

تعرف صدمات الطفولة على أنها تجارب مؤلمة أو مهددة لأمن الطفل وسلامه الداخلي يتعرض لها خلال سنوات نموه المبكرة حيث لا يكون لدى الطفل القدرة على فهم أو التعامل مع التجربة المؤلمة حتى سن 18، مما يؤثر بشكل عميق على صحته النفسية، وسلامه العاطفي، وتطور الدماغ والجهاز العصبي.
جدير بالذكر أن هذه الصدمات تشير إلى المواقف التي يتعرض فيها الطفل لخطر حقيقي أو شعور بالعجز أو الخوف الشديد، مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي، الإهمال أو فقدان أحد الوالدين، أو مشاهدة العنف.
أما عن أسباب صدمات الطفولة، فتتمثل في:
تختلف أعراض صدمة الطفولة من طفل لآخر، لكنها في العموم تظهر على شكل تغيرات نفسية وسلوكية، وجسدية، يستمر تأثيرها حتى سن البلوغ إذا لم يتم التعامل معها، توضح النقاط التالية إجابة سؤال ما العلامات التي تشير إلى أن الطفل تعرض لصدمة نفسية؟ والتي تنقسم ما بين:
الأعراض النفسية والعاطفية والتي تتمثل في:
الأعراض السلوكية والتي تتمثل في:
الأعراض الجسدية والتي تتمثل في:
يأتي تأثير صدمات الطفولة على نفسية الطفل بشكل أكثر عمقاً، لأنه يترك آثارًا طويلة الأمد على التطور العاطفي والسلوكي والاجتماعي، فالطفل لا يمتلك نفس القدرات التي يملكها الشخص البالغ لفهم أو التعامل مع الأحداث الصادمة، لذا فالصدمة تعد بالنسبة له تجربة مربكة ومخيفة تقوده لتغيير طريقة تفكيره وشعوره تجاه نفسه والعالم من حوله.
تظهر النقاط التالية تأثير صدمات الطفولة على نفسية الطفل مثل:

يعد دور الأهل في الوقاية من صدمات الطفولة أساسيًا ومحوريًا، لأنهم يشكلون البيئة الأولى التي تحيط بالطفل ففيها ينمو ويتعلم ويشعر بالأمان، ويتعلم كيف يواجه العالم، فالعلاقة السليمة مع الأهل تحمي الطفل بشكل كبير من آثار التجارب السلبية، أو على الأقل تقلل من شدتها، فالأهل هم العامل العلاجي الأقوى في حياة الطفل، إذا أحسنوا التصرف.
النقاط التالية تشير إلى أهم أدوار الأهل في الوقاية من صدمات الطفولة:
يجب أن يتم عرض الطفل على أخصائي نفسي بعد التعرض للصدمة بأسرع وقت إذا ظهرت عليه علامات اضطراب واضحة أو استمرت أعراض غير معتادة بعد الحدث الصادم، فيما يلي بعض الحالات التي تستدعي مراجعة أخصائي نفسي فورًا:
يوضح الجدول التالي أهم الأعراض الأساسية والتي توضح الفرق بين النوعين:

أثبتت الدراسات العملية وجود علاقة وثيقة بين صدمات الطفولة واضطرابات النوم عند الأطفال مما ينعكس على عدم قدرة الطفل على النوم بشكل طبيعي وآمن، فالنوم عند الطفل ليس مجرد حالة جسدية، بل يرتبط بشكل كبير بشعوره بالأمان والاستقرار. وعندما يُفقد هذا الشعور بسبب صدمة، تبدأ اضطرابات النوم بالظهور.
عندما يتعرض الطفل لصدمة نفسية كعنف أو فقدان أو خوف شديد، أو اعتداء، يعمل دماغه على حالة تأهب مفرطة، فيُفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين باستمرار، مما يجعل جسده وعقله في حالة يقظة دائمة، حتى وقت النوم.
أنواع اضطرابات النوم المرتبطة بصدمات الطفولة:
يمكن أن يتعرض الطفل لأنواع متعددة من الصدمات النفسية التي تختلف في شدتها وأسبابها، ولكل نوع تأثيره الخاص على النفسية والسلوك، لذلك اخترنا لكم أبرز أنواع الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل:
الصدمة الحادة مثل:
الصدمة المزمنة المتعلقة بالأحداث المتكررة أو المستمرة لفترة طويلة مثل:
الصدمة المعقدة التي تتكون من عدة صدمات متداخلة مثل:
الصدمة النفسية نتيجة الفقد بشكل مفاجئ أو مؤلم مثل:

يحتاج علاج صدمة الطفولة المبكرة إلى اهتمام خاص بسبب تأثيره على بناء شخصية الطفل وتطوره النفسي والعاطفي، فالهدف هنا هو مساعدة الطفل على استعادة شعوره بالأمان، والتعبير عن مشاعره، وتعلم مهارات التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة صحية.
إليكم أهم طرق التعافي من صدمات الطفولة:
أولاً: العلاج النفسي المتمثل في:
ثانياً: الدعم الأسري والذي يتم من خلال:
ثالثاً: تعديل الروتين اليومي الثابت الذي يساعد الطفل على الشعور بالأمان وتقليل القلق والتوتر.
رابعاً: المجال الدراسي من خلال التعاون بين الأهل والمدرسة لتوفير بيئة داعمة، وتحديداً إذا تأثر التحصيل الدراسي أو العلاقات الاجتماعية من خلال إشراك المستشارين أو الأخصائيين النفسيين في المدرسة.
خامساً: العلاج الدوائي فقط عندما تكون الأعراض النفسية شديدة كالقلق والاكتئاب وبإشراف طبيب نفسي مختص.
سادساً: تعزيز مهارات التكيف والاسترخاء
سابعاً: تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية والفنية التي تساعد على تفريغ الطاقة السلبية.
نعم، تؤثر صدمات الطفولة بشكل واضح سواء كان مباشر أو غير مباشر على التحصيل الدراسي، فالطفل الذي يعيش حالة من الخوف أو التوتر المستمر نتيجة أي صدمات نفسية بالطبع سيواجه بعض الصعوبات في التركيز والانتباه داخل الصف، فالصدمة تؤثر على قدرته في معالجة المعلومات أو تذكرها، مما يؤدي إلى ضعف في التحصيل الأكاديمي، لأن الأطفال المصابون بالصدمة يفتقدون الدافع للتعلم كما أنهم يعانون من مشكلات سلوكية تجعل من الصعب عليهم التفاعل مع المعلمين والزملاء، لأن البيئة المدرسية قد تصبح بالنسبة لهم مكانًا غير آمن، خاصة إذا لم يتلقوا بها الدعم النفسي المناسب.
نعم، تُعد صدمات الطفولة أحد أبرز العوامل الأساسية المؤدية إلى تطور اضطرابات القلق والاكتئاب حتى مرحلة البلوغ، تشير الدراسات النفسية والعصبية إلى أن الصدمات المبكرة تؤثر بشكل كبير على تطور الدماغ، لأن هذا الخلل في التوازن العصبي يزيد بالطبع من قابلية الفرد للاستجابة المفرطة للضغوطات، مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والانعزال، واليأس، وهي السمات الأساسية في الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن.
قد يهمك: آثار المشاكل الزوجية على الأطفال
نعم، يعد اللعب والرسم من الوسائل العلاجية الفعالة جدًا وتحديداً للأطفال الذين تعرضوا لصدمات، فهذا النوع من العلاج يستخدم تحت مظلة تعرف بـالعلاج باللعب أو العلاج بالفن، فهذا النوع من العلاج يتيح للطفل التعبير عن مشاعره الداخلية التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات.
فالطفل يستطيع من خلال الرسم أو اللعب أن يُظهر رموزًا أو أنماطًا تشير إلى ما يشعر به من خوف، غضب، أو حتى حزن.
نعم، هناك بنسبة كبيرة ارتباط وثيق بين صدمات الطفولة والإصابة باضطراب ما بعد الصدمة فالأطفال الذين تعرضوا لتجارب شديدة مثل العنف أو الإهمال، أو الاعتداء قد تتطور لديهم أعراض اضراب ما بعد الصدمة أو ما يسمى PTSD، والتي تؤثر بشكل عميق على الشخصية والعلاقات الاجتماعية والنجاح المهني في المستقبل ومنها:
نعم، يمكن الشفاء التام من صدمات الطفولة في كثير من الحالات، لكن يعتمد ذلك على عدة عوامل، منها:
تعرف علي: نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات
نعم، تؤثر الصدمات بشكل كبير على بنية ووظائف الدماغ، وتحديداً إذا حدثت في مرحلة الطفولة بينما لا يزال دماغ الطفل في طور النمو، هذه التغيرات تؤدي إلى:
نعم، بعض الأطفال الذين يتعرضون لصدمات نفسية يُظهرون بعض التغيرات أو اضطرابات في النطق مثل التأتأة أو التوقف المفاجئ عن الكلام والمسمى بالخرَس الانتقائي، أحيانًا يكون الطفل قادرًا على الكلام في المنزل لكنه يصمت تمامًا في المدرسة أو أمام الغرباء، نتيجة شعوره بالخوف أو فقدان الثقة، وفي حالات أخرى تؤثر الصدمة على والوظائف العصبية المرتبطة بالكلام، ففي مثل هذه الحالات، يُنصح بالتدخل المبكر من خلال معالج نفسي وأخصائي نطق.
في نهاية هذا المقال نذكركم بأن صدمات الطفولة ليست مجرد تجارب مؤلمة تُنسى مع مرور الوقت، بل هي جروح نفسية قد تتعمق إذا لم تُعالج مبكرًا وبشكل صحيح، فالتعرف على علامات الصدمة لدى الأطفال، وتقديم الدعم النفسي الملائم، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة، هو واجب مشترك بين الأهل والمربين ومقدّمي الرعاية الصحية، فالاستثمار في الصحة النفسية للطفل ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان نشأته بشكل سليم، وتجنب آثار قد تمتد إلى حياة البلوغ.
في الأندلسية لصحة الطفل، نؤمن إن راحة الأم تبدأ بصحة طفلها.. نتابع حملك من أول لحظة، وتطمنين عليه بكل خطوة من هنــــــــــــــــا
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.