

إن الفصام أو ما يُطلق عليه الشيزوفرينيا(Schizophrenia) هو اضطراب عقلي مزمن وخطير يفسر فيه المريض الأحداث بشكل لا يمت للواقع بصلة، يصفه بعض الأطباء أنه أحد أنواع الذهان (Psychosis).
يصيب الفصام 1 من كل 300 شخص حول العالم، وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب ليس شائعاً مثل باقي الأمراض النفسية، لكنه يؤثر على تفكير المريض وتصرفاته وطرق تعبيره عن مشاعره وإدراكه للواقع.
يبدأ هذا المرض غالبًا في أواخر فترة المراهقة أو العشرينيات خاصةً عند الرجال، ولوحظ أنه يصيب النساء في سن أكبر قليلاً أي غالباً في مرحلة أوائل العشرينيات والثلاثينيات من العمر.
يؤدي الفصام إلى إعاقة مزمنة في نمط حياة المريض، يجعل تفكيره مزيج من الهلوسات والأوهام، ويتطور ذلك إلى سلوك مضطرب يُضعِف الأداء اليومي، ويعيق الحياة العائلية والعاطفية والمهنية.
تعددت المسميات للأمراض النفسية وكثُرت؛ ما جعل الناس يخلطون بينها ويرددون على مسامع الأطباء التساؤلات لمعرفة الفروقات بين ما يسمعون من مسميات طبية دارجة، نجيبهم أنه لا يوجد فرق بين الفصام والانفصام في الشخصية والشيزوفرينيا كلاهم يعبر عن ذات المرض أو الاضطراب الذي نتحدث عنه في مقالنا اليوم.
إنها مرحلة ما قبل التشخيص، تبدأ فيها الأعراض لأول مرة وقبل حدوث الذهان الكامل، تستمر هذه المرحلة أيامًا أو أسابيع أو حتى سنوات، ويكون من الصعب إدراك ما يحدث دون زيارة الطبيب، تشمل أعراض المرض المبكرة في هذه المرحلة ما يلي:
نرى أن أعراض الفصام في هذه المرحلة تتشابه مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، ما يجعل تشخيص المرض في بدايته أمراً صعباً.

يضم الفصام تحت مسماه العديد من المشكلات المتعلقة بالتفكير والوعي والإدراك والسلوك والعواطف، يمكن وصف الأعراض بالنوبات، فهي تتفاوت بين مريض وآخر في شدتها وعدد مرات تكرارها.
تشمل أعراض الفصام عدة فئات أساسية نذكرها لكم في السطور التالية.
لا تدل كلمة إيجابية على حدوث شيء جيد عند هؤلاء المرضى، بل إنها مؤشر على ظهور أعراض غير طبيعية لم تكن موجودة عندهم من قبل، والتي تشمل:
يوجد أعراض تُظهِر أن المريض لا يستطيع التفكير بوضوح أو التصرف كما يجب، مثل:
يعاني المريض أيضاً من أعراض معرفية للفصام، إذ يواجه مشكلات في فهم المواقف والأصوات والمشاعر اليومية ويفقده ذلك القدرة على اتخاذ القرارات أو رد الفعل الطبيعي.
يشرح الأطباء كلمة "سلبية" بغياب السلوكيات الطبيعية لدى هؤلاء المرضى، والتي تتمثل فيما يلي:
خلافًا للاعتقاد السائد، إن مريض الفصام لا يعاني من انقسام أو تعدد في الشخصية. إنه يتخيل العالم على شكل مزيج بين الأفكار والصور والأصوات التي تُحدِث إرباكاً له.
يتخيل هذا المريض ويعيش تجارب وأحاسيس لا يمكن للآخرين إدراكها أو عيشها، ومع ذلك بالنسبة له إنها حقيقية وعاجلة، فقد يرى الصور المشوهة أو الشياطين أو فراق شخص عزيز أو الأشياء المركبة على أشخاص يعرفهم أو أشياء حقيقية وموجودة.
تنتج خيالات مريض الفصام مما يطلق عليه الهلوسة البصرية وهي إحدى التجارب التي يعيشها وحده دون أن يدرك ما يحدث له.
ينطوي الفصام على اضطراب الذهان مثلما ذكرنا، وهو أحد أنواع الأمراض العقلية التي لا يستطيع المريض التمييز بين الحقيقة والخيال فيفقده ذلك الاتصال بالواقع من حوله، لذا في أثناء نوبة الفصام لا يستطيع الشخص التمييز بين التجارب الحقيقية والتجارب غير الواقعية التي تكون حبيسة تفكيره وحده.
يتميز مريض الفصام أيضاً بالتفكير غير المنطقي أو الواقعي، وتختلف طرق التفكير بين المرضى على حسب شدة الأعراض لديه وتأثير الهلوسة عليه.
لم يتوصل العلماء لسبب دقيق يفسر حدوث وتطور هذا المرض، إلا أن البعض ذكر احتمالية تكاتف العوامل الجينية والطفرات الوراثية مع الأسباب البيئية والأزمات النفسية والاجتماعية لجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالنوبات وتغيير مسار حياتهم.
تشير بعض الأبحاث لأن حدوث التهابات فيروسية، والتعرض لبعض السموم، مثل: الماريجوانا قد يؤدي إلى تطور اضطراب الفصام لدى الأشخاص الذين لديهم طفرات جينية معينة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة به.
كما يربط العلماء ظهور هذا المرض في أثناء سنوات المراهقة والشباب بالتغيرات الهرمونية والجسدية في هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن تناول الأدوية بطرق غير مشروعة، مثل: الأمفيتامينات أو الكوكايين قد يكون أحد محرضات النوبة الذهانية.
عدم معرفة السبب الحقيقي يجعل سبل الوقاية والعلاج ضعيفة، ولكن تساعد بعض العلاجات التي يستخدمها الطبيب من تحسين الأعراض وتقليل تكرارها، وتشمل هذه الطرق:
قد يكون التشخيص والعلاج معقدًا بسبب تعاطي المخدرات، إن الأشخاص المصابون بالفصام أكثر عرضة للإدمان وسوء استخدام الأدوية، وإذا لاحظ الطبيب على الشخص علامات الإدمان، يجب أن يعالج الإدمان أولاً ومن ثم يبدأ بمعالجة الفصام.
يساعد ريدون Ridon أو هالدول Haldol على علاج الفصام ونوبات الذهان، وقد استخدما لسنوات طويلة للسيطرة على الأعراض.
تختلف شدة مرض الفصام من شخص لآخر، ويعاني بعض الأشخاص من نوبة واحدة فقط، بينما يعاني البعض الآخر من العديد من النوبات خلال حياتهم ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي لحد ما، ولكن من المؤكد أن استشارة الطبيب مبكراً يحمي المريض من حدوث النوبات وتأثيرها عليه وعلى من حوله بشكل كبير، لذا لا تتردد باستشارته عند ملاحظة أي عرض غير طبيعي أو رد فعل غير واقعي لدى ولدك أو أحد أحبائك؛ لأن بدء العلاج في أقرب وقت ممكن بعد حدوث النوبة الأولى من الذهان خطوة مهمة نحو الشفاء.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.