

يعرف ضرب الأطفال على أنه شكل من أشكال العقاب الجسدي، والذي يُقصد به استخدام القوة البدنية لإحداث ألم غير مبرِّح غالبًا بهدف تعديل سلوك الطفل أو تأديبه، ورغم أن الكثيرين يرونه أسلوبًا تقليديًا للتربية، إلا أن العلم الحديث والنظريات التربوية تعارض بشدة استخدام الضرب كأداة لتقويم الطفل.
أما عن إجابة الجزء الثاني المتعلق بسؤال هل يُعد ضرب الاطفال وسيلة فعّالة للتربية؟
فالإجابة بالطبع لا، لأن الضرب قد يُحدث نتائج مؤقتة، مثل توقف للسلوك غير المرغوب فيه، لكنه لا يعلّم الطفل السلوك الصحيح، ولا يساعده على فهم سبب الخطأ أو كيفية التصرف في المستقبل.
بل على النقيض فالدراسات النفسية الحديثة تشير إلى أن الضرب يمكن أن يحدث بعض الاضطرابات السلوكية مثل:
ضرب الأطفال لا يترك أثرًا جسديًا فقط، بل يُخلّف أيضاً أضرارًا نفسية عميقة قد لا تظهر فورًا، لكنها تمتد إلى مراحل المراهقة والرشد، وتؤثر على شخصية الطفل وسلوكياته وتفاعله مع الآخرين، مثل:

لا يعد الطفل مسؤولية الأسرة وحدها، بل هو جزء من نسيج مجتمعي متكامل، تلعب فيه المدرسة مع المجتمع دورًا رئيسيًا في رعاية الطفل وحمايته من أي شكل من أشكال العنف، بما في ذلك العنف الأسري الذي يشمل ضرب الاطفال، لذا فالنقاط التالية توضح هذا الدور التفصيلي لكل من المدرسة والمجتمع:
ليست المدرسة مكانًا للتعليم الأكاديمي فقط، بل بيئة تربوية واجتماعية يمكنها رصد وحماية الطفل من التعرض للعنف من خلال:
1-رصد العلامات المبكرة للعنف.
2-ملاحظة تغيرات في سلوك الطفل مثل الانعزال، العدوانية.
3-مراقبة التراجع في الأداء الدراسي أو فقدان الاهتمام بالأنشطة.
4-توفير دعم نفسي وتربوي عن طريق وجود مرشد أو أخصائي نفسي مدرسي يساعد الأطفال الذين يعانون من مشكلات أسرية.
5-تقديم جلسات استماع سرية وآمنة للطفل دون خوف من العقاب.
6-تعليم الأطفال حقوقهم منذ الصغر وأن من حقهم التحدث وطلب الحماية.
7-إقامة ورش عمل أو أنشطة تُعرّفهم بـ التمييز بين الانضباط والعنف.
8-إشراك أفراد الأسرة في برامج الدعم الإيجابية البديلة للعقاب البدني.
9-تعزيز علاقات التعاون بين المدرسة والمنزل في متابعة سلوك الطفل.
يقع على عاتق المجتمع مسؤولية كبيرة لخلق بيئة آمنة وسليمة وخالية من العنف بكل أشكاله ينمو فيها الطفل من خلال:
2-سن القوانين التي تحمي الطفل من العنف الأسري الذي يشمل ضرب الاطفال وتفعيلها.
3-تسهيل آليات التبليغ عن حالات العنف عبر مراكز أو خطوط ساخنة.
4-تعزيز دور المؤسسات المجتمعية من خلال برامج الدعم النفسي للأطفال المتضررين.
5-تعزيز دور وسائل الإعلام وزيادة التثقيف من خلال عرض محتوى يروج للتربية الإيجابية وأثرها على نمو الطفل.
6-تشجيع أي فرد على التبليغ في حال الاشتباه بوجود عنف أسري، دون خوف أو تردد.
قد يهمك: الامراض النفسية عند الاطفال
مصطلح العقاب التربوي لا يعني أبداً إيذاء الطفل جسديًا أو نفسيًا، بل يعني توجيهه بلطف وحزم نحو سلوك إيجابي أفضل دون كسر شخصيته أو إحراجه فالتربية الإيجابية تعتمد على بدائل محترِمة للطفل وشخصيته للعقاب التقليدي، فتساعده على تحمّل المسؤولية وضبط النفس.
إليكم أهم الطرق التربوية الآمنة:
1. العواقب المنطقية عن طريق ربط السلوك السلبي بنتيجة طبيعية أو منطقية يفهمها الطفل على سبيل المثال في حالة كسر لعبته فإنه خسر لعبة محببة له ولن يتمكن من اللعب بها مجددًا.
2. وقت التهدئة أو ما يعرف Time-out وهو إبعاد الطفل مؤقتًا عن الموقف لمنحه وقتًا للهدوء والتفكير لمدة تتراوح ما بين دقيقة إلى 5 دقائق والهدف منها تهدئة الطفل وليس إذلاله.
3. الحوار الهادئ بعد أن يهدأ الطفل والتحدث معه بلغة بسيطة لمساعدته على فهم السلوك الخاطئ.
4. الحرمان المؤقت من الامتيازات مثل تقليل وقت الشاشة أو عدم الخروج في نزهة، لكن تجنبوا أن يكون الحرمان من الأمور الأساسية كالأكل أو النوم أو الحب.
5. توجيه الطفل لإصلاح ما فعله بطريقة إيجابية، فهذا الفعل يعزز المسؤولية والتعاطف بدلًا من الخوف
6. تجاهل السلوك غير المؤذي مؤقتاً إذا كان الهدف منه جذب الانتباه فقط.
7. وضع قواعد واضحة ومسبقة للطفل حول ما هو متوقّع منه وما هو مرفوض.
لا يظهر تأثير ضرب الاطفال مباشرة حتى إن كان لمرة واحدة، قد يُسبب آثارًا نفسية عميقة، خصوصًا إذا كان ضرب الابناء مصحوبًا بالخوف، الصدمة، أو الإهانة تتراكم مع الوقت. لذلك، من المهم أن يكون الأهل واعين للعلامات التي تدل على أن الطفل بحاجة إلى دعم نفسي متخصص ومنها:
ضرب الأطفال له تأثيرات سلبية في سلوك الطفل، ومشاعره وقد تكون هذه التأثيرات على المدى القصير والطويل أيضًا. أوضحت عديد من أبحاث علم نفس الطفل أن العقاب البدني قد يؤثر على الطفل بالأشكال التالية:
1-زيادة العدوانية: الطفل الذي يتعرض للضرب غالبًا ما يكرر العنف الذي تعرض له مع الآخرين، وقد يضرب إخوته أو أصدقائه، لأنهم يتعلمون أن العنف وسيلة مقبولة لحل المشكلات.
2-التوقف عن السلوك السيء مؤقتًا وليس التعلم: قد يتوقف الطفل عن السلوك السيء بسبب الضرب بشكل مؤقت، لكن العنف البدني لا يُعلم الأطفال سبب خطأ السلوك أو ما يجب عليهم فعله بدلًا منه. وهذا غالبًا ما يؤدي إلى تكرار سوء السلوك.
3-التحدي والتمرد: مع مرور الوقت، قد يصبح الأطفال أكثر تحديًا، أو تمردًا، ويتصرفون بطرق يصعب على الآباء السيطرة عليها.
يؤثر الضرب بشكل كبير على مشاعر الطفل ونفسيته، وقد يتسبب في:
انظر الي: اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
ضرب الابناء يشعر الطفل أنه يعاني من خطب ما ولذلك قد تعرض للضرب، الأمر الذي يجعله يشعر بقلة تقدير الذات. ينشأ الطفل الذي تعرض للعنف البدني يعاني من عدم القدرة على اتخاذ القرارات، ولا يتمكن من المواجهة عند التعرض لموقف يحتاج ذلك، ويصبح غير قادر على حل المشكلات أو التعامل مع المشكلات لأن الضرب يجعله متشككًا في قدراته.
عادةً ما يلجأ الآباء إلى ضرب أطفالهم كحل سريع لدفع الطفل للاستماع للتعليمات أو القيام بمهمة ما.
تشمل الأسباب التي تدفع الآباء لضرب أطفالهم:
إذا كنت تعاني من نوبات الغضب فقبل أن تسرع إلى تعنيف الطفل وضربه يمكن أن تساعدك النصائح التالية على تهدئة نفسك:
في ضوء ما تم ذكره توصلنا إلى أن ضرب الاطفال ليس حلاً تربويًا كما يعتقد البعض، بل مشكلة في حد ذاتها، تحمل آثارًا نفسية وسلوكية قد تمتد إلى مراحل متقدمة من الحياة.
تذكروا دائماً أن بناء شخصية الطفل لا يتم بالعنف، بل من خلال الحوار والتفهّم، والثبات التربوي، وهنا تظهر مسؤولية الأهل والمربين أن يدركوا أن التربية الناجحة لا تعني السيطرة على الطفل بالقوة، بل مساعدته على فهم ذاته وضبط سلوكه بطرق إيجابية، وكلما استُبدل الضرب بالتوجيه الواعي، كانت النتائج أكثر استقرارًا وسلامًا على المدى الطويل.
نعم، ضرب الاطفال غالبًا يؤدي إلى زيادة العناد والعدوانية عند الطفل، تحديداً إذا كان يتعرض له بشكل متكرر أو عنيف، لأنه حين يُضرب الطفل لا يفهم أن ما قام به كان خطأً، بل يشعر بالإهانة أو الظلم، ويتولد داخله غضب مكبوت قد يتحول لاحقًا إلى سلوك عنيف تجاه الآخرين.
تظهر سلوكيات التمرد في محاولة لإثبات ذاتهم، أو ردًا على العقاب الذي يشعرون أنه غير عادل، لذلك، فإن الضرب لا يعالج السلوك السلبي، بل يُضيف إليه سلوكًا عدوانيًا أو تحديًا مستمرًا للأهل والسلطة.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.