

على الرغم من كون حالة النوم القهري غير شائعة على عكس العديد من اضطرابات النوم الأخرى، إلا أن النوم القهري يؤثر على مئات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال والبالغين.
يمكن أن يساعد فهم الأنواع المختلفة من حالة النوم القهري، من حيث الأعراض والأسباب وكيفية علاجه، على مساعدة المصابين وأحبائهم على التعامل بشكل أفضل.
إذا ما هو النوم القهري وهل النوم القهري مرض نفسي وكيف يؤثر عليك؟ فاستمر في القراءة لمعرفة المزيد.
النوم القهري هو اضطراب يتسبب في تعطيل دورات النوم والاستيقاظ، لذلك يعاني المصابون من نعاس مفرط أثناء النهار، والذي ينشأ عندما يكون الدماغ غير قادر على إدارة الاستيقاظ والنوم بشكل صحيح.
يحدث النوم الطبيعي على مراحل، تكون حركة العين السريعة أثناء النوم (REM) في المرحلة الأخيرة، والتي تحدث عادةً بعد ساعة أو أكثر من النوم.
يكون نوم حركة العين السريعة غير منتظم في حالة النوم القهري، وغالبًا ما يبدأ بعد دقائق من النوم، وهو وقت أبكر بكثير من المعتاد.
بسبب التغيرات في الدماغ التي تضعف وظائف النوم، تحدث حركة العين السريعة بسرعة في المرضى الذين يعانون من النوم القهري. النعاس أثناء النهار والأعراض الأخرى الناتجة أيضًا عن هذه الاضطرابات.
هناك نوعان من النوم القهري، وفقًا للتصنيف الدولي لاضطرابات النوم، والنوع الأول يرمز له (NT1) والنوع الثاني يرمز له (NT2).
يكون الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي هو أحد الأعراض المرتبطة بـ NT1 "النوم القهري من النوع الأول".
لا يعاني جميع مرضى النوع الأول من هذا العرض ويمكن أن تكون المستويات المنخفضة من Hypocretin-1، وهو هرمون في الجسم يساعد في التحكم في اليقظة، علامة على الإصابة بالنوم القهري من النوع الأول.
يحدث النوع الأول عند عدد كبير من المرضى الذين يعانون من انخفاض مستويات هيبوكريتين -1، حتى لو لم يكن موجودًا في وقت التشخيص.
لا يعاني مرضى النوم القهري من النوع الثاني من فقدان التوتر المفاجيء للعضلات ويشترك الأشخاص المصابون بـ NT2 في العديد من الأعراض مثل أولئك الذين يعانون من NT1، لكن ليس لديهم مستويات منخفضة من هيبوكريتين -1.
إذا أصيب شخص مصاب بـ NT2 بالتجمد أو مستويات منخفضة من hypocretin-1 في وقت لاحق، فيمكن تغيير تشخيصه إلى NT1. يحدث هذا التحول في التشخيص في حوالي 10٪ من الحالات.
قد تظهر أعراض النوم القهري أثناء النهار والليل، فيما يلي العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا:
عدم استطاعة التحكم في العضلات الذي يحدث فجأة يؤثر حصريًا على الأشخاص الذين لديهم النوع الأول وليس الثاني.
يمكن أن يكون لأعراض النوم القهري آثار خطيرة على صحة المريض وحياته. يمكن أن تكون نوبات النوم والنعاس وفقدان حركة العضلات مهددة للحياة أثناء القيادة أو في سياقات أخرى إذ تكون السلامة أمرًا بالغ الأهمية، وبالتالي فإن الحوادث تعد مشكلة كبيرة.
يمكن أن يسبب النوم القهري مشاكل في المدرسة والعمل بشكل عام. فالنعاس وفقدان التركيز يمكن أن يضعف الأداء ويُساء تفسيره على أنه مشاكل سلوكية، خاصة عند الأطفال الصغار.
يعاني العديد من المصابون بالنوم القهري من العزلة الاجتماعية، كما يمكن أن يتركوا بدون مساعدة كافية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في الصحة العقلية ويكون له تأثير ضار على المدرسة والعمل والعلاقات.
تعتبر السمنة واضطرابات القلب والأوعية الدموية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والمخاوف النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابون بالنوم القهري.
يتميز النوع الأول من النوم القهري بموت الخلايا العصبية في الدماغ التي تنتج الهيبوكريتين، وهو ناقل عصبي ينظم اليقظة والنوم. ينخفض عدد الخلايا العصبية المنتجة للهيبوكريتين في الأشخاص المصابين بـ NT1 بنسبة 90٪ أو أكثر.
بعد تعرض الفرد لمحفز خارجي، قد يخضع وراثيًا لأحد اضطرابات المناعة الذاتية لهذه الخلايا العصبية.
وفقًا لبعض البيانات، تتغير مستويات NT1 بشكل موسمي، ربما بسبب فيروس الأنفلونزا.
أحد التفسيرات حول أسباب الإصابة ب NT1 هو أن محفز خارجي يحفز جهاز المناعة، مما يجعلها تهاجم الخلايا العصبية المنتجة للهيبوكريتين في الدماغ. ومع ذلك، نادرًا ما يحدث تفاعل المناعة الذاتية، إلا أنه ليس السبب الرئيسي، فوفقًا لدراسات أخرى، فإن أغلب الأفراد المصابين بـ NT1 لديهم طفرة جينية.
تكون عوامل الخطر للنوع الثاني من النوم القهري والمضاعفات غير مفهومة تمامًا. على الرغم من أن بعض الخبراء يفترضون أن النوع الثاني هو مجرد اعتلال للخلايا العصبية المنتجة للهيبوكريتين لكنه أكثر اعتدالًا، ذلك لأن المرضى الذين يعانون من NT2 نادرًا ما يعانون من نقص هذه المادة الكيميائية.
يعتقد البعض الآخر أن NT2 هو في الغالب مقدمة لـ NT1، ومع ذلك لم يتطور النوع الثاني إلا في حوالي 10 ٪ من الأشخاص الذين تم تشخيصهم لأول مرة بـ NT2.
على الرغم من أن NT2 تم ربطه بالعدوى الفيروسية في بعض الحالات، إلا أن غالبية الحالات لم تعاني من أي عدوى فيروسية.
يتطلب تشخيص النوم القهري فحصًا شاملاً من قبل أخصائي من ذوي الخبرة في هذه الحالة. يمكن أن يخطئ تشخيص النوم القهري لسنوات بسبب ندرته واحتمال أن تُنسب الأعراض إلى أسباب أخرى.
تعتبر دراسة الأعراض والتاريخ الطبي الخطوة الأولى في عملية التشخيص. تساعد هذه المرحلة الطبيب في فهم أفضل لعادات نوم المريض بالإضافة إلى طبيعة المرض.
غالبًا ما يشارك أفراد الأسرة في العديد من الحالات، خاصةً مع الصغار، من أجل توفير المزيد من المعرفة فيما يتعلق بأعراض المريض.
يمكن اختبار النوم القهري واضطرابات النوم من خلال مقياس إبوورث للنعاس (ESS) وهو اختبار يعتمد على الإدراك الذاتي للمريض لأعراضه.
قد يلزم إجراء فحص شامل تسجل فيه المستشعرات نشاط المخ والجسم، والمعروف باسم تخطيط النوم (PSG). يتم إجراء هذا النوع من أبحاث النوم في منشأة متخصصة طوال الليل.
اختبار آخر يتضمن أخذ خزعة من السائل النخاعي (CSF) وتحديد مستوى الهايبوكريتين فيه. يتم استخدام البزل النخاعي، المعروف غالبًا باسم البزل القطني، للقيام بذلك.
تعتبر مستويات الهيبوكريتين المنخفضة من أعراض NT1 وتساعد على تمييزه عن NT2.
العلاجات السلوكية هي أحد أنواع العلاج التي يمكن تنفيذها في الروتين اليومي للأفراد المصابون بالنوم القهري، ويتم ذلك بواسطة:
بالإضافة إلى ما سبق نوضّح لكم أنّّه يمكن المساعدة على التحكم في النوم القهري عن طريق العلاج السلوكي، أو قد يصف الطبيب الأدوية المنشطة التي تحتوي على مادة الأرمادوفينيل.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.