ما أسباب الكحة عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجها؟
الكحة من المشكلات الشائعة عند الأطفال خاصةً من هم أقل من خمس سنوات، وتُعد عدوى الجهاز التنفسي هي السبب الأكثر شيوعًا لها، وعلى الرغم أن السعال قد يتكرر على فترات قريبة، وقد يستمر لعدة أيام، فإنه نادرًا ما يكون علامة على حالة خطيرة، وفي كثير من الأحيان قد يختفي من تلقاء نفسه مع الرعاية السريرية ودون علاج، وسنتعرف من خلال المقال إلى أهم أسباب الكحة عند الأطفال، وطرق علاجها، ومتى تصبح خطيرة.
ما أسباب الكحة عند الأطفال؟
الكحة هي عرض شائع لعديد من المشكلات الصحية وعلى رأسها نزلات البرد والتهاب الحلق، ويُصاب الأطفال بالسعال عدة مرات على مدار العام وتزداد حدته في فصل الشتاء أو عند التعرض لمهيجات، وبصفة عامة فإن السعال هو رد فعل صحي يساعد الطفل على التخلص من المواد الغريبة والمهيجات والميكروبات من الشعب الهوائية، ويحدث السعال عند الأطفال لعدة أسباب، والتي تشمل:
عدوى بكتيرية
قد يحدث السعال أحيانًا بسبب عدوى بكتيرية في الحلق أو الصدر، وعادةً ما يعاني الأطفال الصغار من 6 إلى 12 عدوى في الجهاز التنفسي العلوي كل عام. كذلك قد يعاني الأطفال من السعال الديكي وهو مرض تنفسي شديد العدوى تسببه بكتيريا Bordetella pertussis ،والتي تؤثر في الرئتين والممرات الهوائية وتؤدي إلى سعال شديد ومتواصل، ما يجعل التنفس أكثر صعوبة وتنتهي نوبات السعال بصوت أقرب لصياح الديك والذي يحدث في أثناء محاولة الطفل لأخذ نفس عميق.
عدوى فيروسية
السعال عرض شائع لنزلات البرد والإنفلونزا والتي تحدث بسبب عدوى فيروسية، كذلك قد يُصاب الطفل بالسعال نتيجة التهاب القصيبات وهي عدوى فيروسية شائعة في الصدر، ويعتبر الخناق من أنواع العدوى الفيروسية التي قد تسبب السعال في الأطفال الصغار (عادةً أقل من ثلاث سنوات) وفيه تتضخم الحنجرة والقصبة الهوائية ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، ويبدأ بأعراض شبيهة بالبرد ثم يليها سعال نباحي ويصبح صوت الطفل خشنًا ويصدر صوتًا حادًا عند التنفس. قد يعاني بعض الأطفال من سعال جاف مستمر لمدة 3 أسابيع بعد الإصابة بعدوى فيروسية.
الربو
إذا كان الطفل يعاني من مرض الربو، فقد تلتهب رئتيه والشعب الهوائية بسهولة عند الإصابة بنزلة برد أو عند استنشاق أشياء مثل حبوب اللقاح أو الغبار، والتي تسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي ونوبة من السعال المصحوبة بصفير، وتزداد نوبة الربو سوءًا ليلًا وفي أثناء ممارسة الرياضة وقد تعيق الطفل عن ممارسة أنشطته اليومية.
التعرض للدخان
قد يتسبب استنشاق دخان السجائر وأبخرة الطهي في إصابة الطفل بالسعال حتى لو كان بصحة جيدة.
التهاب الجيوب الأنفية
في كثير من الأحيان تسبب حساسية الجيوب الأنفية سعالًا مستمرًا، بالإضافة إلى حكة والتهاب في الحلق، أو سيلان الأنف، أو طفح جلدي، وتتهيج الجيوب الأنفية عند تعرض الطفل لحبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات، أو الغبار أو عند تناول بعض الأطعمة.
توسع القصيبات
إذا كان الطفل يعاني من سعال مستمر مصحوبًا ببلغم لأكثر من 4 أسابيع فقد يشير هذا لإصابته بتوسع القصيبات، وهي حالة خطيرة يجب الانتباه لها فقد تؤدي إلى تلف دائم في الرئتين إذا لم تُعالج.
استنشاق جسم غريب
السعال أو الاختناق الذي يبدأ فجأة في أثناء تناول الطعام أو وقت اللعب قد يكون بسبب الطعام أو استنشاق جسم غريب.
ارتجاع الحامض المعدي
وفيه يُصاب الطفل بالسعال الذي يكون مصحوبًا في بعض الأحيان بقيء ويمكن تمييزه ببعض الأعراض مثل البصق المتكرر، وشكوى الطفل من مذاق سيء في فمه، وحرقة في الصدر.
ما أنواع الكحة عند الأطفال؟
عادةً ما يُوصف السعال بأنه رطب أو جاف، والسعال الرطب هو الذي يكون مصحوبًا ببلغم، بينما لا يصاحب السعال الجاف خروج بلغم ويصدر صوتًا أكثر حدة، ويُوجد عدة أنواع من السعال، والتي تشمل:
السعال النباحي
يحدث نتيجة تورم مجرى الهواء العلوي، ويكون مصحوبًا بصوت أقرب للنباح، وعادةً ما يحدث بسبب الخناق كما ذكرنا، ولأن الأطفال تكون لديهم ممرات هوائية أصغر فإن تورمها يسبب ضيق في التنفس، فيصدر الطفل صوتًا في أثناء التنفس. قد يبدأ السعال الناتج عن الخناق فجأة، وغالبًا في الليل.
السعال الديكي
كما ذكرنا يحدث السعال الديكي نتيجة عدوى بكتيرية تصيب الشعب الهوائية والرئتين. يعاني الطفل المصاب بالسعال الديكي من نوبات من السعال المتتالي دون أن يتمكن من التنفس فيما بينها. في نهاية نوبة السعال، سوف سيحاول الطفل أخذ نفسًا عميقًا ما يصدر صوت أقرب لصياح الديك، ويكون السعال الديكي مصحوبًا بأعراض مشابهة للبرد مثل سيلان الأنف، والعطس، والحمى الخفيفة. قد يحدث السعال الديكي في أي عمر، ولكنه يكون أكثر حدة عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد والذين لم يحصلوا على لقاح السعال الديكي.
السعال مع الصفير
إذا أصدر الطفل صوت صفير عند الزفير، فقد يعني ذلك أن الممرات الهوائية السفلية في الرئتين متورمة. قد يحدث هذا مع الربو أو التهاب القصيبات الفيروسي. يمكن أن يحدث الأزيز أيضًا في حالة انسداد مجرى الهواء السفلي بواسطة جسم غريب، إذا بدأ الطفل في السعال بعد استنشاق شيء مثل الطعام أو لعبة صغيرة فيجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم دخول شيء لمجرى الهواء.
السعال الليلي
يزداد السعال سوءًا في الليل عندما يكون الطفل مصابًا بنزلة برد، إذ يتسبب نوم الطفل في تصريف المخاط من الأنف للحلق وممرات الهواء، ما يسبب السعال، لذا يُفضل رفع رأس الطفل بالوسائد في أثناء النوم. يمكن أن يؤدي الربو أيضًا إلى السعال الليلي لأن الممرات الهوائية تميل إلى أن تكون أكثر تهيجًا ليلًا.
سعال النهار
قد يتسبب الهواء البارد في زيادة حدة السعال في أثناء النهار، خاصةً في فصل الربيع إذا يكون الهواء محملًا بالغبار والأتربة وحبوب اللقاح التي تثير نوبات الحساسية والربو.
سعال مصحوب بحمى
قد يكون السعال مصحوبًا بحمى خفيفة وسيلان أنف في نزلات البرد، أما إذا كان السعال مصحوبًا بحمى تصل إلى 39 درجة مئوية أو أعلى فقد يكون الطفل مصابًا بالتهاب رئوي، والذي يكون مصحوبًا أيضًا بضعف عام وتنفس سريع وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب فورًا.
السعال مع القيء
غالبًا ما يسعل الأطفال كثيرًا لدرجة قد تتسبب في حدوث رد فعل بلعومي، ما يجعلهم يتقيئون، كذلك قد يتقيأ الطفل المصاب بسعال إذا تسرب كثير من المخاط إلى المعدة فيسبب له الشعور بالغثيان والقيء، وهي حالة لا تستوجب القلق ما لم يتوقف القيء، وقد يكون السعال عرضًا لارتجاع المريء كما ذكرنا فيصاحبه قيء متكرر.
السعال المستمر
قد يستمر السعال الناجم عن نزلات البرد لأسابيع، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من نزلة برد تلو الأخرى. كذلك قد يتسبب الربو أو الحساسية أو الالتهاب المزمن في الجيوب الأنفية أو عدوى الشعب الهوائية أيضًا في حدوث سعال مستمر، إذا استمر السعال لمدة ثلاثة أسابيع فيجب التواصل مع الطبيب.
ما علاج الكحة عند الأطفال؟
يمكن التخلص من السعال عن طريق علاج السبب ورائه، وتحدث معظم حالات السعال بسبب العدوى الفيروسية والتي تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين مع الراحة والرعاية السريرية وتناول السوائل بوفرة. وفي حالة العدوى الفيروسية، لن يصف الطبيب المضادات الحيوية والتي تُوصف فقط إذا كان السبب وراء السعال هو عدوى بكتيرية، ولا يجب إعطاء أدوية السعال للأطفال دون 4 سنوات، وقد تساعد بعض الوصفات والنصائح في علاج الكحة للاطفال و تخفيف حدة سعال، والتي تشمل:
- حمام البخار: يساعد الهواء الرطب على فتح مجرى الهواء، وتقليل لزوجة المخاط ما يساعد بدوره على تقليل حدة السعال، ويساعد الطفل على التنفس، يمكن ملء حوض الاستحمام بالماء الساخن مع غلق الحمام وتعريض الطفل للهواء الدافئ لمدة 20 دقيقة، مع الحرص على عدم تعريضه بعدها لتيارات هوائية حتى لا يُصاب بنزلات برد. يساعد حمام البخار الأطفال المصابين بالخناق أو الربو بصفة خاصة في التنفس بشكل طبيعي.
- تناول السوائل بوفرة: تساعد السوائل على تقليل لزوجة المخاط، كما تعمل المشروبات الدافئة على فتح مجرى الهواء وتهدئة تشنجات الشعب الهوائية، ويُنصح بتقديم الشوربة الدافئة والمشروبات مثل التيليو والينسون لتهدئة السعال عند الأطفال في الليل، وتجنب مشروبات مثل الصودا وعصير البرتقال والتي قد تزيد من التهاب الحلق الناجم عن السعال، وقد يساعد تناول الماء الدافئ المضاف له العسل الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا على تهدئة السعال.
- مسكنات الألم والأدوية الخافضة الحرارة: إذا كان السعال مصحوبًا بحمى فيمكن إعطاء الطفل الأدوية الخافضة للحرارة التي لا تحتاج وصفة طبية مثل الباراسيتامول، والتي تساعد على تقليل الألم المصاحب لنزلات البرد أيضًا.
- كريم المنثول: يمكن استخدام كريم المنثول (الفيكس) كدهان موضعي على منطقة الصدر والظهر، إذ يساعد المنثول على فتح مجرى التنفس، ولا يُنصح بهذه الطريقة للأطفال دون ثلاث سنوات.
قد تساعد أدوية السعال على تخفيف حدة الكحة ولكنها لن تعالج السبب ورائها، وفي حالة استخدام دواء السعال دون وصفة طبية يجب مراجعة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة الجرعة والتأكد أنها آمنة على الطفل. إذا كان الطفل مريضًا بالربو أو حساسية الجيوب الأنفية فقد يساعد الحفاظ على المنزل خاليًا من الغبار والدخان على تقليل حدة النوبات، وقد يصف الطبيب موسعات الشعب أو الأدوية التي تحتوي على كورتيزون للأطفال وفقًا لحالتهم والسبب وراء السعال.
متى تكون الكحة خطيرة عند الأطفال؟
متى يكون السعال خطيرا؟ على الرغم أن السعال عرض شائع وقد لا يشير لحالة طبية خطيرة في معظم الأوقات فإنه قد يكون خطيرًا في بعض الحالات، وإذا ظهرت على الطفل بعض الأعراض يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا، وهذه الأعراض تشمل:
- صعوبة في التنفس.
- تنفس سريع عن المعتاد.
- لون أزرق داكن على الشفاه أو الوجه أو اللسان.
- حمى شديدة (خاصةً إذا كان الطفل يسعل ولكن ليس لديه سيلان أو انسداد في الأنف).
- إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر، ويعاني من السعال المتواصل.
- إذا كان الطفل يصدر صوت "ديكي" عند التنفس بعد السعال.
- إذا صاحب السعال خروج دم.
- إذا كان التنفس مصحوبًا بصرير أو صفير.
ختامًا، فإن الكحة عند الأطفال ليست حالة مدعاة للقلق طالما أنها ليست مصحوبة بضيق تنفس أو الأعراض التي ذكرناها في المقال، أما إذا كان الطفل يعاني من نوبات سعال متكررة وتستمر لفترة طويلة دون سبب واضح فيجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب ورائها وعلاجه.
مشاركة المقال