

البنكرياس هو عضو مستطيل يقع خلف الجزء السفلي من المعدة، بين المعدة والعمود الفقري. الوظيفة الأساسية للبنكرياس هي إنتاج العصارات التي تساعد على الهضم، وإفراز الإنسولين والهرمونات الأخرى التي تساعد الجسم على التحكم في نسبة السكر في الدم.
يُعرف سرطان البنكرياس بالإنجليزي بـ Pancreatic cancer، ويحدث عندما تنمو خلايا غير طبيعية داخل البنكرياس، وتنقسم بشكل خارج عن السيطرة وتشكل ورمًا.
بعض أورام البنكرياس تكون حميدة، وهذا يعني أنها غير طبيعية، ولكنها لا تستطيع غزو أجزاء أخرى من الجسم. يصبح الورم خبيثًا (سرطانًا) عندما تنمو الخلايا خارج نطاق السيطرة وتنتشر إلى الأنسجة والأعضاء الأخرى.
تزداد نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس لدى الرجال مقارنةً بالنساء، وعادةً ما يصيب الأشخاص في المرحلة العمرية بين 65 و74 عامًا.
ينتشر سرطان البنكرياس غالبًا إلى الكبد وجدار البطن والرئتين والعظام والغدد الليمفاوية.
يتكون البنكرياس بشكل رئيسي من نوعين من الخلايا:
يعتمد نوع أورام البنكرياس على نوع الخلية التي تبدأ فيها. من المهم معرفة نوع الورم؛ لأن كل نوع يستجيب لعلاجات مختلفة، وتشمل:

للأسف، فإن أعراض سرطان البنكرياس المبكرة لا تظهر، بل أن المريض في البداية قد لا يعاني من أي أعراض، وعادةً ما تظهر الأعراض بمجرد أن يبدأ الورم في التأثير في الأعضاء الأخرى للجهاز الهضمي أو عندما ينتشر.
قد تشمل أعراض ورم البنكرياس ما يلي:
لا تختلف أعراض سرطان البنكرياس عند النساء عن تلك لدى الرجال، ويؤثر في كلا الجنسين على حدٍ سواء، ولكن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بالنساء.
في المراحل الأخيرة لسرطان البنكرياس، قد يعاني المريض من:
تُصنف مرحلة سرطان البنكرياس وفقًا لثلاثة عوامل وهي:
وتشمل مراحل سرطان البنكرياس ما يلي:
في هذه المرحلة يقتصر السرطان على الطبقات العليا من خلايا القناة البنكرياسية، ولا يغزو الأنسجة العميقة، ولا يزيد حجمه عن 2 سم، ولم ينتشر بعد خارج البنكرياس.
لا يزال السرطان في هذه المرحلة مقتصرًا على البنكرياس، ويتراوح حجمه من 2 إلى 4 سم.
يقتصر السرطان على البنكرياس ويبلغ حجمه أكبر من 4 سم. في هذه المرحلة قد لا ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو إلى الأعضاء الأخرى، أو قد ينتشر إلى 3 عقد ليمفاوية قريبة.
يظل السرطان في البنكرياس، ويبلغ حجمه أكبر من 4 سم، وينتشر إلى 3-4 عقد ليمفاوية قريبة أو أكثر، ولكنه لم ينتشر إلى مواقع بعيدة من الجسم.
في هذه المرحلة ينمو السرطان خارج البنكرياس وفي الأوعية الدموية الرئيسية القريبة، وقد ينتشر إلى أعضاء بعيدة، مثل: الكبد أو الصفاق (بطانة تجويف البطن) أو الرئتين أو العظام.
يمكن تصنيف سرطان البنكرياس أيضًا لمراحل وفقًا لمدى انتشاره إلى:
تعد المرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس هي الأكثر خطورة، إذ ينتشر سرطان البنكرياس إلى أجزاء أخرى من الجسم (سرطان البنكرياس النقيلي) في هذه الحالة لن تكون الجراحة لإزالة الورم ممكنة. قد يساعد العلاج الكيميائي على السيطرة على السرطان وعلاج الأعراض وليس السرطان نفسه، لكنه قد يساعد المريض على العيش لفترة أطول والشعور بالتحسن بشكل عام.
لا يُوجد سبب محدد وراء سرطان البنكرياس، لكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة به.
تشمل عوامل الخطر للإصابة بسرطان البنكرياس ما يلي:
يمكن استخدام واحد أو أكثر من الفحوص التصويرية والتحاليل لتشخيص سرطان البنكرياس، يمكن أيضًا استخدام هذه الاختبارات لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر وما إذا كان العلاج فعالاً.
تعمل على تصوير البنكرياس والمناطق المحيطة به. يمكن استخدام هذه الاختبارات للكشف عن الأورام المحتملة، ومعرفة ما إذا كان الورم قد انتشر.
خلال بعض أنواع اختبارات التصوير، يمكن الحصول على عينات الأنسجة (الخزعة).
تشمل اختبارات التصوير الشائعة لسرطان البنكرياس ما يلي:
يمكن أخذ عينات من الدم وفحصها لقياس مستويات البيليروبين لتقييم وظيفة الكبد، وغيرها من التحاليل التي تقيم وظيفة الأعضاء الأخرى التي قد تتأثر بورم البنكرياس.
يمكن أيضًا استخدام عينات الدم للتحقق من دلالات الأورام. يُعرف تحليل دلالات الأورام المستخدم لتشخيص سرطان البنكرياس هو CA19-9. غالبًا ما يطلب الأطباء هذا الاختبار في أثناء العلاج وبعده لتقييم كيفية استجابة السرطان للعلاج.
يعتمد اختيار الخطة العلاجية لمريض سرطان البنكرياس على عدة عوامل مثل:
قد يلجأ الطبيب لإحدى الطرق التالية للعلاج:
الجراحة هي الطريقة الأكثر فاعلية لعلاج سرطان البنكرياس، ويوصي بها الطبيب لإزالة السرطان بالكامل عندما يقتصر الورم على البنكرياس فقط.
هناك عدة طرق جراحية لعلاج سرطان البنكرياس تعتمد على موقع وحجم الورم ومنها:
إذا كان الورم في رأس البنكرياس (الجزء الأوسع من البنكرياس، بالقرب من الأمعاء الدقيقة)، فقد يوصي الطبيب بإجراء ويبل (استئصال البنكرياس والإثني عشر)، ومن خلاله يزيل رأس البنكرياس والإثني عشر والمرارة وجزء من القناة الصفراوية والغدد الليمفاوية القريبة.
إذا كان الورم في ذيل البنكرياس، فيمكن للجراح إجراء عملية استئصال البنكرياس البعيدة، فيزيل ذيل البنكرياس وبعضًا منه نفسه. في معظم الحالات، يقوم الطبيب أيضًا بإزالة الطحال.
إذا انتشر السرطان في جميع أنحاء البنكرياس بأكمله، فقد يوصي الطبيب باستئصاله بالكامل. تعتمد هذه الجراحة على إزالة البنكرياس والمرارة والطحال وجزء من المعدة والأمعاء الدقيقة بالكامل.
من الممكن العيش بدون بنكرياس، لكن يمكن أن يسبب هذا آثارًا جانبية كبيرة، فبدون البنكرياس، يُصاب المريض بالسكري ويحتاج إلى حقن الأنسولين للبقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، سوف يحتاج إلى تناول أدوية تحتوي على إنزيمات البنكرياس للمساعدة على الهضم.
يُستخدم العلاج الكيميائي الأدوية التي تقتل الخلايا السرطانية في شكل حبوب أو حقن وريدية. يُوصى بالعلاج الكيميائي وحده للمصابين بسرطان البنكرياس المتقدم.
قد يوصي به الطبيب أيضًا قبل الجراحة لتقليص الورم أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
يستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة السينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. في أغلب الأحيان، يجمع الطبيب بين العلاج الإشعاعي والكيميائي. قد يوصي به قبل الجراحة، أو بعد الجراحة، أو كعلاج أساسي لسرطان البنكرياس المنتشر.
يستخدم هذا العلاج أدوية "تستهدف" بروتينات معينة في الخلايا السرطانية.
تشمل أدوية العلاج الموجهة الشائعة لسرطان البنكرياس ما يلي:
لأن البنكرياس هو المسؤول عن إفراز الأنسولين الذي ينظم مستويات الجلوكوز في الدم كما أنه عضو قريب من الكبد، فإن البعض يتساءل عن العلاقة بين البنكرياس والكبد ونسبة السكر في الدم. قد يكون السكري عامل خاطر للإصابة بسرطان البنكرياس وقد يكون عرضًا للإصابة به. وفقًا للدراسات فإن فرص الإصابة بسرطان البنكرياس تزداد لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري منذ فترة طويلة (أكثر من 5 سنوات) مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري.
أما مرضى سرطان البنكرياس الذين يعانون من مرض السكري لمدة أقل من خمس سنوات، ليس من الواضح ما إذا كان مرض السكري ساهم في الإصابة بالسرطان أو إذا كانت الخلايا السرطانية هي التي تسببت في مرض السكري.
تشير الدراسات إلى أن ظهور مرض السكري حديثًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا قد يكون من الأعراض المبكرة لسرطان البنكرياس.
الجدير بالذكر أن بعض علاجات سرطان البنكرياس قد تؤدي أيضًا للإصابة بالسكري، مثل جراحة استئصال البنكرياس الكلي.
أما عن العلاقة بين سرطان البنكرياس والكبد، فإنه قد ينتشر في كثير من الأحيان إلى الكبد. نظرًا لأن الأشخاص قد لا تظهر عليهم الأعراض المبكرة لسرطان البنكرياس، فبحلول الوقت الذي يتلقون فيه التشخيص، غالبًا ما يكون المرض انتشر إلى الكبد.
لا يمكن منع سرطان البنكرياس، ولكن هناك أشياء يمكن القيام بها لتقليل مخاطر الإصابة به مثل:
في حال وجود تاريخ وراثي من الإصابة بسرطان البنكرياس، يُوصى بعمل الفحوص التصويرية بشكل روتيني لاكتشاف المرض بشكل مبكر في حالة الإصابة به، ما يزيد من فرص الشفاء.
يعاني مرضى سرطان البنكرياس الذين خضعوا لجراحة لاستئصال البنكرياس من عسر الهضم، لأن البنكرياس مسؤول عن إنتاج الإنزيمات الهاضمة، لذا يوصي الطبيب ببدائل الإنزيمات مثل:
في مجمل القول، فإن سرطان البنكرياس هو واحد من السرطانات الشائعة والتي يجب معرفة أعراضها جيدًا خاصة في حالة الإصابة بمرض السكري أو وجود تاريخ عائلي للإصابة به، وفي العموم فإن اتباع نظام غذائي وحياتي صحي هو الخط الأول للوقاية من سرطان البنكرياس وغيره من الأمراض الأخرى، دمتم بصحة دائمًا.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.