ما هو تأثير السكري على القلب وكيفية الوقاية منه؟
مشكلة السكري لا تكمن فقط في الأعراض التي يسببها على المدى القصير، ولكن عادةً ما تكون خطورته في التأثيرات التي يسببها على المدى الطويل والتي قد تطول كل أجهزة وأعضاء الجسم، وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن السكري هو أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك يمكن تجنب تأثير السكري على القلب من خلال الحفاظ على مستوى الجلوكوز ضمن النطاق الطبيعي واتباع نمط حياة صحي، وإذا كنت مريضًا بالسكري، فتابع قراءة السطور التالية لتتعرف إلى العلاقة بين السكري والقلب.
ما تأثير السكري على القلب؟
السكري هو مرض قابل للعلاج، ولكن إذا لم يكن مستوى الجلوكوز تحت السيطرة لفترة طويلة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب التي تتحكم في القلب، ما يعرض المريض لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة بما فيها مشكلات القلب والأوعية الدموية.
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى رأسها النوبات القلبية وفشل القلب، كذلك تظهر الإحصاءات أن 65٪ من مرضى السكري تتزايد لديهم معدلات الوفاة بسبب نوع من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
بشكل عام، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية يكون أكثر من الضعف لدى مرضى السكري.
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يتعرض مرضى السكري لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟ وللإجابة عن هذا السؤال، فإن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالحالات التالية والتي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب:
- ارتفاع ضغط الدم: ضغط الدم المرتفع من أهم عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والسكتة الدماغية. إذ يزيد من ضغط الدم على جدران الشرايين ويمكن أن يتلفها. يمكن أن تؤدي الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بشكلٍ كبير. أظهرت الدراسات وجود صلة بين مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية: غالبًا ما يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) وارتفاع الدهون الثلاثية، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.
- السمنة: البدانة عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية. تتزايد فرص السمنة لدى مرضى مقاومة الإنسولين، كذلك ترتبط السمنة بارتفاع ضغط الدم وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الأشخاص المصابون بمقاومة الأنسولين أو مرض السكري وواحد أو أكثر من عوامل الخطر السابقة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
ما تأثير انخفاض السكر على القلب؟
انخفاض مستوى السكر في الدم هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج بالإنسولين، وهو أمر لا يقل خطورة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم، وقد يكون مهددًا للحياة خاصةً إذا كان حادًا ولم يُعالج بشكل سريع.
يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم في نظام القلب والأوعية الدموية وقد يؤدي للإصابة بالمضاعفات التالية:
- احتشاء عضلة القلب.
- السكتة الدماغية.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الموت القلبي المفاجئ.
تحدث التأثيرات السابقة لأن نقص السكر الحاد في الدم يحفز الغدة الكظرية لتفرز مزيدًا من الـأدرينالين، والذي يتسبب في زيادة تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يزيد من نبضاته، وبالتالي، فإن عبء عمل القلب يزداد مؤقتًا ولكن بشكل ملحوظ، وهو ما قد يتسبب في عواقب وخيمة خاصةً لكبار السن.
أظهرت الدراسات أن انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل خطير يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية.
الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني والذين يعانون من نوبات نقص السكر في الدم الحاد هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الأوعية الدموية اللاحقة مثل:
- النوبة القلبية.
- السكتة الدماغية.
- أمراض الكلى.
- السرطان.
- أمراض الجهاز التنفسي.
ما أضرار ارتفاع السكر على القلب؟
يزيد مرض السكري من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية بنسبة أربعة أضعاف مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من السكري.
قد يتسبب مرض السكري إذا لم يتم التحكم فيه في الإصابة بمشكلات القلب التالية:
السكري وتصلب الشرايين
يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم إذا استمر فترة طويلة في إتلاف الأوعية الدموية للقلب، ويجعلها أكثر عرضة لتراكم اللويحات (رواسب من الكوليسترول والمواد الدهنية والخلايا) في جدران الشرايين وضيقها وانسدادها، ما يعيق تدفق الدم، الأمر الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين.
مرض الشريان التاجي
عندما تترسب اللويحات على جدران الشرايين بمرور الوقت، فإنها تسبب تضيقها ما يقلل من تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب، ما يُعرف بمرض الشريان التاجي، الأمر الذي يدفع القلب إلى محاولة النبض بشكل أسرع لضخ مزيدًا من الدم ما يضع عبئًا عليه وينتهي بضعف عضلة القلب.
إذا لم تُعالج الحالت السابقة وإذا تُرك السكر دون ضبطه فإن المضاعفات القلبية قد تصل إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحتى قصور القلب.
ما هي أمراض القلب الناجمة عن السكري؟
من انسداد الشرايين إلى قصور القلب يمكن أن يتسبب السكري خاصةً النوع الثاني منه إلى عديد من أمراض القلب والأوعية الدموية ومنها كما ذكرنا مرض القلب التاجي وتصلب الشرايين.
قد يتسبب السكري أيضًا في حالات مثل:
الذبحة الصدرية
هي ألم في الصدر أشبه بضغط قد يشعر به المريض في ذراعيه أو ظهره أو فكه أيضًا، وهي نوع من أمراض القلب التاجية التي تنجم عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب.
عدم انتظام ضربات القلب
وهي حالة يكون فيها معدل نبضات القلب غير منتظم، ويشعر فيها المريض إما أن قلبه يتخطى بعض النبضات،أو أنه ينبض بسرعة كبيرة للغاية فيعتبر مرض السكري سبب من أسباب ضربات القلب السريعة بدون مجهود، وقد يصل الأمر في أسوأ الأحوال إلى سكتة قلبية مفاجئة، فيتوقف القلب عن النبض.
النوبة القلبية
وهي حالة تنجم عن جلطة تتكون في الأوعية الدموية فتقطع تدفق الدم في شرايين القلب، وتتسبب في ألم في منتصف الصدر أو الجانب الأيسر منه، الجدير بالذكر أن مرضى السكري تتزايد لديهم مخاطر حدوث النوبة القلبية الصامتة (لا يصاحبها أعراض).
السكتة القلبية
وهي حالة تُعرف أيضًا بتوقف القلب المفاجئ، وفيه يتوقف القلب عن النبض نتيجة خلل في الإشارات الكهربائية فيه، وإذا لم يُسعف المريض بشكل سريع فإنها قد تؤدي إلى الوفاة.
قصور القلب
وفيها تصبح عضلة القلب ضعيفة فلا تضخ كمية كافية من الدم للجسم، وعندما لا يحصل الجسم على ما يحتاجه من الأكسجين فإن ذلك يتسبب في أعراض مثل:
- الشعور بالتعب والضعف.
- ضربات قلب سريعة جدًا أو غير منتظمة
- مشكلات التركيز.
- تورم في الساقين والكاحلين والقدمين.
- صعوبة في التنفس.
شاهد في الفيديو: أهم مشكلات القلب عند مرضى السكر | د. هاني توفيق- استشاري طب الحالات الحرجة للقلب والشرايين التاجية في مستشفيات أندلسية
اعتلال عضلة القلب السكري
إذا لم يتم التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم لفترة طويلة فقد ينتهي المريض بإصابته باعتلال عضلة القلب السكري، وهي حالة تصبح عضلة القلب فيها سميكة وصلبة، فلا تتمكن من العمل بكفاءة وضخ الدم إلى أجزاء الجسم، ما يتسبب في مشكلات في نبض القلب وقد يصل لفشل القلب في النهاية.
قد لا يصاحب اعتلال القلب السكري أي أعراض في البداية، ولكن مع تافقم الحالة قد تؤدي إلى:
- ضيق في التنفس، حتى عند الراحة.
- ألم صدر.
- السعال، خاصةً عند الاستلقاء.
- الشعور بالدوار أو الدوخة.
- الشعور بالضعف والتعب.
- تورم في الساقين أو الكاحلين أو القدمين.
كيفية الوقاية من أمراض القلب للمصابين بالسكري
إذا كنت مريضًا بالسكري فيمكن لبعض التغييرات البسيطة في نمط حياتك أن تحافظ على صحة قلبك وتقلل من فرص إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية، تشمل هذه التغييرات:
- اتباع نظام غذائي صحي: التغذية الصحية هي العامل الأساسي للتحكم في السكري، ولضبط مستويات الجلوكوز في الدم احرص على تناول وجبات تتضمن مزيدًا من الفواكه والخضراوات الطازجة والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة. كذلك يجب تجنب أو الحد من تناول الأطعمة الدسمة والمقلية والمصنعة والدهون المتحولة. يُوصى كذلك بشرب لترين من الماء يوميًا.
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة عامل خاطر أساسي للإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية، ومع الإصابة بالسكري، فقد تتضاعف مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لذا إذا كنت تعاني من وزن زائد، فاستشر طبيب أو اختصاصي تغذية لفقدان الوزن الزائد بطريقة آمنة. يساعد خفض الوزن أيضًا على خفض الدهون الثلاثية والسكر في الدم.
- ممارسة الرياضة: إذا كانت حالتك الصحية تسمح بممارسة الرياضة فاحرص على القيام بنشاط بدني معتدل مثل المشي السريع مدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا. النشاط البدني يزيد من استجابة الجسم للإنسولين (الهرمون المسؤول عن مساعدة الخلايا على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة).
- متابعة مستوى السكر في الدم: احرص على متايعة مستوى السكر في الدم يوميًا، وإجراء فحص السكر التراكمي كل ثلاثة أشهر تقريبًا؛ للتأكد أن مستويات السكر ضمن المعدل الطبيعي وأن العلاج الموصوف لك فعال.
- الحفاظ على ضغط الدم: عادةً ما يعاني مرضى السكري من ارتفاع ضغط الدم وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب لذا من المهم الحفاظ على مستوى الضغط ليكون أقل من 140/90 أو وفقًا لما يحدده الطبيب.
- التحكم في متسوى الكوليسترول في الدم: زيادة نسبة الكوليسترول من أهم مسببات تصلب الشرايين التي قد تؤدي في النهاية إلى نوبة قلبية، من المهم المتابعة مع الطبيب والالتزام بالخطة الغذائية والعلاجية للحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم.
- التوقف عن التدخين وتعاطي الكحول.
- السيطرة على التوتر.
هل السكر يضعف عضلة القلب؟
نعم، إذا لم يتم التحكم في السكر فترة طويلة فقد يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية وأعصاب القلب، وقد يصل في النهاية إلى ضعف عضلة القلب، وهي حالة لا يتمكن فيها من ضخ الدم بكفاءة إلى جميع أجزاء الجسم.
هل ارتفاع السكر يسبب سكتة قلبية؟
السكري من عوامل الخطر الأساسية للإصابة بسكتات القلب، وإذا تُرك فترة طويلة دون علاج فقد يؤثر في الإشارات الكهربائية للقلب ويؤدي إلى توقف القلب المفاجئ (السكتة القلبية).
اختصارًا لما سبق فإن تأثير السكري على القلب قد يكون خطيرًا ومهددًا للحياة إذا لم يلتزم المريض بالخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب وبعادات غذائية وحياتية صحية، ولا يعني ذلك أن أي مريض سكري سينتهي به الأمر بمشكلة قلبية فالسكري مثل أي مرض آخر يمكن التعايش معه، وتجنب مضاعفاته، فقط إذا كان المريض لديه الوعي الكافي للتعامل مع حالته وملتزمًا بالمتابعة الطبية المنتظمة.
الأسئلة الشائعة
هل ارتفاع السكر يزيد ضربات القلب؟
هل هبوط السكري يزيد ضربات القلب؟
مشاركة المقال