ما هي طرق علاج سرطان المعدة المبكر وما هي أسبابه وأعراضه؟

ما هي طرق علاج سرطان المعدة المبكر وما هي أسبابه وأعراضه؟

الأورام والسرطان

المعدة ذلك العضو الذي يمثل أحد الأجزاء الرئيسية للجهاز الهضمي، والمسؤول عن معظم عملية الهضم، قد تواجه عديدًا من المشكلات والاضطرابات، ولكن ويظل سرطان المعدة هو أكثرها خطورة لأنه عادةً ما يكون غير مصحوب بأعراض واضحة في المراحل المبكرة أو قد تتشابه أعراضه مع عديد من الحالات الأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر تشخيصه ووصوله لمراحل متقدمة، لذا من المهم معرفة أعراض سرطان المعدة وأسبابه حتى يمكن تجنبها، وهو ما نقدمه من خلال المقال.

ما هو سرطان المعدة؟

هو أحد أنواع السرطانات التي تنمو فيها الخلايا خارج نطاق السيطرة في المعدة. تبدأ 95٪ من حالات سرطان المعدة في بطانتها وتتطور ببطء. إذا لم يتم علاجه تتشكل كتلة (ورم) في جدران المعدة، وقد تتنتشر إلى الأعضاء القريبة من المعدة، مثل: الكبد والبنكرياس.

عادةً ما ينمو سرطان المعدة ببطء على مدى سنوات عديدة، وغالبًا ما يظهر لدى الأشخاص في أواخر الستينيات وحتى الثمانينيات.

وفقًا للإحصاءات فقد انخفض معدل الإصابة بسرطان المعدة في السنوات الأخيرة ومع ذلك فهو من أكثر سرطانات الجهاز الهضمي شيوعًا.

ما هي أسباب سرطان المعدة؟

  • يحدث سرطان المعدة نتيجة طفرة جينية، والتي تؤدي لنمو سريع في الخلايا وتكون ورم، وقد ينتشر إلى أعضاء أخرى من الجسم.
    على الرغم من أن سبب حدوث الطفرة غير معروف، فإن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة به ومنها:
  • الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية- Helicobacter pylori (جرثومة المعدة) والتي تسبب القرحة.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (حالة تحدث نتيجة تدفق الحمض المعدي إلى المريء).
  • التهاب المعدة الضموري المناعي الذاتي (نوع من التهاب المعدة المزمن).
  • جراحة المعدة لعلاج القرحة.
  • عدوى فيروس إبشتاين بار.
  • أورام في أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.

بعض الأمراض الوراثية النادرة، مثل: داء السلائل القولوني الوَرَمي الغدي العائلي، ومتلازمة متلازمة لينش، ومتلازمة بوتز جيغر.

عوامل خطر الإصابة بسرطان المعدة

  • إلى جانب الأسباب السابقة فإن عوامل الخطر للإصابة بسرطان المعدة قد تشمل ما يلي:
  • التدخين.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • الإفراط في تناول الأطعمة المالحة أو المخللة.
  • تعاطي الكحول.
  • التقدم في العمر.
  • فصيلة الدم A: أشارت بعض الدراسات إلى أن فرص الإصابة بسرطان المعدة تتزايد لدى الأشخاص من أصحاب فصيلة الدم A.
  • العمل في صناعات الفحم أو المعادن أو الأخشاب أو المطاط.
  • تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة.
  • الإفراط في تناول اللحوم بشكل متكرر.

ما هي أعراض سرطان المعدة؟

  • في معظم الحالات لا يتسبب سرطان المعدة في ظهور أعراض في المراحل المبكرة، وحتى إذا ظهرت فإنها قد تتشابه مع أعراض حالات أخرى، ولا تظهر علامات واضحة إلا بعد أن تصبح حالة السرطان متقدمة.
    بصفة عامة فإن أعراض سرطان المعدة المبكرة تشمل:
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة في البلع.
  • التعب أو الضعف.
  • انتفاخ خاصةً بعد تناول الوجبات.
  • قيء وغثيان.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • شعور بانزعاج في المعدة.
  • الشعور بالامتلاء (الشبع مبكرًا حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام).
  • عسر الهضم.
  • إمساك أو إسهال.
  • حرقة في المعدة.
  • التجشؤ بشكل متكرر.
  • ألم في المعدة، غالبًا فوق السرة.

أما في المراحل المتقدمة (عندما ينتشر سرطان المعدة إلى أجزاء أخرى من الجسم) فإنها تشمل:

  • براز أسود أو أحمر نتيجة وجود دم في البراز.
  • تقيؤ دموي.
  • اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين).
  • استسقاء البطن (تراكم السوائل في البطن).
  • صعوبة في البلع.
  • تورم في المعدة (الشعور بكتلة في الجزء العلوي من البطن).

كيف يتم تشخيص سرطان المعدة؟

يجري الطبيب الفحص البدني التقليدي لتشخيص سرطان المعدة والذي يتضمن تحسس المعدة للشعور بأي كتلة فيها، وسيسأل المريض عن الأعراض التي يشكو منها.
إذا شك الطبيب في إصابة المريض بسرطان المعدة فإنه قد يطلب الفحوص التالية:

  • المنظار العلوي: عادةً ما يكون المنظار العلوي (عبر الفم) هو وسيلة التشخيص الأولى لسرطان المعدة، إذ يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ينتهي بكاميرا صغيرة حتى يصل للمعدة، وقد يستخدم المنظار لتمرير أدوات جراحية صغيرة لأخذ عينة من نسيج المعدة (خزعة) لإرسالها للمعمل للبحث عن وجود خلايا سرطانية.
  • الموجات فوق الصوتية بالمنظار: هي نوع خاص من التنظير الداخلي الذي يساعد الطبيب على تحديد مرحلة السرطان. يعمل المنظار على التقاط صور من داخل المعدة، لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر من بطانة المعدة إلى جدارها.
  • التصوير المقطعي (الأشعة المقطعية) بالصبغة: يساعد هذا النوع من الفحوص التصويرية الطبيب على التحقق من وجود كتلة ورمية باستخدام الصبغة (الباريوم) التي يبتلعها المريض عن طريق الفم والتي تجعل بطانة المعدة أكثر وضوحًا. قد يوصي الطبيب أيضًا بالتصوير بالرنين المغناطيسي، وفحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر في جميع أنحاء الجسم.
    اختبارات الدم: تعطي هذه التحاليل للطبيب لمحة عامة حول ما إذا كان هناك مشكلة أو التهاب في الجسم، ومنها صورة الدم الكاملة للتحقق من مستوى الهيموجلوبين وعدد خلايا الدم الحمراء، والذي قد يكون علامة على حدوث نزيف في المعدة.
    اختبار الدم المختفي في البراز: يهدف هذا الاختبار إلى فحص البراز بحثًا عن دم فيه، والذي قد يكون علامة على حدوث نزيف في المعدة.

ما هي مراحل سرطان المعدة؟

يُصنف سرطان المعدة إلى مراحل وفقًا لمدى انتشاره خارج بطانة المعدة، وتشمل هذه المراحل:

سرطان المعدة المرحلة الصفرية

هذه المرحلة تشير إلى أن السرطان لم ينتشر خارج بطانة المعدة، ولكن تحتوي البطانة الداخلية للمعدة على مجموعة من الخلايا غير الصحية التي قد تتحول إلى سرطان.

سرطان المعدة المرحلة الأولى

تحتوي بطانة المعدة في هذه المرحلة على ورم بالفعل وقد ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو لا.

سرطان المعدة المرحلة الثانية

في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى طبقات أعمق من المعدة وربما إلى الغدد الليمفاوية القريبة.

سرطان المعدة المرحلة الثالثة

قد ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى جميع طبقات المعدة والأعضاء الأخرى القريبة، مثل الطحال أو القولون.

سرطان المعدة المرحلة الرابعة

وهي أشد مراحل سرطان المعدة، إذ ينتشر السرطان على نطاق واسع في أعضاء مثل: الكبد أو الرئتين أو الدماغ.  

كيف يمكن علاج سرطان المعدة؟

يعتمد علاج سرطان المعدة على مدى انتشار السرطان وصحة المريض العامة، وتفضيلاته الشخصية، وقد يوصي الطبيب بأحد الخيارات العلاجية التالية:

الجراحة: اعتمادًا على مدى انتشار السرطان، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لإزالة الخلايا المحتمل أن تكون سرطانية أو تلك التي تم التأكد من أنها خبيثة بالفعل، أو جراحة لإزالة الورم أو المعدة بالكامل أو جزء منها. سيقوم الطبيب بتوصيل المريء بالأمعاء الدقيقة بعد إزالة المعدة حتى يمكن للمريض تناول الطعام بعد استئصال المعدة الكلي.
التنظير العلوي: قد يكون منظار المعدة هو طريقة العلاج المثالية لسرطان المعدة في المراحل المبكرة، والتي يقتصر فيها السرطان على طبقات المعدة السطحية، في هذا الإجراء يقوم الطبيب باستئصال الورم من جدار المعدة وإزالته باستخدام المنظار عبر الفم.
العلاج الكيميائي: وهي أدوية تعمل على تقليص الخلايا السرطانية حتى يمكن إزالتها بسهولة بالجراحة. كذلك قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة. 
الإشعاع: وفيه يوجه الطبيب حزمًا من الأشعة السينية لتدمير الخلايا السرطانية. الإشعاع وحده ليس فعالًا في علاج سرطان المعدة، ولكن يمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي قبل الجراحة وبعدها.
العلاج الدوائي المستهدف (العلاج الموجه): يؤثر هذا النوع من العلاجات في نقاط الضعف في الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى موتها. غالبًا ما يُستخدم مع العلاج الكيميائي في السرطان الذي يتكرر (يعود) أو يكون متقدمًا. 
العلاج المناعي: يساعد هذا العلاج جهاز المناعة على تحديد الخلايا السرطانية التي يصعب اكتشافها

كيفية الوقاية من سرطان المعدة

كمعظم أنواع السرطانات الأخرى لا يمكن الوقاية بشكل نهائي من سرطان المعدة ولكن يمكن تقليل فرص الإصابة به من خلال النصائح التالية:

  • علاج التهابات المعدة: إذا كنت تعاني من قرح من عدوى الهيليكوباكتر الملوية البوابية فيجب علاجها والالتزام بخطة العلاج والمتابعة الطبية للتأكد من عدم حدوث العدوى مرة أخرى.
  • تناول طعام صحي: احرص على إدراج مزيد من الفواكه والخضراوات الطازجة في نظامك الغذائي يوميًا، وذلك لمحتواها الغني بالألياف والفيتامينات التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
  • تناول طعامًا صحيًا: تجنب الأطعمة المالحة أو المخللة أو المعالجة أو المدخنة، تشمل هذه الأطعمة اللحوم المصنعة كالبرجر، والأجبان المدخنة وغيرها. تعد الأطعمة الغنية بفيتامين C وبيتا كاروتين والكاروتينات، مثل الحمضيات والخضراوات الورقية والجزر ، مصادر جيدة لمضادات الأكسدة التي تقي من الإصابة بالسرطان.
  • الحفاظ على وزن صحي: السمنة واحدة من أهم عوامل الخطر للإصابة بسرطان المعدة، لذا من المهم الحفاظ على وزن صحي وتجنب الأسباب التي قد تؤدي لزيادة الوزن.
    الإقلاع عن التدخين: تشير الدراسات إلى أن التدخين يضاعف فرص الإصابة بسرطان المعدة.
  • تناول الأدوية بعد استشارة الطبيب: إذا كنت تتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومنها الأسبرين، فتحدث إلى طبيبك عن الجرعة المناسبة، وأخبره إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة أو أي من عوامل الخطر الأخرى.

هل سرطان المعدة يؤدي إلى الموت؟

لا يؤدي سرطان المعدة إلى الموت بالضرورة، ولكنه إذا تُرك دون علاج أو اكتشف في مراحلة متقدمة للغاية فإنه قد يسبب الوفاة، ووفقًا للإحصاءات إلى أنه في عام 2022 تسبب سرطان المعدة في 11090 حالة وفاة على مستوى العالم.

هل يمكن الشفاء من سرطان المعدة؟

يمكن الشفاء من سرطان المعدة إذا كان في مراحله المبكرة، ولكن للأسف في معظم الحالات يُشخص سرطان المعدة في مراحل متقدمة وتكون الجراحة هي العلاج الأساسي، وتهدف العلاجات الأخرى إلى تخفيف الأعراض وتحسين حياة المريض بعد الجراحة.

اختصارًا لما سبق، فإن سرطان المعدة مثل عديد من أنواع السرطانات الأخرى تزيد فرص الشفاء منه كلما اكتشف مبكرًا، وهو ما يتطلب الوعي بأعراضه وعدم إهمال الكشف لدى طبيب متخصص في حال الشعور بأي عرض مقلق أو غير معتاد، كذلك فإن اتباع نمط حياة صحي هو دائمًا خط الوقاية الأول تجاه عديد من الأمراض، وكما يُقال الوقاية دائمًا خير من العلاج.

 

الأسئلة الشائعة

  • هل سرطان المعدة خطير؟

  • كيف أعرف أني مصاب بسرطان المعدة؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address