ما هو تليف الكبد وهل يمكن علاجه وما الفرق بينه وبين تشمع الكبد؟

تتكوّن الأعضاء من الأنسجة وتتكوّن الأنسجة من الخلايا، وعندما يتأثر هذا النسيج بسبب الالتهاب أو أي مشكلة ما فقد يصبح سميكًا أو مشوهًا، ما يفقد الخلايا المكونة له قدرتها على العمل بكفاءة وبالتالي يتأثر العضو وتتأثر وظائفه.

ما سبق هو شرحٌ لمصطلح التليف وهي حالة مرضية قد تصيب العديد من أعضاء الجسم ومن بينها الكبد. يُعد تليف الكبد أولى مراحل تندب الكبد وتختلف درجات التليف بالشكل الذي يجعل بعض الحالات قابلة للتعافي ورجوع الخلايا إلى طبيعتها السليمة، بينما تكون بعض الحالات غير قابلة للعكس وتبقى الخلايا متضررةً فيها وفي الحالتين يجب أخذ الإجراءات اللازمة من علاج وتغييرات في نمط الحياة لتفادي تفاقم التليف لدرجات أكثر خطورة.

نوضح لكم أعزاءنا أن أحد أكبر المشكلات المتعلقة بتليف الكبد هي عدم ظهور أعراضه إلّا في المراحل الأخيرة والتي تظهر على المريض كالآتي:

• فقدان المريض للشهية وانخفاض رغبته في تناول الطعام.
• تشوش التفكير.
• احتباس المياه في الأطراف السفلية.
• الإصابة باليرقان أو ما يُعرف بمرض الصفراء.
• فقدان الوزن دون معرفة السبب وراء ذلك، بالإضافة إلى الوهن والإرهاق.
• الغثيان.

لا تكون أعراض التليف المبكر للكبد واضحةً أو سهلة التمييز، لأنّها قد تختلط وتتشابه مع أعراض لأمراض أخرى، وتحدث هذه الأعراض عادةً نتيجة إصابة الكبد بالعدوى الفيروسية وتشمل ما يلي:

• الحمى.
• ألم المعدة.
• الغثيان.

تظهر الأعراض السابقة في الفترة الأولى من الإصابة بالعدوى والتي يحاول الجهاز المناعي فيها محاربة الفيروس وقد تختفي بعد ذلك وتتطور بعد وقت طويل مُحدثةً ضررًا أكبر وهو التليف.

تسبب المراحل المتأخرة لتليف الكبد اختلالًا في انتاج وإفراز العصارة الصفراوية، ما يسبب تسربها إلى مجرى الدم وتظهر الأعراض التالية إثر ذلك:  

• تغير لون البول إلى لون غامق.
• تغير لون البراز إلى لون فاتح.
• اضطرابات هضمية، تقارن هضم الدهون بالأخص.
• اليرقان أو ما يُعرف بمرض الصفراء.
• فقدان الوزن.
• فقدان الكتلة العضلية.

قد تتفاقم الأعراض لأكثر من ذلك:

• خلل في وظائف الدماغ أو ما يُعرف بالاعتلال الدماغي الكبدي.
• الاستسقاء (احتباس السوائل في البطن).
• تورم الأطراف.

نوضح لكم أن هناك مراحل لمرض الكبد المزمن الذي يتضمن تليف الكبد وهناك مراحل لتليف الكبد بذاته. 

تنقسم مراحل مرض الكبد المزمن بالترتيب إلى ما يلي: 

• التهاب الكبد (Hepatitis).
• تليف الكبد (Liver Fibrosis).
• تشمع الكبد (Liver Cirrhosis).
• الفشل الكبدي (Liver Failure).

تنقسم مراحل التليف الكبدي ودرجاته إلى أربع أو خمس مراحل حسب الطريقة التي يستخدمها الطبيب للتشخيص، ويحتاج الطبيب إلى فحص المريض وتقييم حالة الكبد لتحديد درجة التليف عن طريق إجراء بعض الفحوصات التي تتضمن ما يلي:  

• تحاليل الدم.
• التصوير بالأشعة.
• الخزعة.

تساعد الفحوصات السابقة على تشخيص حالة الكبد ومعرفة السبب الأساسي الذي أدى إلى تليفه، مثل الإصابة بالأمراض التالية: التهاب الكبد الوبائي والكبد الدهني. 

تعرفوا أكثر إلى مرض الكبد الدهني

تُعد هذه أبسط وأخف مرحلة من مراحل تليف الكبد، إذ تتضرر كمية بسيطة فقط من خلايا الكبد، ولكن لا تظهر على المريض أي أعراض.  

تبدأ بعض الأعراض المعدودة بالظهور على المريض بسبب انتشار الضرر إلى عدد أكبر من خلايا الكبد.  

تبدأ الأعراض الشائعة لتليف الكبد في الظهور ويحتاج المريض إلى التدخل الفوري لتفادي تفاقم الحالة بشكل أكبر. 

يفقد الكبد قدرته على أداء الوظائف بشكل شبه كامل وتزداد نسب الوفاة في هذه المرحلة.  

تؤدي المراحل الأخيرة من تليف الكبد (Liver Fibrosis) إلى تشمع الكبد (Liver Cirrhosis) ويكون من الصعب في هذه المرحلة رجوع الخلايا إلى طبيعتها مقارنةً بالمراحل الأولى. 

يحدث التليف نتيجة إصابة الكبد والتهابه، ما يحفز الجهاز المناعي على إصلاح هذا الضرر وينتج تندب إثر ذلك بسبب تراكم البروتين المتمثل في الكولاجين والبروتينات السكرية. يؤدي تكرار العملية السابقة مرارًا إلى فقدان خلايا الكبد قدرتها على إصلاح ذاتها، ما يؤثر تبعًا على الكبد ووظائفه. 

يمكن أن تؤدي أمراض الكبد التالية إلى التليف: 

• التهاب الكبد المناعي الذاتي.
• انسداد القنوات الصفراوية.
• الكبد الدهني.
• التهاب الكبد الوبائي بي وسي.
• التهاب الكبد الكحولي.

يشخّص الطبيب التليف عن طريق ما يأتي:  

• التاريخ المرضي والفحص السريري.
• إجراء التحاليل والتي تشمل الألبومين وإنزيمات الكبد.
• الخزعة وهي الطريقة المُثلى، إذ يفحص الأخصائي خلايا الكبد.
• اختبارات التصوير والتي تشمل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.

يعتمد علاج التليف الكبدي على السبب الذي أدى لحدوثه، فيختلف العلاج باختلاف المسبب ونوضح لكم ذلك فيما يلي:  

• التوقف عن شرب الكحوليات في حالة الإصابة بالكبد الكحولي.
• خسارة الوزن وتغيير العادات الغذائية في حالة الإصابة بالكبد الدهني.
• مضادات الفيروسات في حالة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي.
• مثبطات المناعة في حالة الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي.

يمكن الوقاية من التليف الكبدي عن طريق اتباع النصائح التالية:  

• الحفاظ على وزن صحي.
• تناول نظام غذائي صحي متوازن.
• ممارسة الرياضة.
• الابتعاد عن المشروبات الكحولية.
• استشارة الطبيب على الفور عند ظهور أي أعراض جديدة أو غريبة.

تتشابه نصائح التعايش مع المرض مع ما سبق شرحه في نقاط الوقاية، بالإضافة إلى ما يلي:  

• الحد من استخدام الملح في الطعام.
• تفادي استخدام أي أدوية قبل الرجوع إلى الطبيب.

نعم، وتزيد فرص شفاء مريض التليف الكبدي في المراحل الأولى من المرض حيث يمكن السيطرة على الأعراض والمسببات قبل أن تتفاقم وتسبب ضررًا كاملًا للكبد.  

للأسف أن المراحل المتأخرة من التليف قد تسبب الوفاة، إذ كلما تأخرت الحالة تفاقمت الأعراض وأصبح من الصعب السيطرة عليها، وبالأخص عند تأخر العلاج.  

ننصحكم أن تثقفوا أنفسكم عن هذا المرض عن طريق التعرف إلى خطورة تليف الكبد وعدم التهاون في استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير مألوفة مهما بدت بسيطة، لأن الاكتشاف المبكر أحد أهم عوامل نجاح العلاج.  

لا يوجد دواء لعلاج تليف الكبد، ولكن تعمل الأدوية على إبطاء التليف ومنعه من التفاقم وتقليل المضاعفات والأعراض المصاحبة.

 تشمل الأدوية الموصوفة لمريض تليف الكبد: 

• ليجالون - Legalon.
• ألداكتون - Aldactone.
• إندرال - Inderal.

تعرفتم معنا اليوم عن أهم النقاط المتعلقة بتليف الكبد والتي تشمل الأعراض ومراحل المرض وطرق العلاج، بالإضافة إلى شرح لكيفية تكوّن التليف وكيف يؤثر على الكبد ووظائفه. شاركنا معكم كذلك نصائح للتعايش مع المرض وطرحنا العديد من الأسئلة التي استعرضنا إجاباتها من خلال المقال وفي النهاية نتمنى لكم دوام الصحة والعافية أعزاءنا.  

احجز الآن في مستشفى أندلسية حي الجامعة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية. نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، من هنــــــــا.