدها: يحدث هذا النوع النادر عندما يضعف القلب في غضون خمسة أشهر من الولادة أو خلال الشهر الأخير من الحمل. عندما يحدث بعد الولادة، يطلق عليه أحيانًا اعتلال عضلة القلب التالي للوضع، وهو شكل من أشكال اعتلال عضلة القلب التوسعي ويُعد من الحالات الخطرة المهددة للحياة.
  • اعتلال عضلة القلب الكحولي: ينتج هذا النوع نتيجة تناول الكحول على مدى فترة زمنية طويلة، ما قد يضعف القلب وبالتالي لا يمكنه ضخ الدم بكفاءة، وهو أيضًا من أشكال اعتلال عضلة القلب التوسعي.
  • اعتلال عضلة القلب الإقفاري: يحدث هذا النوع عندما يتعذر على القلب ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم بسبب مرض الشريان التاجي، إذ تضيق الأوعية الدموية لعضلة القلب أو تصبح مسدودة، مما يؤدي لحرمان عضلة القلب من الأكسجين، وهو سبب شائع للإصابة بفشل القلب.
  • اعتلال عضلة القلب غير الارتدادي: يُعرف أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الإسفنجي، وهو مرض نادر يظهر عند الولادة نتيجة تطور غير طبيعي لعضلة القلب في الرحم.
  • اعتلال عضلة القلب النشواني: هو تراكم غير طبيعي للبروتين في البطين الأيسر بالقلب.

وإلى جانب هذه الأنواع تُوجد أنواع أخرى تحدث لسبب غير محدد وتُعرف باعتلال عضلة القلب غير المُصنف.

تعرف علي: أعراض ضعف عضلة القلب وكيفية علاجها؟

ما الأسباب التي تؤدي لضعف عضلة القلب؟

في بعض الأحيان، يكون السبب وراء ضعف عضلة القلب غير معروف (اعتلال عضلة القلب مجهول السبب)، ومع ذلك قد تزيد بعض العوامل أو الحالات من خطر الإصابة باعتلال عضلة القلب، وتشمل:

  • مرض الشريان التاجي: يحدث نتيجة تصلب الشرايين التاجية (الشرايين التي تنقل الدم للقلب) الحاد، وعندما تتصلب هذه الشرايين يقل تدفق الدم للقلب، ومع الوقت تضعف عضلة القلب وقد يصل الأمر لفشل القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم: نتيجة ارتفاع ضغط الدم يبذل القلب مجهودًا أكبر لضخ الدم. يؤدي ضخ القلب بقوة أكبر إلى زيادة سماكة العضلات، وتحديدًا البطين الأيسر، ما قد يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، وفشل القلب، والنوبة القلبية، وحتى الموت القلبي المفاجئ.
  • السمنة: تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لأن الجسم يحتاج إلى مزيد من الدم لتزويد الأنسجة والأعضاء الحيوية بالأكسجين والمواد المغذية، ولتلبية هذه الاحتياجات يقوم الجسم بزيادة ضغط الدم لتلبية متطلبات الجسم. من ناحية أخرى، ترتبط السمنة بعديد من الحالات الطبية التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، ومنها ارتفاع ضغط الدم، والسكري، ومرض القلب التاجي، ومتلازمة توقف التنفس في أثناء النوم، كما قد تؤدي السمنة أيضًا إلى زيادة تصلب الشرايين.
  • التدخين: تتسبب المواد الكيميائية الموجودة في التبغ مع الوقت في إتلاف الرئتين وعضلة القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
  • عيوب القلب الخلقية: هي تشوهات في بنية القلب تُوجد منذ الولادة وقد تغير طريقة عمل القلب. تتراوح عيوب القلب الخلقية في شدتها من الثقوب الصغيرة بين الحجرات إلى الغياب التام لغرفة واحدة أو أكثر أو الصمامات. كلما زادت شدة تشوه القلب الخلقي، زادت احتمالية الإصابة بضعف القلب والمضاعفات طويلة المدى.
  • عوامل نمط الحياة: هي السبب الأكثر أهمية لضعف القلب، وتشمل العادات اليومية التي قد تتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية مثل التدخين، وتناول الكحوليات، والأطعمة الدسمة التي تحتوي على دهون مشبعة، كل هذه العوامل تزيد من مخاطر تصلب الشرايين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم التي تعتبر عوامل خطر للإصابة بضعف القلب.

وإلى جانب الأسباب السابقة، قد يحدث ضعف عضلة القلب نتيجة الحالات التالية:

  • أمراض المناعة الذاتية، مثل أمراض النسيج الضام.
  • الأمراض التي تضر بالقلب، مثل ارتفاع الكوليسترول، أو داء ترسب الأصبغة الدموية، أو داء الساركويد.
  • أمراض الغدد الصماء، مثل مرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية.
  • التاريخ العائلي للإصابة بفشل القلب، أو اعتلال عضلة القلب، أو السكتة القلبية المفاجئة.
  • النوبات القلبية السابقة.
  • الحمل.
  • تصلب الشرايين، والذي يحدث عندما يتراكم الكوليسترول ومواد أخرى في جدران الشرايين.

ختامًا، فإن ضعف عضلة القلب حالة تحتاج للانتباه لها، خاصةً أنها قد تتطور بصورة تدريجية. وفي حالة أنها تُركت دون علاج، فقد تتفاقم وتؤدي لـ فشل عضلة القلب، ومن المهم المتابعة مع اختصاصي قلب لمعرفة مدى تطور الحالة وفاعلية العلاج، خاصةً مع وجود عوامل خطر كما ذكرنا من خلال المقال أو تاريخ أسري للإصابة بأمراض القلب.

الأسئلة الشائعة

  • ما هي الاعراض الشائعة لمرض ضعف عضلة القلب؟

  • ما هو الطعام المفيد لمرضي ضعف عضلة القلب؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address