متى يكون من الضروري اللجوء لجراحة الانزلاق الغضروفي؟
رغم أن الجراحة من أكثر طرق العلاج التي يخاف منها المرضى ودائمًا ما يبحثون عن بدائل لها لتجنبها، بالرغم من ذلك، قد تعد الجراحة أفضل حل لبعض المشكلات والمواقف. من أكثر الجراحات التي يخشاها المريض هي جراحات العمود الفقري، لذا في هذا المقال سوف نتكلم عن أحد أنواعها بالتفاصيل لكي تطمئن تجاهها، وهي جرلحة الانزلاق الغضروفي ما يسمى بعملية استئصال القرص.
ما هي جراحة الانزلاق الغضروفي؟
يوجد بين فقرات العمود الفقري مادة جيلاتينية تسمى بالقرص، يعمل هذا القرص كوسادة لامتصاص الصدمات ومنع احتكاك الفقرات ببعضها. يتعرض هذا القرص مع التقدم في العمر إلى بعض التغيرات، فيصبح أكثر هشاشة وتسطحًا، ولهذا يتناقص طول الشخص مع التقدم في السن.
من الممكن أن يؤدي التعرض للإصابات والضغط إلى خروج المادة الجيلاتينية خارج القرص أو تمزق القرص، فيما يعرف بمشكلة الانزلاق الغضروفي، فيتم الضغط على بدايات الأعصاب مما يجعل المريض يشعر بآلام الظهر.
تعمل جراحة الانزلاق الغضروفي على استئصال القرص وإزالة الجزء المنزلق من القرص الذي يسبب الألم والضغط على جذور الأعصاب، مما يؤدي إلى التحسن في حالة المصاب بآلام خاصة أو آلام أسفل الظهر أو الساق، فيما يعرف بالتهاب العصب الوركي أو عرق النسا.
لهذه الجراحة ثلاث طرق مختلفة، وهم:
- استئصال القرص بالطريقة التقليدية: يجري الجراح شقًا طوله 2.5 سم في الجلد فوق الجزء المؤلم من الظهر، يقوم الجراح من خلاله بإزالة جزء من العظم والأربطة الموجودة مع استئصال جزء من القرص المسبب للألم، وفي هذا النوع من الجراحة قد يحتاج المريض للبقاء بالمستشفى لمدة يوم.
- استئصال القرص بالجراحة المجهرية: هذه هي الطريقة التي يفضلها الأطباء، ويجرى الجراح فيها شقًا صغيرًا في الظهر ليدخل من خلاله أدوات تستطيع نقل صورة القرص إلى شاشة أمام الطبيب، ثم باستخدام أدوات دقيقة يزيل الجراح جزءًا من العظم والأربطة بالإضافة إلى جزء من القرص المسبب للمشكلة. أهم ما يميز هذه الطريقة هي إمكانية إجراء شق أصغر واستخدام أدوات أدق مع تقليل نسبة المضاعفات ومدة الشفاء التي يحتاجها المريض بعد العملية.
- استئصال القرص عبر الجلد: يتم استئصال القرص في هذه الطريقة باستخدام أحد أجهزة الأشعة السينية الخاصة المسمى بالفلوروسكوب ليرى الطبيب جسد المريض من الداخل. يقوم الجراح بإدخال أنبوب دقيق يمر عبر الجلد حتى يصل إلى داخل جسم الفقرة، ثم باستخدام أدوات متخصصة يزيل جزءًا من القرص مما يخفف الضغط على الأعصاب. في هذه النوع، يختار الجراح التقنية المستخدمة سواءً كانت حقن مادة كيميائية لإذابة مادة القرص الجيلاتيني أو الليزر أو معالجة المادة الجيلاتينية داخل القرص باستخدام الحرارة أو الموجات.
اقراء المزيد عن : مدة الشفاء من عملية تثبيت الفقرات
متى يكون من الضروري القيام بالجراحة؟
الجراحة مهمة عند الإصابة بالآلام الناتجة عن الانزلاق الغضروفي وعرق النسا، ولكن يجب محاولة التداوي أولًا بطرق أقل تعقيدًا من التدخل الجراحي، مثل:
- الانتظار والملاحظة، لأن من الممكن في بعض الحالات أن يلتئم القرص من تلقاء نفسه.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
- استخدام الوسائد الساخنة أو الباردة على المنطقة المصابة لتخفيف الألم.
- إجراء تمارين العلاج الطبيعي بتوجيه الطبيب المعالج.
إن لم تكن كل هذه الطرق فعالة في تخفيف الألم، أو بدأ المريض في الشعور بصعوبة في الوقوف أو المشي نتيجة تأثر الأعصاب، أو بدأ الألم في الانتشار إلى الذراعين أو الصدر أو الساقين بطريقة صعبة التحمل، أو ظهور أعراض عصبية مثل الإحساس بالخدر أو الشكشكة في الأطراف وعدم تحمل اللمس، وقتها يكون التدخل الجراحي هو الاختيار الأفضل.
في النهاية هذه الجراحة من أكثر الجراحات أمانًا ولا تستدعي القلق، والقيام بها يوفر على المريض الكثير من التعب ويحميه من المضاعفات التي يمكن التعرض لها لو لم يبدأ بالفعل في العلاج.
مشاركة المقال