ما هي أسباب تغير طعم الفم وهل يشير إلى حالة خطيرة وكيف يمكن علاجه؟
يُولد البشر بحوالي 10000 من براعم التذوق على اللسان، والتي تساعد على الاستمتاع بالأطعمة الخمسة الأساسية وهي الحلو، والحامض، والمالح، والمر، واللاذع، يمكن لعوامل مختلفة أن تؤثر في براعم التذوق، بما في ذلك الشيخوخة والمرض، وتسبب تغير طعم الفم والذي قد يكون مصدرًا للإزعاج خاصةً إذا استمر فترة طويلة، في هذه المقالة نغطي الأسباب المحتملة التي تساهم في تغير مذاق الفم مثل: كورونا، والحمل وغيرها ونوضح كيفية علاجه.
ما هو تغير طعم الفم؟
من حين لآخر، فإن وجود طعم سيئ في الفم أمر طبيعي تمامًا، ولكن إذا كان لديك طعم غريب في الفم لعدة أيام، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة طبية أو مشكلة في الأسنان تحتاج لاستشارة الطبيب.
في حين أن الأسباب الأكثر شيوعًا قد لا تكون خطيرة، فمن المهم استشارة الطبيب إذا تغير طعم الفم فجأة.
يمكن أن تشعر بطعم مر أو سيئ في الفم بعد تناول الأطعمة اللاذعة أو الحامضة، ولكن يمكن أن ينجم أيضًا عن التغيرات الهرمونية وسوء صحة الفم واستخدام الأدوية والتوتر والعديد من العوامل الأخرى.
من المهم التمييز بين تغير طعم الفم المؤقت والذي يشعر فيه المريض بمذاق مختلف أو غريب في فمه، وعسر الذوق Dysgeusia وهو اضطراب يشوه حاسة التذوق، يصف الأشخاص المصابون بهذه الحالة جميع الأطعمة بأنها ذات مذاق واحد. بينما يشير خلل التذوق الناجم عن التقدم في العمر إلى فقدان التذوق التام. هناك حالة أخرى تُعرف بالـ Anosmia وهو فقدان جزئي أو كلي للرائحة والذي قد يحدث في بعض الحالات مثل كورونا.
ما هي أسباب تغير طعم الفم؟
براعم التذوق هي المسؤولة عن مساعدتنا على الاستمتاع بنكهات الطعام. يمكن أن تؤثر بعض العوامل في براعم التذوق فتسبب تغير طعم الفم أو تغير مذاق الأطعمة.
نوضح هذه العوامل بالتفصيل فيما يلي:
كورونا وتغير طعم الفم
يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أعراضًا مثل احتقان وسيلان الأنف. قد تقلل هذه الأعراض من حاسة الشم، والتي بدورها يمكن أن تؤثر في حاسة التذوق كما هو الحال مع فيروس كوفيد_19 ، إذ أن فقدان حاسة الشم والتذوق من أبرز أعراض كورونا وكذلك نزلات البرد. يمكن أن تتسبب بعض أمراض الجهاز التنفسي في إنتاج البلغم والذي يؤثر بشكل كبير في طعم الفم.
تغير طعم الفم بعد الأكل
المذاق الحامضي بعد الأكل قد يكون علامة على ارتجاع المريء، وهو حالة مزمنة تؤثر في العضلة العاصرة للمريء. يسبب ارتجاع المريء تدفق أحماض المعدة إلى الحلق وقد تصل إلى الفم أيضًا، ما يجعل طعمه حامضًا، يمكن أن يسبب ارتجاع المريء أيضًا حرقة في المعدة وألمًا في الصدر وشعورًا حارقًا في الحلق.
تغير طعم الفم عند الاستيقاظ
عندما تنام يكون لديك كمية أقل من اللعاب لمنع سيلان اللعاب طوال الليل، ومع ذلك، فإن قلة اللعاب تسبب جفاف الفم ليلًا ما يؤدي إلى الطعم المر الذي تشعر به كل صباح.
إذا لم تكن معتادًا على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط قبل النوم، فقد يكون هذا السبب وراء تغير طعم الفم كل صباح لأن هذا يسمح لبقايا الطعام بالبقاء في فمك لساعات، ما يشجع نمو البكتيريا داخل فمك.
قد يحدث تغير طعم الفم أيضًا نتيجة الأسباب التالية:
سوء التغذية
يمكن أن يسبب سوء التغذية نقصًا في بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية التي تحتاجها براعم التذوق لتعمل بشكل صحيح. قد يؤدي النقص في العناصر الغذائية التالية إلى فقدان التذوق:
- فيتامين أ.
- فيتامين ب 6.
- فيتامين ب 12.
- الزنك.
- النحاس.
سوء نظافة الفم
عدم تنظيف الأسنان بشكل جيد ومنتظم خاصةً مع وجود تقويم الأسنان، يمكن أن يؤدي إلى تراكم البلاك والجير الذي قد يتسبب في التهاب اللثة والنزيف، وتغيير طعم الفم ليصبح مرًا أو معدنيًا.
جفاف الفم
وهي حالة تتميز بانخفاض إنتاج اللعاب. يعمل اللعاب في الطبيعي على التخلص من البكتيريا في الفم، في حالة جفاف الفم تلتصق البكتيريا بالأنسجة ما يؤدي إلى رائحة كريهة وتغير طعم الفم.
أمراض اللثة
التهاب اللثة يمكن أن يجعل طعم الفم متغيرًا أو معدنيًا، وقد يجعل رائحة الفم كريهة.
فطريات الفم
عادةً ما تسبب فطريات الفم واللسان طعمًا معدنيًا في الفم. تظهر هذه العدوى في صورة بقع بيضاء على اللسان أو الفم أو الحلق. تعد عدوى المبيضات (مرض القلاع الفموي) حالة شائعة بين الأشخاص الذين يرتدون أطقم الأسنان أو لديهم مناعة ضعيفة أو مرضى السكري.
ترتبط بعض العوامل أيضًا بتغير طعم الفم مثل:
- الشيخوخة: مع تقدمنا في العمر، يتضاءل عدد براعم التذوق. يبدأ 10000 من براعم التذوق التي ولدنا بها في الانخفاض مع الوصول لمرحلة منتصف العمر. تصبح براعم التذوق المتبقية أيضًا أقل في الحساسية، ما قد يسبب صعوبة التذوق أو تغير طعم الفم. يمكن أن يؤدي فقدان حاسة الشم الذي يحدث مع التقدم في العمر إلى تغير حاسة التذوق، كذلك تسبب عديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة أو علاجاتها تغير طعم الفم.
- التدخين: يمكن أن يؤثر التدخين في طعم الفم، إذ تعمل المواد الكيميائية الموجودة في السجائر على تغيير براعم التذوق.
ما هي الأمراض التي تسبب تغير طعم الفم؟
كما وضحنا سابقًا فإن أمراض الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد وكورونا تسبب تغير طعم الفم. قد تتسبب اضطرابات الجهاز العصبي أيضًا التي تؤثر في أعصاب الفم أو الدماغ، مثل: مرض باركنسون والتصلب المتعدد ومرض الزهايمر، في حدوث تغيير في طعم الفم.
يمكن لبعض اضطرابات الجهاز غير العصبي أن تغير طعم الفم، مثل:
- السرطان، خاصةً في أثناء العلاج.
- أمراض الكبد (التهاب الكبد ب، وهي عدوى فيروسية تصيب الكبد وتؤدي بطبيعة الحال إلى تغير نكهة الفم).
- أمراض الكلى.
في العموم، أي حالة طبية تؤثر في المخ أو الأنف أو الفم يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تغيير في براعم التذوق وطعم الفم.
تتضمن بعض الحالات الطبية الأخرى التي قد تؤدي لتلف الأعصاب والذي قد يؤثر في حاسة التذوق ما يلي:
- التهابات الأذن.
- ضعف العصب الوجهي.
كذلك قد يتغير طعم الفم بعد:
- عملية جراحية للأذن.
- إجراءات طب الأسنان.
- العمليات الجراحية للفم.
- صدمة الدماغ.
تغير طعم الفم بعد المضاد الحيوي
قد تغير بعض الأدوية براعم التذوق وتغير طعم الفم. الأدوية الأكثر شيوعًا التي تؤثر في حاسة التذوق هي المضادات الحيوية، وذلك من خلال زيادة جفاف الفم، ما يسبب نمو البكتيريا ويقلل من وظيفة براعم التذوق.
وإلى جانب المضادات الحيوية، قد يصاحب تعاطي الأدوية التالية تغير في طعم الفم:
- أدوية ضغط الدم المرتفع.
- بعض أدوية الاكتئاب.
- مضادات الفطريات والفيروسات.
- مضادات الهيستامين.
- مضادات الالتهاب.
- مضادات الذهان.
- أدوية الجهاز العصبي المركزي.
- مدرات البول.
- مرخيات العضلات.
- أدوية الغدة الدرقية.
هل تغير طعم الفم من علامات الحمل؟
قد يسبب تغير الهرمونات في أثناء الحمل في تغير حاسة التذوق أو طعم الفم، وقد يجعل الحامل لا تتذوق الأطعمة كما هي. يمكن أن تسبب هرمونات الحمل أيضًا طعمًا معدنيًا أو حامضًا في الفم حتى مع عدم تناول أي شيء.
على الرغم من أن تغير طعم الفم في أثناء الحمل يمكن أن يستمر طوال الأشهر التسعة بأكملها ، فإنه أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
قد يحدث تغير طعم الفم في أثناء الحمل أيضًا بسبب تناول فيتامينات الحمل أو الحديد أو مكملات الكالسيوم. يمكن أن تترك الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على النحاس أو الزنك أو الكروم طعمًا معدنيًا في الفم.
ما العلاقة بين تغير طعم الفم وجنس الجنين؟
لا توجد دراسة تؤكد أن هناك علاقة بين تغير طعم الفم وجنس الجنين، ويرتبط الأمر في العموم بتغير الهرمونات.
كيفية علاج تغير طعم الفم
عادةً ما يتضمن علاج تغير طعم في الفم الناتج عن حالة طبية مثل السكري أو التهاب الكبد أو الكورونا معالجة السبب الأساسي ورائه. يوصي الطبيب بالعلاج المناسب بعد سؤال المريض عن أعراضه وتاريخه الطبي وإجراء الاختيارات ومعرفة الأدوية التي يتناولها.
في معظم الحالات يمكن علاج تغير طعم الفم من خلال بعض العادات اليومية والغذائية ومنها:
- العناية المنتظمة بالأسنان، مثل التنظيف بالفرشاة والخيط مرتين يوميًا، وغسل اللسان أيضًا واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا.
- مضغ العلكة الخالية من السكر للحفاظ على حركة اللعاب في الفم.
- شرب كثير من السوائل طوال اليوم.
- تجنب عوامل الخطر لارتجاع الحامض المعدي، مثل تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة.
- الإقلاع عن التدخين.
إذا كان تغير طعم الفم ناجمًا عن أدوية فعادةً ما يزول الطعم الغريب بعد الانتهاء من الجرعة، وفي حالة ما كان الأمر يزعجك بشكل كبير فاستشر الطبيب لتغيير الدواء أو الجرعة.
بالنسبة للحالات الأكثر خطورة، مثل تلك التي تسبب تلفًا طويل الأمد للأعصاب، قد لا يستعيد المريض بالضرورة وظيفة براعم التذوق. في النهاية، يعتمد التعافي على مدى تلف الأعصاب.
هل التهاب الجيوب الأنفية يسبب تغير طعم الفم؟
نعم، التهاب الجيوب الأنفية من بين الأسباب المحتملة لتغير طعم الفم، فأي مشكلة تؤثر في حاسة الشم قد تؤثر في حاسة التذوق أيضًا.
تسبب التهابات الجيوب الأنفية خللًا في وظيفة الغدد المعروفة بغدد إبنر الموجودة في مؤخرة الفم، ما يسبب مذاقًا معدنيًا في الفم.
يرتبط التهاب الجيوب الأنفية أيضًا بإنتاج إفرازات مخاطية في نهاية الفم عند الحلق والذي قد يتسبب في رائحة كريهة أو طعمًا سيئًا في الفم.
في مجمل القول تغير طعم الفم ليس مرضًا في حد ذاته، ولكنه عرضًا لحالة مرضية أو مؤشرًا أنك ربما لا تعتني بأسنانك بالقدر الكافِ، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه أو يزول بعلاج الحالة ورائه، لذا من المهم إذا استمر أكثر من أسبوع استشارة طبيب الأسنان، وإذا كان السبب لا يتعلق بصحة الفم فسيحيلك لطبيب آخر لمعرفة السبب ورائه.
الأسئلة الشائعة
هل جرثومة المعدة تسبب تغير طعم مرارة في الفم؟
هل تغير طعم الفم خطير؟
مشاركة المقال