ما الفرق بين البرد والإنفلونزا؟
نزلات البرد والإنفلونزا من الأمراض الموسمية الشائعة التي تنتشر بشكل كبير في الشتاء، ويعتقد نسبة كبيرة من الأشخاص أن مصطلحي البرد والإنفلونزا يشيران لنفس المرض، والحقيقة أنهما حالتان مختلفتان على الرغم من أن أعراضهما في معظم الأحيان متشابهة، ولكن هناك اختلافات رئيسية بينهما، نستعرضها في السطور التالية الفرق بين البرد والإنفلونزا.
ما الفرق بين البرد والإنفلونزا؟
الفرق الرئيسي بين نزلات البرد والإنفلونزا هو أن الإنفلونزا عمومًا لها أعراض أكثر حدة ومضاعفات محتملة. يُصاب البالغون بمتوسط مرتين أو ثلاث بنزلات برد كل عام، بينما يصاب الأطفال بمعدل أكبر، وتُعد الإنفلونزا أقل شيوعًا مقارنةً بنزلات البرد. الإنفلونزا ونزلات البرد كلاهما من التهابات الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة)، وكلاهما عدوى فيروسية، لكنهما يختلفان بشكل رئيسي في الفيروس المسبب للعدوى، وبعض الأعراض.
- نزلات البرد: هي عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي، وقد يتسبب أكثر من 200 فيروس مختلف في الإصابة بنزلات البرد، ومع ذلك فإن الفيروس الأنفي Rhinovirus هو المسبب الأكثر شيوعًا لنزلات البرد، وعلى الرغم من أنه يمكن الإصابة بنزلة البرد في أي وقت من العام، فإنها تكون أكثر شيوعًا خلال أشهر الشتاء. تنتشر نزلات البرد عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يعطس شخص مريض أو يسعل، كذلك عند ملامسة أسطح تحمل الفيروس ثم لمس الأنف أو الفم أو العينين.
- الإنفلونزا: هي مرض تنفسي علوي آخر. على عكس البرد، الذي يمكن الإصابة به في أي وقت من السنة، تكون الأنفلونزا موسمية بشكل عام. يبدأ موسم الإنفلونزا عادةً من الخريف إلى الربيع، ويبلغ ذروته خلال أشهر الشتاء. تنتشر الإنفلونزا بالطريقة نفسها التي ينتشر بها البرد. تحدث الإنفلونزا الموسمية بسبب فيروسات الإنفلونزا A و B و C، ومع ذلك فإن معظم حالات الإنفلونزا تحدث نتيجة فيروسات A و B، وتختلف السلالات النشطة لفيروس الإنفلونزا من سنة إلى أخرى. لهذا السبب يتم تطوير لقاح جديد للإنفلونزا كل عام. على عكس نزلات البرد، يمكن أن تتطور الإنفلونزا إلى حالة أكثر خطورة ، مثل الالتهاب الرئوي خاصةً عند الأطفال الصغار، وكبار السن، والنساء الحوامل، ومن يعانون من حالات تضعف المناعة مثل الربو أو أمراض القلب أو السكري.
ما الفرق بين أعراض البرد والإنفلونزا؟
تشترك نزلات البرد والإنفلونزا في بعض الأعراض، ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي تميز كلاهما عن الآخر، وسنتعرف إلى أعراض كل منهما فيما يلي.
أعراض نزلات البرد
أعراض نزلات البرد أكثر اعتدالًا من الإنفلونزا وتظهر بشكل تدريجي، ولا تسبب نزلات البرد عادةً أي مضاعفات صحية، وتختفي في غضون أيام قليلة إلى بضعة أسابيع. تشمل أعراض نزلات البرد ما يلي:
- زكام.
- سيلان الأنف.
- العطس.
- السعال.
- التهاب وحكة الحلق.
- تعب خفيف.
أعراض الإنفلونزا
على عكس نزلات البرد فإن الإنفلونزا تظهر بشكل سريع وشديد، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة. عادةً ما تختفي أعراض الإنفلونزا في أقل من أسبوعين. تشمل أعراض الإنفلونزا :
- حمى معتدلة إلى مرتفعة.
- قشعريرة.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف.
- انسداد الأنف.
- آلام الجسم.
- صداع.
- إعياء وتعب شديد.
- سعال جاف ومتقطع.
- الغثيان والقيء وكذلك الإسهال (أكثر شيوعًا عند الأطفال).
أي أن أعراض البرد تكون أقل حدة، ولكنها تستمر لفترة أطول، بينما تختفي أعراض الإنفلونزا بشكل أسرع، ولكنها تكون أكثر شدة وقد تؤدي لمضاعفات خطيرة.
كيف يمكن علاج نزلات البرد والإنفلونزا؟
قد يكون علاج البرد والإنفلونزا متشابهًا اعتمادًا على شدة الأعراض، ولا يمكن علاج نزلات البرد والإنفلونزا بالمضادات الحيوية لأن كليهما عدوى فيروسية، بينما تعالج المضادات الحيوية الحالات التي تسببها البكتيريا فقط.
- علاج البرد: أفضل طريقة لعلاج البرد هي الراحة وتناول كمية وفيرة من السوائل، ويمكن أيضًا استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف حدة الأعراض الأخرى. تشمل هذه الأدوية مضادات الهيستامين، والأسيتامينوفين والإيبوبروفين، ومزيلات الاحتقان (لا تُستخدم للأطفال دون سن 6 سنوات).
- علاج الإنفلونزا: إذا تم تشخيص حالة الإنفلونزا مبكرًا فهناك أدوية مضادة للفيروسات يمكن أن يصفها الطبيب. تساعد هذه الأدوية في تقصير مدة الإصابة بالإنفلونزا وتقليل شدتها. يجب إعطاء هذه الأدوية بشكل عام في غضون 48 ساعة من العدوى. كما يساعد الحصول على على لقاح الإنفلونزا على تقليل مدة وشدة أعراض الفيروس. خلاف ذلك، يمكن علاج الإنفلونزا عن طريق الراحة السريرية، ومعالجة الجفاف، والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي ذكرناها سابقًا للتخفيف من الأعراض.
وفي العموم يتعافى معظم الأشخاص المصابين بالبرد أو الإنفلونزا في غضون أسبوعين دون علاج طبي. خلال هذا الوقت، يمكن تخفيف أعراضهم باستخدام العلاجات المنزلية، والتي تشمل:
- استنشاق المحلول الملحي المعقم لتخفيف انسداد الأنف.
- حمام البخار لفتح مجري التنفس وتقليل لزوجة المخاط، ما يساعد على تصريفه.
- دهانات المنثول، يساعد دهان المنثول على منطقة الصدر على تخفيف السعال وفتح مجرى الهواء.
- يُنصح بالغرغرة بالماء المالح، ومص أقراص الاستحلاب لتخفيف آلام التهاب الحلق.
- تساعد المشروبات العشبية كالينسون والبابونج والتيليو على تهدئة السعال وتخفيف التهاب الحلق وتقليل لزوجة المخاط.
ختامًا، فإن معرفة الفرق بين البرد والإنفلونزا يساعد على تجنب المضاعفات، إذ ترتبط الإنفلونزا بمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، والتهابات الأذن والجيوب الأنفية، وقد تسبب تفاقم الحالات الطبية المزمنة، مثل قصور القلب الاحتقاني أو الربو أو مرض السكري، لذا إذا تم تأكيد الإصابة بالإنفلونزا يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة، وتناول السوائل والراحة للتعافي منها سريعًا.
مشاركة المقال