هل استيقظت من قبل على صوت غريب في غرفة نوم أطفالك وعندما اقتربت اكتشفت أن صغيرك يحك أسنانه ببعضها أو كما يُقال أنه "يكز على أسنانه"؟ هذا ما يُعرف بـ صرير الأسنان عند الأطفال والذي عادةً ما يحدث في أثناء نومهم، وهي حالة لا يقتصر تأثيرها على الإزعاج، ولكن قد يكون لها تأثيرات أخرى على أسنان طفلك كما قد تكون مؤشرًا لمشكلة أخرى، ولكن لا داعي للقلق سنوضح مزيدًا من المعلومات عن هذه الحالة وكيفية علاجها والوقاية منها في السطور التالية.
ما هو صرير الأسنان؟
دائمًا ما يرتبط الكزّ على الأسنان بالتوتر، أو الغضب، ولكن هل هو فقط دليلًا أو عرضًا للضغط العصبي؟ صرير الأسنان أو ما يُعرف بمصطلحات أخرى مثل صريف أو طحن الأسنان، هو حالة يقوم فيها الشخص سواء كان طفلًا أو بالغًا بطحن أسنانه أو ضغطها مع بعضها دون وعي أو إرادة منه. يحدث صرير الأسنان في أغلب الأحيان عند الأطفال عادةً في أثناء النوم، في بعض الحالات يطحن الأطفال أسنانهم في أثناء النهار عندما يشعرون بالقلق. تم الإبلاغ عن صريف الأسنان في حوالي 20 ٪- 30% من الأطفال حتى سن 11 عامًا، على الرغم من أن هذا ربما يكون أقل من الأعداد الواقعية لأن الحالة لا يلاحظها الوالدين في كثير من الأحيان. يمكن أن يحدث صرير الأسنان عند الأطفال في عدة أشكال مثل طحن الأسنان، وفيه تحتك الأسنان السفلية والعلوية ببعضها البعض، أو في صورة ضغط للفكين دون حركة الأسنان أو في شكل مضغ (يبدو الطفل أو الشخص أنه يمضغ طعامًا في أثناء نومه). يحدث صرير الأسنان عادةً في أثناء نوم الطفل، غالبًا ما يحدث في المرحلة الثانية من النوم أو ما تُعرف بنوم حركة العين السريعة (مرحلة من النوم تحدث فيها معظم الأحلام وتتحرك العين خلف الجفون في أثناء النوم). يمكن أن يبدأ صرير الأسنان عند الأطفال بمجرد نمو الأسنان خلال فترة الرضاعة، وفي العموم يتخلص معظم الأطفال منه دون مشكلات دائمة. قد يكون صرير الأسنان ضعيفًا جدًا فلا يسمعه حتى الأشقاء في الغرفة نفسها وقد يكون عاليًا بما يكفي لإيقاظ الوالدين.
ما أنواع صرير الأسنان؟
يُصنف صرير الأسنان وفقًا للأسباب ورائه، إلى نوعين وهما:
صرير الأسنان الأولي: في هذا النوع لا تُوجد أسباب طبية محددة.
صرير الأسنان الثانوي: يرتبط صرير الأسنان الثانوي بحالة أخرى مثل الاضطرابات النفسية (القلق والاكتئاب) وبعض العقاقير أو بعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون، أو أمراض الجهاز التنفسي.
ما هي أسباب صرير الأسنان عند الأطفال؟
قد يكون من الصعب تحديد سبب صرير الأسنان بين الأطفال الصغار جدًا والذي قد يحدث في هذه الحالة كاستجابة لألم التسنين عند نمو الأسنان اللبنية. في الأطفال الأكبر سنًا، يمكن أن يتراوح السبب من الإجهاد العصبي وحتى الحالات الصحية الأخرى. في العموم فإن صريف الأسنان هو حالة معقدة يمكن أن يتسبب فيها عدد من العوامل من بينها ما يلي:
الضغط العصبي: صرير الأسنان الناجم عن الإجهاد والضغط العصبي شائع عند البالغين. ومع ذلك، فهو لا يقتصر عليهم. تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال القلقين هم أكثر عرضة لطحن أسنانهم. قد يشعر الطفل بالقلق والضغط العصبي بسبب الامتحانات، أو بسبب تقييمه لانضمامه لفريق كرة القدم ما يدفعه لطحن أسنانه في أثناء النوم.
الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية الطحن الليلي. إذا أُصيب طفلك فجأة بصرير الأسنان بعد بدء العلاج، فتحدث إلى طبيب الأطفال حول هذا الأمر، تتضمن بعض الأدوية الشائعة المرتبطة بصرير الأسنان ما يلي بعض أدوية الربو، ومضادات الاكتئاب، وغيرها.
حالة طبية: يمكن أن تسبب مجموعة من الحالات الصحية صرير الأسنان عند الأطفال، بما في ذلك: الشلل الدماغي، والتهاب اللوزتين، واضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، والتهابات الأذن، واضطراب نقص الانتباه.
التدخين السلبي: قد يحدث صرير الأسنان في مرحلة الطفولة عن طريق التعرض للتدخين غير المباشر أو ما يُعرف بالتدخين السلبي خاصةً إذا كان الطفل مصابًا بالتهاب الجيوب الأنفية أو الربو.
وضع الأسنان: يمكن أن تسبب الأسنان المنحرفة مشكلة الصريف وطحن الأسنان. في هذه الحالة قد يساعد تقويم الأسنان على تحريك الأسنان إلى مواقعها الصحيحة وإيقاف عملية الطحن.
اضطرابات النوم: غالبًا ما يرتبط صرير الأسنان الليلي عند الأطفال باضطرابات النوم. تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 40% من الأطفال الذين يطحنون أسنانهم في الليل يعانون من اضطرابات النوم والتي تشمل: شلل النوم والسير في أثناء النوم واضطرابات الأكل المرتبطة بالنوم، كذلك قد ترتبط الكوابيس، والتبول اللاإرادي والحديث في أثناء النوم، والشخير وغيرها، بحدوث صرير الأسنان عند الأطفال. الجدير بالذكر أن صرير الأسنان عند الأطفال هو نفسه يُصنف على أنه اضطراب في النوم.
انقطاع النفس الانسدادي النومي: هو اضطراب يتسبب في توقف التنفس في أثناء النوم، فيحاول المخ تنبيه الجسم ليعاود التنفس ما يتسبب في نوم غير مريح. هذه الحالة هي السبب الأكثر شيوعًا لمشكلة صرير الأسنان عند الأطفال، وترتبط عادةً بمشكلات مثل تضخم اللوز واللحمية التي تعيق مجرى الهواء.
عوامل الخطر للإصابة بصريف الأسنان عند الأطفال
يمكن أن تؤدي عديد من عوامل الخطر إلى صرير الأسنان عند الأطفال والمراهقين ومنها:
والآن قد تتساءل كيف أوقف صرير الأسنان عند الأطفال؟ والحقيقة أن الخطوة الأولى هي حجز موعد مع طبيب الأسنان لفحص أسنان طفلك ومعرفة مدى الضرر الناجم عن الحالة، وما إذا كانت ترتبط بمشكلة في الأسنان أم لا. سيُحال الطفل بعد ذلك إلى أخصائي للتشخيص والعلاج، إذا كان هناك أي سبب للاشتباه في وجود حالة طبية وراء صرير الأسنان. في الحالات التي لا يُوجد فيها سبب واضح وراء صرير الأسنان، سيقترح الطبيب خطة علاج تساعد على تخفيف الصرير ومنها:
العلاج النفسي: إذا اعتقد الطبيب أن صرير الأسنان عند الطفل ناتجًا عن مشكلة نفسية أو ضغط عصبي فقد يحيله إلى استشاري نفسي، لمساعدته على التخلص من التوتر ودعمه نفسيًا.
وضع روتين ثابت لنوم الطفل: وضع روتين لنوم الطفل يمنحه نومًا جيدًا. احرص على تثبيت مواعيد نوم الطفل، ويجب عدم التعامل مع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم على الأقل بساعتين، واحرص أن تكون غرفتهم مظلمة وهادئة.
تقديم وجبة عشاء مناسبة: يمكن أن تساعد وجبة خفيفة مغذية تحتوي على كميات عالية من الميلاتونين على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ. تشمل الأمثلة على هذه الأطعمة المكسرات والعنب والشوفان والحليب.
الاسترخاء قبل النوم: الحمام الدافئ طريقة جيدة لتهدئة العقل والجسم قبل النوم. يستمتع عديد من الأطفال أيضًا بقراءة القصص لهم أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. قد يساعد التدليك خاصةً للأطفال الصغار على شعورهم بالأمان والاسترخاء، ما يساعدهم على النوم بعمق.
الأكل الصحي: يعمل النظام الغذائي المتوازن على استقرار مستويات السكر في الدم، ما يساعد الأطفال على الشعور بالتوازن. من المهم إدراج الأطعمة الكاملة مثل: الفواكه والخضراوات والمكسرات والبقوليات والمنتجات الغنية بالبروبيوتيك وتجنب الأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف خاصةً قبل النوم.
ممارسة الرياضة: التمرين طريقة ممتعة لتقليل التوتر عن طريق إطلاق هرمون الإندورفين الذي يمنح الطفل شعورًا بالرضا والهدوء. قد تساعد رياضات مثل الجري والسباحة وفنون الدفاع عن النفس والرياضات الجماعية والقفز والرقص على تخفيف توتر الطفل ومساعدته على النوم بعمق.
تمارين عضلات اللسان والفك: يمكن لأطباء الأسنان تعليم الأطفال تمارين مناسبة لإرخاء عضلات الفم.
إزالة اللوز واللحمية: إذا كان تضخم اللوز واللحمية هو السبب وراء انقطاع النفس الانسدادي النومي، وما يتبعه من صرير الأسنان، فقد تساعد إزالة اللوز واللحمية على التخلص من طحن الأسنان.
تقويم الأسنان: تحدث بعض حالات صرير الأسنان عند الأطفال نتيجة انحراف الأسنان أو مشكلات في الفك، في هذه الحالة فإن تقويم الأسنان قد يساعد على تطابق الفكين وحل مشكلة الصريف.
واقي الأسنان الليلي
قد تكون هناك حاجة إلى واقِ الفم الليلي لحماية الأسنان الدائمة عند الأطفال. واقِ الفم أشبه بوسادتين تُركب في الفك العلوي والسفلي لمنع احتكاكهما ببعض، وهي مثل واقيات الفم التي يستخدمها الرياضيون المشاركون في الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي كالملاكمة وغيرها. هناك أنواع عديدة من واقيات الفم، وهي مصممة للعمل بطرق مختلفة. بعضها مصمم لمنع احتكاك الأسنان فقط، وقد تكون مصممة لإعادة وضع الفك الصحيح، بالإضافة إلى حماية الأسنان من الاحتكاك. يمكن لطبيب الأسنان أن يعلمك كيفية تركيب الواقي الليلي لحماية أسنان طفلك في أثناء نومه.
مدى خطورة صرير الأسنان
لا يتسبب صرير الأسنان عند الأطفال عادةً في مشكلات صحية، ومع ذلك في بعض الأحيان لا يتم تشخيص وعلاج صرير الأسنان الشديد في الوقت المناسب ما يؤدي إلى تلف يحتاج إلى علاجات لإصلاح الأسنان مثل الحشوات أو التيجان. لا يعد صرير الأسنان خطيرًا في حد ذاته، ولكن إذا حدث بشكل مستمر فإنه يمكن أن يسبب ألمًا في الفك وتلفًا في الأسنان بمرور الوقت، وعادةً ما تتأثر الأسنان السفلية بشكل خاص من صريف الأسنان. تشمل مضاعفات صرير الأسنان ما يلي:
حساسية الأسنان أو الألم.
الصداع أو الصداع النصفي.
تآكل مينا الأسنان ما يجعلها عرضة للتسوس.
انحسار أو تراجع اللثة.
تكسر الأسنان أو فقدانها.
تآكل الأسنان حتى الجذور.
ألم في الوجه.
ألم الأذن.
ألم الفك.
اضطراب المفصل الصدغي الفكي.
تغير مظهر الوجه (تظهر العضلات أكبر).
التهاب الفك.
يمكن أن يؤدي صرير الأسنان الشديد أيضًا إلى زيادة خطر الحالات التالية:
اضطرابات الأكل.
قلة التركيز وصعوبة الانتباه بسبب قلة النوم.
مشكلات النوم.
المشكلات السلوكية (فمع قلة النوم أو عدم القدرة على النوم بعمق تزداد عصبية الطفل أو سلوكه العدواني).
كيفية الوقاية من صرير الأسنان
قد تكون استعادة الأسنان التالفة للطفل في بعض الأحيان أمر غير ممكن، لذا فإن الوقاية دائمًا هي الحل الأفضل. يمكن للنصائح التالية أن تساعد على وقاية طفلك من صرير الأسنان:
تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ وعمل روتين للنوم يساعد على الاسترخاء.
تقليل استخدام الهواتف والإلكترونيات قبل النوم بساعات.
أخذ حمام دافئ قبل النوم.
الحد من توتر الطفل على قدر الإمكان.
منع الطفل من مضغ العلكة في أثناء النهار.
إدراج بعض الخضراوات والفواكه الصلبة في وجبة العشاء مثل الخيار أو الجزر أو التفاح يساعد ذلك على إجهاد الفكين قبل النوم بشكل يمنع تقلص العضلات وبالتالي يمنع طحن الأسنان.
كم من الوقت يستمر صرير الأسنان؟
يستمر صرير الأسنان عند الأطفال حوالي أربع ثوان ويمكن أن يحدث حتى ست مرات في الساعة.
في نهاية المقال، فإن صرير الأسنان عند الأطفال هو حالة ليست مقلقة وعادةً ما تزول من تلقاء نفسها، ولكن من المهم عدم إهمال الحالة فعلى الرغم من أنها بسيطة، إذا تُركت دون علاج فقد تؤدي إلى تلف الأسنان الدائم أو فقدانها ما قد يصعب تعويضها.
الأسئلة الشائعة
هل الضغط على الأسنان مرض نفسي؟
طحن الأسنان ليس مرضًا نفسيًا لكنه قد ينجم عن مشكلات نفسية مثل الاكتئاب.
هل صرير الأسنان يسبب صداع؟
نعم، مع الضغط المستمر على الأسنان قد يسبب ذلك وجع في عضلات الفك وصداع أو صداع نصفي.
مشاركة المقال
الأسئلة الشائعة
هل الضغط على الأسنان مرض نفسي؟
طحن الأسنان ليس مرضًا نفسيًا لكنه قد ينجم عن مشكلات نفسية مثل الاكتئاب.
هل صرير الأسنان يسبب صداع؟
نعم، مع الضغط المستمر على الأسنان قد يسبب ذلك وجع في عضلات الفك وصداع أو صداع نصفي.
