ما هي أسباب سرطان الرئة؟ وكيف يتم علاجه؟
سرطان الرئة هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم. يحدث سرطان الرئة عندما تنقسم الخلايا في الرئتين بشكل لا يمكن السيطرة عليه، لتشكل ورمًا خبيثًا قد ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. ما أسباب سرطان الرئة؟ وكيف يتم علاجه؟
يُعد التدخين من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان الرئة، ومع ذلك فإنه يرتبط بعوامل أخرى سنوضحها من خلال المقال.
ما هي أسباب سرطان الرئة؟
يتطور سرطان الرئة مثل أنواع السرطان الأخرى، نتيجة تغير في العمليات الطبيعية لانقسام الخلايا ونموها، فتنمو بسرعة كبيرة بصورة لا يمكن السيطرة عليها، لتتحول إلى كتلة أو ورم يُطلق عليها ورمًا خبيثًا أو سرطانًا إذا لم تتوقف عن النمو السريع، وقد تنتشر لأجزاء أخرى من الجسم أو إذا كان لديها القدرة على النمو مرة أخرى بعد إزالتها.
سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، وثاني أكثر الأنواع شيوعًا لدى النساء، وهو السبب الرئيسي لوفيات السرطان على مستوى العالم.
تشمل الأسباب الأخرى المرتبطة بسرطان الرئة ما يلي:
- التدخين: التدخين هو عامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، ومع ذلك ليس كل المصابين بسرطان الرئة مدخنين. وفقًا للإحصاءات يتسبب التدخين بما في ذلك التدخين السلبي في حوالي 7 من كل 10 إصابات بسرطان الرئة. تزداد مخاطر الإصابة مع زيادة مدة التدخين وعدد السجائر المُدَخنة. يزيد التدخين أيضًا من فرص الإصابة بسرطان الفم والمريء.
- التعرض المستمر للمواد الكيميائية: تزيد بعض المواد من خطر الإصابة بسرطان الرئة مثل السيليكا، وعوادم الديزل، والزرنيخ، والكروم، والنيكل، وأبخرة الفحم وغيرها، وعادةً ما يتعرض الأشخاص لهذه المواد في بيئة العمل. السيليكا من المواد التي تُستخدم في بعض الصناعات مثل الزجاج، وأعمال البناء، لذا فإن سرطان الرئة قد ينتشر بشكل كبير بين العاملين في هذه المجالات.
كذلك يزيد التعرض لعوادم محركات الديزل من خطر الإصابة بسرطان الرئة، لذا فإن السائقين وعمال إصلاح السيارات (الميكانيكيين) هم الأكثر عرضة للإصابة. - تلوث الهواء: يرتبط استنشاق هواء ملوث بشكل متكرر لفترات طويلة بزيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة، وتعتمد مخاطر الإصابة بشكل أساسي على مستويات التلوث في الهواء، ومقدار التعرض وغيرها من العوامل.
- الإصابة السابقة بأمراض الرئة: قد تزيد الإصابة السابقة بأمراض في الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وعدوى الرئة (الالتهاب الرئوي) وغيرها من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وتزداد فرص الإصابة عند المدخنين.
- العلاج الإشعاعي السابق: المرضى الذين خضعوا لعلاج إشعاعي للصدر لنوع آخر من السرطان هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
- التاريخ الوراثي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي (أحد الوالدين أو الأشقاء و الأجداد) للإصابة بسرطان الرئة لديهم مخاطر متزايدة للإصابة به.
ما هي أعراض سرطان الرئة بالتفصيل؟
عادةً لا تظهر أي أعراض لسرطان الرئة في المراحل المبكرة، وتظهر الأعراض فقط عندما يتقدم المرض أو ينتشر الورم، وعادةً ما يتم تشخيصه مبدئيًا من خلال الفحوص التصويرية ويؤكد الطبيب التشخيص من خلال فحص خزعة الرئة، ومع ذلك قد يلاحظ بعض المرضى أعراضًا مثل:
- سعال مستمر.
- سعال مصحوبًا بقطرات دم.
- ضيق مستمر في التنفس.
- الشعور الدائم بالتعب.
- فقدان وزن غير مبرر.
- وجع أو ألم عند التنفس.
- فقدان في الشهية.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية في منتصف الصدر.
تشمل الأعراض الأقل شيوعًا لسرطان الرئة ما يلي:
- تغيرات في مظهر الأصابع، كأن تصبح أكثر انحناءً أو تصبح أطرافها أكبر من المعتاد (ما يُعرف باسم تعجر الأصابع)
- صعوبة أو ألم عند البلع.
- صوت أجش.
- تورم في الوجه أو الرقبة.
- ألم مستمر في الكتف.
- حمى تأتي وتذهب.
إذا انتشر سرطان الرئة إلى أجزاء أخرى من الجسم ، فقد يتسبب في الأعراض التالية:
- تغيرات عصبية: قد ينتشر سرطان الرئة إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الصداع أو حتى نوبات تشنج، وقد يحدث تنميل أو ضعف في الذراعين والساقين أو مشكلات في التوازن إذا زاد حجم الورم وبدأ في الضغط على الأعصاب.
- ظهور كتل: في المراحل المتقدمة قد ينتشر السرطان إلى جميع العقد الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم، وفي بعض الأحيان قد تبدو الأورام القريبة من سطح الجلد على شكل كتل.
- آلام العظام خاصةً الظهر والوركين.
- اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) في حالة انتشار السرطان إلى الكبد
- تورم الغدد الليمفاوية (مجموعة من خلايا الجهاز المناعي) مثل تلك الموجودة في الرقبة أو فوق الترقوة
- الصداع .
- ضعف العضلات.
- تدلي الجفن.
وبصفة عامة هناك نوعان رئيسيان من سرطان الرئة، تنمو في كل نوع الخلايا السرطانية وتنتشر بطريقة مختلفة، وكذلك تختلف الأعراض في كل منهما كما سنوضح فيما يلي:
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة- NSCLC
ينمو الورم السرطاني ببطء في هذا النوع على مدى فترة زمنية قبل ظهور أي أعراض، وتشمل أعراضه:
- السعال المستمر دون سبب واضح (قد يستمر لأسبوعين أو ثلاثة ويزداد سوءًا مع الوقت).
- سعال مصحوبًا بدم أو ببلغم أحمر اللون.
- ألم في الصدر.
- ألم في أثناء التنفس.
- تعب وشعور بالضعف بشكل غير طبيعي.
- بحة أو صفير في الصوت.
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي المتكررة، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
- ألم في العظام.
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة- SCLC
معظم العلامات المرتبطة بسرطان الرئة صغير الخلايا، لا تظهر إلا بعد تطور السرطان. تستمر أعراض سرطان الخلايا الصغيرة في التطور وتزداد سوءًا مع انتشار المرض إلى الأعضاء البعيدة.
الأعراض المبكرة لسرطان الرئة صغير الخلايا:
- السعال المستمر.
- ألم في الصدر يزداد سوءًا مع التنفس العميق أو الضحك أو السعال.
- بحة في الصوت.
- فقدان الشهية والوزن غير المبرر.
- سعال مصحوب بدم أو بلغم بلون الصدأ.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالضعف والتعب.
- تكرر الإصابة بـ التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
- صفير في أثناء التنفس.
- أعراض المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة صغير الخلايا:
- آلام العظام.
- صداع أو دوار.
- ضعف الأطراف أو تنميلها.
- اليرقان (اصفرار الجلد وتغير بياض العين للأصفر).
- كتل في الرقبة أو منطقة الترقوة.
ويجب استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض فالتشخيص المبكر يرتبط بزيادة فرص الشفاء، ومع ذلك فقد تشير معظم الأعراض السابقة لحالة طبية أخرى غير سرطان الرئة، وسيؤكد الطبيب السبب ورائها من خلال الفحوص.
شاهد في الفيديو: اعرف أكتر عن أعراض أورام الرئة الخبيثة مع د/ عمرو حسين استشاري طب الأورام بمستشفيات أندلسية الإسكندرية ومدرس بقسم طب الأورام في معهد البحوث الطبية جامعة الإسكندرية
تعرف على : أفضل أطباء الأمراض الصدرية في مصر
ما هي أعراض سرطان الرئة المبكرة؟
كما ذكرنا فإن معظم سرطانات الرئة لا تسبب أعراضًا حتى يتطور المرض، وقد يكون السبب وراء ذلك أن الرئتين لها نهايات عصبية قليلة، فلا يشعر المريض بأي مشكلة في معظم الحالات إلا في المراحل المتقدمة، ومع ذلك في بعض الحالات قد تظهر علامات مبكرة للإصابة بالمرض والتي تختلف من شخص لآخر، ومنها:
- سعال جديد مستمر وقد يزداد سوءًا مع الوقت، أو سعال قديم مزمن قد تتفاقم شدته.
- سعال مصحوبًا بدم.
- ألم في الصدر أو الظهر أو الكتفين يزداد سوءًا في أثناء السعال أو الضحك أو التنفس العميق.
- ضيق في التنفس يأتي فجأة ويحدث بشكل متزايد في أثناء أداء الأنشطة اليومية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب أو الضعف.
- فقدان الشهية.
- التهابات الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي التي لا تختفي.
- بحة أو صفير في الصوت.
- تورم في الوجه أو الرقبة.
- صعوبة في أثناء البلع.
ما هي أعراض سرطان الرئة الحميد؟
الورم يعني ببساطة تراكم غير طبيعي للأنسجة ويحدث عندما تنقسم الخلايا بسرعة كبيرة جدًا أو لا تموت عندما تنتهي دورة حياتها، وليس كل ورم بالضرورة سرطان، فبعض الأورام تكون حميدة (غير سرطانية).
مقارنةً بالأورام الخبيثة، أورام الرئة الحميدة لا تنتشر لأجزاء أخرى من الجسم، وتنمو ببطء وقد تتوقف عن النمو، ولا تكون عادةً مهددة للحياة، وأورام الرئة الحميدة لا يصاحبها أي أعراض في معظم الأحيان، و90% منها شُخصت بالصدفة في أثناء أجراء بعض الفحوص مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) لأي سبب آخر.
ومع ذلك فقد أبلغ بعض المرضى الذين شخصوا بأورام حميدة في الرئة عن بعض الأعراض ومنها:
- سعال خفيف يستمر لفترة طويلة.
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- صفير في أثناء التنفس.
- دم في السعال.
- أصوات قعقعة في الرئتين.
ما هي أعراض سرطان الرئة المتأخر؟
غالبًا ما تتميز المراحل المتقدمة من سرطان الرئة بانتشار الورم إلى أماكن بعيدة في الجسم، وقد يؤثر في العظام أو الكبد أو الدماغ، عندما تتأثر أجزاء أخرى من الجسم، قد تظهر إلى جانب الأعراض التي ذكرناها سابقًا أعراضًا جديدة تختلف باختلاف العضو المصاب ومنها:
- آلام العظام المستمرة.
- تورم في الوجه أو الذراعين أو الرقبة.
- صداع أو دوار .
- ضعف الأطراف أو تنميلها.
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين).
- كتل في الرقبة أو في منطقة الترقوة.
ما هي أخطر أعراض سرطان الرئة؟
معظم أعراض سرطان الرئة مؤلمة وقد تعيق المريض عن أداء مهامه اليومية، ومن الأعراض الخطيرة لسرطان الرئة:
- سعال كمية كبيرة من الدم.
- مشكلات الرؤية المفاجئة.
- تراكم السوائل في الفراغ المحيط بالرئة في تجويف الصدر، والذي يكون مصحوبًا بضيق شديد في التنفس.
- جلطات الدم خاصةً في أسفل الساق أو الفخذ.
- تورم الوجه (قد يضغط الورم في المنطقة العليا من الرئة اليمنى على الوريد الأجوف العلوي وهو الوريد المسؤول عن نقل الدم من الجزء العلوي من الجسم إلى القلب، وعندما يحدث هذا فإنه يحد تدفق الدم، ويسبب تورمًا في الوجه والرقبة والذراعين وهي حالة طارئة تحتاج لعلاج فوري).
- أعراض قلبية (قد ينتشر سرطان الرئة إلى القلب وقد يضغط على أو يسد الأوردة والشرايين، ما يسبب عدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبية وتراكم السوائل حول القلب).
- ضعف الساقين أو الذراعين وضعف المثانة (قد تشير هذه الأعراض إلى أن الورم قد انتشر إلى العمود الفقري وهي حالة طارئة قد تؤدي لتلف دائم في النخاع الشوكي)
- تدلي الجفن ( قد تؤثر الأورام السرطانية الموجود في الجزء العلوي من الرئة على أعصاب الوجه والعينين، ما قد يسبب متلازمة هورنر وهي حالة تتميز بتدلي الجفن على جانب واحد من الوجه).
هل سرطان الرئة معدي؟
السرطان في العموم ليس مرضًا معديًا ولا يمكن انتقاله من شخص لآخر سواء بالاتصال الجنسي أو الملامسة أو التقبيل أو مشاركة الأدوات نفسها أو عبر الهواء وغيرها من طرق انتشار العدوى.
وقد يتخوف البعض من مصاحبة مرضى سرطان الرئة بسبب الأعراض التنفسية كالسعال، ولكنه ليس مرضًا معديًا ولن تنتقل أعراضه للأشخاص المخالطة للمرضى.
في النهاية فإن سرطان الرئة من الأمراض الخطيرة، وكما وضحنا فإنه يرتبط بشكل كبير بالتدخين، ويساعد التوقف عن التدخين على تقليل فرص الإصابة به، ومنع تفاقم الإعراض وحدوث المضاعفات إذا كان الشخص أصيب به بالفعل.
الأسئلة الشائعة
هل سرطان الرئة يسبب الوفاة؟
ما هي اول اعراض سرطان الرئة؟
مشاركة المقال