ما الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب؟
يراود حلم الأمومة الصغيرات منذ نعومة أظافرهن، فتحمل الفتاة دميتها بين ذراعيها وتعتني بشؤونها برضا وحب، إرضاءً لفطرة الأمومة بداخلهن، وما أن تصبح الجميلة زوجةً تبدأ في الإعداد لاستقبال الضيف الجديد، فإذا تأخر الحمل قليلًا ساور الزوجان القلق، وبدأ البحث عن الأسباب وطرق العلاج المختلفة، ويأتي على رأسها طرق التلقيح الصناعي بأنواعه، فما هي هذه الطرق، وما الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، ومتى نلجأ إليهما، هذا ما سنوضحه في هذا المقال.
ما الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب؟
يحدث الحمل بصورة طبيعية متناغمة، حينما تلتقي آلاف الحيوانات المنوية ببويضة واحدة، ينتجها أحد المبيضين لدى الزوجة في الثلث الخارجي من قناة فالوب، يتبعها انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم، لتنمو وتصبح جنينًا بعد 9 أشهر من هذه الخطوة.
هذا في ما يعرف بالحمل الطبيعي، فإذا كان هناك ما يتعارض مع حدوث هذه الخطوات بصورة منطقية، جاء دور الوسائل المساعدة للإنجاب Assisted reproductive technology- ART)، ومن أشهر هذه الوسائل:
- عمليات الحقن المجهري.
- تقنية أطفال الأنابيب.
ينتمي الحقن المجهري وأطفال الأنابيب كلاهما إلى طرق التخصيب الصناعية، التي تحدث خارج الرحم على عدة خطوات، فبينما تتعرض البويضة لآلاف من الحيوانات المنوية لتلقحها في المعمل في أثناء إجراء طفل الأنابيب، يحقن الطبيب حيوان منوي واحد يختاره بعناية في البويضة المنشودة في ما يعرف بالحقن المجهري. لذا يمكن القول أن الحقن المجهري هو الإجراء الأكثر تطورًا لتقنية أطفال الأنابيب التقليدية، وسنعرض في الفقرات التالية الفرق بينهما بشيء من التفصيل.
ما هو الحقن المجهري؟
الحقن المجهري (Intracytoplasmic Sperm Injection- ICSI) هو أحد طرق التخصيب الصناعي كما ذكرنا، وفيه يحقن الطبيب أفضل الحيوانات المنوية جودةً داخل البويضة مباشرةً في معمل خاص مجهز لذلك.
يزرع الطبيب بعد ذلك البويضة الملقحة داخل رحم الزوجة، لتبدأ في النمو بشكلٍ طبيعي مكونةً الجنين.
متى نلجأ للحقن المجهري؟
يساعد إجراء الحقن المجهري عمومًا في علاج الحالات التي يرجع سبب التأخر الإنجاب فيها إلى الرجل، فنجد له نتائج جيدة مع الحالات التالية:
- ضعف جودة الحيوانات المنوية، أو وجود صعوبة في حركتها، فلا تتمكن من التلقيح بصورة طبيعية.
- نقص عدد الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ.
- عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق جدار البويضة.
- وجود أجسام مضادة تهاجم الحيوانات المنوية.
- عدم قدرة الحيوان المنوي على البقاء على قيد الحياة داخل عنق الرحم.
- فشل سابق في عملية التلقيح الصناعي عبر أطفال الأنابيب.
- الرغبة في تلقيح البويضات المجمدة.
- تجاوز الزوجة عمر ال35 عامًا ورغبتها في الإنجاب.
يناسب الحقن المجهري علاج مشكلات تأخر الحمل بسبب الزوج إذا كان يعاني من:
- صعوبة القذف.
- انسداد القنوات التناسلية لدى الرجل، ما يمنع خروج الحيوانات المنوية.
- القذف المرتجع، وفيه تعود الحيوانات المنوية للمثانة بدلً من خروجها في مسارها الطبيعي.
ما نسبة نجاح الحقن المجهري؟
تختلف نسبة نجاح عمليات الحقن المجهري نتيجة عدة عوامل، مثل: سبب صعوبة الإنجاب، وعمر الزوجة، وخبرة الطبيب المشرف على الإجراء، لكن عمومًا يمكن القول أن الحقن المجهري يتمتع بنسبة نجاح تتراوح بين 60%-80%.
ما مميزات وعيوب الحقن المجهري؟
تتمتع إجراءات التلقيح الصناعي مثل أطفال الأنابيب والحقن المجهري بالعديد من المزايا منها:
- تحقيق حلم الأبوة لدى الرجال الذين يعانون قلة أو انعدام إنتاج الحيوانات المنوية.
- زيادة فرصة الإنجاب لدى الزوجين السابق تعرضهما لفشل عملية أطفال الأنابيب.
- تحسين ورفع احتمالية الحصول على جنين سليم حال الاعتماد على البويضات المجمدة للزوجة.
نجد على الجانب الآخر، أن الحقن المجهري قد يمتلك بعض العيوب، مثل:
- ارتفاع تكلفة عمليات الحقن المجهري وما يسبقها من تحضيرات، وتناول الكثير من الأدوية المنشطة، وأدوية تثبيت الجنين بعد غرس البويضة.
- استهلاك الكثير من الوقت لتكرار زيارات الطبيب، وإجراء التحاليل المختلفة والفحص بالموجات الصوتية للاطمئنان على نمو البويضة المخصبة.
- إمكانية الحمل بأكثر من جنين، وتأثير ذلك على نمو الطفل بشكل سليم وحصوله على التغذية المناسبة، وكذلك أضرار هذا الوضع على صحة الأم، فالحمل بأكثر من جنين يرفع نسبة حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة.
كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟
يحتاج الأمر مدة تتراوح من 4-6 أسابيع لإتمام عملية الحقن المجهري، بدايةً من تجميع البويضات والحيوانات المنوية حتى غرس البويضة الملقحة داخل الرحم، يتبعها إجراء تحليل الدم لتأكيد حدوث الحمل من عدمه.
ما هو أطفال الأنابيب؟
نقصد بأطفال الأنابيب (In vitro Fertilization - IVF) الجمع بين عدد كبير من الحيوانات المنوية وعدة بويضات خارج الجسم في مختبر خاص، والانتظار حتى يحدث التلقيح وتكون عدة أجنة، ثم ينقل واحد أو اثنين منهما إلى داخل الرحم ليواصل نموه.
ما نسبة نجاح أطفال الأنابيب؟
يعتمد نجاح أطفال الأنابيب وكذلك الحقن المجهري على عوامل عدة، مثل:
- سبب تأخر الإنجاب.
- حالة البويضة.
يلعب كذلك عمر الزوجة دورًا كبيرًا في نجاح الإجراء فنجد مثلًا:
- تصل نسبة نجاح طرق التلقيح الصناعي في عمر 35 إلى 40%
- من سن 35 إلى 37 عامًا تصل إلى 31%
- من سن 38 إلى 40 تقارب 21 %
- من سن 43 أو أكبر تنخفض إلى 5% .
متى نلجأ لتقنية أطفال الأنابيب؟
تلائم هذه الطريقة الزوجين الراغبين في الإنجاب مع وجود مانع عند الزوجة، يتعارض مع إتمام التلقيح بصورة طبيعية كما في الحالات التالية:
- انسداد قنوات فالوب لدى الزوجة، فيعجز الحيوان المنوي عن الوصول للبويضة وتلقيحها.
- عدم انتظام التبويض، أو إنتاج الزوجة عدد قليل من البويضات.
- وجود أجسام مضادة تهاجم البويضات أو لحيوانات المنوية.
- إصابة الزوجة ببطانة الرحم المهاجرة، ما يتعارض مع عمل المبيض والرحم وقنوات فالوب ويؤثر عليهم.
- وجود أورام ليفية في الرحم، ما يمنع انغراس البويضة الملقحة في بطانته.
- الخوف من انتقال بعض الأمراض الوراثية من الأباء إلى الأبناء.
- تأخر غير مبرر للإنجاب دون وجود سبب عند الزوجين.
تعرفي على أفضل أطباء النساء والتوليد في مصر
ما الخطوات التي يمر بها الحقن المجهري وأطفال الأنابيب؟
تمر هذه الإجراءات بالترتيب ذاته كما سنرى:
- التحفيز الهرموني للمبايض عبر حقن أدوية الخصوبة.
- الحصول على البويضات من الزوجة عند وصولها للحجم المناسب تحت تأثير التخدير الموضعي.
- لقاء الحيوانات المنوية بالبويضات في المعمل حال استخدام تقنية أطفال الأنابيب، وحقن كل بويضة بحيوان منوي واحد عند استخدام الحقن المجهري.
- الانتظار مدة 2-5 أيام حتى يتكون عدد من الأجنة.
- نقل جنين أو اثنين على الأكثر داخل رحم الزوجة، يمكن الاحتفاظ بالأجنة الأخرى عبر التجميد لاستخدامها في المستقبل.
- إجراء اختبار دم لقياس نسبة هرمون الحمل بعد أسبوعين من نقل الأجنة للتأكد من نجاح الحمل.
إذا أظهرت التحاليل إيجابية الحمل: يجب إجراء فحص بالموجات الصوتية للتأكد من ثباته ونموه بمعدل طبيعي.
إذا أظهرت التحاليل عدم حدوث حمل: ستأتي الدورة الشهرية للزوجة في ميعادها، ويمكنها بعدها التفكير في تكرار التجربة أو تأجيلها.
إذا قرر الزوجان تجميد الأجنة، يمكنهم التكرار دون الحاجة إلى تحفيز المبيض مرة أخرى.
ما الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في المضاعفات؟
يتمتع الحقن المجهري وأطفال الأنابيب كلاهما بقدر كبير من الآمان، إلا أن شأنهما ككل الإجراءات العلاجية الأخرى، قد تنتج عنهما بعض المضاعفات مثل:
- متلازمة فرط تحفيز المبيض، وفيها تحدث استجابة مفرطة من المبيض للأدوية المنشطة.
- زيادة احتمالية إنجاب التوائم (ثنائي أو ثلاثي).
- الولادة المبكرة.
- قلة وزن الجنين عند الولادة.
- احتياج الأم لإجراء الولادة القيصرية عوضًا عن الطبيعية.
- ارتفاع قليل في نسبة حدوث عيوب أو تشوهات للطفل، مقارنةً بالأطفال الناتجين عن تلقيح طبيعي.
- قد يحدث مع نسبة قليلة من طرق التلقيح الصناعية تتراوح من 2-5% حدوث حمل خارج الرحم.
- أقرأ المزيد من المقالات عن الحمل والولادة على موقع أندلسية مصر
ختامًا ذكرنا في هذا المقال الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، والمراحل التي تمر بها كل وسيلة حتى تصل بأمان للنتيجة المنشودة، ونؤكد على أنهما إجراءات علاجية تتمتع بالآمان وبنسبة نجاح مرضية، إذا كانت على يد أحد الخبراء، فاحرصا على سؤال الطبيب عن الوسيلة الأنفع لكما، حتى يصل الصغير بصحة وآمان.
مشاركة المقال